ففعلا اقام بها وعمل في كتابة الانشاء. كتابة الانشاء وظيفة تشبه اليوم عمل وزارة الخارجية او مكتب الرئيس. يعني مسألة الانشاء آآ الرسائل السفارات الخطابات ونحو هذه الامور فصاحبنا هذا آآ علي الذي هو والد المقريزي بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من برنامج في اروقة رمضان وموعدنا اليوم مع شخصية كبيرة من اهم شخصيات تاريخنا العلمي والحضاري اه صاحبنا اليوم هو صاحب درر العقود الفريدة في تراجم الاعيان المفيدة. وصاحب الالمام بمن في ارض الحبشة من ملوك الاسلام وصاحب اغاثة الامة بكشف الغمة صاحبنا اليوم صاحب الموسوعات العلمية الكبيرة الشهيرة فهو الذي كتب واحدا من اوسع الكتب في السيرة النبوية باب مشهور جدا كتاب امتاع الاسماع بما للنبي من الاحوال والاموال والحسدة والمتاع وكتب واحدا من اوسع الكتب في تاريخ عصره كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك صاحبنا اليوم مؤرخ قال عنه تلميذه المؤرخ الكبير ابن ثغر بردي هو اعظم من رأيناه في علم التاريخ هو اعظم من رأيناه في علم التاريخ وضروبه مع معرفتي لمن عاصره من علماء المؤرخين والفرق بينهما ظاهر اه صاحبنا اليوم هو المشهور بكتابه الفريد المواعظ والاعتبار في الخطط والاثار لا شك انكم عرفتموه انه شيخ المؤرخين المصريين تقي الدين المقريزي وتقي الدين المقريزي توفي في مثل هذا اليوم السادس عشر من رمضان من عام اربع وخمسين وثمانمائة للهجرة النبوية المشرفة المقريزي ولد في عام ستمية ستة وستين للهجرة نشأ في آآ حارة آآ اسمها حارة بارجوان في القاهرة وكانت من اجمل الحارات القاهرة في ذلك الزمن حتى انه يقول عن نفسه كنا نفتخر على آآ اترابنا واضرابنا باننا من ابناء حارة آآ برجوان. ومع انه آآ ولد لاب حنبلي من عائلة حنبلية وولد في بيئة شافعية في مصر طبعا مصر يسود فيها المذهب الشافعي. الا انه كان حنفيا كيف ذلك آآ السر في ذلك يعود الى هذه القصة الطريفة كان جده وجده آآ عبدالقادر هو احمد بن علي بن عبدالقادر جده عبدالقادر المقريزي هو حنبلي يعود اصله الى حارة المقارزة في بعلبك من ارض الشام فلذلك يلقب بالمقريزي لم يكن فقط حنبليا بل كان من اعيان الحنابلة ومن المحدثين. وكان يتردد على مصر في ذلك الوقت. طبعا كانت مصر والشام دولة واحدة لكن هذا الجد لم يستقر في مصر وانما مات في دمشق لكن تردده على مصر اغرى ولده عليا اللي هو والد المقريزي المؤرخ المعروف صاحبنا في هذه الحلقة اغراه بالاستقرار في مصر عمل في مصر في كتابة الانشاء وتزوج من اسماء بنت الشيخ شمس الدين ابن الصائغ والشيخ شمس الدين من الصائغ كان مفتيا في دار العدل وكان يدرس المذهب الحنفي والقراءات وكان حنفيا. هذا الجد هو الذي نشأ آآ صاحبنا المقرزي في رعايته فبهذا صار حنفيا مع انه في بلد شافعي ومع ان ابائه من اعيان الحنابلة هذا الجد آآ توفي والمقرزي في العاشرة من عمره ليس اكثر من ذلك وفيما بعد ذلك مات ابوه بعد ثلاث سنوات من موت جده وكان المقرزي في ذلك الوقت في الثالثة عشر من عمره. وعندئذ اختار المقريزي ان يتحول الى المذهب الشافعي بعدما كان تلقى على المذهب الحنفي وربما كان ذلك تأثرا بالبيئة التي يسودها المذهب الشافعي في مصر. وطبعا انتم تعرفون انه البيئة التي يسودها مذهب معين فاعتناق هذا المذهب هو الذي يوفر فرص الترقي والاعمال ويعني مسائل القضاء والفتوى والكتابة يعني آآ من الافضل ان يكون الرجل على مذهب اهل بلده السخاوي المؤرخ المعروف ايضا وهو من تلاميذ المقريزي. كتب انه قرأ بخط المقريزي ان المقريزي تلقى العلم على حوالي ستمائة شيخ اخذ عنهم الفقه والحديث والقراءات والنحو واللغة والادب والتاريخ وبلا شك اه طبعا احنا لا نعرف هؤلاء الستمائة لكن بلا شك ان اشهر هؤلاء المشايخ والعلامة الكبير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس هو ابن خلدون ابن خلدون كان من آآ يعني استقر في مصر طبعا ابن خلدون صاحب المقدمة المشهورة المعروفة وآآ ابن خلدون كان آآ شيخا للمقريزي وكان المقريزي شديد الاعجاب به وشديد الاعجاب بمقدمة ابن خلدون. حتى انه المقرزي يقول عن مقدمة ابن خلدون ان مقدمته لم يعمل مثالها. وانه لعزيز ان ينال ان ينال مجتهد منالها اذ هي زبدة العلوم والمعارف ونتيجة العقول السليمة والفهوم فابن خلدون كان قد بدأ استقراره في مصر منذ ان كان المقريزي حوالي يعني في الثامنة عشرة من عمره فكان عبقرية ابن خلدون وجدت تلميذا نجيبا يتهيأ لتلقيها ولذلك يرى بعض المؤرخين ان حاسة التاريخ الاجتماعي المقريزي كانت من ثمرات ابن خلدون وبعضهم يعني يعبر عن هذا الموضوع بشكل اخر يقول ان المقريصي حاول تطبيق ما جاء في مقدمة ابن خلدون عمليا وعلى الواقع المصري في ذلك الوقت. طبعا ابن خلدون استمر في القاهرة حتى آآ توفي عام تمنمية وتمانية للهجرة. وهو طبعا عمل بالقضاء قضاء المالكية وكان آآ حين توفي ابن خلدون كان صاحبنا المقريزي في الثانية والاربعين من عمره يعني كان في اوج نضوجه الفكري ان شاء الله في حلقة قادمة من هذا البرنامج سنتكلم عن ابن خلدون لانه ايضا توفي في رمضان في يوم ستة وعشرين ورمضان ورحم الله الجميع عاصر المقريزي كان عصرا حافلا بالعلماء. يكفي ان تعرف انه من اصدقاء المقريزي الامام الحافظ العلمي الكبير ابن حجر العسقلاني طبعا صاحب فتح الباري اشهر واعظم جروح البخاري على الاطلاق وابن حجر فوق كونه فقيها على المذهب الشافعي وكان يتولى قضاء القضاة وفوق كونه محدثا فهو ايضا آآ مؤرخ عتيد وكان له اه علاقة جميلة بالمقريزي حتى ان ابن حجر وصف المقريزي بانه الامام الاوحد المطلع الذي له التصانيف الباهرة في تاريخ القاهرة ويقول عن المقرزي يعني بمناسبة مؤلفاته عن القاهرة فانه احيا معالمها واوضح مجاهلها وجدد مآثرها كذلك من اقران المقريزي في ذلك العصر ايضا بدر الدين العيني وبدر الدين العيني آآ يعني نظير ابن حجر طبعا هو فقيه حنفي ومؤرخ ومحدث ايضا له وكتب فيه له شرح للبخاري آآ صاحب عمدة القاري شرح البخاري. وكذلك له كتب في التاريخ آآ يعني اذا تأملنا عصر المقاريض سنرى انه حافل بالعلماء المقريزي بدأ يعني بدأنا نراه يندرج في وظائف الدولة منذ ان كان في سن الشباب آآ وظائف الدولة في ذلك الوقت كانت تسمى الوظائف الديوانية. يعني نحن نرى له في مطلع العشرينات من عمره انه كان يباشر التوقيع السلطاني عند القاضي وكان مركز عمله في القلعة القلعة اللي هي قصر الرئاسة بمصطلحنا المعاصر اللي هي قلعة صلاح الدين الايوبي ومن غير شك انه المقاييس يتفوق في هذه الاعمال الموكلة اليه لاننا سنراه بعد قليل بدون ما يعني بدون ان نعرف التواريخ الدقيقة لكن سنراه بعد قليل قد تولى حسبة القاهرة والوجه البحري وهذا عمل ضخم يعني هو يعني هذا الكلام في سنة تمنمية وواحد تقريبا كان ان هو في الخامسة والثلاثين من عمره والحسبة عمل واسع فالحسبة عمل رقابي يفتش على الاسواق والمؤسسات التجارية والصحية والخدمية. يراقب الموازين والمكاييل والنقود. ويراقب على الاطباء والخبازين والجزارين واصحاب الحمامات يعني حتى من جهة النظافة او من جهة جودة العمل او الالتزام بالمعايير المقررة يعني اي آآ قارئ او اي مشاهد في حضراتكم لو فتح كتابا في الحسبة سيرى انه الحسبة عمل واسع في ان يتولاها الرجل في الخامسة في الخامسة والثلاثين من عمره فهو يعني امر كبير يعني الحسبة الان جزء من اعمال وزارات كثيرة مثل الصحة والتموين والبلدية والمرور وغير ذلك وايضا تولى المقريزي نيابة الحكم وتولى الخطابة في جامع عمرو بن العاص وجامع عمرو بن العاص هو المسجد الجامع في الفسطاط او مصر القديمة اللي هو اول مسجد بني في مصر الاسلامية وفيما بعد سنراه تولى التدريس ايضا في مدرسة السلطان حسن وكان اماما في جامع الحاكم وجمع الحاكم بامر الله هو المسجد الجامع للقاهرة الفاطمية. ويعتبر ثاني الجوامع الكبرى في القاهرة بعد الجامع الازهر الشريف فهذه الوظائف كلها لا ريب انها اضافت كثيرا ايضا لعقل المؤرخ الحاذق اللي هو صاحبنا المقريزي. واطلعته على خبايا وتفاصيل عديدة لا تتوفر لمن لم يشتغل بالعمل قام ويعالج شأن الناس عن قرب. يعني انتم تعرفون انه من عالج مسائل طرق الحكم والمراقبة. وانتبه لوسائل في المناورة والمخادعة وكان متصلا باعماق حياة الناس الاقتصادية والاجتماعية يعني هذا كله يكسبه اطلاعا قريبا على اه خريطة القاهرة وعلى اخطاطها وانحائها وزواياها ومراقبة الامور اه يعني مراقبة هزه الامور كلها عن قرب هذه الامور اللي هي جزء من العمل اليومي لصاحبها لا شك انها توفر له خبرة لا يتيسر مثلها للرحالة والزائر والعابر فكأن الله سبحانه وتعالى كان يهيئه بهذه الوظائف لكتابة هذه الاعمال التاريخية الاجتماعية الاقتصادية الفائقة التي اثمرتها وهو وريحة المخليزي سنرى فيما بعد ان السلاطين المماليك استعانوا به حتى خارج مصر يعني نرى في تاريخ المقريزي ان المقريزي رحل الى دمشق كان ذلك بصحبة السلطان فرج ابن برقوق وانه كان تردد على دمشق اكثر من مرة وتولى في دمشق نظر وقف القناة القلانسي البيمارستان النوري بيمارستان النوري هذا من اشهر المستشفيات في التاريخ الاسلامي اه بناه طبعا نور الدين محمود واوقفه على الفقراء والمساكين. وله حكايات تروى عنه في مستوى الخدمة. يعني يمكن الرجوع اليها في كتب التاريخ الحضاري وفي زمن المقريزي كان قد مر على هذا المستشفى حوالي ثلاثة قرون. وكذلك نراه في دمشق درس الحديث في دار الحديث الاشرفية والمدرسة الاقبالية. وحتى عرض عليه السلطان ان يتولى قضاء الشافعية في دمشق الا انه ابى ومن بعد ذلك يعني بعد مقتل السلطان فرج ابن برقوق تولى بعده آآ السلطان المؤيد شيخ المملوكي وبنى المدرسة المؤيدين في القاهرة وكمان المقريزي تولى تدريس الحديث فيها نواصل معكم رحلتنا مع المقريزي بعد هذا الفاصل بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نواصل معكم رحلتنا مع تقريزي طبعا رأينا رحلة حافلة من طلب العلم ومن الوظائف ومن الاشراف على اه امور واسعة كثيرة آآ المهم ان المقريزي لما بلغ الستين ترك الوظائف وعزم على الانقطاع للتأليف والتصنيف واعتكف في بيته. يقولون انه لم يكن يزور احدا لكن الناس من احب ان يزوره كان يزوره ففي هذه الفترة اللي هو ما بعد الستين اخرج المقريزي مؤلفاته التاريخية التي اشتهر بها وظل على هذا النحو الى وفاته بعد عشرين سنة. هذا الاعتكاف اللي هو استمر عشرين سنة لم يقطعه الا رحلة واحدة قام بها الى مكة. واقام في مكة آآ خمس سنوات وكان ذلك بعد ان بلغ السبعين فيعني وهو في السبعين ذهب الى مكة وعاد الى مصر وهو في الخامسة والسبعين وفي مكة عقد مجال السماع لكتابه العظيم في السيرة النبوية كتاب امتاع الاسماع بما للنبي من الاموال والاحوال والحسدة والمتاعوة وهو كتاب جليل مطبوع مؤخرا كان في خمستاشر مجلد وهذه الاقامة في مكة ايضا افادت المقريزي مزيدا عن علم التاريخ حتى لاننا سنجد انه آآ كتب فيها بعض الكتب آآ مثل الى كتابه الالمام. آآ طبعا بقاؤه في مكة اعطاه قدرة على آآ يعني مجاورة الحجيج ومعرفة بالجزيرة العربية فكتب الالمام بمن في ارض الحبشة من ملوك الاسلام وكتب ايضا كتابه الذهب المسبوك فيمن حج الى البيت الحرام من الخلفاء والملوك وكتب الاشارة والاعلام ببناء الكعبة والبيت الحرام. وكتب الطرفة الغريبة في اخبار وادي حضرموت العجيبة وغيرها من هذه المؤلفات. طيب لماذا يلقب شيخ لماذا يلقب المقريزي بشيخ المؤرخين المصريين نحن اذا تأملنا مؤلفات المقريزي سنجد انها مشروع علمي كبير هذا المشروع يؤرخ لمصر على ثلاث مستويات. المستوى الاول مستوى الرجال والتراجم وذلك في كتاب يعني اشهر اشهر كتب هذا المستوى كتاب المقريزي المقفى الكبير وهو كتاب لم يكمله المقريزي وحتى الجزء الذي كتبه منه لم يصل الينا كاملا. كتاب المقفى هذا يشبه المشروع العلمي للخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. والمشروع العلمي لابن عساكر في تاريخ دمشق يعني هو تاريخ للرجال المهمين الذين سكنوا البلدة او مروا بها وطبعا سواء تاريخ بغداد او تاريخ دمشق او المقفى او غيرها هذه اعمال موسوعية فاخرة تحتاج جهدا عظيما وصبرا طويلا ومع ذلك فله بعد هذه الموسوعة في رجال القاهرة له كتب اخرى في التراجم. من اهمها كتاب افرده لتراجم الرجال في عصره هو ولذلك سماه درر العقود الفريدة في تراجم الاعيان المفيدة. وايضا برضه هذا الكتاب لم يصل الينا مع الاسف كاملا له كتابان مفقودان ايضا في التراجم كتاب ارخ فيه للوزراء في تاريخ الاسلام وخصص من هذا الكتاب كتابا مفردا للوزراء المصريين سماه تلقيح العقول والاراء في تنقيح اخبار الجلة الوزراء وله كتاب اخر وهو كتاب عن كتاب السر. سماه خلاصة التبر التبر اللي هو الذهب يعني. خلاصة التبر في اخبار كتاب السر. وقلنا انه هذا بين الكتابين مفقودين المستوى الثاني مستوى التاريخ العام فهو المقريزي الرخاء للحوادث التي جرت في مصر منذ فتحها واحيانا طبعا ما قبل فتحها وحتى عصره هو ونستطيع ان نجد ثلاث كتب كبرى مرحلة الفتح الاسلامي الى ما قبل الدولة الفاطمية كتبها في كتاب آآ سماه عقد جواهر الاسفاط من اخبار مدينة فسطاط وهو ايضا كتاب مفقود المرحلة الثانية اللي هي مرحلة القاهرة العاصمة الفاطمية ارخ لها المقريزي في كتابه اتعاظ الحنفاء باخبار الائمة الفاطميين الخلفاء فترة الفاطمية المرحلة التي بعدهم اللي هي مرحلة الايوبيين والمماليك وهو عاش في ظل المماليك ارخ لها في كتابه الشهير كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك فالمقريزي بهذه الكتب السلاسة غطى التاريخ العام لمصر الاسلامية منذ فتحها وحتى وفاتها هذا طبعا فضلا له كتب اخرى تتعلق بموضوعات مخصوصة. يعني موضوعات معينة له مثلا كتاب البيان والاعراب بمن نزل ارض مصر من هذا يتكلم عن تاريخ موضوعي عن الاعراب. وله كتاب اخر اغاثة الامة بكشف الغمة وهو اشبه بتاريخ اقتصادي اجتماعي لانه يؤرخ فيه المجاعات التي حصلت في مصر المستوى التالت احنا قلنا المستوى الاول مستوى التراجم والرجال المستوى التاني مستوى التاريخ العام. المستوى التالت مستوى التاريخ للخطط والعمران وهنا الكتاب الاشهر للمقريزي وهو كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار هذا يصف فيه عمران القاهرة وتطوره ويعطي للقارئ صورة عن الاحياء والازقة والجوامع والكنائس والزوايا الخنقوات وما يتصل بذلك من تاريخ اقتصادي واجتماعي وفوق ذلك كله هذا في التاريخ المصري فله موسوعته الشهيرة اللي هي موسوعة آآ امتاعه والاسماع وهي طبعا موسوعة تشهد باستقصائه واستيعابه وتتبعه لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وكما ذكرت قبل قليل انها طبعت في خمستاشر مجلد ثم آآ يعني له كتب اخرى آآ اقل من هذا كتب في المعادن وكتب في النحل وكتب في الماء ويعني على كل حال هذا المشروع العلمي الضخم للمقريزي هو الذي جعل المؤرخين من بعده آآ من بعده يلقبونه بانه شيخ المؤرخين المصريين مع انه وكان في عصر يعني حافل بالمؤرخين سواء في طبقته كما قلنا ابن حجر والعين آآ او في الطبقة التي تليه طبقة فقدت السخاوي والسيوطي وابن ثغر بردي وكل هؤلاء لهم انتاج كبير في التاريخ المصري احب ان اه يعني اشير الى هذه الفائدة المهمة التي تبدو واضحة لنا في تراث المقريزي وهي فائدة تعتبر من اهم المزايا في تاريخنا العلمي الحضاري كله وهي فائدة ارتباط الدين بالدنيا. ارتباط العلم بالعمل آآ مسألة انه العلم لم يكن امرا يعني آآ منفصلا عن الواقع. لم يكن آآ معنى مجرد لا ابدا المقريزي لما كتب عن عمران مدينة القاهرة سمى ماذا سمى الكتاب؟ سماه المواعظ والاعتبار تأمل هنا كيف جعل هذا العمل العلمي التاريخي بغرض اخذ الموعظة الموعظة واخذ العبرة لانه التأمل في احوال الدنيا التأمل في احوال العالم في التاريخ المقصود منه اصلا الا يغتر احد بهذه الدنيا ولا يتعلق بها وسائر ما على هذه الارض الان الان سيندرس وسينتهي مثلما ان سائر المباني الفخمة الرائعة التي بناها ملوك التاريخ واباطرته تحولت الى اطلال واثار او حتى اندرست واختفت بالكلية فانظر الى هذا المعنى المقريزي يعني يقول في كتابه هذا المواعظ والاعتبار فاردت ان الخص منها انباء ما بديار مصر من الاثار الباقية عن الامم الماضية والقرون الخالية وما بقي بفسطاط مصر من المعاهد غير ما كاد يفديه يفنيه البلا والقدم ولم يبق الا ان يمحو رسمها الفناء والعدم يضيف فلهذا سميته كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والاثار واني لارجو ان يحظى ان شاء الله تعالى عند الملوك ولا ينبو عنه طباع العامي والصعلوك ويجله العالم المنتهي ويعجب به الطالب المبتدي. وترضاه خلائق العابد الناسك ولا يمجه سمع الخليل الفاتك ويتخذه اهل البطالة والرفاهية ثمرا ويعده اولو الرأي والتدبير موعظة وعبرا. يستدلون به على عظيم قدرة الله في تبديل الابدال ويعرفون به عجائب صنع ربنا سبحانه من تنقل الامور الى حال بعد حال ثم يختم هو فيقول واما منفعة هذا الكتاب فان الامر فيها يتبين من الغرض في وضعه ومن عنوانه اعني ان منفعته هي ان يشرف المرء في زمن قصير على ما كان في ارض مصر من الحوادث والتغييرات في الازمنة المتطاولة والاعوام الكثيرة فتتهذب بتدبر ذلك نفسه وترتاد اخلاقه في حب الخير ويفعله. ويكره الشر ويتجنبه ويعرف فناء الدنيا فيحظى بالاعراض عنها والاقبال على ما يبقى يعني الاقبال على دار الاخرة وبالجملة ايها الاخوة الاحباب فالواقع انه من يقرأ كتب التاريخ ومن يقرأ كتب الاثار والعمران والخطط فعلا يتجسد امامه قول الله تعالى فاتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم احاديث وهذه هذه طبعا في سورة المؤمنون. وقوله تبارك وتعالى في سورة سبأ فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق ان في ذلك لايات لكل صبار شكور. يعني فعلا الاطلاع على اثار البلاد الاثار والاطلال المباني التي كانت قصورا عظيمة لو ان للمدن يعني لسان يحكي ما مر بها من اخبار الملوك والسلاطين والقصور ففعلا يتجسد امام المرء قول الله تعالى فاتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم احاديث يعني كل ما كان واقعا في الدنيا صار الان احاديث ان نتلوها نتدارسها نحكيها نتسامر بها نحاول ان نعتبر منها ونتعظ بها كل ما على هذه الدنيا امور فانية آآ يعني اولى الناس بالاتعاظ بما يجري في هذه الحياة هو من يطالع التاريخ لانه يطالع الموتى كل الاسماء الذين نقرأهم في الكتب ماتوا ومات ابناؤهم ومات احفادهم وماتت سلالاتهم كل هؤلاء صاروا موتى وهذا امر ينبه الانسان الى حاله وحال نفسه اه يعني اه شاعر اه الشاعر العربي كان يقول ما زال يلهج بالتاريخ يكتبه حتى رأيناه في التاريخ مكتوبا اسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته