ولقد اتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي وبلال طعام يأكله ذو كبد الا شيء يواريه يعني الا شيء من خبز يابس ومن الشعير كما علمتم من الاحاديث السابقة وهذا الحديث سواء بطرفه الثاني او الاول انما هو كناية بل دليل واضح على شدة ما ابتلي به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في سبيل دعوته دعوة الحق وكان درسنا الاخير وصل الى الحديث التاسع والعشرين من ديكور الترغيب في عيش السمك التاسع والعشرين بالنسبة لطباعة التي هي الطبعة المنيرية وقال المصنف رحمه الله وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لقد اخذت في الله وما يخاف احد او يخاف احد ولقد اوذيت في الله وما يؤذى احد ولقد اتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد الا شيء يواريه قبط بلال الشاهد من هذا الحديث المناسب لهذا الباب الذي نحن فيه انما هو طرفه الثاني الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام دعوة التوحيد التي جاهد المشركين في سبيلها اكثر من عشرين سنة ولاقى في سبيل ذلك الالاقي والمصايب والجوع وهذا ما يصف به نفسه عليه الصلاة والسلام بقوله انه اوي ابا لن يؤذى احد مثل اضراره واخيف ايضا خاصة لم يؤخذ مثل يقعدوا عليه الصلاة والسلام وكذلك لقي من الجوع ما لا يكاد يتصور انه مضى عليه صلوات الله وسلامه عليه ولكن يوما بليله ونهاره ولا يجدوا من الطعام الا ما يحمله بلال قادمه ومؤذنه تحت ابطه وهذا كناية عن ان هذا الشيء الذي يحمله من الطعام هو شيء قليل. لانه ما الذي يستطاع ان يحمله الانسان في هذه المدة الطويلة تحت الابط الا ان يكون الصلاة من خبز او تمرات من ثم تلك البلاد واذا نحن يجب ان نأخذ من هذا الحديث ومن امثالي من احاديث سبقت واخرى تأتي مشرفا لنا برسولنا خاصما ونصبر في سبيل الدعوة لا نتكلف الكعبة والنصب والمشقة لان ذلك ليس امرا مرغوبا في الشرع ولكن علينا اننا اذا اصبنا في سبيل دعوتنا بشيء من ذلك التعب والنصب ان نصبر على الجوع على عطش على الاذى والامر كما قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله له الاخر وذكر الله كثيرا ليست الاسوة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم انما هي محصورة للاهتداء بصلاته وصيامه وسائر عبادته فحسب وانما الاسوة به صلوات الله وسلامه عليه تشمل كل نواحي الحياة الاسرة به في عبادته نعم ولكن ايضا في خلقه وايضا من ذلك في صدره وفي تحمله المشاق في سبيل دعوته كل ذلك مما يجب علينا ان نتخذ نبينا صلوات الله وسلامه عليه اسوة حسنة لنا هذا الحديث صحيح ويكون الحاكم المؤلف رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح قال المؤلف ومعنى هذا الحديث حين خرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم غالبا من مكة ومعه بلال انما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت ابطه. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة