ان بعض الناس من قام بالضيف عند السلام وما حكم قيام الجالس للاتي للسلام علما ان بعض الناس يغضبون اذا لم يقم احد لهم. ارجو التوضيح هنا مسألتان القيام الى الضيف والقيام للضيف وهذا فرق لغوي معروف في اللغة القيام الى الضيف مشروع ومن سنة استقبال الضيف والقيام للضيف ليس من السنة بشيء او في شيء وكثير ما يختلط احد هذين الامرين للاخر فقد جاء من سنن ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان اذا دخل على فاطمة بنت النبي صلى الله عليه واله وسلم قامت اليه قامت اليه وقبلته واجلسته في مجلسها وكانت هي لدورها اذا دخلت على النبي صلى الله عليه واله وسلم قام اليها وقبلها واجلسها في مجلسه هذا بالاكرام الضيف ان يقوم المضيف صاحب الدار الى الضيف وليس للضيف ان يقوم اليه ويستقبله وينزله في المنزل او المكان المناسب له كما جاء في حديث في ثبوته اختلاف عند علماء الحديث وهو بلفظ انزل الناس منازلهم الا ان هذا الحديث وان كان في سنده ذلك الضعف فقد فايد معناه اقول فايد معناه بسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم العملية كذلك جاء حديث اخر من هذا القبيل الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام حينما جاء سعد بن معاذ وقد قبله اليهود. يهود بني قريظة اكمن بينهم وبين النبي صلى الله عليه واله وسلم جاء سعد ابن معاذ على دابته جريحا لاكفله في عرقه في عضده فقال عليه الصلاة والسلام لمن حوله من الانصار الذين رئيسهم سعد بن معاذ القادم فقال عليه الصلاة والسلام قوموا الى سيدكم قوموا الى سيدكم هكذا الحديث في صحيح البخاري وكثير من الناس بمثل هذه المناسبة ينحرف الحديث لفظه الصحيح فيروونه بلفظ قوموا لسيدكم ويستدلون به على المعنى الثاني الذي ساتحدث عنه وهو القيام للضيف اكراما وليس للذهاب اليه واستقباله فاذا عرفتم ان لفظ الحديث في صحيح البخاري قوموا الى سيدكم وشتان عربية بينكم الى فلان وبين قم لفلان قم الى فلان اي اذهب اليه وقم لفلان اي اكراما وتبجيلا واعظاما ولذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم حينما قال للانصار قوموا الى سيدكم انما قصد قوموا الى سيدكم فاعدوه بانه كان مريضا ومصابا في اكحله كما قلت انفا هكذا جاء الحديث في صحيح البخاري من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وقد اكد هذا المعنى وفرح به تصريحا ما بعده تصريح حديث عائشة في مسند الامام احمد رحمه الله فقد روت هذه القصة على النحو الذي رواها ابو سعيد الخدري ولكنها رضي الله عنها قصدت زيادة في هذا المثني يعتبر اليوم كما يقولون في السلاح العصري الحاضر من باب وضع النقاط على الحروف بمعنى ان مثلا كان قديما يكتبون بدون اعجاب بالاهمال ويكتبون يزيد مثلا بدون نقطتين من تحت وبدون نقطة على الراء ايمكن ان تقرأ يزيد ويمكن ان تقرأ بري فلما اصطلحوا على وضع النقاط قالوا في العصر الحاضر ان هذا الاعجاب يوضح ويزيل الاشكال كانت رواية السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها من هذا الباب وضع النقاط على الحروف لان حديث ابي سعيد الخدري على الرغم من انه جاء في صحيح البخاري باللفظ الاول قوموا الى سيدكم فقد تحرص على كثير من الناس وبخاصة اولئك الذين لا يرجعون الى الاصول من كتب السنة ليأخذوا منها الاحاديث على وجهها تحرى فكما سمعتم اذا قوموا لسيدكم. اما حديث عائشة فلا يقبل مثل هذا التحريف بالرغم انها وافقت ابا سعيد الخدري بلفظ الى سيدكم ولكنها زادت فروت الحديث باللفظ التالي قوموا الى سيدكم فانزلوه لو ان راضيا اخطأ فروى الحديث قوموا لسيدكم فانزلوه لكانت هذه الزيادة توضح المقصود من هذا الحديث ولا يمكن حين ذاك ان ينحرف فهم احد من رواية قوموا الى سيدكم بمعنى لسيدكم فان زيادة انزلوه تمنع مثل ذلك التأويل هذا الحديث كحديث قيام الرسول عليه السلام لفاطمة وقيامها لابيها فانما ذلك من باب الاجلاس في المنزل المناسب وليس قياما وقعودا هكذا الذي هو القيام للاكرام هذا القيام الذي للاكرام بمعنى قم لفلان هذا خلاف السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فقد روى الامام البخاري في كتابه الادب المفرد وهو كتاب كما وصف المفرد يختلف عن كتاب المفرد الذي هو كتاب من كتب صحيح البخاري وصحيح البخاري مؤلف من سبع وتسعين كتابا كتاب الطهارة والوضوء والغسل والصلاة والزكاة ونحو ذلك سبعة وتسعون كتابا من هذه الكتب في اخر مجلد من الصحيح كتاب الادب ولما كان الامام البخاري قد التزم في كتابه الصحيح شروطا هي باتفاق العلماء ادق الشروط في الصحة لذلك جاء فافرد كتابا خاصا عن هذا الكتاب الذي هو في الصحيح وسماه تمييزا بينهما بالكتاب المفرد بالادب المفرد روى البخاري في كتابه هذا الادب المفرد باسناد صحيح على شرط مسلم وليس على شرط البخاري في الصحيح عن انس بن ما لك رضي الله تعالى عنه قال ما كان شخص احب اليهم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم زاد احمد في رواية رؤية ما كان شخص احب اليهم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رؤية وكان اذا اذا دخل عليهم ورأوه لم يقوموا له. انتبهوا الان كيف جاء هذا الحديث ما قال ما قال انس وهو خادم الرسول لم يقوموا اليه وانما قال لم يقوموا له بما يعلمون من كراهيته لذلك ما كان شخص احب اليهم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رؤية وكانوا اذا رأوه لم يقوموا له بما يعلمون من كراهيته لذلك اذا هذا الحديث يفرق بين القيام للداخل اكراما وتعظيما واحتراما فهذا خلاف السنة اما القيام الى الضيف واستقباله فذلك من اداب المبيت يجب التفريق اذا بين هذين القيامين والكراهة المذكورة في هذا الحديث الاخير حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قد تكون من باب التنزيه للمخالفة للسنة العملية التي جرى عليها اصحاب صلى الله عليه واله وسلم وقد تكون كراهة تحريمية اذا ما اقترن بها شيء زايد عن القيام الا وهو الامتثال هكذا قياما فقد جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في سنن ابي داوود وغيره انه عليه الصلاة والسلام قال من احب ان يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار من احب ان يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ففي هذا الحديث وعيد شديد لمن يدخل من الضيوف ويحب في قرارة نفسه ان يقوم له الناس تعظيما فهذا اسم كبير لان النبي صلى الله عليه واله وسلم يوعده بقوله فليتبوأ مقعده من النار وهذا الحديث وان كان الوعيد الشديد المذكور فيه تصريحا انما يتوجه الى الداخل المحب للقيام من الجالس او من الجالسين الجالسون قد يشاركونه في اثم ذاك القيام لانهم يساعدونه على ذلك لهذا لما روى هذا الحديث الصحابي الجليل وهو معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه لما دخل على المجلس وكان هناك رجلان احدهما عبد الله بن الزبير والاخر عبدالله بن عامر اما عبدالله بن الزبير فلم يقم واما عبد الله بن عامر فقام لمعاوية والمفروض في هذه الحالة ان يحتج معاوية على هذا القائم له بحديث انس السابق لكن من فقهه رضي الله عنه انه احتج بالحديث الاخير من احب ان يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ما فقه هذا الحديث ما وجه احتجاج معاوية؟ هذا عبدالله بن عامر الذي قابل لمعاوية. ومعاوية لا يحب هذا القيام بل نهاه عن ذلك وقال له لا تقم لان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من احب ان يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار فما وجه الاستدلال معاوية على عبدالله بن عامر وانكاره قيامه له بهذا الحديث كأنه يقول له انت يا عبد الله اذا استمررت على هذا القيام فربما تورطني وربما يوما ما تتشوف نفسي وتحب هذا القيام فاقع في وعيد هذا الحديث. وتكون انت وامثالك سببا للوقوع في حب للقيام. هذا وجه استدلال معاوية رضي الله عنه على من قام له اذا عرفنا هذه الامور نعرف ان التواضع من الداخلين الى المجلس الا يدور في ذهنهم حبهم للقيام وبالتالي الا يقوم الداخلون الجالسون لمن دخل وبخاصة اذا كان الداخلون كثر كلما دخل واحد اثنين قام الجلوس قياما ثم دخلوا اخرون فقاموا وهكذا تظهر هنا ظاهرة التشبه للكفار التي لا تزال ظاهرة قائمة في كثير من البلاد ونحن نرى ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قد انكر قيام بعد اصحابه قياما لم يخطر في بال احدهم انه يقوم تعظيما للرسول عليه السلام ذلك لانهم كانوا خلفه في الصلاة وهو امامهم روى الامام مسلم في صحيحه من حديث جابر ابن عبد الله الانصاري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم رمته دابته يوما على الارض واصيب في كتفه وحضرت الصلاة وحضرت الصلاة وهي صلاة الظهر فصلى النبي صلى الله عليه واله وسلم لاصحابه جالسا فقاموا خلفه قياما كما هي العادة بل الفريضة قاموا يصلون خلفه صلى الله عليه واله وسلم قياما فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هكذا اشار اليهم ان اجلسوا اشار اليهم وهم يصلون قياما خلفهم ورسول الله جالس ان يجلسوا فجلسوا وصلى بهم عليه الصلاة والسلام جالسا وهم يصلون كذلك جلوسا بجلوسه ولما قضى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الصباح التفت اليهم وقال لهم كدتم انفا يفعلون فعل فارس لعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم كدتم انفا ان تفعلوا فعل فارس لعظمائها. يقومون على رؤوس ملوكهم. انما جعل امام يغتن به فاذا كبر فكبروه واذا ركع فاركعوا واذا سجد فاسجدوا واذا صلى قائما فصلوا قياما واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا اجمعين الشاهد من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اسقط عن المصلين خلفه وكلهم اصحاء في ابدانهم اسقط عنهم ركن القيام اسقط عنهم ركن القيام لماذا؟ لكي لا تظهر الصورة المشابهة لقيام عظماء كسرى ورأى الملك هذه السورة شتان ما بينها وبين سورة قيام اصحاب الرسول عليه السلام خلفه في الصلاة او قاموا لله قانتين ورسول الله جلس متواضعا مضطرا لرب العالمين لم يكن هناك مطلقا لا من القائمين ولا من الجالس شيء من حب المشابهة مع ذلك امرهم بالجلوس وقال لهم كدتم تفعلون الصورة المشابهة لفارس لعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم. الملك جالس والناس حوله قائمون تعظيما له لم يلز عليه السلام لم يحب هذه الظاهرة لانها ظاهرة وثنية فماذا نقول اذا قام الناس وليسوا في صلاة وهم يقومون للعبد الداخل تعظيما. هذا القيام يجب ان يخص لله رب العالمين من اجل ذلك كان بعض السلف يتحرج جدا جدا من ان يقوم الناس له وفي مقدمة هؤلاء رجل من افاضل علماء الحديث والفقه الحنبلي الا وهو ابو عبدالله ذي بطة فقد كان يكره هذا القيام كراهة تحريمية وقد اتفق انه خرج ذات يوم مع صاحب له شاعر الى السوق فمر باحد اهل العلم والفضل فقام هذا الرجل العالم الفاضل لابن بطة لما مر به لكن هذا العالم الفاضل يعلم كراهية ابن بطة بهذا الخيام القاء فاعتذر له ببيتين من الشعر لطيفين جدا ولكن كان الرد الطف من ذلك واقوى قال معتذرا لا تلمني على القيام فحقي حين تبدو ان لا امل القيام. انت من اكرم الذرية عندي ومن الحق ان اجل الكراما فقال ابن بطل صاحبه الشاعر واغلب العلماء لا ينضمون الشهرة لكن صاحبه شاعر ومتفقه في فقه ابن بطة فقال له اجبه عني قال له على البديهة انت ان كنت لا علمتك ترى لي حقا وتظهر الاعظام فلك الفضل في التقدم والعلم ولسنا نريد منك احتشاما تعفني الان من قيامك هذا اولا فسأجزيك بالقيام قياما. وانا كاره لذلك جدا ان فيه تمزقا واثاما لا تكلف اخاك ان يتلقاك بما يستحل به الحرام وهنا الحكمة البالغة واذا صحت الضمائر منا اكتفينا من ان نتعب الاجسام كلنا واثق بود اخيه ففيما انزعاجنا وعلى ما هذا منتهى الحكمة وهذه ثمرة اتباع السنة. ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا من اهل السنة. خزائن تأخذ بيدك الى الجنة