هل تكفي اقامة الحجة على اهل الشرك وسائر اهل البدع؟ ام لابد من فهمها؟ وما هو ضابط هذا الفهم؟ والله تعالى يقول انا جعلنا على قلوبهم اثنة وبارك في الكفار انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم واقرأ لا شك ان حجة الله تبارك وتعالى اذا قدمت لبعض الناس من الاعاجم باللغة العربية التي لا يفهمونها ولم تقم الحجة عليهم ومن اجل ذلك قال الله عز وجل وما ارشدنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فاذا اقام العالم حجة الله على عباده ولم يفهموها بسبب عجمة فرأت على لسانهم العربي او بسبب انهم اعاجموا فلابد لهذا العالم حينذاك ان يشرح لهم حجة الله تبارك وتعالى حتى تتبين لهم فاذا تبينت لهم الحجة ثم جحدوها بعد ان استيقنتها انفسهم ان ذلك يحكم عليهم لانهم كفار وبانهم مخلدون في النار اما مجرد تلاوة الحجة على ناس لا يبقون فذلك مما لا تقوم به الحجة باتفاق اهل العلم والله عز وجل حينما قال وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فانما يعني رسولا بلسان قومهم ليفهموا عليه ما يخاطبهم به من الوحي الذي انزل عليه من ربه تبارك وتعالى ولذلك تأكيدا لهذا المعنى جاء قوله عليه الصلاة والسلام كما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما من رجل من هذه الامة من يهودي او نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا دخل النار ففي هذا الحديث قوله صلى الله عليه واله وسلم في كل كافر على وجه الارض يبلغه خبر النبي صلى الله عليه واله وسلم كما كان هو عليه السلام في دعوته على حقيقتها ثم يكفر بها فهو في النار فقوله عليه الصلاة والسلام يسمع بي انما يعني دعوته الحق ولا يعني بطبيعة الحال لو سمع احد الكفار الاوروبيين مثلا او الامريكيين او غيرهم بالنبي صلى الله عليه واله وسلم بطريق القساوسة والرهبان والمستشرقين الذين يتحدثون عن نبينا صلى الله عليه واله وسلم بالاكاذيب ولا يحدثون اقوامهم بيحقق بحقيقة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الاخلاق والشمائل ان فيما يتعلق بشخصه ثم هم لا يتحدثون بحقيقة دعوة الرسول صلى الله عليه واله وسلم. وانها دعوة التوحيد وانها دعوة الاصلاح في كل ميادين الحياة وانما يحدثون اقوامهم على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه واله وسلم في شخصه وفي دعوته فلا يكون والحالة هذه اولئك الناس قد سمعوا به عليه الصلاة والسلام حقا ولذلك فلا يشملهم الوعيد المذكور في اخر الحديث اعيد ذكر هذا الحديث لاهميته في هذا الموضوع فان كثيرا من الناس يتوهمون انه من مجرد بلوغ القرآن الكريم بسبب الاذاعات العربية الى تلك الشعوب الكافرة قد قامت حجة الله تبارك وتعالى عليهم ولذلك فليس على المسلمين ان يعملوا شيئا من تبليغ الدعوة ليس الامر كذلك فان القرآن انما نزل بلسان عربي مبين واولئك الناس لا يفقهون منه شيئا كيف وكثير من العرب انفسهم من عامتهم هم عادوا اشباه العجم لا يفهمون كثيرا مما يتلى عليهم من كتاب ربهم فكيف يقال بان حجة الله تبارك وتعالى قد قامت على اولئك الاوروبيين وامثالهم من العاجل لمجرد انهم يسمعون كل يوم صباحا ومساء تلاوة القرآن من الاذاعات العربية فلا جرم انه يجب على طائفة من المسلمين ان يبلغوا شريعة الاسلام بلغة اولئك الاقوام وعلى هؤلاء ان يكونوا من اهل العلم حقا يحسنون ترجمة القرآن ترجمة معنوية وليس ترجمة لفظية هذا هو جواب ذاك السؤال الهام تفضل خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة