في جهنم تمر الناس عليه. ويبقى هو في النار بالمعنى ومعنى شعري جميل لكنه معنى خيالي قبيح الجمال فيه وهو سوري انه هو ينكبش الفداء تمر الناس عليه ذكر في جهنم وخير الناس وليهلكوها ويؤثرون على انفسهم ولو كان فيهم خصاصة. وصل به الامر الى هذا الحد لكن هذا لو ذاق هذا الوصول الى كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فلو ان هذا الانسان مد اصبعه في النار البسيطة هل سيصدر من اجل غيره؟ حرام حياة في الحياة كيف يصبر على نار هي اشد من هذه النار يعني نار الدنيا مجتمع او او سراج او كهربا او اي شيء مجموع نار الدنيا عبارة عن جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ومن هذا هو الخيال واما الثاني فهو صحيح وهو قوله رحمه الله وعن ابي بكر رضي الله عنه انه قام على المنبر ثم بكى فقال قال فينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن اول على المنبر ان بكى فقال سلوا الله فعفوا العافية فان احدا من يعطى بعد اليقين اي رب العافية نسأل الله العفو والعافية فان احدا لم يعطى بعد اليقين ايضا بالعافية رواه الترمذي رواية عبدالله بن محمد بن عقيم وقال حديث قف يريد ورواه النسائي من طرق وعن جماعة من الصحابة واحد اسامده صحيح هذا الحديث من احاديث صحيحة كما قال المؤذن وفيه اما ابا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه رفض فعل وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم سنتين ولما قام فيهم يخطب وبكى متأخرا اولا لقاء الرسول صلى الله عليه واله وسلم نفسه بين يدي خطبته في امته قال ابو بكر قام فينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عام اول على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فهذا من خير الادعية التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم يعلم منه وامرا لنا به نسأل الله العافية العفو والعافية والعفو هو ان يعفو الله تبارك وتعالى عن ذنوبنا اثامنا والا يؤاخذنا بما اجترحنا واقترفنا من ذنوب وآثام ذلك لان الانسان مهما كما وعلى ومهما حاول ان يتطهر ويتنزه من الذنوب والاثام فلا بد انه واقع في شيء منها فان كان الله عز وجل لم يعامله بعفوه ومغفرته هلك هذا الانسان لانه اثم ولابد من ذلك لذلك امر الرسول صلى الله عليه واله وسلم من متى انهم اذا سألوا الله عز وجل شيئا ان يسألوه اول ما يسألوه انما هو العفو ان يتجاوز الله عز وجل عن جنودنا وعن اذهاننا ثم اتبع ذلك بالسؤال ايضا المعافاة او العافية بعض الاحاديث الاخرى المعافاة اقبلوا الله العفو والعافية العافية هو السلامة سلامة وهي العافية ضد الصحة وقد فسروا نعم عفوا مرادك للصحة وقد فسر العلماء هذه اللفظة بالعافية المادية الصحة المادية البدنية الجسدية ويمكن ان نجعل معناها اوسع من ذلك بان تكون العافية شاملة بصفة مادية والمعنوية في ان واحد فالرسول صلى الله عليه وسلم من تلك القدفة يقول سلوا الله العفو والعافية واذا كانت العافية قد فسرها العلماء كحة البدنية النازية وفي ذلك لفتة النظر نظر جيدة الى انه لا ينبغي للمسلم فهل ليفرض وان يسأل الله عز وجل ان يبتليه بالامراض والافات بزعم ماذا تكفير السيئات وبذلك جاء في حديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عاز رجلا من المسلمين غير المريضة قد خفت فصار مثل الفرخ قال هزيلا فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هل كنت تدعو بشيء او تسأله اياه قال نعم كنت اقول ذاك المريض الذي عاده الرسول عليه السلام وصار هزيلا كالفرخ كان يقول فيدعو اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة عجله لي في الدنيا وقال صلى الله عليه واله وسلم سبحان الله لا تطيقه او لا تستطيعه افلا قلت اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله له وشفاقه في هذا الحديث الذي نقلته اليكم في صحيح مسلم انتقاء واضح مع حديث الباب والله العفو والعافية فهذا الرجل المريض كان يهمه انه لا خلاص له ولا نجاة له من عذاب الله عز وجل للاخرة ذاك العذاب الذي يستحقه بسبب ذنوبه الا ان يمد لي مع ربه عز وجل وقال يابا او ما يشبه المقايضة رجل العذاب الذي تريد ان تعذبه او تعذبني به في الاخرة اجعله في الدنيا غدا مبادرة فدله الرسول صلى الله عليه واله وسلم على طريق هو سليم من اي عذاب لا سيما عذاب الاخرة الذي قال له الرسول عليه السلام انك لا تصيبه او لا تستطيعون نسأل الله العافية هلا قلت اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار الحسنة هنا في هذه الاية وهي اية كما تعلمون ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار تشمل كل حسنة في الدنيا وفي الاخرة ويدخل في ذلك وهذه العافية التي امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نسألها ربنا عز وجل ومن هذا الحديث وذاك وامثالهما من احاديث كثيرة وردت في السنة الصحيحة يتبين لنا انفراف طائفة من الصوفية ايضا في هذا الباب لمن صرفوا في باب الدعاء الذي كنت حدثت اليكم عنه لما جاءت الاحاديث نذكر ان الدعاء ومن عبادة الله عز وجل ذكرنا لكم ان بعض ولاة الصوفية انحرفوا عن هذه القضية فرأوا ان دعاء لا يصلح الا لعامة الناس اما خاصتهم وهم يقولون قالا وحالا علمه بحالي يغني عن سؤالي ويرون ذلك عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك كذب الاصرار عليه كما وجدنا لكم انحراف بعض الحروفية عن مطلق الدعاء فقد انحرف بعضهم عن خصوص هذا الدعاء العافية سلوا الله العافية بعد ذلك وهناك من قال وهيصفه ويصفه بعض الناقلين عنه بانه من الكبار من ثمار الصالحين كان يدعو ربه عز وجل ان يجعله جسرا الذي كان يعيش فيه الصوفية في افكارهم وفي عقائدهم فضلا عن صفحاتهم لذلك لما كانوا ينقلون مثل هذا العوار عن هذا الانسان يقولون هذا صفحة من صفحات العاشقين وهؤلاء غير مؤاخذين اي اذا ليسوا قدوة بما يصدر منهم من خلال الاقوال التي تخالف السنة ومن هذا القبيل ايضا ما يروونه عن شخص منهم ان يقول فليس لي فيها ايش ليس لي فيه كيفما فكيف ما شئت فامتحني هنا مخاطب ربه ان هو ليس له وهو في احد سواه وكيفما شئت يا ربي فامتحني هذا من السنة الرسول يقول صلى الله العفو والعافية وفي حديث انس لما رأى رجل مريض قال له هلا قلت اللهم ربنا اتنا في الدنيا ابعث لي اما هذا فيقول فانه يتحدى رب العالمين ويقول وكيف ما شئت تنفع فماذا كان عاقبة هذا الانسان وقد ابتلاه الله عز وجل ببلاء بسيط جدا الا وهو وفعلا صار مجنونا وهم يصلون وبيصهنون مجنون صار مجنون مو من الهوى كما يزعمون وانما من المرض الذي قربه الى الله عز وجل ان يبتليه به وحينما يرى اطفال الكتاتيب يخرجون يقول هؤلاء الاطفال الصغار ادعوا لعمكم الكذاب يعني ما صبر قال كلام ليالي فكيف ما شئت فامتحني وامتنحوا ببلاء بسيط من بلاء الدنيا ومعه ذهب الاخرة اشد ابطال فما صبر على ذلك ولا افاقه وكان الى مرة من الاطفال الصغار يقول لهم ادعوا لعمكم الكذاب يا من تركت اذنبه لانه لم يصبر على هذا البلاء المصير وصلى الله على محمد الذي دلنا على خير الهدى وخير الهدى هدى محمد فهو يأمرنا جميعا ان نتوجه الى الله عز وجل بان نسأله العفو عن ذنوبنا والعافية في ابداننا وفي ذوات نفوسنا ذلك خير لنا من ان نسأله ان يبتلينا ثم لا نصبر على بلاغه لذلك اهم شيء الى الرسول عليه السلام والعفو والعافية قال صلى الله عليه واله وسلم في تمام الحديث نسأل الله العفو والعافية فان احدا لم يعطى بعد اليقين خيرا من العافية المقصود هنا باليقين انما هو الايمان الجازي الموضوع الذي لا شك فيه ولا ريب فبعد اليقين يأتي بالخيرية مع السلامة والصحة ظاهرا وباطنا فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا اليقين اولا ثم العفو والعافية ثانيا. اسألوا الله العفو والعافية. اين احدا لم يعطى بعد اليقين خيرا خزائن الرحمن ان تأخذوا بيدك الى الجنة