ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلو سلمنا جدلا بانه لا يقال ان الله عز وجل كل هذه النصوص ومع كل هذا النظر السليم لا يقال ان الله فوق المخلوقات كلها مع اعتقاد انه هو غني عن العالمين. ما الذي يقال نسأل اين الله؟ فما هو الجواب الجواب ما فوق لا تحت لا يمين لا يسار لا امام لا خلف لا داخل العالم ولا خارج ارجعوا لا متصلا به ولا منفصلا عنه هذا نقوله واخيرا ان الله عز وجل اذا صح التعبير مفهوم ان الله غالب الغيوب وصل والله عز وجل جعل باول سورة البقرة اول صفة المؤمنين قال الذين يريدون من غيري الميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب. واذا كان من صفة المؤمنين الايمان بالغيب كل للغيب فاول ذلك رضي الله عز وجل غاب عن حياتنا وعن ابصارنا لكن ما غاب عن افكارنا وعن عقيدتنا فما الذي ينبغي ان نعتقده بالله عز وجل ما دام انه في الركن الاول ما يدخل في الايمان بالغيب. لا شك اننا نجد المؤمن بكل ما سبق من الايات والاحاديث التي تثبت صفة العلو لله عز وجل على خلقه فان توهم متوهم وهما ما لا يليق بالله عز وجل فعليه ان يصرف هذا الوهان وان يقف مع الامام كتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يستسلم للالغام المجردة عن الادلة الشرعية من الكتاب والسنة ولذلك تبين اننا لم نفهم العقيدة الصحيحة من النصوص الا ان ذلك يستلزم الاستقرار على الخلق مع اننا ذكرنا في اثناء البيان ان الله عز وجل هو غني عن العالمين فهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا وهو ليس بحاجة ان يتمكن منها وان يسيطر عليها ولكن له صفة العلو وبذلك نحن نقول احسان رضي الله عنه هذه هي عقيدة الكتاب والسنة وهذه هي عقيدة السلف الصالح وهذه عقيدة الائمة الاربعة كلهم دون خلاف بينهم هنالك فلماذا يلي المسلم نفسه ويدخلها في جحر الضب ويهمل عقله الضيق الصغير ليصادم بذلك النصوص القاطعة الدلالة كتاب وصف الله على ان الله عز وجل فوق المخلوقات كيف نفسر ذاك الحديث الواضح الجميل الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وبارك الله فيك لا يجوز للمسلم ان يسلم قيادة ذكره وعقله وعقيدته للاوهام لان العلماء يقولون بهذه المناسبة كل ما خطر في بالك الله بخلاف ذلك. اما ما جاء في الكتاب والسنة فيجب الايمان بها كما قال الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما كفر من الله ثم لا يجدوا في انفسهم حمدا لا تضيع خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة