اه ايضا يقول ان فيه بعض الشباب يذهبون الى الدول السياحية خلال العطلة الصيفية هل ذلك جائز ام لا الجواب ان الاسفار في اصلها جائزة اذا لم يترتب عليها معصية لله ولرسوله ولا شك ان السفر اذا كان لبلادي الكفار فان الشرع لا يجيزه الا لحاجة من تعلم يفقده المتعلم في غير ذلك البلد او تجارة لا يجدها او ربئ لا يجد ربحها الا في ذلك البلد او علاج لا يجده الا في مثل ذلك البلد واما السفر لتلك البلاد لمجرد للنزهة والاستمتاع بالمناظر فليس هذا من طاعة الله الا يأمن ان يموت في ذلك البلد فلا يجد من يصلي عليه تدفن في مقابرهم او يبقى وقتا طويلا بدون دفن الى غير ذلك فلا يغسل بنية التطهير الى غير ذلك من الاشياء التي تترتب على مثل هذه الاسفار مع ما يصاحبه من شر وبلاء واقله والجلوس مع اعداء الله ومؤاكلتهم في موائدهم ومطاعمهم والسكنة معهم في منازلهم والبعد عن ذكر الله وطاعته والابتعاد عن استماع منادي الاذان وينادي حي على الصلاة حي على الفلاح الى غير ذلك من الشرر والاثام التي يقع فيها كثير ممن يسافرون من شرب المسكر ووقوعا في الزنا وفواحش ولعب بالقمار واضاءة ما للمرء ودينه نسأل الله السلامة فلا شك ان هذا من البلاء والشر المستطير وقد كان العلماء قديما يرون ان من المعاصي ان يسافر المسلم لبلاد الكفار الا في جهاد او دعوة الى دين الله والله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه للذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم حتى اذا احتجوا بضعفهم وعدم قدرتهم قيل لهم الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها دل على ان مقام بين ظهراني الكفار بدون ضرورة امر مخالف لشريعة الاسلام فكيف اذا كان بمجرد نزهة وسياحة كما يقولون فان هذا من الفساد العريض فينبغي للناس ان يصونوا انفسهم ويجب على الاباء ان يحفظوا ابناءهم ويجب على الرعاة والولاة ان يحافظوا على امانتهم التي ائتمنهم الله سبحانه وتعالى عليها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الامام راعي ومسئول عن رعيته ولي الامر راع في الامة ومسؤول عنها. فان تركت رعيته تتفرق في الاودية والشعاب فتقتسمها السباع والذئاب فقد فرط في الرعية وعرض نفسه لعقوبة صاحب الرعية يوم العرض الاكبر والسؤال عن هذه الامانة كيف حفظها وكذلك الرجل في بيته من اخ من اخ واب ولي امر كل منهم مسؤول عن هذه الرعية ومخاطب ومحاسب على تفريطه فيها. ومن التفريط فيها تعريضها للوقوع في الفتن وارتكاب المحرمات فعلينا جميعا من على مختلف مسؤولياتنا ورعايتنا ان نتقي الله فيما استرعانا. نعم. وان نخاف الحساب يوم العرض الاكبر. يوم لا ينفع ومر ولا بنون وان نخاف العقوبات في الحياة الدنيا. فان الناس اذا فرطوا في امر الله وتعرضوا لفتنه وتجرأوا على انتهاك في محرماته اوشك الله ان يعمهم بعقوبة لانه جل وعلا يغار اذا انتهكت محارمه فعلى كل واحد منا ان يتقي الله في نفسه وفي اهل بيته وبنيه وبناته وعلى كل واحد من المسؤولين ان يخاف الله فيما ولاه الله جل وعلا كون قد اعد للسؤال عدة واعد للاختبار والامتحان يوم اللقاء عدته حتى يكون مع الفائزين. فاسأل الله ان يهيئ لنا من امرنا رشدا انه جواد كريم وصلى الله على نبينا