الحديث الثاني وهو ايضا صحيح قال وعن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة ابن غزوان رضي الله عنه وكان اميرا بالبصرة فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان الدنيا قد اذنت بصرمم اسمعوا بعد خطبة رجل من اصحاب الرسول عليه السلام وبطبيعة الحال يتكلم بلغة عربية لكن مع الاسف لا نكاد نفهم منها الا شيئا قليلا يعظ الناس وهو امير كما سمعتم في البصرة فيقول اما بعد فان الدنيا قد اذنت بصرب وولت حزاء ولم يبق منها الا صبارة الاناء يتصابها صاحبها وانكم منتقلون منها الى دار لا زوال لها. تنتقلوا لخير ما يحضركم تنتقلوا بخير ما لحضرتكم. فانه قد ذكر لنا ان الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قرارا والله لتملأني افعجبتم ولقد ذكر لنا ان ما بين مصراعين من مصاري الجنة مسيرة اربعين عاما ولا يأتين عليه يوم وهو كظيظ من اللحام ولقد رأيتني هنا الشاهد ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما لنا طعام الا ورق الشجر حتى فرحت اشداكنا فالتقطت بوزتا فشققتها بيني وبين سعد ابن مالك اتجرت بنفسها واتزر سعد بنصفها فما اصبح اليوم منا احد الا اصبح اميرا على مصر من الامطار. واني اعوذ بالله ان اكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا يقول رواه مسلم يفسر الغريب الحديث او بعض غريب الحديث في الاحرى فيقول اذنت بمد الالف اذنت بمد الالف اي امنت بصلب وهو بيضم الصاد واسكان الراء بانقطاع وفناء. حذاء هو بحاء مهملة مفتوحة ثم زادم معجبة مشددة ممدودا يعني شريعة والصباغة بضم الصاد هي اليسيرة من الشيء يتصابها بتشديد الموحدة قبل الهاء اي يجمعها والكضيب بفتح الكاف وباءين مهاجمتين والكثير الممتلئ نعود الى خطبة هذا الصحابي الجليل وهو عتبة بن غزوة رضي الله عنه حمد الله واثنى عليه ثم قال فان الدنيا قد اذنت بصرم عرفنا ان الصوم هو الانقطاع. والمقصود هنا واضح وهي انها مائلة الى والى الفناء قد اذنت بصرم وولت حزاء اي سريعة الى الفناء يجي الامر كذلك يعظ اصحابه فيقول فقبل ذلك في كتابه فيقول ولم يبقى منها الا صبابة كصبابة الاناء يتصابها صاحبها لم يبقى من الدنيا الا الشيء القليل والرسول صلوات الله وسلامه عليه يشير في بعض الاحاديث الصحيحة انه لم يبقى من دنياكم هذه بالنسبة لما مضى الا مثل ما بين صلاة العصر والمغرب هذه البقية الباقية من الدنيا وهذا ما يشير اليه هذه الخطيب المشطع عثمان غزوان فيقول ولم يبقى منها الا صبابة لفضابة الاناء يتصابها صاحبها وانكم منتقلون منها الى دار لا زوال لها تنتقل بخير ما من حضرتكم يعني اجعلوا الدنيا مزرعة الاخرة وخذوا منها زادا تتزودون به الى تلك الدار دار الاخرة التي لا جوال لها كما هو طبيعة هذه الدنيا حيث انها زائدة. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة