ايها المؤمنون تعلمون يرعاكم الله ان الذين ان الذين حملوا القرآن والسنة الينا هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهم علينا من الحقوق ان نصونهم وان نحفظهم وان نقتدي بهم لا سيما وهم الذين بذلوا النفس النفيس واسترخصوا ارواحهم وكل غال ورخيص للذب عن نبيهم صلى الله عليه وسلم. والدفاع عن حيظ دينهم فضربوا اروع الامثلة في التضحية والفداء وسطروا انصع الصفحات في البذل والعطاء حتى ازدان وجدوا التاريخ تضحياتهم ورصعت الزمان ببطولاتهم. وابلغوا الدين الى اصقاع المعمورة واثارهم على ذلك معروفة مشهورة فكانوا كما قال الله كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله بالعمل والعلم والدعوة والشدة البأس وهم اصدق الناس لسانا واوضحهم برهانا وبيانا وانقاهم نفوسا واتقاهم قلوبا واعمقهم علما وفهما. روى الامام احمد باسناد حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه واله وسلم. فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد فاصطفاه فاصطفاه لنفسه خير قلوب العباد فجعلهم ترى نبيه يقاتلون على دينه. فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن. وما رأوه سيئا فهو عند الله سيء اي ايها المسلمون ان الصحابة رظوان الله تعالى عليهم هم خير الناس بعد الانبياء على الاطلاق وبلا ولا يجحد فضلهم الا ذو شقاق ونفاق. عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. رواه البخاري ومسلم. بل لم يقبل الله من المنافقين ايمانه حتى يكون ايمانهم كايمان الصحابة. فقال الله لهم امنوا كما امن الناس يعني الصحابة قالوا ان اؤمنوا كما امن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. وقال عز وجل لما ادعى اليهود الايمان فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. ولا تحصلوا الهداية الا باتباع طريق الصحابة. رضوان الله تعالى عليهم اي عباد الله ان الصحابة اثنى الله عز وجل عليهم في كتابه. فقال محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. شهادة من الرحمن مسطورة في القرآن يتلوه المسلمون الى اخر زمن ولنعلم اي عباد الله ان خير الناس هم قرن الصحابة كيف لا وهو معلمهم وهو قدوة وهو امامهم وهو مزكيهم وهو مطهرهم وهو معلمهم. صلوات ربي وسلامه عليه. ولذا كان حب من الدين والايمان وبغضهم من النفاق والطغيان. قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله في عقيدته وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم وانتقاصهم وعن الطعن فيهم وازدرائهم لانهم صحابة نبيه ووزراؤه وحملة دينه ووصفياؤه فان لحومهم مسمومة وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي. فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه رواه البخاري ومسلم. قال النووي رحمه الله وسبب تفضيل نفقتهم انها كانت في وقت الظرورة وظيق بخلاف غيرهم ولان انفاقهم كان في نصرته صلى الله عليه وسلم وحمايته وذلك معدوم بعده وكذا جهادهم وسائر طاعاتهم. وقد قال الله لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل وهم المهاجرون والانصار لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وهم مسلمة الفتح اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وكلا وعد الله الحسنى اي وعدهم الله جنة هذا كله مع ما كان في انفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والايثار والجهاد في الله حق جهاده وفضيلة صحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء من العلم والعمل. نعم اننا ينبغي ان نقرأ القرآن لنعرف من صفحاته الصفحات البيضاء من تاريخ الصحابة وان نترك ما سطره علماء التاريخ فانهم زوروا او زودوا او نقصوا فتغيرت التاريخ وشهادة الله احق ان يتبع. زكى الله نياتهم فقال في سورة الحشر يبتغون فضلا من الله ورضوانا. زكى الله اعمالهم في سورة الحشر فقال وينصرون الله ورسوله زكى الله السنتهم في سورة الحشر فقال اولئك هم الصادقون. وربما يوسوس سوء ابليس انهم بشر يخطئون ويقع منهم الذنوب وانهم ربما فعلوا وفعلوا فاسمع الى شهادة الله فاسمع الى تزكية الله مع علمه بوقوع الذنوب عنهم وهو يقول لقد تاب الله على النبي والمهاجرين الكريم والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة. ولذلك جعل مكانهم الجنة وانزله وانزل شهادته لهم بالجنة في اية تتلى في سورة براءة وهي الاية المئة منها والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه الاية. نعم وشهد الله عز وجل وشهد الله عز وجل لهم بالايمان فلا يهظم حقهم بعد شهادة الله الا رجل مخطئ او ضال يقول جل وعلا في الاية القبلة قبل الاخيرة من سورة الانفال والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله وهؤلاء هم المهاجرون. والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله. بقي الانصار فقال والذين اووا ونصرو ماذا لهم؟ من هم؟ اسمع الله يقول والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله. والذين هاووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا. هذه شهادة الله فلينظر العاقل يقبل شهادة من؟ فالواجب على كل مؤمن عباد الله وعلى كل مسلم ان يتقي الله وان ترظى عن الصحابة ويدافع عنهم ويواليهم والا يبغظهم ولا يعاديهم وان يذكر محاسنهم ويحبهم والا فيهم او يسبهم هذا شأن المؤمنين المتقين الذين يعرفون لاهل الفضل فظلهم ويردون الجميل والاحسان لغيره قال عز من قائل والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد المهاجرين والانصار والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا ربنا ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. رواه الطبراني. وحسنه الالباني. فالله الله في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصحوا من لم يعرفوا قدرهم واجتهدوا في حسن النصيحة لهم والحذر الحذر من سب الصحابة والطعن فيهم فانه يغضب الرب جل في علاه وخاصة وخاصة عباد الله اننا في الشهر الحرام وسب الصحابة والطعن فيهم وانتقاصهم طعن في النبي صلى الله عليه وسلم لانه معلمهم وهو مربيهم ومزكيهم وهو امامهم فانتقاص تلامذته انتقاص للمعلم واعملوا فيه بما يرضي ربكم واقيموا فرائضه واجتنبوا محارمه تسعدوا في الدنيا وتفلحوا في الاخرة. اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وارضى اللهم عن الاربعة الخلفاء الراشدين والائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن بقية الال والصحابة اجمعين وعن التابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين. واجعلنا معهم يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين وانصر عبادك المؤمنين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والاموات. انك قريب سميع مجيب اللهم وفق امير البلاد وولي عهده لهداك واجعل اعمالهما صالحة في رضاك وارفع بهما راية الحق والدين وارزقهم البطانة من الصالحين وانفع بهما البلاد والعباد بما تحب وترضى. وخذ بنواصيهما للبر والتقوى. اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا. سخاء رخاء دار عدل وايمان وسائر بلاد المسلمين. اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين