والموت سبيل كل حي واما ان يكون نسبيا كان يصاب في صحته في بدنه لصحة زوجه او ولده ونحو ذلك فهذا ايضا بلاء من الله عز وجل يبتلي به عباده قالوا آآ سلوى من الله عز وجل لعبده المؤمن يصوره على ما اذا ما ابتلاه ببلية وهي انواع كثيرة وقد جمعها الله عز وجل في مثل قوله تبارك وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ولنبلونكم بشيء من الخوف كثيرا ما يصاب الانسان المسلم في شخصه بل وفي اشخاص كثيرين من مثله بخوف فماذا يكون الحال يختلف ذلك باختلاف قوة ايمان هذا المسلم واذا اشتد ايمانه كان هذا الخون لا يؤثر فيه ولا يجعله منقلب البال بل هو هادي البال وكأنما لم يصب بشيء لانه يستحضر ان هذه الدنيا طبعت على مثل هذا البلاء والامتحان وان نسلم كل ما كان قويا في دينه كان كثيرا الى في بدنه او في نفسه الله عز وجل في هذه الاية اذا ينبه الى انواع من البلاء ولنبلونكم بشيء من الخوف وهذا نصاب به في زماننا كثيرا وكثيرا. ولذلك فلا يكون آآ نتيجة امر المؤمن من ذلك الا ان يثاب من الله تبارك وتعالى وكل ما اثيب كلما ازداد ايمانا كلما ازداد ايمانه قوة على قوة واما الجوع المذكور في هذه الاية آآ قلما يصاب العالم اليوم كعالم وان كانت بعض البلاد تشكو من ذلك بسبب بعض الفيضانات ونحو ذلك ولذلك فيجب ان يظهر المسلم في مثل هذه المصيبة على غيره من الفساق او الكفار ولا يتمهمل ولا يتضجر من مثل هذا الجوع الذي قد يصاب به كذلك قال عز وجل من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس النقص من الاموال له صور كثيرة وكثيرة جدا ومنها ان يصاب زرعه مثلا بآفة من الافات فتقضي عليه فيصبح يقلب كفيه ولكن ليس كذلك الكافر الذي شك في البعض والنشور وانما حامدا لله عز وجل على ما اصابه من هذا البلاء فينقلب حين ذاك بلاءه كما اقال الحديث خيرا له ومن نقص الاموال ان يصاب الانسان بسرقة سواء كانت هذه السرقة قليلة او كبيرة عليه ان يتلقى هذا البلاء ايضا الرضا والصبر اما النقص في الانفس فهذا امر لانه لابد منه في هذه الحياة الدنيا. لان النقص في الانفس اما ان يكون جذريا وذلك هو الموت بعينه وليس معنى هذا الابتلاء من الله عز وجل ان ليظل المسلم لا يتعاطى الاسباب التي تنقذه من البلاء اه قضية ابتلاء الله عز وجل عليه شيء وقضية عاصي هذا العبد المبتلى الاسباب التي تنجيه من البلاء شيء اخر وطبعا لا يشك احد فيما يعتقد انه لا منافاة بين نزول البلاء على العبد المسلم وبين اتخاذه السبب لصرف هذا البلاء عنه هل يصاب مثلا بمرض فهو يتعاطى العلاجات والادوية المشروعة بان يدفع هذا المرض عن نفسه فهذا لا ينافي نزول البلاء ورضاء المسلم لهذا البلاء لانه مأمور بامرين اثنين اذا نزل به البلاء ان يرضى به والامر الاخر ان يتعاطى الاسباب لصرف هذا البلاء عنهم. واقل ذلك اذا ضاقت عليه الاسباب المادية لمعالجة البلاء ان يضرع الى الله عز وجل وان يسأله ان يصرف عنه ذلك الملأ ولعلكم تذكرون حديثا اه صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم دينني اشارة الى هذا الذي حوله وهو انه لا منافاة من اتخاذ الاسباب لصرف الملأ والحديث يرويه انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هل كنت تدعو بشيء او نسأله اياه قال نعم منذ اقول اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة عجله لي في الدنيا وقال صلى الله عليه واله وسلم سبحان الله لا تطيقه او لا تستطيعوا افلا قلت اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ففي هذا الحديث ينتقد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا المريض الذي اشتد به البلاء حتى خف وزنه صار كالفرق وكأن الرسول عليه السلام اوحي اليه او شعر بانه هذا الانسان كان يدعو على نفسه وتبين ان الامر كذلك يعني يطلب من ربي عز وجل انه وهو عبدالمذنب ككل للبشر انه ان كان الله عز وجل سيعذبه في الاخرة فليعجل بذات العذاب وليصبه عليه في الدنيا صبا واعلمه الرسول عليه الصلاة والسلام ان يسأل خير الدنيا والاخرة وان يكون اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار لمن البلاء من قضية الانسان وخاصة الموت. فاذا ما اصيب به فعليه الصبر والرضا ولكن من جهة اخرى لا مانع بل قد يكون واجبا ان يتخذ الاسباب ليصرف ذلك البلاء عنه بقدم الانسان خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة