بالامس انه هذا ان ذلك وقع ووقع على علم من الرسول عليه السلام وسكوت منه. ولكن هذا السكوت كان مرهة من الزمن ولم يستمر منه صلى الله عليه واله وسلم ولقد ظهر حكمة ذلك السكوت المؤقت واضحا بينا جليا في صلح الحديبية حيث اخذ المشركون ليرسلون آآ سفيرا منهم وما اريد ان اقول رسولا منهم وان كان هذا سائغا من حيث العربية فكلما ارسلوا سفيرا منهم يحارثوا الرسول عليه السلام ويصل ما يريد كان يرى هذا السفير تلك المبالغة العجيبة التي لا يعرفونها في ملوك كسرى وقيصر. من الصحابة على وضوء النبي صلى الله عليه وسلم الماء الذي كان يتوضأ به وتباركه به. فكان من شهدوا او شهدوا او شهدوا انهم عادوا الى رؤوس قريش وقالوا لهم صالح محمدا فوالله لقد رأينا كسرى وقيصر وما رأينا احدا يعذبهم كما رأينا اصحاب محمد يعظمون محمدا صلى الله عليه واله وسلم وعلى هذا جرى الصلح المعروف صلح الحديث فكان سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على مثل تلك المبالغة في التبرك به عليه السلام من السياسة الشرعية الحكيمة ولكنه آآ لانه طبع على ما وصف بحق في قوله تبارك وتعالى وانك لعلى خلق عظيم وكما قال لا تطروني كما قطرت النصارى عيسى ابن مريم انما عبد فقولوا عبد الله ورسوله وكما قال في حديث اخر لا تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله فيها فهو تجاوب في نهاية المطاف ما هذا المبنى الاساسي الذي كان يحياه الرسول عليه السلام وذلك حينما احدهم مرة يتهافتون ايضا على التبرك بوضوءه. فقال لهم ما يحملكم على هذا قالوا حب الله ورسوله. قال هنا الشاهد ان كنتم تحبون الله ورسوله فاصدقوا في الحديث وادوا الامانة. انظر هذا اللطف في النقل من الامر المفضول الى الحكم الصادر لم يصدهم الرسول عليه السلام صدق وانما مهد لهم تمهيدا باسلوب عظيم جدا ما الذي يحملكم على هذا؟ قالوا حب الله ورسوله وهم صادقون في ذلك فقال لهم هذا لا يدل على حبك لله ورسوله. والذي يدلكم على ذلك هو ان تعملوا بما جاء به الرسول عن ربه تبارك وتعالى ولهذا نحن نرى ان ما ثبت من التبرج هو ثابت وفي صحيح البخاري قصة الحديدة في صحيح البخاري لا مجال لانكارها من حيث الرواية ابدا. لكن بعض الناس يأخذون الامور بالعجلة. وآآ لا يأخذونها قوية فلو انهم نظروا اولا الى حكمة من ذاك السكون ثم اطلع على الحديث الاخير لزال الاحسان العرق عظمة الرسول عليه السلام في ذاك وفي هذا الحديث. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة