وهي الصف ويصفه بعض الناقلين عنه بانه من الكبار يعني الكبار الصالحين والصوفية كان يدعو ربه عز وجل ان يجعله جسرا في جهنم تمر الناس عليه. ويبقى هو في النار رغم الثاني فهو صحيح وهو قوله رحمه الله وعن ابي بكر رضي الله عنه انه قام على المنبر ثم بكى فقال قال فينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عام اول على المنبر ان بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فان احدا لم يعطى بعد اليقين خيرا من العافية نسأل الله العفو والعافية فان احدا لم يعطى بعد اليقين خيرا بالعافية رواه الترمذي برواية عبد الله ابن محمد ابن عقيل وقال حديث حسن الوليد ورواه النسائي من طرق وعن جماعة من الصحابة واحد اسامي صحيح هذا الحديث من احاديث صحيحة كما قال المؤلف وكما سمعتم وفيه اما ابا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه رفض بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم سنتين ولما قام فيهم يشطب وبكى متأخرا اولا لقاء الرسول صلى الله عليه واله وسلم نفسه بين يدي خطبته في امته قال ابو بكر قام فينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عام اول على المنبر ثم بكى وقال سلوا الله العفو والعافية فهذا من خير الادعية التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قيالا منه وامرا لنا به نسأل الله العافية العفو والعافية العفو هو ان يعفو الله تبارك وتعالى عن ذنوبنا وعن اثامنا والا يؤاخذنا بما اجترحنا واقترفنا من ذنوب واثام ذلك لان الانسان مهما ثم وعلى ومهما حاول ان يتطهر ويتنزه من الذنوب والاثام فلا بد انه واقع في شيء منها فان كان الله عز وجل لم يعامله بعفوه ومغفرته هلك هذا الانسان لانه اثم ولابد من ذلك لذلك امر الرسول صلى الله عليه واله وسلم امته انهم اذا سألوا الله عز وجل شيئا ان يسألوه اول ما يسألوه انما هو العفو ان يتجاوز الله عز وجل عن جنودنا وعن آذاننا ثم اتبع ذلك بالسؤال ايضا المعافاة او العافية في بعض الاحاديث الاخرى المعافاة اسألوا الله العفو والعافية العافية هو السلامة والسلامة وهي العافية ضد الصحة وقد فسر نعم عفوا مرادف للصحة وقد فسر العلماء هذه اللفظة بالعافية المادية الصحة المادية البدنية الجسدية ويمكن ان نجعل معناها اوسع من ذلك بان تكون العافية شاملة للصفحة المادية والمعنوية في ان واحد فالرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الخطفة يقول سلوا الله العفو والعافية واذا كانت العافية قد فسرها العلماء بالصحة البدنية المادية وفي ذلك لفتة نظر نظر جيدة الى انه لا ينبغي للمسلم ان يطلب وان يسأل الله عز وجل ان يبتليه للامراض والافات بزعم ماذا تكفير السيئات ولذلك جاء في حديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عاز رجلا من المسلمين غير مريضة قد خفت فصار مثل الفرخ صار هزيلا فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هل كنت تدعو بشيء او تسأله اياه؟ قال نعم كنت اقول ذاك المريض الذي عاده الرسول عليه السلام وصار هزيلا كالفرخ كان يقول فيدعو اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة عجله لي في الدنيا فقال صلى الله عليه واله وسلم سبحان الله لا تطيقه او لا تستطيعه افلا قلت اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله له فشفاه في هذا الحديث الذي نقلته اليكم في صحيح مسلم التقاء واضح مع حديث الباب اتقوا الله العفو والعافية هذا الرجل المريض كان يظنه انه لا خلاص له ولا نجاة له من عذاب الله عز وجل للاخرة ذاك العذاب الذي يستحقه بسبب ذنوبه الا ان يجري مع ربه عز وجل مقايضة او ما يشبه المقايضة ابن العذاب الذي تريد ان تعذبه او تعذبني به في الاخرة اجعله في الدنيا بدل مبادرة فدله الرسول صلى الله عليه واله وسلم على طريق هو سليم من اي عذاب لا سيما عذاب الاخرة الذي قال له الرسول عليه السلام انك لا تطيقه او لا تستطيعوا ان تسألوا الله العافية هلا قلت اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار الحسنة هنا في هذه الاية وهي اية كما تعلمون ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار تشمل كل حسنة في الدنيا وفي الاخرة ويدخل في ذلك وهذه العافية التي امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نسألها ربنا عز وجل ومن هذا الحديث وذاك وامثالهما من احاديث كثيرة وردت في السنة الصحيحة يتبين لنا انفراف طائفة من الصوفية ايضا في هذا الباب كمنحرفوا في باب الدعاء الذي كنت حدثت اليكم عنه لما جاءت الاحاديث نذكر ان الدعاء ومن عبادة الله عز وجل ذكرنا لكم ان بعض ولاة الصوفية انحرفوا عن هذه القضية فرأوا ان دعاء لا يصلح الا لعامة الناس اما خاصتهم وهم يقولون قالا وحالا علمه بحالي يغني عن سؤاله ويرون ذلك عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك كذب وصراع عليه كما بيننا لكم انحراسة بعض الصوفية عن مطلق الدعاء فقد انحرف بعضهم عن خصوص هذا الدعاء العافية اسألوا الله العافية وكيف كان ذلك وهناك من قال بالمعنى ومعنى شعري جميل لكنه معنى خيالي قبيح الجمال فيه وهو سوري انه هو كبش الفداء تمر الناس عليه ذكر في جهنم الناس وليهلكوها ويؤثرون على انفسهم ولو كانت فيهم خصاصة. وصل به الامر الى هذا الحد لكن هذا لو ذاق ماذا نقول؟ اذا كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم فلو ان هذا الانسان مد اصبعه في النار البسيطة في الدنيا هل سيصدر من اجل غيره؟ كلام خيال فيه خيال فكيف يصبر على نار هي اشد من هذه النار يعني نار الدنيا مجتمع او او سراج او كهربا او اي شيء مجنونة للدنيا عبارة عن جزء جزءا من نار جهنم كيف يخبر هذا المثال وفي هذا هو الخيال الذي كان يعيش فيه الصوفية في افكارهم وفي عقائدهم فضلا عن شطحاتهم لذلك لما كانوا ينقلون مثل هذا العوار عن هذا الانسان يقولون هذا صفحة من صفحات العاشقين وهؤلاء غير مؤاخذين اي اذا ننسوا قدوة بما يصدر منهم بمثل هذه الاقوال التي تخالف السنة ومن هذا القبيل ايضا ما يروونه عن شخص منهم ان يقول فليس لي في هواه فايش وليس لي فيها وبعدين اني كيفما فكيف ما شئت فامتحني هنا نخاطب ربه ان هو ليس له هو في احد سواه وكيفما شئت يا ربي فامتحني هذا من السنة الرسول يقول صلى الله العفو والعافية وفي حديث انس لما رأى رجل مريض قال له هلا قلت اللهم ربنا اتنا في الدنيا ابعث لي اما هذا فيقول فانه يتحدى رب العالمين ويقول وكيفما شئت فانتحل فماذا كان عاقبة هذا الانسان لقد ابتلاه الله عز وجل ببلاء بسيط جدا الا وهو وفعلا صار مجنونا وهم يصلون وبيصهنون مجنون صار مجنون مو من الهوى كما يزعمون وانما من المرض الذي طلبه من الله عز وجل ان يبتليه به فلا يوجد الطرقات وحينما يرى اطفال الكتاتيب يخرجون يقول هؤلاء الاطفال الصغار ادعوا لعمكم الكذاب يعني ما صبر قال كلام ليالي فكيف ما شئت فامتحني وامتنحوا ببلاء بسيط من بلاء الدنيا والعذاب الاخرة اشد ابطال وما صبر على ذلك ولا افاقه فكان الى مرة من الاطفال الصغار يقول لهم ادعوا لعمكم الكذاب لا ننتبه ثوبه لانه لم يصبر على هذا البلاء المصير وصلى الله على محمد الذي دلنا على خير الهدى وخير الهدى هدى محمد فهو يأمرنا جميعا ان نتوجه الى الله عز وجل بان نسأله العفو عن ذنوبنا والعافية في ابداننا وفي ذواتنا نفوسنا ذلك خير لنا من ان نسأله ان يبتلينا ثم لا نصبر على بلاغه لذلك احب شيء الى الرسول عليه السلام هو العفو والعافية قال صلى الله عليه واله وسلم في تمام الحديث اسأل الله العفو والعافية فان احدا لم يعطى بعد اليقين خيرا من العافية المقصود هنا اليقين بطبيعة الحال انما هو الايمان الجازي المقطوع الذي لا شك فيه ولا ريب فبعد اليقين يأتي في الخيرية هو العافية والسلامة الصحة ظاهرا وباطنا فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا اليقين اولا ثم العفو والعافية ثانية سلوا الله العفو والعافية فان احدا لم يعطى بعد اليقين خيرا خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة