ينتقل الى ما اشرت به انفا من ان لمثل هذا البحث صلة بالعقيدة فهناك ايات في الكتاب الكريم واحاديث في السنة الصحيحة تأتي جمل وعبارات ينصرف كثير من الخلف عن تفسيرها على ظاهرها بطريق يشبه هذا الطريق من التأويل ومن تقديري لمضاف محدود فمثلا ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة الى السماء الدنيا تبتعد من الليل الى اخر الحديث وكقوله عز وجل في القرآن الكريم وجاء ربك والملك صفا صفا ومن علماء هنا موقفان الموقف الاول وهو الموقف الصحيح تفسير هذه النصوص من الكتاب والسنة المتعلقة بصفات الله عز وجل على ظاهرها بدون تأويل جاء ربه اي ربك المذهب الثاني وهو خطأ بلا شك من مخالفته لمذهب السلف وجاء ربك اي جند ربك مثلا او عذاب ربه او نحو ذلك من التقديرات لمضافات محذوفة كذلك فاول هؤلاء الخلف خلافا لمذهب السلف الحديث السابق الذكر وامثاله ينزل الله فقالوا الله ما ينزل وانما ينزل الله اي رحمته فقدروا ايضا هنا مضاف محذوفا ما الذي يريد ان نقوله الان لشيء من الايجاز والاختصار هو انه وان كان تقديرا مضاف المحظور معروفا في اللغة العربية وهذا هو المثال واضح بين ايديكم رأى الجوع في وجوه اصحابه كنا نرى اثر الجوع كذلك في القرآن واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها. ايضا اهل القرية فهنا مضاف محجوب فاقول وان كان هذا معروفا في الدول العربية فلابد من وضع ظابطة وقاعدة متى يجوز ان يقدر المضاف المحذوف؟ ومتى لا يجوز؟ والا صار الامر فوضى والواقع ان هذه القاعدة قد وضعها علماء اللغة ليس علماء السلف فقط ولكن الفرق ان الذين وضعوا هذه القاعدة من الخلف لن يلتزموها تصفيقا وعملا القاعدة العلمية اللغوية تقول الاصل في كل عبارة الحقيقة لا المجاز الا اذا تعذرت الحقيقة وهي مزاد يكون تعذر الحقيقة اي يكون عدم امكان تفسير الجملة العربية على حقيقتها وعلى ظاهرها ذليلا صارفا الى تفسير العبارة بالمجاز ذكروا هذا وهذا هو الضابطة والقاعدة كما اشرنا لكن لم يلتزموا الا من نهج منهج السلف ونحن الان بين بعض الامثلة المتعلقة بالله عز وجل وصفاته فهم اول جاء ربه جاء عذاب ربك مثلا اول يد الله فقالوا قدرته ونحو ذلك الكثير كثير جدا والحديث السابق ينزل الله يعني رحمته ما الذي اضطر هؤلاء ما هي القرينة للصارف عن تفسير هذه النصوص على الحقيقة لا شيء سوى ان عقولهم ضاقت عن الايمان بصفة من صفات الله عز وجل هذا الله الذي لا يرى ولا يحس به وانما يعلم به كذلك صفاته يقال فيها ما يقال في الذات فنحن لا نعرف الله الا من اياته ومن اثاره فاذا كان الله عز وجل يقول عن نفسه وجاء ربه وعطف والملك فلماذا نقول جاء عذاب ربك او جند ربك نريد ان نقول الله لا يزيد. لماذا لانهم يتوهمون ان الله حينما يقول عن نفسه جاء يجيء على رجلين مثلا يجيء وهو متعب يلهث ونحو ذلك من الصفات التي تتعلق بالبشر لكن الله عز وجل لكي لا يتبادر الى ذهن احد مثل هذا المعنى الباطل ويتأول من اجله الجندي الحق قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء تنزيه وهو السميع البصير اثبات من صفتين من صفات الله عز وجل فهل يتبادر لديه المثال حينما يقرأ وهو السميع ان سمعه كسمعنا لا وهو البصير ان بصره كبصرنا لا كذلك كل صفات الله عز وجل يقال فيها ليس كمثله شيء وهو القدير العليم الحكيم لكن في علمه وفي حكمته وفي صفته صفاته كلها لا يشبه شيئا من مخلوقاته سبحانه وتعالى عن ذلك كذلك حينما وصف نفسه بانه جاء لماذا نتخيل ان مجيءه كمجيء البشر المخلوف العاجز فلنقل يجيء مجيئا هو يعلم حقيقة نحن ما ندري حقيقة ذاته حتى ندري حقيقة صفاتنا كذلك ينزل الله لا يستطيع هؤلاء الخلف بحكم كونه بشرا ان يدركوا حقيقة نزول الله وكل البشر كذلك فهل هذا عذر لتأويل النزول؟ الجواب لا. لانه ان جاز تأويل صفة من صفات الله لعجز البشر عن ادراك حقيقتها فهذا يؤدي الى الجحش المطلق لوجود الله عز وجل لانه يؤدي الى جحد كل الصفات والله مثلا حي وانا حي فهل ننكر حياة الله حتى من يقارن حياته في حياتنا؟ نحن لا نقول حياته كحياتنا ولا حياتنا كحياته لكن حياته ليست كحياة الناس اذا مجيئه ليس كمجيئنا ونزوله ليس كنزولنا لان ذاته ليست سنواتنا وانتهت المشكلة لذلك هذا التقدير الذي يلجأ اليه المؤولة لا دافع لهم عليه الا تصور التشبيه افروا من التشويه فوقعوا في التعصيم ارجو من كل مسلم ان نحفظ هذه القاعدة من الناحية النبوية ومن ناحية الشرايين. من ناحية نووي لا يجوز تفكير العبارة على غير ظاهرها بتقدير مضاف معزور الا لضرورة قاهرة مثلا يقول الانسان جاء الامير وهل يصح بامكانه ان يقول ان يفهم العبارة جاء خادم الامير يعني بتقدير نظاف محدود ووسيلة التفاهم بين الناس الا وهي اللغة. القائل قال جاء الامين وفهموا الثاني بانه يعني جاء خادم الامير من اين اتى هذا؟ هو قال جاء الامير فكيف تقول انت هو يعني جاء خادم الامير؟ قال عظيم هذا اذا كان المتكلم بصرا مثلنا فما بالنا اذا كان المتكلم هو ربنا. وخالقنا سبحانه وتعالى يقول عن نفسه وما ندري عنه شيئا اطلاقا الا ما اخبرنا بنفسه عن نفسه يقول جاء ربه. نحن نقول جاء ربنا يأتي ربنا لكن كيف لا كيف ينزل الله ينزل حقيقة نزولا يليق بجلاله وكماله وعظمته لكن لا نعطل ولا نؤول يقولون يا اخي تقديري مبارك معروف اللغة العربية نحن نقول نعم لكن لا بد ناس من ضرورة قاهرة ما هي الضرورة القاهرة اما ان تكون آآ لفظية مذكورة في السياق او السباق او ان تكون عقلية ضرورية مثلا الاية السابقة واسألي قرية الذي عقل وله يعلم ان القرية لا تسأل والعرب حينما تكلموا بهذه اللغة تكلموا بجمل وظاهرها انها مزاج ولكنها هي الحقيقة بعينها وهذا هو الذي يريد اذ تفرد بتفصيل الكلام عليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حتى قيل عنه بانه ينكر وجود المجاز في اللغة العربية لكن الحقيقة ويمكن هذا المجاز الذي يسير اليه بمعصية او المؤولة وجود الحجة وهو يأتي بالمثال او بالجملة العربية المعروفة وهي قال الايجاب يسر الادمان كمثال للمزاج وجرى نحو يقول ابن تيمية هذا ترتيب ظاهره المجاز لكن هذه الجملة التي يسمونها مزاجا هي تعطي المعنى الذي لا يتبادر سواه للارهاب كان الايجاب هل احد من العرب يطحن اجابة درجة حرارة مثلا هو الذي يتبادر الى اذهان كل عرب كان الميزان قال ماء الميزاب. اذا هذه الجمل التي يتبادر من معانيها تقدير هذا المضاف المحدود هو في الاصل بنيت هذه الجنة على هذا الترتيب وعلى هذا المعنى اما حينما تقول جاء الامير فممكن يكون في هناك نطاق محجوب يعني ممكن انه يمشي الخادم وممكن ان يأتي الامير فهنا تبقى العبارة على ظاهرها لا تؤول بمجاز الا اذا وجدت قرينة اما كان الميزاد لا يمكن ان يفهم منه انه كان نفس المزاد. زمن النهر والنهر هو الاخدود لا يعني افراط هذه الحفرة في مثالك وانما قال ماء النهر ومقابلة هذه العبارات التي استعملت على ان المقصود منها المعنى المجازي قطعا لعبارات ظاهرها ان المراد منها حقيقتها مثل جاء بلال وذهب فلان ففلان نفسه هو المقصود بها الى من هنا قال ابن تيمية لا يجوز تأويل ايات الصفات واحده الصفات بتقدير مضاف محدود لان هذه وهذه الاحاديث في الوقت التي تتحدث عن الله عز وجل واذا بالمؤولات اه حينما تأولوا هذه الايات والاحاديث اصبحت تتحدث عن غير الله عز وجل والله اذا قال عن نفسه جاء وتؤمن بانه جاء الملك او جاء للعذاب او جاءت الرحمة ونحو ذلك بعض الحديث عن غير الله تبارك وتعالى ويوجد بما وراء ذلك مفاسد جلية واضحة جدا اتصل الان على مثال واحد في الحديث السادس ينزل الله تبارك وتعالى الى اخر الحديث واول النزول بنزول الرحمة فجاء الاعتراض عليهم من تمام الحديث فيقول الا هل من دال فاستجيب له. الا هل من سائل فاعطي فاعطي الا هل يستغفري؟ فاغفر له. من الذي يقول وانا كذا الا كذا حتى يصلى الفجر الرحمة هكذا المعنى هذا كله من مفاسد تأويل النصوص في الشرايين لعجز العقول البشرية عن فهم حقيقة المعنى مما اذا تركت النصوص على ظاهرها لسنا مكلفين ابدا ان نفهم حقائق والصفات الالهية لانه من المستحيل ان يتمكن من ذلك من اين لنا بهذه العقول ان ندرك حقيقة الصفات؟ فهل نحن ادركنا حقيقة الذات نحن كما يقول بعض العلماء ذاتنا هذه وهي معنا ونعيش فيها ما ادركناها وما ادركنا ما فيها من حقائق كالروح مثلا وكيف ندرك الله تبارك وتعالى وندرك شفاته تبارك وتعالى. هذا امر مستحيل. اذا ليس هناك الا الايمان المجرد عن كل فلسفة من جهة وتعليم والا الايمان بدون تأويل او تعظيم او او تلبيس وما احسن ما قال وابن القيم رحمه الله ثم وجدت هذه الكلمة لسيد ابن تيمية المعطل يعبد عدما والمجسم يعبد صنما لذلك لا يجوز التأويل لانه يؤدي الى التعتيم كما انه لا يجوز التشبيه وانه يؤدي الى التمثيل وكله مخالف للقرآن الكريم وبصورة خاصة الان السابقة ليس وهو السميع البصير اذا هنا في هذا الحديث نقول نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الزور قلنا اثر الجو لان الجو لا يرى وكان هذا قرين يخالف ان المتكلم العربي يعني اثر الجوع في وجوه اصحابه فقال عليه السلام ابشروا فانه سيأتي عليكم زمان يهدى على احدكم بالقصعة من الثريد ويراه عليه نفيا يعني غداء وعشاء يذكرهم الرسول عليه السلام بان الله سيوسع عليهم وانه سوف لا يكون في هذا الضيق والضنك من العيش المادي هل ستأتيني الخيرات بسبب القطاعات السكانية فزهد عليهم بالقصعة والاناء الكبير اللي فيه قريب الوحي ويرى عليهم ايضا مساء فلما سمعوا هذه الاشارة المادية من الرسول صلوات الله وسلامه عليه وبادروه بالسؤال وهذا مما يدل على فقه الصحابة وعلى عدم ميلهم الى الدنيا على حساب الاخرة قالوا يا رسول الله نحن يومين اثنين غير هنا ليس اثما انما هو اسم تفضيل. يعني اخير يومئذ حالنا عكسا ام الان قال لا قال بل انتم اليوم خير منكم يومئذ نور يظهر لان طبيعة هذه الدنيا لا تنسي للتوسع فيها مع التقوى لله تبارك وتعالى فلا يمكن ان يستوي الفتان للانسان من حيث التوسع في الدنيا ومن حيث التوسع في الاخرة فالإعتدال وبين امور الدنيا والاخرة يبدو انه امر مستحيل فكلما مال المسلم في طاعته وفي عبادته والاستفزاز منها لحساب الاخرة نقص ميله ونقصت ثمرته ايضا مما يحصله من الكف المادي فالعكس بالعكس لا يمكن هناك تماما وهذا الحديث مما دليل على ذلك وستأتي احاديث اخرى. تمام فها هنا لما بشرهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه انه لا تأسوا الان عن تعيش في حياة ضنك جوع. لا تجدون القوس الضروري وكانت في عليكم زمن قريب يأتيكم الخير اكثر من اللازم التقاء وكما هو واقع كثير من المسلمين اليوم انتم يطبخون الطبخة اكثر من الحاجز ويسخرون في نهاية الامر بعد يوم يومين وربما لما يفقدوا الطعام بعد انا في النفس من اكل ما اكلت منه اليومين سيكون مصيرها للطعام رمي الى الارض هذا فيه اخلاص والافراج يضاعف المال وذلك كتاب وسنة لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم انني من هذا الوضع الذي تعيشون فيه سوف يزول وتادي زمن قريب اه تأتيكم في ساعة صباح مساء بالفريد فقالوا يا ترى في هذه الحالة نحن الان من حيث نهي الذين كانوا التي كانوا فيها في عهد الحال. ومن ناحية دنيوية التي كانوا فيها في اسوأ حال هم الان خير ان يومئذ يوم تأتيهم القطاع الاثرية قال لا بل انتم اليوم خير من يمني هذه سنة الله في خلقه ولذلك لا تجد انسانا مال الى الدنيا ولو من طريق حلال فضلا عن الحرام الا ويكون قد قصر في النهي في دينه كثيرا او قليلا. اذا نأخذ من هذا الحديث موعظة ان مسلم اذا وجد في حياته شيء من شبط فلا يأس على نفسه ولا يحزن وليتذكر انه اذا تحمل هذه الحياة او هذا الثور في نعيش ورضي بقضاء الله وقدره فهو خير من اولئك الذين قدر لهم شيء من تعب العيش خيرا منه وبهذا الحديث الذي يقول الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة انتم انفسكم يوم تأتيكم الدنيا وتوسع عليكم لا تكونوا كما انتم اليوم انتم اليوم خير من المؤمنين الحديث الذي بعده اني عندي وقفة يعني على الاجتماع السابق خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة