الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد لا يختلف اثنان من المسلمين في ان للمساجد فظلا عند الله جل وعلا وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند المؤمنين وذلك لان الشيء انما يشرف باظافته الى الشريف والله جل وعلا اذا اراد ان يشرف شيئا اظافه الى نفسه اذا كان الشيء له ذات خارجي مثل اذا اراد ان يشرف العبد يقول عبد الله واذا اراد العبد ان يكون ان يكون شريفا فعليه ان يقر بالعبودية لله فيقول انا عبد الله ومثل كون الله جل وعلا جعل ناقة صالح اية من اياته فاضاف الناقة الى نفسه فقال ناقة الله ومثل بيت الله الكعبة اضافه الله جل وعلا الى نفسه اضافة التشريف وكما هو متقرر في عقيدة اهل السنة والجماعة فان الاظافة الى الله جل وعلا على نوعين اضافة ذات فهذه اظافة تشريف واضافة معاني وصفات فهذه اظافة وصفية لله جل وعلا فاذا كانت هذه المساجد التي هي بيوت الله في الارض يكفي في فضلها كونها مضافة الى الله جل وعلا اضافة خاصة الارض كله لله والسماء سماؤه والارض ارضه والملك ملكه فاذا اظاف الشيء على الى نفسه على وجه الخصوص علمنا ان لهذا الشيء خصوصية زائدة ولذلك الله سبحانه وتعالى قال وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا