اولا يا شيخ بارك الله في علمك وفي عمرك جزاك الله خيرا ثانيا سؤالي حديثي عقدي وهو ما جاء في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تلكا يدعي ربي الوليد وفي نفس صحيح مسلم حديث اخر من طريق اخر جاء فيه انه صلى الله عليه وسلم قال يطوي الله السماوات بيمينه والاراضين بشماله فهنا قال بشماله وهناك قال فكيف التوفيق بين الحديثين؟ بارك الله فيك الحقيقة انني اعجب من بعض اخواننا الذين يوجهون مثل هذا السؤال يتوهلون التعارض بين ما جاء في بعض الاحاديث ان لله يمينا ولله شمالا وبين الحديث الذي قال فيه عليه السلام وكلتا يدي ربي يمين يتوهمون التعارض بين هذا الحديث والاحاديث التي تصفد فتقول ان لله يمينا ولله شمالا كهذا الحديث حديث ابن عمر واحاديث اللتي كنت اخرجتها في اول المجلد الاول من السلسلة الصحيحة ففيها ان الله عز وجل لما خلق الخلق غضب خبز بيمينه في عالم الارواح فقال هؤلاء الى الجنة ولا ابالي وغضب قبضة بشماله وقال هؤلاء الى النار ولا ابالي لا تعارض ولا تنافي بين هذا الحديث وما في معناه من اثبات الشمال واليمين وبين قوله عليه الصلاة والسلام وكلتا يدي ربي يمين لان معنى ذلك كقوله تبارك وتعالى تماما في صفة السمع والبصر ليس كمثله شيء وهو سميع البصير ليس كمثله شيء يساوي كلفة يدعي ربي يمين وهو السميع البصير يساوي له يمنى وله يسرى تنزيها لله عز وجل وبيانا ان صفات الله عز وجل لا تشبه صفات المخلوقات قال الرسول عليه السلام في الحديث المذكور انفا وكيف يدي رب يمين فنحن البشر نصف انفسنا لنا يمين ولنا شمال لكن هل يجوز لنا ان نصف انفسنا فنقول كما قال بعض الوعاظ المصريين قاسم مخاطبا الرسول عليه السلام يقول في تعظيمه وفي مدحه يا رسول الله وكلتا يديك يمين هذا هو الضلال المبين ولا يجوز للمسلم ان يصف نفسه الا بما هو معروف من بشريته فله يمين وله شمال ولكن لا يجوز ان يصف بشر النار مهما سمعوا على ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول وكلتا يدي رسول الله اي يمين لان هذه الصفة مما تفرد بها رب العالمين تبارك وتعالى والامر في الصفات كما تعلمون يوجد اشتراك لفظي بين صفات الله عز وجل وبين صفات العباد الله سميع بصير كما سمعتم في الاية السابقة ولكنه قال فجعلناه بمثل ادم فجعلناه سميعا بصيرا لكن هذا السمع وهذا البصر يختلف تماما في حقيقتهما عن حقيقة صفة السمع والبصر كصفتين لله تبارك وتعالى تأكيدا لهذا التنزيه التي الذي ذكره الله عز وجل في قول ليس كمثله من هذا الباب جاء قوله عليه الصلاة والسلام وكلتا يدي ربي يمين اليمين والشمال يوجد اشتباك لفظي. اما يدي رب يمين لا احد يشاركه في اللفظ فضلا عن المعنى. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة