الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فانا نعلم جميعا ان الانسان بحاجة ماسة الى مواسم للخيرات ومواسم للطاعات والعبادات. ولذلك الكريم تبارك وتعالى من على عباده بان جعل لهم اوقات بان جعل لهم اوقات فاضلة ومناسبات كريمة يتقربون بها الى الله تبارك وتعالى وفيها بانواع من العبادات. ومن هذه المواسم الفاضلة العشر الاول من شهر ذي الحجة وكلنا نعلم ان الله تبارك وتعالى اقسم بهذه العشر فقال سبحانه وتعالى والفجر وليال عشر والشفع والوتر. الليالي العشر قال جمع من المفسرين وعلى رأسهم حبر الامة وترجمان القرآن ابن عباس ان المراد العشر من ذي الحجة. ولكن قد يرد سؤال لماذا اقسم الله عز وجل بليالي العشر؟ مع ان الفضل ثابت للعشر ذلك لان الاصل هو الليث والنهار تابع والحلف بالاصل لاحق معه الفرد ولا عكس. ثم الله تبارك وتعالى ذكر في القرآن قال واذكروا الله في ايام معلومات وقال واذكروا الله في ايام معدودات. الايام المعدودات من اهل العلم من قال المقصود بالايام المعدودات هي العشر من ذي الحجة. وانتم تعلمون ان ذي الحجة من الاشهر الحرم المعظمة في كتاب الله عز وجل يوم خلق السماوات والارض والى ان تقوم الساعة قال الله تبارك وتعالى ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم فسر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذه الاشهر الاربعة الحرم فقال ثلاثة سرد ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وواحد فرد وهو رجب مضر. كما في صحيح البخاري وغيره النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم رغب امته الى العمل في هذه الايام العشر. فقد في ذلك عدة احاديث كلها بمعنى واحد عن طريق ابي هريرة رضي الله عنه وعبدالله ابن عمر وعبدالله ابن عباس وجابر وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام يعني عشر ذي الحجة ما من ايام العمل الصالح فيهن. وفي بعض الروايات عدم ذكر العمل الصالح وانما فيه ما من ايام العمل فيهن احب الى الله. والمقصود به الصالح لان العمل الذي يقرب الى الله هو العمل الصالح. كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و في بعض الروايات انه عليه الصلاة والسلام قال ما من ايام العمل الصالح افضل في بعض الروايات احب وفي بعض الروايات دلالة على ذكر هذه الاعمال من حيث الجملة فقال الصحابة رضوان الله عليهم يا رسول الله لما سمعوا فضل العمل في هذه العشر وهم في اذهانهم ان افضل الاعمال الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله لا يذهب ذهن الانسان الى القتال فقط فان الجهاد في سبيل الله اعم من القتال وربما يكون انسان مجاهد في سبيل الله وليس يقاتل ولذلك الله سبحانه وتعالى قال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. وقتال الاعداء نوع من الجهاد في سبيل الله قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ عنوا المعنى الخاص وهو القتال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء. او لم يرجع بشيء من ذلك هذا الحديث يؤكد لنا صريح العبارة ان الاعمال الصالحة في هذه الايام لا مثيل لها. فان قال قائل فهل الاعمال الصالحة في هذه الايام افضل من عشر رمضان؟ الجواب نعم لان الفضل في العشر الاواخر من شهر رمضان متعلق بالليالي. لوجود ليلة القدر والفضل في هذه الايام متعلق بالنهار ولذلك الله سبحانه وتعالى سمى العاشر من هذا العشر سمى اليوم العاشر من هذا العشر سماه بيوم الحج الاكبر. ولذلك جمهور المفسرين يقولون في قوله جل وعلا واذان من الله ورسول الناس يوم الحج الاكبر ان المقصود به يوم النحر وذلك لان جل اعمال الحجاج انما تؤدى في اليوم العاشر وايضا ان الحجاج يجتمعون في هذا اليوم في منى وحول الحرم ويكونون كلهم في الحرم اليس احد منهم خارج فسمي بيوم الحج الاكبر هذا الحديث الذي فضل فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الاعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة جاء في مسند الامام احمد من رواية ابن عمر بيان بعض هذه الاعمال بالنص فقال صلى الله عليه وسلم فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد فاكثروا فيهن اي في هذه العشر من التهليل والتكبير والتحميد. التهليل قول المسلم لا اله الا الله. والتكبير قولنا الله اكبر والتحميد قول لا الحمد لله. وجاء هذا عن جمع من الصحابة انهم كانوا يكبرون تكبيرا مطلقا كما قال عز وجل واذكروا الله في ايام معدودة. ففسر الذكر هنا بقوله واذكروا الله في ايام معدودات ان المقصود الذكر المطلق. وهو ان الانسان يقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد او اي صيغة من هذه الصيغ الواردة عن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. يقولها المسلم فيحقق معنى قوله تعالى واذكروا الله في ايام معدودات اذن الانسان عليه ان يشتغل بالتهليل والتكبير قياما وقعودا دخولا وخروجا ذهابا وايابا من هو قاعدا ثم شرع ابتداء من اليوم التاسع الذي هو يوم عرفة من الصلاة الفجر شرع للمسلم ان يبدأ بالتكبير المقيد وهو بعد الصلاة يكبر الامام ويكبر المأموم الكل يكبرون ويقولون الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ما دام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد اطلق فضل الاعمال في هذه العشر. وهنا الانسان ينبغي له ان يكون فطنا وان ينظر الى رصيد نفسه كيف يزيد ويكون التاجر مع الله خيرا من تجار الدنيا تجار الدنيا ينظرون الى انه بعد ايام موسم العيد. ما الذي يريده الناس في العيد؟ يجلبه. ما الذي يريده الناس بعد العيد فينبغي لنا ونحن نتاجر مع الله تبارك وتعالى ان نفطن وان ننظر الى الاعمال الصالحة التي نصت عليها النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم فنكثر منها وقد نص عليه الصلاة والسلام بالتكبير والتهليل والتحميد وكذلك نص عليه الصلاة والسلام على الاضحية. فانه عليه الصلاة والسلام كان يرغب اصحابه في الاضحية حتى انه كان يشدد عليهم ويقول من لم يضحي فلا يقربن مصلانا. من لم يضحي فلا يقربن مصلانا يقول ابو امامة ابن سهل كما اورده البخاري في كتاب الاضاحي ان النبي آآ ان ابا امامة ابن سهل رحمه الله من التابعين قال كان المسلمون يسمنون الاضاحي. اذا هذه السنة ينبغي للانسان يهتم بها ومن الاعمال الصالحة المحافظة على الذهاب الى الحج اذا امكن للانسان القدرة فان بعض الناس يكون عنده المال وعنده الصحة وعنده الوقت ومع ذلك يسوف في الحج ولا يدري لعله لا يدرك الحج القادم ويموت ولم يحج. ولا يدري المسيكين ايحج عنه او لا يحج ثم ان فرضنا انه حج عنه فهل حج فلان عنك كحجك عن نفسك هل تضرع الى الله عنك تضرعك لنفسك؟ كل انسان يدرك انه لا يمكن ان يكون تضرع الانسان عند ربه كتضرع الغير له عند ربه ولهذا ينبغي البدار والمبادرة الى الحج ولهذا قال جل وعلا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. والكفر هنا نكرة على صيغة الفعل فان المقصود به ان كان انكارا للحج يكون كفر اكبر وان كان تكاسلا عياذا بالله تقاعسا يكون كفرا اصغر وهذا امر عظيم ايها الاخوة وخطير واذا كان الانسان يحرص في هذه الايام على الاعمال الصالحة فان عليه ان يحج متمتعا فيعتمر. ولعل هذا من احد الاسباب التي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حث فيها امة على التمتع. وقال عليه الصلاة والسلام لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت لهدي وجعلته ولجعلته عمرة متمتعا بها الى الحج او كما قال صلى الله عليه وسلم وما دام ان الحديث مطلق ما من ايام العمل الصالح فيهن لان كلمة العمل الالف واللام الاستغراق بل جميع الاعمال فهنا ينبغي لنا نحن ان ننظر ما الذي يكون من الاعمال انفع فان العمل اما ان يكون لشدة الحاجة اليه انفع او لكونه متعديا انفع. او لكونه مصلحا للنفس انفع او لكونه عاما انفع. فينبغي للانسان ينظر. فحين اذ يتصدق ويصلي ويمكث في المسجد ويقرأ القرآن الكريم ويقضي حاجات المسلمين وايضا ينظر الى الفقراء والمساكين والمعوزين فيعينهم على الخير يوسع على عياله ولا سيما والعيد قادم بما يقدر عليهم وينبذ البخل وآآ يجهد نفسك في ادخال السرور والسعادة على نفسه واهله واولاده وعلى جيرانه واصحابه وعلى المسلمين هذه اعمال صالحة المبادرة اليها من الخيرات التي قال عنها النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه الايام العشر بشر. ولهذا ايها الاخوة ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في لطائف المعارف ان السلف كانوا حريصين في هذه العشر في العبادات اشد من حرصنا على العبادات على العبادات في العشر الاواخر من رمضان. تأملوا معي كيف الناس في العشر الاواخر من رمضان في مساجد ها وباعداد هايلة ويقرأون القرآن ويبكون ويذكرون الله كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين اشد اشد اشد حرصا على العبادات في هذه الايام. لان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد فتح لهم مضمار السباق وكم من انسان كان معنا ولم يدرك هذه العشر فهذه نعمة من الله علينا وعليكم ان احيانا حتى ادركنا هذا العشر فينبغي ان نبادر فيها الى الاعمال الخيرة النيرة المباركة ولا ينبغي للانسان ان يبخل كم من انسان ينظر الى رصيد نفسه في البنك. هل زاد او نقص في هذا الشهر؟ والواجب على المسلم العاقل اللبيب ان ينظر الى رصيد اخرته. هل زاد ونقص؟ فانه قد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت. وما سوى ذلك فلورثتك وقال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ايكم مال مورثي احب اليه من مال نفسه. قالوا يا رسول الله كلنا ما له احب اليه من مال المورث. فقال ما له ما قدم واللي باقي هذا ومن هنا ينبغي للانسان ان يتأمل وان ينظر الى هذه الدنيا الفانية. التي لا لا قرار فيها لاحد وينبغي الانسان ان يتأمل في مثل هذه المناسبات ويدخل على قلبه الزهد والورع والتقى والصلاح وان يعزم وان يعلم كما ان الايام والليالي تدور فان هذه الدنيا ليست بدار بقاء. وان تعاقب الايام دليل على فناء عمر الانسان لمن يعقل ويتدبر هذه كلمة اردت ان اذكر نفسي واياكم بان نعمل وان نتعاون على البر والتقوى ويذكر بعضنا بعضا عن الاعمال الصالحة انت في بيتك مع زوجتك مع اولادك مع امك مع اخواتك تجلس معهم تذكرهم شيء بالله عز وجل تقرأ عليهم احاديث تذكرهم بايات من كتاب الله تبارك وتعالى تشعرهم ان هناك فرقا عظيما هذه الايام وبين ما عداها من الايام الاخرى ثم نتحدث عن الاضحية التي هي من شعائر الاسلام. الاضحية من شعائر الاسلام. ولذلك الله جل وعلا ذكر الاظاحي بعد قوله جل وعلا ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. قال تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. اي نعم اختلف العلماء في حكم الاضحية لكن اختلافهم لا يعني تسويغ او التسويف في ترك الاضحية والتسويف هلاك التسويف هلاك ايها الاخوة تسويف مهلكة فينبغي على الانسان لا يسو اوف ما دام الله عز وجل امكنك واقدرك واغناك واعطاك ما الذي يمنعك من ان تضحي لله تبارك وتعالى الذي له ملك السماوات والارض وانما طلب منك ان تضحي لكي تتقرب اليه بذلك وهو الغني جل في علاه. اليس الله قد البسنا؟ اليس الله قد اربعنا؟ اليس الله قد اغنانا قد اطعمنا قد سقانا قد عافانا. ما الذي يمنعنا ان نتقرب اليه تبارك وتعالى؟ ايها الاخوة الانسان العاقل لا يفكر ماذا قال الفقهاء في المسألة يفكر ما الذي يقربه الى الله فيفعل تأملوا معي ابراهيم خليل الله امره الله ان يذبح ولده تقربا الى الله ما قال لا كيف ما يصير؟ هذا امر والله لا يمكن لاي انسان من البشر ان يفعله ما لم يصل الى مرتبة من العبودية اليقينية مثل ابراهيم عليه السلام واخوانه الانبياء الله جل وعلا قال وفديناه بذبح عظيم. وجعل ذلك الذبح من السنن المتبعة التي ينبغي علينا ان نتبع فيها ابراهيم عليه السلام. فنحن لا نتعرض لحكم الاضحية. وان كنا نرى ان صحيح من اقوال اهل العلم ان الاضحية واجبة هذا هو الصحيح اولا لقوله تعالى فصل لربك وانحر جمع من المفسرين قال المراد بالاية فصل لربك صلاة العيد وانحر اي اضحيتك ولقول النبي صلى الله عليه وسلم من لم يضحي فلا يقربن مصلانا. ولقوله صلى الله عليه وسلم لابي بوردة بنائية لما قال يا رسول الله اني ذبحت اضحيتي قبل الصلاة قال صلى الله عليه وسلم انها لا تجزئك. وفي بعض الالفاظ قال اعد مكانها. ارأيتم لو كانت سنة. او كما يقول بعض الناس مندوبة فقط ايأمره بان يعيد؟ ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما شدد في امر دل على ان الامر عظيم. اي نعم. من لم يملك فنحن نبشره ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم هذا عني وعن ال بيتي ضحى بكبشين املحين اقرنين عظيمين سمينين قال اللهم هذا عني وعن ال بيتي. ثم ذبح الاخر وقال اللهم هذا عن امة محمد ممن لم يضحي منهم المقصود من لم يضحي منه مو بالاغنياء. يجي الغني يقول ضحى عني النبي صلى الله عليه وسلم لا المقصود من لم يجد مالا يضحي اما من وجد مالا ثم لم يضحي فانه يدخل تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم من لم يضحي فلا يقربن مصلاه والاضحية من احكامها انها في الشاة لا بد ان تكون قد اكملت ستة اشهر في وآآ المعز لابد ان تكون قد اكملت سنة. وفي البقرة لابد ان تكون قد اكملت السنتين. وفي الابل قد اكملت خمس سنوات كما نبه على ذلك العلماء رحمهم الله تعالى الاضحية ينبغي للانسان يهتم بها وان آآ يثمنها وان يشتريها قبل العيد وان يربيها ويشعر اولاده واهله باهمية الاضحية ويحسسهم والافضل ان الانسان يضحي بيده. اذا امكن. فاذا لم يمكن فانه يجوز التوكيل. وقد صح في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نحر بيديه الكريمتين ثلاثة وستين ثلاثا وستين بدنة. ثم اعطى السكين عليا ووكله في نحر ما بقي وكان الابل مئة فدل على جواز التوكيل ولفظا للانسان في الاظحية ان يذبح في بيته اذا امكن لكن لو ذبح في المصلى فقد بوب عليه البخاري رحمه الله وغيره قال باب من ذبح في المصلى يعني في مصلى العيد في الصحراء فلو ذبح الانسان في اماكن في غير البيت الامر فيه واسع. واليوم ولي الامر يمنع الذبح في البيوت. لما يسبب من بعظ امراض فحينئذ ينبغي الذبح في المسالخ ولو ان الانسان اراد ان آآ يطعم من هو محتاج او او فقير اشد من حاجتنا وكان في بيته اضحية فاراد ان يرسل الاضاحي الاخرى لاخوانه او زوجة او اولاده البالغين الذين معه في البيت ممن لهم رواتب خاصة وحسابات ومدخولات خاصة ان يظحوا في خارج البلد لحاجة المسلمين فالامر فيه ان شاء الله واسع على الصحيح من اقوال اهل العلم وان كان في المسألة خلاف بين الفقهاء قديما وحديثا. فقد نص جمع من الفقهاء مثل حنابل وغيرهم ان نقل الاضاحي الى خارج مكان السفر انه لا يجزئ. وان كان الاخرون قد جهزوا والامر فيه ساعة ان شاء الله تبارك وتعالى من اراد ان يضحي فقد جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ام سلمة رضي الله عنها انها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اراد ان يضحي وقد دخل العشر فعليه ان يمسك من شعره واظفاره هذا الحديث في صحيح الامام مسلم. ولا يعترض على هذا الحديث بما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت كنت افتل القلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرسل هديه الى مكة ثم لا يحرم عليه شيء مما يحرم على المحرم. اولا لان المقصود انه لا يحرم عليه الطيب والنسا. وقد جاء ذلك مفسرا عنها رضي الله تعالى عنها ثانيا ان حديث ام سلمة من قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو خاص والخاص مقدم على العام من جهة ثم القول مقدم على الفعل من جهة اخرى. ثم حديث عائشة رضي الله عنها انما هو وفي الهدي المرسل الى مكة وليس في الاضحية. ثم ان قلنا ان البرصة اظاحي فهذا فيه دليل صريح على جوازي ارساء الاظاحي الى خارج اه البلد الى خارج مسافة القصر. اذا كان الانسان يظحي فانه يسن في حقه انه ينوي ان هذا عنه وعن اهل بيته القاصرين. الذين يعيشون معه ويأكلون معه ويطعمون ويطعمهم. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يشركون الناس في يشركون يعيلون بالاضاحي. واذا كان لهم اموال خاصة فكانوا يضحون وقد جاء في صحيح الامام البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه البقر وكان عدد نسائه كم سبع فلما ضحى ببقر فصار الاضحية عن كلهن ودل هذا على ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى عن نفسه بكبش وبالابل وضحى عن نساء البقر. دل على انه يجوز ان يكون ما هو يجوز الا يجب على من يملك ان يضحي هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد ضحى عن نسائه. وهذا فيه فائدة اخرى وهي ان الواجب من الاضاحي اذا تبرع به الغير كولي الامر او الاب او الاخ او الصاحب ورضي به المكلف البالغ فانه يصح. وقد بوب عليه البخاري رحمه الله وبين ان النبي صلى الله عليه وسلم قدمت اليه قدمت اليه ظأن فدفع بعضا منها الى اصحابه لينحروا اضاحيهم. فهذا نص صريح على انه يجوز للانسان ان يهدي اضحية لاخيه او لابنه او لزوجته او لامه او لابيه او لصاحبه او لاي انسان كان فان هذا امر واسع ولله الحمد والمنة. كذلك ينبغي للانسان اذا نحر هديه واظحيته ان اه يأكل منه وقد دص بعض الفقهاء على ان الاضاحي تثلث ثلث يطعم نفسه وعياله وثلث يطعمه للفقراء والمساكين تمليك كان وليس اطعاما تمليكا يعني يعطيهم اللحم اعطاء. وثلث آآ يهديه لجيرانه واصحابه واخوانه واذا كانت الاضحية اراد الانسان ان يضحي ان يهدي كله او ان يتصدق بكله او ان يأكل قل له فالامر فيه واسع. ولكن لا يعطي الجزار من الاضحية شيء مقابل الجزارة. لكن ان اعطاه هدية كالجلد مثلا او اعطاه هدية لحما فالامر فيه واسع ولكن لا يعطى الجزار شيئا من الاضحية على وجه المعارضة. لان الاضحية انما نويت التقرب بها الى الله فكيف بعد ذلك تجعل شيئا من ذلك المقرب الى الله تجعله عوضا في مقابل منفعة دنيوية فهذا امر لا لا يجوز. كذلك ايها الاخوة اذا كان الانسان يضحي فمتى يأخذ من شعره واظفاره الصحيح انه يأخذ بعد الذبح وبعد النحر. بالنسبة الشياة والظأن الذبح. وبالنسبة البقر والابل النحر ولو ذبح ما نحر ما ينحر او نحر ما يذبح الامر فيه واسع لان المقصود هو ان غار الدم المقصود هو انهار الدم. وقد ذكر جمع من الفقهاء ادابا في كيفية ذبح الاضاحي يمكن لانسان ان يتعلمها اذا كان يذبح بنفسه فيسمي الله عز وجل ويكبر ثم يبين معلنا انها اضحيته حتى لا يظن ظان انه شيء اخر يشرك في الاضحية اهله هو من يطعمهم ومن يكون في اعالته ويجعل اه وجه الاضحية الى القبلة ويضع ركبته او على صفحتها ثم اه يذبح الشاة نائمة وعلى الجنب والبقرة والابل قائمة نحرى هذا ما تيسر الحديث عنه نسأل الله جل وعلا ان يتقبل منا ومنكم صالح العمل وان يعيننا واياكم على انفسنا وان يبارك لنا في اوقاتنا. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين تبارك الله