بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان الله عز وجل يقول في كتابه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالله عز وجل لم يخلق الخلق الا لامر بينه في هذه الاية وهو العبادة فلم يخلقهم ليتكثر بهم من قلة ولا ليتعزز بهم من ذلة ولا ليستغني بهم من فقر بل هو الغني سبحانه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. هذه عبادة التي امر الله بها عباده وكلفهم بها لا تكون مقبولة عند الله عز وجل. ولا تكون مرضية الا بشرطين. اساسيين هما الاخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم فمن عبد الله عز وجل رياء وسمعة بان قام بالعبادة ليحمد او يمدح او انا او ليرى الناس انه من العباد ومن الزهاد وما اشبه ذلك فان عبادته فيها شيء من الشرك فلا تكون مقبولة عند الله عز وجل. قال تبارك وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا لا يشرك بعبادة ربه احدا. والشرط الثاني المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وقال تبارك وتعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد هذان الشرطان لا تصح العبادة الا بهما وكثير من الناس يخل بالشرطين او بواحد منهما وسبب ذلك اما الجهل واما التقليد الاعمى. بان يقلد غيره من غير علم ولا بصيرة ومن المعلوم ان الصيام والقيام الذي يكون في رمضان من اجل العبادات وافضل الطاعات وفي هذه الحلقة احببت ان انبه على بعض الاخطاء التي يقع فيها بعض الاخوة هداهم الله وفقهم للعلم النافع والعمل الصالح احببت ان اذكر جملة من الاخطاء اسأل الله عز وجل ان يجعل فيها الخير والبركة فمن الاخطاء التي تكون من بعض الصائمين في رمضان التلفظ بالنية عند الامساك او عند الفطر. فاذا اراد ان يمسك عند طلوع الفجر تجده يقول اللهم اني نويت الصوم او اني نويت الصيام وما اشبه ذلك وهذا ليس له اصل في كتاب الله عز وجل ولا في سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا وان كان قد قال به من قال من اهل العلم وعللوا ذلك بان لاجل ان يطابق القلب اللسان ولكنه قول ضعيف لانه لم يا ريت في ذلك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم. واذا لم يكن التلفظ بالنية من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وماذا بعد السنة الا البدعة؟ وعلى هذا فلا يشرع للانسان ان تلفظ بالنية عند امساكه للصيام او عند فطره. فلا يقول عند الامساك اللهم اني نويت الصوم. ولا يقول عند الفطر اللهم اني نويت الفطر بل ينوي ذلك بقلبه. والله عز وجل يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ومن الاخطاء التي تقع من بعض الصائمين في رمضان ولا سيما المؤذنون التبكير في اذان الفجر وتأخير اذان المغرب. فتجدهم يبكرون في اذان الفجر فيتقدمون قبل الوقت بدقيقة او دقيقتين زعما منهم انهم فعلوا ذلك احتياطا للعبادة. وكذلك بالنسبة لوقت المغرب. تجد انهم يؤخرون هنا الاذان دقيقة او دقيقتين من باب الاحتياط وهذا الفعل مع كونه مخالفا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيه مفسدة فاولا من جهة المخالفة فان الله عز وجل يقول وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. فامر الله عز وجل الاكل والشرب حتى يتبين للانسان الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان بلالا يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم. فانه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ومن مفاسده ايضا بالنسبة للفجر انه ربما سمع احد ممن في البيوت من المرضى او او النساء سمع هذا الاذان الذي قبل الوقت وصلى قبل الوقت. ومعلوم ان الصلاة قبل دخول وقتها لا تصح. فيكون قد باسم هذا الذي صلى قبل الوقت ومن مفاسد ايضا تأخير اذان المغرب انه مخالف لما ارشد الله اليه وارشد اليه رسوله صلى الله عليه وسلم فان الله تبارك وتعالى يقول احب عبادي الي اعجلهم فطرا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. فتعجيل الفطر هو السنة. وهو المشروع ولكن لا يعجل ولكن لا يعجل الفطر حتى يتحقق غروب الشمس او يغلب على ظنه ذلك ومن الاخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين في رمضان اضاعة الصلوات بتأخيرها عن وقتها او ترك الجماعة وهذا من الخطأ مع الاسف الشديد الذي ينتشر بين المسلمين. فتجد بعض الصائمين يصوموا ولكنه نؤخر الصلاة عن وقتها. فلا يصلي الصلاة في وقتها. وتأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر من كبائر الذنوب. لان الله عز وجل قال ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وهذا الذي اخر الصلاة عن وقتها لو قضاها لم ينفعه القضاء. فلو اخر صلاة عن وقتها من غير عذر شرعي ثم اراد ان يقضيها فان قضاءه لهذه لا ينفعه عند الله عز وجل ولا تقبل منه ولو صلى الف مرة. لقوله لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وتأخير الصلاة عن وقتها ليس عليه امر الله ولا امر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيكون مردودا ومن الاخطاء ايضا ان بعض الناس يصلي الصلاة في وقتها ولكنه يدع الجماعة مع قدرته على صلاة الجماعة وصلاة الجماعة اوجبها الله عز وجل في حال الخوف. فقال تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك. الاية فاوجب الله عز وجل الصلاة جماعة حال الخوف ففي حال الامن من باب اولى وكذلك ايضا امر الله وكذلك ايضا امر النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الجماعة ولم يرخص فيها للرجل اعمى فان رجلا اعمى جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني الى المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم فرخص له النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولى دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام فقال له وهل تسمع النداء؟ قال نعم. قال فاجب فلم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل الاعمى الذي لا يجد قائدا الى المسجد لم يرخص له في ترك الجماعة. فكيف في الصحيح الذي له معرفة وله دلالة الى المسجد. بل ان النبي عليه الصلاة والسلام هم بتحريم بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة. فقال عليه الصلاة والسلام لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام. ثم امر رجلا الناس ثم اخالف الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار وذلك ان ترك صلاة الجماعة من شعار المنافقين. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه من سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. فان الله شرع لنبيكم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى وانكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لظللتم ولقد كان الرجل يعني من الصحابة. ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. وما رأيتنا يعني معشر الصحابة وما رأيتنا يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق واقبح من ذلك واشد من يدع الصلاة كلية لا مع الجماعة ولا في بيته وحده. وهذا نسأل الله العافية هذا قد حكم فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. وقال عليه الصلاة والسلام عهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وصومه لا ينفعه عند الله تبارك وتعالى. بل ان صيامه لا يزيده الا جوعا وعطشا مع ما يحصل له من العقوبة في الاخرة لانه ترك الصلاة المفروضة التي اوجبها الله عز وجل وترك الصلاة كفر كما تقدم في حديثي النبي صلى الله عليه وسلم. اسأل الله عز وجل ان يوفقني واياكم للصلاح وان يجعلنا قادة هدى واصلاح وان يصلح ضال المسلمين انه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين