السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يجعلنا واياكم ممن رظي الله تعالى عنه وامده بفضل منه ورحمة الصيام وهو من اصول العبادات الشرعية التي اوجبها الله على المؤمنين وكتبها على هذه الامة وعلى من سبق من الامم وفقهه يقع في فقه احكامه وفي فقه الحكم الشرعية التي شرعها الله في هذه الشريعة المباركة التي انزلها على نبيه عليه الصلاة والسلام اما ما يتعلق باحكامه فانها في الجملة واضحة للمسلمين وانما يكون الحديث في هذه الدقائق عن بعض الحكم الشرعية المتعلقة بمثل هذه الشعيرة المباركة ذلكم ايها المؤمنون ان الله انعم على هذه الامة نعما لم ينعمها على امة نبي من الانبياء قبلها وجعل لهذه الامة من الاختصاص والكرامة عنده سبحانه وتعالى ما لم يقع لامة قبلها فانزل على نبيها محمد صلى الله عليه وسلم القرآن وهو خير كتبه سبحانه وتعالى وسماه الله في كتابه نورا قال الله تعالى فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه وفي قوله جل ذكره وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا حتى قال سبحانه وتعالى في كتابه واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة هذا ميثاق اخذه الله على كل نبي يقول الله فيه واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا انظر الى عظم هذا الميثاق الذي هو كرامة لنبي هذه الامة محمد صلى الله عليه وسلم عند ربه مع علمه سبحانه وتعالى وتقديره سبحانه وتعالى وقضائه ان محمدا هو خاتم الانبياء وانه لا يدركه الانبياء الا ما يكون من عيسى عليه الصلاة والسلام في اخر الزمان ومع ذلك اخذ الله الميثاق عليهم جميعا انه اذا بعث محمد وواحد منهم حي فانه يجب عليه ان يتبع هذا النبي ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لو كان موسى حيا كما روى الامام احمد في مسنده لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي وانعم الله على هذه الامة بمحمد عليه الصلاة والسلام وهو خير رسل الله اتاه الله من الفضائل واتاه الله من الاختصاص واتاه الله من المحبة والشفقة على امته ما لم يقع لنبيه من الانبياء قبله قال عليه الصلاة والسلام فضلت كما روى الشيخان في الصحيحين وغيرهما من حديث جابر وابي هريرة فظلت على الانبياء بخمس وفي رواية فظلت على الانبياء بست اعطيت جوامع الكلم ونسلط بالرعب واحلت لي الغنائم وارسلت الى الخلق كافة وجعلت لي ارض مسجدا وطهورا وختم بي النبيون. اعطيت جوامع الكلم ما معنى انه اعطي جوامع الكلم؟ اي انه عليه الصلاة والسلام يقول الحق المبين الذي يلقيه الله سبحانه وتعالى على لسانه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى واضرب لكم ايها الاخوة المؤمنون مثلا من جوامع كلمة وهو مثال نسمعه كثيرا ولا سيما في الخطب فقد استحب الفقهاء من علماء المسلمين ان تفتتح به الخطب لان النبي كان يفتتح به في كثير من قوله وهو قوله صلى الله عليه وسلم ان الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هذا من جوامع كلم الرسول عليه الصلاة والسلام وجميع كلامه كذلك لكن ما اثر هذا المعنى اثره ان هذه الجمل وهذه الكلمات فيها من الحق وفيها من الهداية وفيها من البيان ما يوجب الايمان وان كان لكثرة سماعها اليوم في الغالب ان الناس ينتظرونه في كثير من الحال الناس ينتظرون ما بعدها وهو قول الخطيب او المتحدث اما بعد يروي مسلم في صحيحه من حديث عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم وقتها في مكة قبل مهاجره الى المدينة ان ضمادا قدم مكة وكان من ازدشنوءة قدم هذا الرجل من الازد من جنوب الجزيرة العربية قدم الى مكة ولم يكن مؤمنا وكان النبي صلى الله عليه وسلم في اول مبعثه قال ابن عباس ان ضمادا قدم مكة وكان رجلا من ازدشنوئة فلما جاء مكة سمع سفهاء من اهل مكة من المشركين يقولون ان محمدا مجنون وكان ضماد هذا من من يأتي بطريقة الجاهليين في الكهانة والمعالجة من اثر السحر ونحو ذلك فلما سمعهم يقولون ان محمدا مجنون صار يبحث عنه لماذا يبحث عنه؟ ما درى انه نبي وانما وقع في نفسه انه ربما عالجه قال ابن عباس فسمع سفهاء مكة يقولون ان محمدا مجنون فقال ظماد لو اني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يديه قال فلقيه فقال يا محمد اني سمعت ما يقول الناس واني ارقي من هذه الريح يعني ارقي من الجنون واعالج من الجنون طرقا جاهلية واني ارقي من هذه الريح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجلس فجلس فلما جلس قال عليه الصلاة والسلام ان الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وقال ظماد قف يا محمد اعد علي كلماتك هؤلاء فاعادها النبي مرة ثانية فلما بلغ ذلك قال له ضماد قف يا محمد اعد علي كلماتك هؤلاء فاعادها الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات فقال ظماد لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغنا نعوس البحر فدعاه النبي الى الاسلام فبايع النبي على الاسلام ثم مد يده مرة اخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا ضماد قال يا رسول الله هذه يد قومي يبايعون على الاسلام اي انه يرجع فيدعوهم الى الاسلام قال ابن عباس رضي الله عنهما فبعث النبي بعد ذلك سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل اصبتم منهم شيئا قال رجل اصبت منه ام طرق قال ردوها فان هؤلاء قوم ضماد قوم قد اسلموا انظروا ايها الاخوة الى اثر هذه الكلمات في نفس هذا الرجل الذي لم يكن مؤمنا حتى بلغت به الايمان والدخول في دين الاسلام ففظل الله نبيه بجوامع الكلم وبغير ذلك من الخصائص وجعل الله لهذه الامة من فضل نبيها عليه الصلاة والسلام ما هو من موجبات رحمته سبحانه وتعالى وذلكم ان الله جل ذكره اعطى كل نبي من الانبياء دعوة مستجابة كل نبي بعثه الله اتاه الله دعوة مستجابة وان كان الاصل في دعاء الانبياء انه مستجاب لكن معنى هذه العطية وهذا الاتيان من الله سبحانه وتعالى او هذا الايتاء من الله سبحانه وتعالى معناه ان النبي متى ما دعا بها فانه يقع اثرها قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه لكل نبي دعوة مستجابة قال عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا انظروا الى محبته عليه الصلاة والسلام لامته كما قال الله عنه في القرآن لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم اي ما يشق عليكم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم كل نبي بعثه الله حتى اولي العزم من الانبياء والرسل دعوا بهذه الدعوة وهم في دار الدنيا حتى ابراهيم وموسى وعيسى ونوح وغيرهم من رسل الله وانبياء عليهم الصلاة والسلام دعوا بهذه الدعوة في مقام من الخير ولكنه في الدنيا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما تعلمون في سيرته حصل له من البلاء وحصل له من العنت وجرح عليه الصلاة والسلام يوم احد وحصل له من اذى المشركين ومن اذى قومه ما هو مشهور وما هو معروف ولكنه صلى الله عليه وسلم ما سأل ربه هذه الدعوة لماذا؟ حتى لا تقع خاصة لاصحابه بل اراد ان يختبئها كما قال عليه الصلاة والسلام واني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا هذا المقام الذي اشار الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اليه وهو مقام الشفاعة هو مقام يلقى العباد ربهم فيه سبحانه وتعالى قال انس رضي الله قال انس رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم جالس في مجلس اصحابه قال رضي الله عنه بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين اظهرنا اذ اغفى اغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما اضحكك يا رسول الله قال انزلت علي انفا سورة فقرأ انا اعطيناك الكوثر وصل لربك وانحر ان شانئك هو الابتر ثم قال صلى الله عليه وسلم اتدرون ما الكوثر قالوا الله ورسوله اعلم قال فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير وهو حوض تلده امتي يوم القيامة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما وراء وجابر ابن سمرة رضي الله عنه انا فرطكم على الحوض يكون هذا في مقامات القيامة بعد الشفاعة لما يشفع النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى التي هي المقام المحمود المذكور في القرآن في قول الله ومن فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فان المقام المحمود في قول جماهير اهل العلم والتفسير هو شفاعة النبي وهذا مقام لا يكون الا له عليه الصلاة والسلام قال ابو هريرة رضي الله تعالى عنه كما في الصحيح اوتي رسول الله يوما بلحم فرفع اليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسا اي اكل اكلة ثم قال انا سيد الناس يوم القيامة انا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بما ذلك قالوا الله ورسوله اعلم قال يجمع الله الناس يوم القيامة ويقول من كان يعبد شيئا فليتبعه ويتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر قال وتبقى هذه الامة فيها منافقوها ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من احوال القيامة ما ذكر وذكر ان الناس يأتون ادم فيسألونه الشفاعة لفصل القضاء فيعتذر فيأتون نوحا فيعتذر فيأتون ابراهيم فيعتذر فيأتون موسى فيعتذر عنها ويأتون عيسى فيعتذر عنها ويقول له وماتوا محمدا فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام فيأتوني فيقولون يا محمد انت رسول الله وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا الى ربك الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى ما قد بلغنا قال عليه الصلاة والسلام فانطلق فاتي تحت العرش فاقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لاحد قبلي وهذا من ادب الرسول مع ربه انه ما سأله ابتداء بل ذهب وسجد وذكر الله وحمده سبحانه وتعالى قال ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لاحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع قال فارفع رأسي فاقول وانظروا الى شفقته وحرصه على امته كما ذكره الله في كتابه. قال فارفع رأسي واقول يا رب امتي امتي قال فيقال يا محمد ادخل الجنة من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الابواب قال عليه الصلاة والسلام والذي نفس محمد بيده انما بين المصراعين من مصاريع الجنة لك ما بين مكة وهجر اي ما بين طرفي الباب مثل ما بين مكة والاحساء هجر هي الاحساء اليوم قال والذي نفسي بيده انما بين المصراعين من مصاريع الجنة لك ما بين مكة وهجر هذا المقام الذي يقومه عليه الصلاة والسلام وهو مقام الشفاعة تجد فيه حرصه صلى الله عليه وسلم على امته بل ان حرصه عليه الصلاة والسلام ومحبته لامته ولمن لم يرهم منهم كان حتى حال حياته قبل يوم القيامة يكون قال ابو هريرة رضي الله تعالى عنه والحديث في الصحيح كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال وددت انا قد رأينا اخواننا وددت انا قد رأينا اخواننا فعجب الصحابة رضي الله عنهم وقالوا يا رسول الله اولسنا اخوانك قال بل انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد يعني المؤمنين من امته الى يوم القيامة قالوا يا رسول الله وكيف تعرف من لم يأت بعد من امتك قال ارأيتم لو ان رجلا وضرب لهم مثلا قال ارأيتم لو ان رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم الا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء ولكنه صلى الله عليه وسلم لما ذكر مجيئهم يوم القيامة قال وانا فرطهم على الحوض اي انه يستقبلهم على حوضه الشريف عليه الصلاة والسلام ليسقيهم وليسقوا منه ولكنه صلى الله عليه وسلم قال كلمة قال الا لا يذادن رجال عن حوضي تبعدهم الملائكة قال الا لا يزادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال اناديهم البعير اذا ضلع عن رعيته فدخل في غيرها فجاء ربها وابعده عنها قال الا لا يذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الظال اناديهم الا هلم؟ فيقال انهم قد بدلوا بعدك قال فاقول سحقا سحقا حوضه صلى الله عليه وسلم وصفه النبي صلى الله عليه وسلم فيما تواتر عنه كما روى ابو ذر وجابر بن سمرة وعائشة وابو هريرة وجماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي ذر حوض طوله شهر وعرضه شهر انيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا وفي حديث ابن عمر حوض من مقامي هذا الى صنعاء اليمن وهذا مما اتاه الله سبحانه وتعالى هذا المقام ايها الاخوة لنبينا وهذه الاحوال في فضل الله بهذه النعم الشرعية التي هي اعظم وابلغ فضلا منه سبحانه وتعالى من النعم الدنيوية لان النعم الظاهرة من الصحة والمال والولد وغير ذلك ما جعلها الله موجبة للثواب ولا جعلها موجبة للعقاب بذاتها وان كانت تقع اسبابا انما التي جعلها الله موجبة لرظاه سبحانه وتعالى هي النعم الشرعية من الايمان به وصدق التوكل عليه وتوقيره سبحانه وتعالى واتباع نبيه وهدي نبيه عليه الصلاة والسلام هذا المقام ايها الاخوة يصاحبه في فقه الصيام مقام اخر اختصره حتى لا اطيل عليكم اذا نظرنا في القرآن وفي قصص الانبياء وفيما بعث الله به محمدا من الحكمة والسنة يأتي في كتاب الله ذكر الانسان وتجد ان الله يذكر هذا الانسان في مقام فيجعله اشرف مخلوق عنده قال الله سبحانه وتعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. ولهذا اعظم واشرف من خلق الله هم رسل الله عليهم الصلاة والسلام ولكن في مقام اخر من القرآن يذكر الله هذا الانسان بمقام من الانحطاط كثير قال الله تعالى ان شر الدواب عند الله ما قال الحيوان ولا ذكر شيئا اخر انما قال انما شرد ان شر الدواب ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون الانسان مرة من اولياء الله ومرة في مقام اخر من القرآن هو شر الدواب لماذا لان هذا هو مقام هذا الانسان الذي خلقه الله على صفة الله خلق خلقا كثيرا نعلم منه وما لا نعلم خلق الملائكة ولكن جعل الملائكة على صفة ان نفوسهم قابلة للخير فقط ولهذا يصفهم الله في القرآن لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وخلق الله الحيوان وما شاء الله من خلقه وجعله بهيما ما جعله مكلفا وان كان سخره بالتسبيح له لان كل شيء يسبح لله قال الله تعالى تسبح له السماوات السبع والارظ ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا ولهذا لو اراد مهما بحث باحث لفك كيف تسبح هذه المخلوقات لا يصل الى ذلك لان الله قال ولكن لا هنا تسبيحه انه كان حليما غفورا خلق الله الانسان وفيه قابلية للخير وقابلية للشر. ولهذا لاحظوا النفس البشرية في القرآن مرة الله يقول فيها ان النفس لامارة بالسوء ومرة هالنفس تذكر في القرآن بقول الله يا ايتها النفس المطمئنة ومرة هالنفس تذكر في القرآن التي هي النفس اللوامة ان الانسان خلق هلوعا اذا مش اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين ولهذا اول ما خلق الله ادم وهو ابو البشر وابليس خلق قبله يقول الرسول عليه الصلاة والسلام كما روى مسلم وغيره من حديث ابي هريرة قال عليه الصلاة والسلام لما خلق الله ادم تركه في الجنة ما شاء الله ان يتركه تركه جسدا بلا روح قلقه جسدا قبل نفخ الروح فيه. قال عليه الصلاة والسلام والحديث في الصحيح تركه ما شاء الله ان يتركه. فجعل ابليس يطيف جاء ابليس قبل الصراع بين ابليس وبين ادم وقصتهما في القرآن واظلاله لادم وزوجه قبل ذلك قال جعل ابليس يطيف به ان يمر به وبعضهم من اهل اللغة وتأويل الحديث وتفسيره اي يدور حوله او يمر به قال عليه الصلاة والسلام فلما رآه اجوف ابليس رأى هذا المخلوق في جسده اجوف اي له جوف لما رآه اجوف قال فلما رآه اجوف عرف انه خلق خلقا لا يتمالك ما عنده قدرة على الصبر عن كل شيء فصارت نفسه قابلة للخير بعث الله نفخ الله فيه النفس فجاءت فيه هذه النفس البشرية قابلة للخير وقابلة للشر وهذا هو السبب ان قوما من عباد الله من الانس ظلوا وقوما امنوا جميعهم من بني ادم لكن النفس البشرية كل نفس ما هي كنفس الملائكة النفس الادمية جميع الانفس قابلة للخير قابلة للشر والله سبحانه وتعالى عصم الرسل عن معصيته والخطيئة ولهذا النبي حصل له شق الصدر كما هو معروف وهو معصوم وغيره من الرسل والانبياء معصومون. عن المعصية والخطيئة اما بقية بني ادم الذين ما عصمهم الله فهم على هذه القابلية. ما معنى القابلية؟ اي ان النفس البشرية فيهم لها جهتان. جهة تقبل الخير اي خير من الايمان بالله الى ما هو دون ذلك وتقبل الجهة الثانية تقبل الشر من الكفر بالله لما هو دون ذلك. ولهذا هذا الذي امن ابو بكر هذا الذي كفر ابو جهل كلاهما من بني ادم وهذا الذي ظلم يقابله هذا الذي عدل وهذا الذي احسن يقابله هذا الذي اساء وهكذا لو قال قائل هل كل نفس بشرية قابلة للخير والشر؟ نعم اين هذا في القرآن في سورة نعرفها ونقرأها كثيرا قال الله تعالى ونفس وما سواها انا طه النفس البشرية قال فالهمها فجورها وتقواها ما معنى الهمها فجورها وتقواها؟ ما معناها ان الله جبرها على المعصية لا الهمها فجورها وتقواها اي جعلها قابلة للخير وقابلة للشر هذه القابلية التي في النفس اذا اصابت باب الخير فهي النفس المطمئنة واذا اصابت باب الشر فهي النفس الامارة بالسوء بعث الله الانبياء والرسل وانزل الكتب لتكون هداية ومقوية لوجه الخير في النفس ومغلقة لوجه الشر عنها وجاء ابليس بجنوده وبما قص الله ذكره في القرآن عنه قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين هذا الكيد وهذا الامر من الشيطان يأتي به من جهة النفس القابلة للشرب ولهذا من اعظم الحكم لبعث الرسل تزكية النفوس ابراهيم وهو يبني القواعد من البيت يقول الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ثم يدعو عليه الصلاة والسلام واسماعيل بالدعوة الثانية بعد ذلك قال ربنا وابعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة قال ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم تزكية النفوس عن الشر وعن مادة الشر ولهذا ايها الاخوة الطاعة والمعصية ليست في الامور الظاهرة فقط هي تقع في الامور الظاهرة ولكن اصول العمل واصول الايمان يكون باعتبار ما في القلب ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اجمعوا على ان اصل الايمان في القلب وان كان العمل اصلا في الايمان ولكن ابتداء الايمان يكون في القلب ولهذا المنافق لا تنفعه صلاته فهذا الايمان وهذا الاصل العظيم في النفس البشرية ينبغي للمؤمن ان يحرص على تزكية نفسه وعلى تطويعها لامر الله سبحانه وتعالى وعلى تأديبها بادب الشريعة وان يكون فقيها في احكام الشريعة المتعلقة بالاعمال الباطلة لانه غالب السؤال يقع عن الامور التي تشكل في افعال الناس من الاحوال العامة او العبادات ولذلك وهذا فك شرعي اصيل لكن ايضا من الفقه في دين الله ان يفقه العبد ما بينه وبين الله في عبادته له بالسر وفي بعبادته له بقلبه لان الله جل وعلا قال الا من اتى الله بقلب سليم وكما قال في حديث النعمان الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله فالحرص على هذا المقام العظيم حتى يكون المؤمن يعبد الله على حق لان النفس البشرية اذا تركت دون زمام التربية والتأديب بادب الشريعة فانها تجمح بالانسان وتطغى بالانسان واحيانا تطغى به الى معصية يعلمها واحيانا ايها الاخوة تطغى النفس بصاحبها الى معصية كبيرة عند الله لكنه لا يعلمها الانسان يعني ما يباليها مثال لذلك مثل الكبر احيانا بعض الناس يكون متكبرا ولكنه اذا حدث بذلك او تحدث عنه بعض الناس ما يقول متكبر يقال هذا طبيعته كذا طبيعة ما يرى الناس شيء مثلا مع ان مقام الكبر جعله الرسول عليه الصلاة والسلام من اعظم الكبائر حتى لما ذكر النبي في حديث حذيفة النميمة والنميمة كما تعرفون تألف منها النفوس الفاضلة المؤمنة المعتدلة قال عليه الصلاة والسلام في وعيدها لا يدخل الجنة نمام الوعيد ما هو؟ الوعيد لا يدخل الجنة نمام صيغة مبالغة اي كثير النميمة ليس معناه ان يسير النميمة مباح ولكن الوعيد هكذا جاء والا فيسير النميمة محرم فاذا قال لا يدخل الجنة نمام. لما ذكر الكبر في حديث ابن مسعود انظروا الى المقارنة حتى يتبين عظم هذا المقام وكره الشريعة له قال في حديث عبد الله ابن مسعود وهو في الصحيح ايضا لا يدخل الجنة لاحظ نفس الوعيد قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ما قال لا يدخل الجنة متكبر بل اتى بادنى المقامات قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل يا رسول الله ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال عليه الصلاة والسلام ان الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق اي رده وغمط الناس اي احتقارهم هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته ان يرزقنا واياكم الفقه في دينه اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا ودنيانا التي فيها معاشنا واخرتنا التي اليها معادنا. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك واجعلنا واخواننا من انصار دينك اللهم اجعل هذا البلد امنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير واجعلهم هداة مهتدين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا اخواننا المسلمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد