ان كثيرا من الناس ينتقد اهل السنة والجماعة فيما يقرظونه من العقائد في باب السمع والطاعة لولاة الامر. حتى صار كثير منهم انبز ويغمز ويهمز ويسخر ويستهزأ باهل السنة فيما يقررونه تصف هذه التقريرات السنية السلفية العقدية في هذا الباب بانها انبطاح للحكام. وانها تسويغ للظلمة ظلمهم الى غير ذلك مما تسمعونه بين الفينة والاخرى من افواه هؤلاء لكن لو رأيت ان اهل السنة في هذا الباب خاصة يقدمون فقه العلم على مقتضى العلم لتبين لك حينئذ حقيقة ما حقيقة ما قرروا فان من فقه العلم الذي قرروه في هذا الباب انهم لا يبنونه على المعاوظات وهذا فقه علم فان احسن الولاة احسنا معاوضة لاحسانهم وان اساء الولاة اسأنا معاوضة لاساءتهم فهذا غلط. هذا من اعظم الخطأ الذي يتنافى مع فقه العلم في هذا الباب. بل لا يزال اهل السنة يقولون ان احسن الولاة احسنت شعوبهم. وان اساء الولاة امر الشعب بماذا الصبر واحتساب الاجر وانتظار الفرج. فلا يحدث خروجا ولا يحمل على الولاة سيفا ولا يعتصم ولا يتظاهروا ولا يتحزبوا وانما يصبرون ويحتسبون الى فرج الله عز وجل. كما قال صلى الله عليه وسلم للانصار انها ستكون عليكم اثرة اي اناس يستأثرون عنكم بالدنيا والشهوات والملاذ قالوا افلا قالوا فما توصينا يا رسول الله؟ قال اصبروا حتى تلقوني على الحق هذا هو المخرج فظلم الحاكم قرع من سيوف السنن الكونية وسيوف السنن الكونية لا تقابل بالسيوف الارضية فانها والله سوف تأتي على الحرف والنسل. ارأيت لما امروا بالسمع والطاعة وان ظلم الحكام وان جاره وان اخذوا المال وضربوا الظهر ومع ذلك لا نزال نعتقد ان لهم ولاية وبيعة في اعناقنا باب العمل بمقتضى فقه العلم ومن فقه العلم في هذا الباب انهم انهم يحرمون دخول العواطف في باب السمع والطاعة. فلا عواطف في هذا الباب اذ انه متى ما دخلت العواطف في هذا الباب افسدته فان من الناس من تحمله عاطفته على ان يسمع. ومن الناس من تحمله عاطفته على ان يعصي فلا يسمع. لانه مثلا من ظلم ابوه فخرج على الحاكم انتصارا لابيه وهي عاطفة الانتقام. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم نبه على ان العواطف لا مدخل لها في هذا الباب. فقال صلى الله فكان يأخذ العهد على اصحابه ان يسمعوا وان يطيع اسمع قال اسمع ماذا قال عبادة قال اخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة. في عسرنا وهي عاطفة وفي يسرنا وهي عاطفة. وفي منشطنا وهي عاطفة وفي مكة رهن وهي عاطفة والا ننازع الامر اهله. فلا يجوز ان تحملك العواطف على ان تخالف اهل السنة في هذا الباب. ولذلك كل من خالف اهل السنة في هذا الباب انما تحمله ها عاطفته على المخالفة او لظنه ان هذا الباب مبني على المعاوظات والامر الثالث الذي هو اعظم الامور انهم بنوه على جلب اعلى الصلاحين وان فات ادناهما وعلى دفع اعلى الفسادين وان ارتكبا اخفهما. ولذلك قالوا لا امن ولا امانة في بلد اذا كسر حاجز. حكامها وعلمائها. فان كسر حاجز الامراء يذهب هيبة الامن وكسر حاجز العلماء يذهب هيبة العلم. واي بلاد يرجى خيرها وعطاؤها اذا ذهبت هيبة الامن والعلم في