قال حدثنا ابن تيمية قال حدثنا عبد العزيز ابن محمد عن صفوان ابن سليم وسعد بن سعيد عن عمر بن ثابت الانصاري عن ابي ايوب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال فكأن كما صام الدهر من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر المقصود انه يصوم رمظان وستة ايام من شوال في كل سنة ما دام قادرا على الصوم ايا وليس المقصود انه يصوم ستا من شوال في سنة واحدة لان هذا معناه يصوم سنة فقط صيام سنة والسبب في هذا ان الحسنة بعشر امثالها كما اخبر الله جل وعلا في كتابه من يأتي بالحسنة فله عشر امثالها ورمضان يكون عن عشرة شهور يبقى من السنة شهران يكون عن ستة ايام اذا اتبع رمظان ستة ايام كانه صام السنة كلها. واذا استمر على هذا في عمره كله فكأنما صام الدهر كله وهذه الستة فيما يظهر من الحديث كما يقول كثير من الفقهاء انها من اول الشهر يعني بعد العيد مباشر يتبعها رمظان واما اذا اخرها في اخر الشهر او وسطه فقد اتبع رمضان ست ولكن ليست لرمضان واتباعه يكون قد تخلله ايام فطر فلم يتبعوا والصواب في هذا انه اذا صام ستة ايام من شوال سواء صامها بعد العيد مباشرة او صامها في وسط الشهر او في اخره وسواء صامها مفرقة او متتابعة وقد صام ستة ايام وتحصل على الموعود الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن يستحب ان تكون في اول الشهر لان هذا دليل على الرغبة في الصوم والمبادرة ايضا الى ذلك لان لا يشغل ثم يمضي الشهر وهو مشغول فتفوت وقد استشكل بعض العلماء كونها من شوال لان ما دام العلة بان الحسنة بعشر امثالها كله سواء سواء كانت من شوال او من ذو القعدة او من ذي الحجة او من محرم او من صفر او من غيرها من اي شهر من شهور السنة فانه اذا صام الستة يكون له بالحسنة عشر امثاله فتقوم مقام شهرين من اي شهر كانت فلماذا خص شوال الجواب ان تخصيص شوال لان الصوم قريب لانه قريب العهد بالصوم فاذا عاود الصوم مرة اخرى دل ذلك على رغبته في الخير وانه يحب ان يكون له عند الله جل وعلا عملا متواصلا فيكون في ذلك زيادة زيادة غير ما لو صامها من غير شوال واذا جاء النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب اتباعه وقبوله وطرح التعليلات التي قد يعلل بها بعض الناس لان علينا التسليم القبول والتسليم لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم