ابي طالب رضي الله عنهما الذي ولد في مثل هذا اليوم آآ خمستاشر رمضان من العام الثالث للهجرة فكان يوم سعد على الامة والمسلمين اجمعين اه لما ولد الحسن اه سماه ابوه علي بن ابي طالب حربا سماه حربا بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من اه في اروقة رمضان وموعدنا اليوم مع شخصية من اعظم شخصيات تاريخنا الاسلامي على الاطلاق آآ موعدنا اليوم مع رجل سماه النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد وتنبأ انه سيكون صاحب فضل عظيم على الامة الاسلامية وهو ما كان طبعا موعدنا اليوم مع الرجل السيد الذي اصلح الله به بين المسلمين فكان له بذلك الذكر الحسن الخالد منذ فعلها والى ان يرث الله الارض ومن عليها لا شك انكم قد عرفتموه موعدنا اليوم مع شخصية السيد الجليل والصحابي العظيم خامس الخلفاء الراشدين وامير المؤمنين ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي وكانت العرب من عادتها انها تسمي ابنائها تسمية شديدة صلبة مخيفة. يعني ترى في اسماء العرب حرب مرة حنظلة صخر ضبع وذلك اه يعني لما يكون هذه الاسماء او لمثل هذه الاسماء من وقع في نفس العدو بينما آآ كانوا يدخرون الاسماء اللطيفة للخدم والموالي والجواري فكانوا مثلا يسمونهم بلال عمار آآ حسنة ونحو هذه الاسماء اللطيفة ينقل في كتب الادب آآ ان احدهم لما سئل في ذلك قال نسمي ابناءنا لاعدائنا. هؤلاء يعني نحن نحاربهم فالمفترض ان العدو حين يسمع في في الحرب اسم مرة وحنظلة وصخر هكذا قال نسمي ابناءنا لاعدائنا ونسمي موالينا لنا. لانه آآ هم الذين سينادون على الموالي بعمار وبلال وهكذا لكن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يغير كثيرا من اسماء صحابته لما علم ان علي ابن ابي طالب سمى هذا المولود حربا سماه الحسن وهو يبدو ان سيدنا علي كان آآ معجبا بهذا الاسم فلما انجب الحسين سماه حربا ايضا فالنبي صلى الله عليه وسلم سماه بالحسين اه الحسن كان اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم اه حتى انه اه مما يروى اه في موقف مؤثر انه سيدنا ابو بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بالاية البسيطة. اه رأى الحسن العبوا مع الصبيان في المدينة طبعا الحسن في ذلك الوقت كان حوالي تمن سنين النبي توفي سنة حداشر للهجرة والحسن ولد في سنة تلاتة. كان يعني تمن سنوات فيلعب مع الصبيان في المدينة فلم يملك ابو بكر الا ان امسكه فحمله على عاتقه يعني وهو يقول بابي يعني يفديه بابيهم بابي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي. وكان علي واقفا وحاضرا وهو يضحك وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حمله يوما هو والحسين سم قال اللهم اني احبهما فاحبهما وآآ هو الحسن الذي كان سبب ايراد الحديث العظيم اللي احنا كلنا حافزينه آآ لما آآ الحسن كان عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي يقبله فنظر الاقرع بن حابس فقال له ان لي عشرة من الولد او تقبلون ابنائكم ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحدا فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم سم قال من لا يرحم لا يرحم. وفي رواية وماذا افعل لرجل نزع الله رحمة من قلبه فهذا السبب هو سيدنا الحسن رضي الله عنه. وايضا من اقوال النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي اخيه الحسين هما ريحانتاي من وهما سيدا شباب اهل الجنة وهذه كلها احاديث صحاح الحسن ابن علي اه يعني نشأ اه فيه شخصية السيادة الصفات السيادة التي يجب ان يتمتع بها السيد فهو كان شخصية قوية وكان كريما مضيافا سمحا جوادا مشهور بالكرم حتى انه آآ ابوه علي بن ابي طالب وصفه بقوله اه انه صاحب جفنة وخوان. الجفنة اللي هو اه اه اناء الطعام الكبير. واخوان اللي هي المائدة صاحب جفنة وخوان وفتى من الفتيان وآآ يعني مما ورد عنه في آآ في مسألة كرمه ما اورده ابن سعد في الطبقات انه قاسم الله في ماله مرتين او ثلاث يعني انه آآ اخرج آآ في سبيل الله نصف امواله او نصف ما يملك واخرجه مرتين او ثلاث وطبعا هذا دليل من آآ دليل على جوده وسماحته وآآ سخائه رضي الله عنه وفوق ذلك كان ايضا فصيحا خطيبا مفوها آآ حتى انه آآ اخوه الحسين آآ رضي الله عنهما وعن ابيهما اخوه الحسين قال له يوما وددت لو ان لي بعض ما بسط لك من لسانك ومما يروى عن هذا آآ ما نقله آآ التابعي والمدني والمشهور آآ عمير بن اسحاق آآ كان يقول ما تكلم آآ عندي احد كان احب الي اذا تكلم الا يسكت الا الحسد وما سمعت منه آآ كلمة فحش قط وآآ حتى هو يروي انه يعني اكثر اكثر كلمة شديدة قالها الحسن آآ كان حصل نزاع بين آآ الحسين وبين اخر المهم يعني سيدنا الحسن اه كان اخر ما قاله ليس له عندنا الا هذا على رغم انفه. فكلمة على رغم انفه يعني اللي احنا بنقولها غصب عنه او يعني او اعلى ما في خيله يركبه مثلا يعني هذا اخر هذه افحش كلمة قالها الحسن كما يروي عنه عمير بن اسحاق طبعا زكرنا ان الحسن كان موضع حب النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك كانت العلاقة بينه وبين الخلفاء الراشدين ابي بكر وعمر. آآ علاقة حب وطبعا مع حداثة سنه في ذلك الوقت والنبي توفي وهو عنده تمن سنين لكن يظهر ويبرز آآ اسم سيدنا الحسن في خلافة آآ سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فنراه آآ من الفاتحين المجاهدين وآآ جاء ذكر اسمه في آآ فتح افريقيا. افريقيا التي هي تونس الان في آآ معركة سبيطلة وآآ في جيش اسمه آآ عرف بجيش العبادلة. وان شاء الله هذه المعركة سنأتي على ذكرها في آآ حلقة لاحقة انا نتحدث عن فتح الاندلس. فالقصد هنا انه كان الحسن بن علي في جيش العبادلة الذي فتح سبيطلة وكان هذا من اهم مراحل ومحطات الفتوح الاسلامية في تاريخ المغرب الاسلامي وفي تاريخ الاندلس وآآ كذلك ثبت بالروايات الصحيحة ان سيدنا الحسن كان في المدافعين عن سيدنا عثمان يوم الدار يوم الدار الذي يعني هو اليوم الذي قتل فيه سيدنا عثمان رضي الله عنه عرف بيوم الدار وآآ تعرفون قول الشاعر من سره آآ من سره الموت صرفا لا مزاج له فليأتي آآ فليأت عثمان في ايام الدار سبحان الله ذهب مني بيت الشعر. لا عليكم. المهم انه آآ سيدنا عثمان آآ سيدنا الحسن كان من المدافعين عن سيدنا عثمان في يوم الدار واصيب في ذلك اليوم وهو يحاول صد اولئك المتمردين آآ المفتونين رضي الله عن عثمان وعن علي وعن الحسن وعن الصحابة اجمعين لكن اعظم مناقب الحسن على الاطلاق هي منقبته التي وصفه آآ وصفه فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد وبان الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. الحديث يقول بانه آآ كان النبي يخطب وجاء الحسن وعليه حلة حمراء فكان يتعثر في مشيه. يعني ايه الثوب كان طويل فكان يتعثر فلم يملك النبي نفسه ان نزل من المنبر واخذ الحسن وحمله وقال ان ابني هذا سيد وان الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين هذا الحديث آآ يفرح به اهل السنة آآ لاكثر من امر لأن هذا الحديث فوق ما يثبته من فضيلة الحسن في نفسه يثبت الاسلام لكلا الطائفتين. طائفة علي رضي الله عنه وطائفة معاوية رضي الله عنه فهذا الحديث هو يعني مركز يعتبر حديث مركزي في عقيدة اهل السنة والجماعة فبالتالي آآ يعني آآ هذه المنقبة الكبرى هي منقبة للحسن في نفسه وللفئتين ايضا فئتين عظيمة اتين من المسلمين وعليها صار اهل السنة والجماعة ولذلك سنجد انه يعني تهيئة من الله تبارك وتعالى لهذا الفضل الكريم فقلنا ان الحسن نشأ متصفا بصفات السيادة وكان ذا نظر بعيد وتوقع سديد للمآلات وكان في رجال ابيه سيدنا علي ابن ابي طالب يعني كان من المقربين منه ومن اهل مشورته ومن يقرأ الروايات يرى ان سيدنا علي كان يستشيره وكان يفضي اليه فيما بعد. يعني يستشيره قبل الحدث ويفضي اليه فيما بعد مع انه آآ الحسن آآ رضي الله عنه كان آآ كثيرا ما يخالف اباه علي ابن ابي طالب في بعض المواقف فمثلا آآ سيدنا الحسن كان معترض على سيدنا علي ان يبقى في المدينة في وقت حصار عسمان لكي لا ينسب اليه يعني لا ينسب الى سيدنا علي كذبا وزورا بالطبع انه اعان على سيدنا عثمان او انه يؤيد متمردين على فعلهم او انه يوافقهم على رغبتهم في توليه الخلافة لكن سيدنا علي آآ يعني لم يوافق على هذا ولم يرى انه هذا آآ يعني آآ رأي صوابا في ذلك الوقت فطبعا سيدنا حسن آآ يعني نصحه ان يتوجه الى مكة وسيدنا علي كان يقول ما آآ ما كان لمثلي ان ان تستحل من اجله مكة الامر الثاني انه سيدنا الحسن ايضا كان معترضا على ان يستجيب سيدنا علي لتولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان هو طبعا سيدنا علي كان في ذلك الوقت بعد مقتل عثمان موضع رضا من الجميع تقريبا من اهل المدينة الصحابة والانصار الصحابة المهاجرين والانصار وحتى من اه قسم من اهل الفتنة لكن سيدنا الحسن كان يرى انه لو سيدنا علي تولى الخلافة في هذا الوقت فهذا الامر يعني يحمله عبء اخذ القصاص من قتلة سيدنا عثمان وان الظروف الان آآ يعني يعني حتى بني امية آآ اذا ارادوا الاخز من قتلة عثمان وبقية الصحابة حين دعاهم قتل عثمان فكان تقدير سيدنا الحسن انه الان آآ ليس الوقت المناسب لتولي عليه. ولكن اذا انتزر علي فترة من الفترات رأى الجميع ان انهم في حاجة الى ان يتولى هو الخلافة فحينئذ يطلبوها هم منه فبالتالي لا يكون متوليا اياها وهو تحت هذا العبء. يعني عبء الاخزمي بالقصاص من قتلة عثمان لذلك آآ يعني آآ سيدنا علي طبعا كان تقديره انه الامر لا يحتمل آآ هذا التأجيل وانه لابد للناس من امام ومن خليفة. ولذلك تولى سيدنا عثمان آآ تولى سيدنا علي الخلافة لانه تقديره كان ان الاكبر والفساد الاعظم في بقاء الناس. هم. آآ بلا امام كان الحسن ايضا معترضا على سيدنا علي في خروجه من المدينة لقتال اهل الجمل وصح ان علي رضي الله عنه بعد انتهاء المعركة قال لابنه يا حسن ليت اباك مات من عشرين سنة فقال الحسن يا ابتي قد كنت انهاك عن هذا وقال سيدنا علي يا بني لم ارى ان الامر يبلغ هذا نواصل بعد هذا الفاصل مع مواقف الاعتراض بين سيدنا علي وسيدنا الحسن رضي الله عنه فابقوا معنا بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. ذكرنا انه سيدنا الحسن ابن علي رضي الله عنه آآ كان من رجال ابيه وكان مستشارا له وآآ على رغم ما بينهما من الخلاف. وذكرنا الخلافات التي كانت بيننا سيدنا علي وسيدنا الحسن في اه مسألة بقائه في المدينة وقت مقتل عثمان وفي مسألة توليه للخلافة بعيدة مقتل عثمان. ومما وقع فيه الخلاف وايضا بين الرجلين الكبيرين انه سيدنا الحسن كان معترضا على سيدنا علي ان يغير العاصمة وان يستقر في الكوفة لكن سيدنا علي كان له تقدير اخر انه سيدنا علي كان يرى انه اهل الكوفة هم يعني عصبته وشوكته. لكن كان اهل المدينة آآ زاهدين في آآ هذا القتال. وبالتالي اه قدر سيدنا علي انه يجب ان يذهب الى الكوفة وان يغادر المدينة لانه لا خليفة بلا شوكة ولا عصبة آآ يعني هذا امر طبيعي انه لابد للخليفة ان يكون بين اكثر الناس المتحمسين معه. وتوقع الحسن انه ان تغيرت العاصمة من المدينة فلن ترجع اليها مرة اخرى وهو بالفعل ما كان وهذا كله دليل على بعد نظره رضي الله عنه وكان ايضا يختلف مع سيدنا علي في قتال اهل الشام لكن تقدير سيدنا علي رضي الله عنه ان وحدة الامة من الواجبات والضرورات التي لا يمكن التفريط فيها ما يهمنا الان انه آآ يعني مع هذا الخلاف في التقدير بين سيدنا الحسن وبين ابيه سيدنا علي بن ابي طالب الا انه كان له سامعا مطيعا يعني سيدنا الحسن كان لابيه سامعا مطيعا وبلا شك فان سيدنا علي هو آآ صاحب الحق وهو الاقرب الى الحق بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم في يعني آآ في صراعه مع معاوية. فيعني تقدير سيدنا علي آآ كان هو الاقرب للحق بنص النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن انت ترى في هذه الاعتراضات من الحسن والتي وافقه سيدنا علي في بعضها فيما بعد انها كانت تدل على عقل راجح وعلى توقع للمآلات فقلنا انه رغم هذه الاعتراضات كان سيدنا الحسن دائما حاضرا مع ابيه وكان سامعا لابيه مطيعا له وحضر معه المشاهد كلها وكان من قادة جيشه وهو سيدنا علي الذي انهض اهل الكوفة لابيه واخذ منهم البيعة له هو سيدنا عمار ابن ياسر لانه كان الوالي السابق ابو موسى الاشعري رضي الله عنه كان معتزلا لهذه الفتنة والقتال. فكانوا الوضع مضطرب في الكوفة حتى اقامه من جديد آآ الحسن وعمار ابن ياسر ومن آآ فضائل الحسن ايضا انه سيدنا علي كان يستعين به في القضاء بين اهل الكوفة وكان الحسن ايضا يجلس لتعليم اهل الكوفة وتحديثهم. وآآ كان سيدنا علي معجبا بسرعة نبوغه فلذلك حتى من الامثال المشهورة التي صارت مثلا انه سيدنا علي آآ لما رآه يقضي اه وطبعا هناك قضية مشهورة يعرفها الباحثون في هذا الباب اه اول قضية قضى فيها الحسن اصاب فيها السنة وكذلك لما وجده يدرس فكان ايضا تدريسه آآ تدريسا يعني يلتف حوله الناس ويعجبون به فسيدنا علي بن ابي طالب قال طحن ابل لم تعود طحنا. يعني وهذا صار مثل هو مثل يضرب لمن يباشر عمل لاول مرة فينبغ فيه حتى لو كان بيدور خبرة ومن اقوال سيدنا علي فيه ان لكل قوم سدادا وان صدادانا الحسن ذكرنا انه درة اعمال الحسن ابن ابي طالب هو سعيه في الصلح بين المسلمين وذلك لما استشهد سيدنا علي رضي الله عنه فاختار سيدنا الحسن ان يتنازل لمعاوية عن الخلافة وبذلك اجتمعت الامة كلها تحت خليفة واحد وعادت متوحدة من جديد وهي الحادثة التي آآ صدقت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نبني هذا سيد وان الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. طبعا تبدأ القصة من مقتل سيدنا علي بن ابي طالب. هو الذي كان مقتله على يد اشقى الناس عبدالرحمن بن ملجم المرادي عبدالرحمن هذا كان جزءا من مؤامرة كبرى للخوارج وآآ يعني هنا الخوارج في واقع الامر نموذج عجيب في ضيق النفس وضيق عقل يعني اولئك تصوروا ان هم هيحلوا مشكلة الامة التي انقسمت بين علي ومعاوية حين يغتالون اقوى الرجال فيها فدبروا ان يغتالوا في ليلة واحدة علي ومعاوية وعمرو بن العاص وتصوروا ان هذا هو الحل وبالفعل نجحوا في اغتيال سيدنا علي رضي الله عنه وسنأتي اليه في حلقة قادمة يوم سبعتاشر رمضان لان سيدنا علي استشهد في صبيحة هذا اليوم ومعاوية اصابته الطعنة آآ يعني طعنة وآآ ظل جريحا منها لمدة شهور. وكان هذا على يد البرك بن عبدالله وعمرو بن العاص نجا لانه في تلك الليلة اصيب بوجع في بطنه فلم يخرج لصلاة الصبح. فصلى بالناس خارج ابن حذافة فتلقى قطعنا القاتلة بدل سيدنا عمرو بن العاص وطبعا هذا هو الذي صار بعد ذلك مثلا لما آآ القاتل اللي هو عمرو بن بكير قال اردت عمرا واراد الله فهذا صار مثلا فيما بعد. فالمهم انه بعد استشهاد سيدنا علي بايع اهل العراق لابنه الحسن ابن علي بالخلافة فاشترط عليهم شرطا قال تسالمون من سلمت وتحاربون من حاربت وكان اهل العراق في ذلك الوقت يحبون الحسن كحبهم لابيه ولربما اشد لكن الخوارج والسبئية فهموا من هذه الكلمة لسيدنا الحسن انه يسعى في المسالمة وانه يذهب الى المسالمة مع اهل الشام فخططوا لاغتياله ايضا وبالفعل تعرض سيدنا الحسن لاكثر من محاولات اغتيال منها انه احدهم طعنه وهو ساجد في جامع الكوفة. وهذا ايضا ينبهنا الى انه هؤلاء الخوارج لا يحرمون حتى مساجد الله فسيدنا علي طعن في المسجد وحذافة آآ الذي كان مكان عمرو بن العاص وانا ايضا في المسجد وهذه المحاولة مع الحسن كانت طعنته ايضا في المسجد لكن آآ هذه الطعنة جاءت في فخذه فاصيب فيها. آآ وظل شهورا وعوفي بعد ذلك وثم لما عوفي خطب خطبة مؤثرة اه كان يقول فيها يا اهل العراق اتقوا الله فينا فانا امراؤكم وضيفانكم ونحن اهل البيت الذين قال الله فيهم انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا وما زال يكرر ذلك حتى ما بقي احد في المسجد الا وهو يخن بكاء الخن هو البكاء الازيز يعني البكاء المكتوم المهم انه هنا فهم الحسن سيدنا الحسن ابن علي وهو ايضا كان كارها للقتال ايضا يعني آآ من الاول يعني كارها للقتال اصلا لكن بعد هذه الحوادث فهم ما في نفوس الخوارج من الغدر وكذلك رأى في نفوس اهل العراق حماسة لحرب اهل الشام فعمل بحكمته على امتصاص هذا الشعور وعمل على السعي في الصلح بحكمة وتؤدى اولا فجهز جيشا ضخما كبيرا طبعا من جهة هذا يمتص آآ حماسة اهل العراق. ويحاول ان يعني يداري موقف الخوارج والسبئية. ومن جهة اخرى طبعا فلابد من اظهار اقصى قدر من القوة لتحقيق اعلى ضمان وامان لتحقيق الصلح يعني بطبيعة الحال اذا اردت السلم فلتكن قادرا على الحرب. الضعيف يستسلم. الضعيف لا يفاوض والعاجز عن الحرب عاجز عن السلم ايضا لذلك كله يعني لكي يعالج سيدنا الحسن امر اهل العراق وكذلك امر اهل الشام اظهر انه عزم على الخروج لحرب اهل الشام وحشد جيشا ضخما تصفه الرواية الصحيحة بانه امثال الجبال. رواية في البخاري حتى قدر عدده بسبعين الفا او اكثر وكانت مقدمة هذا الجيش من اثنى عشر الفا من اقوياء المقاتلين بقيادة آآ قيس ابن سعد ابن عبادة وطبعا قيس بن سعد بن عبادة من اشهر الرجال الذين كانوا يعني مؤيدين لسيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ومن اهمهم من اهم الذين يتحمسون لقتال اهل الشام وخرج بهذا الجيش خرج الحسن بهذا الجيش من الكوفة الى المدائن آآ نقول انه بهذا حقق الغرضين. الاول امتصاص طاقة اهل الكوفة والمقاتلين الحريصين على قتال اهل الشام والثاني هو الظهور باقصى قوة ممكنة ليكون ذلك انجح واضمن في تحقيق الصلح. ولذلك سنجد ان حتى سيدنا عمرو بن العاص لما رأى جيش الحسن قال فاني لارى كتائب لا تولي حتى تقتل اقرانها فقال معاوية ومن لي بالناس اذا فني هؤلاء؟ يعني نفسه سيدنا معاوية ادرك انه الصلح اولى طبعا آآ بعض المؤرخين والمحللين يضيف يعني هدف ثالث من الخروج من الكوفة الى المدائن انه آآ هو بخروجه الى المدائن خرج من معقل السبئية ومن المكان الذي ينتشر فيه الخوارج فكانت المدائن في حال اكثر امانا واكثر مناسبة لتتميم الصلح. من المدائن جرت مراسلات متكررة بين سيدنا الحسن وسيدنا معاوية رضي رضي الله عنها الجميع وفي المدائن هناك خطب خطبته التي اعلن فيها آآ انه يريد الصلح فقال اني والله ما احب ان اليا من امر المسلمين ما يزن مثقال حبة من خردل يراق فيه محجمة من دم وهنا يعني كان هذا تصريحا بانه يريد ان يمشي في الصلح وآآ بالفعل يعني حصل انه هذا استثار رغبة الغادرين من جديد في اغتياله فدبروا اثارة فوضى في المعسكر واقتحمت مجموعة منهم خيمة الحسن واستطاع احدهم ان يطعنه طعنة كانت ايضا طعنة غير قاتلة وانما اصيب فيها اصابة وحصلت بعد ذلك امور لكن بالنهاية كان سيدنا معاوية حريصا على الصلح وكذلك سيدنا الحسن وقعت بينهما اتفاقيات تتعلق باموال وتتعلق يعني نستطيع ما نسميه العفو العام عن كل ما سفك من الدماء واه يعني وشروط اخرى وكان سيدنا معاوية عبر سفيريه عبدالله بن عامر بن قريش وعبد الرحمن بن سمرة مستعدا لان يوافيه كل هذه الشروط وتم هذا الصلح ودخل معاوية والحسن الى الكوفة وتنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة. وهنا عادت وحدة الامة من جديد وسمي هذا العام من عام واحد واربعين للهجرة هو اه اه يعني عام الجماعة وهو اليوم الذي نقول انه يوم مركزي في حياة الامة الاسلامية فكل من يؤيد الحسن وكل من يحب وحدة الامة هو من اهل السنة والجماعة. واما الذين اعترضوا على عمل حسن فهم الذين اسسوا فيما بعد هذه المذاهب الضالة رحم الله الحسن السيد الجليل ونسأل الله تبارك وتعالى ان يمن علينا بامثاله ونسأله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته