بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاخوة الاحباب في هذه الحلقة السابعة من برنامج في اروقة رمضان في يوم السابع من رمضان كانت اول صلاة جمعة في جامع تجاوز عمره الان الف سنة لم يكن يتصور احد ممن صلوا الجمعة في ذلك الوقت ان صلاتهم هذه ستكون واحدة من الصلوات المشهودة في التاريخ وستذكر بعد الف عام ولكن هذا الجامع العتيق انقلبت به الاحوال. فمن بعد ما بناه الاسماعيليون لنشر مذهبهم. مذهبهم الفاسد اذا به يصير اه معقلا لاهل السنة ومن بعد ما كان علماؤه فوق الامراء والملوك والسلاطين اذا بهم الان يعانون من جور الامراء والملوك والسلاطين تغيرت الدول والازمان وبقي الجامع العتيق في حفظ مصون انه الازهر وفي مثل هذا اليوم قبل اكثر من الف عام من يعني الف وتمانين عام كانت انطلاقة الازهر وهذه الحلقة هي مختصر قصة الازهر كونوا معنا يقول احمد شوقي في اه وصف الازهر في قصيدته الشهيرة يا معهدا افنى القرون جداره وطوى الليالي ركنه والاعصر ومشى على يبس المشارق نوره واضاء ابيض لجها والاحمر واتى الزمان عليه يحمي سنة ويذود عن نسك ويمنع مشعرا الازهر الشريف آآ تاريخ عتيق تاريخ كبير تاريخ ضخم والازهر الشريف منذ ان بني توفرت له من الظروف والاحوال ما جعله في المكان الارفع يعني طبعا انتم تعرفون آآ الازهر حينما بني بناه الاسماعيليون الفاطميون فحين بناه الاسماعيليون الفاطميون طبعا الدولة العبيدية الفاطمية التي كانت على المذهب الاسماعيلي نشأت في المغرب يعني نشأت في افريقيا التي هي تونس الان سم تمددت الى الشرق. وحين آآ وصلت الى مصر واستطاعت ان تحتل مصر وان تبني القاهرة جعلوا آآ في القاهرة هذا الجامع وسموه الازهر لانهم ينتسبون الى فاطمة الزهراء فلذلك جعلوا هذا الجامع هو الجامع الازهر وجعلوه معقلا لنشر عقيدتهم الاسماعيلية الباطنية الفاسدة الفاطميون العبيديون كان يعني تميزوا بامر فرضوا فيه بين الدول وهو انه طبعا انتم تعرفون الدول تقوم باعتبارها دعوة يعني هناك فكرة تجمع حولها انصار وصار لها تنظيم وبدأت تحصل على الشوكة والقوة ثم بدأت تغالب السلطة القائمة هذه عادة الدول فهذا التنظيم الدعوي والذي يتحول الى تنظيم حركي هو الذي يتحول الى دولة حين يتحول الى دولة الاصل فيه انه الدولة تتولى مهمة الدعوة ومهمة يعني نشر الفكرة. ويختفي التنظيم الدعوي العبيديون لم يفعلوا ذلك العبيديون حتى بعد وصولهم الى الدولة كانوا يحتفظون بتنظيم الدعوة وكان عندهم داعي الدعاة. على كل حال فكان الازهر هو المعقل الذي يراد منه بث هذه الدعوة الاسماعيلية الفاطمية وطبعا هم ادعوا الخلافة ودخلوا في منافسة مع الخلافة العباسية وتمددوا الى الشام والى الحجاز وايضا تمددوا الى العراق في فترة من الفترات وازاحوا الخلافة العباسية لفترة بسيطة جدا ثم استطاع العباسيون يعني دعم سلجوقي فيما بعد ان يستردوا بغداد مرة اخرى القصد هنا انه الفاطميون حين بنوا الازهر ارادوا له ان يكون في المحل الارفع ولذلك فمنذ آآ بداية التدريس في الازهر توفر لعلمائه وطلابه من الامكانيات والنفقة والاهتمام الذي اسبغته عليهم الدولة ما جعله دائما آآ يعني الاول ما بعد ذلك لما آآ جاء صلاح الدين واسقط الدولة العبيدية الفاطمية عطل الازهر. عطل الازهر بمعنى انه لم يجعله الجامع الاول او الجامع الاكبر. وانما اه نقل ذلك الى جامع الحاكم الازهر صارت تدرس فيه بعض العلوم آآ لكن لم يعد الجامع الكبير الى ان اعيد بناء الازهر وتجديده مرة اخرى بعد حوالي مائة عام في عهد السلطان المملوك الظاهر بيبرس ومنذ ذلك الوقت استعاد الازهر مرة اخرى انه الجامع الاكبر والجامع الاهم ومنذ ذلك الوقت وحتى الان هنا يجب ان نعرف انه الازهر كما ذكرت قبل قليل توفرت له من الظروف ما جعله في المحل الارفع الظرف الاول ان هو كان تحت اهتمام الدولة. الظرف التاني هي ظروف تاريخية. لانه في هذا القرن السابع هجري هذا القرن السابع الهجري حصلت موجتان تآكلا في تآكلت فيهما رقعة الدولة الاسلامية. فصار من الشرق هناك موجة عاصفة مغولية التي جاءت ووصلت ذروتها مع هولاكو حينما اجتاح بغداد واسقط الخلافة العباسية وتمدد الى دمشق حتى اوقفهم المماليك في بعين جالوت وعلى المساحة الغربية كان ايضا آآ هناك زلزال كبير وسقوط كبير للاندلس وحواضرها الكبرى. يعني قرطبة واشبيلية ومرسيا هذه الحواضر الكبرى انما سقطت في نفس هذا القرن السابع الهجري. فاحنا عند منتصف القرن السابع الهجري كان ترافق امران. الامر الاول انه مصر صارت هي عاصمة الخلافة بعدما سقطت الخلافة العباسية في بغداد وبالتالي لجأ اليها يعني المسلمون الفارون من من كل مكان فصارت مصر تتمتع تحت المماليك بالامن وممن فر اليها علماء المشرق وعلماء المغرب فعلماء المغرب والاندلس وكذلك علماء المشرق الذين جاءوا من بغداد وما وراء بغداد جاءوا الى الازهر. فالازهر هنا صار موجودا في عاصمة الخلافة وقدمت اليه افواج من العلماء النازحين. وبالتالي صار آآ معهدا علميا ضخما يا رب القاهرة حين صارت عاصمة الخلافة العباسية كانت آآ مشهدا عظيما. الى درجة انه آآ ابن خلدون يسأل شيخه آآ انه قلت له كيف كانت هذه قال من لم يرها لم يعرف عز الاسلام وابن خلدون نفسه جاء الى القاهرة وسجل هذه الفقرة البديعة. يقول فيها فرأيت حاضرة الدنيا وبستان العالم ومحشر الامم ومدرج الذر من البشر وايوان الاسلام وكرسي الملك تلوح تلوح القصور والاواوين في جوه وتزهر الخوانق والمدارس والكواكب بافاقه وتضيء البدور والكواكب من علمائه قد مثل بشاطئ النيل نهر الجنة ومدفع مياه السماء يسقيهم العلل والنهل سيحه ويجنى اليهم ويجني اليهم الثمرات والخيرات فجه ومررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة واسواقها تزخر بالنعم وما زلنا نتحدث بهذا البلد وبعد مداه في العمران واتساع الاحوال. ولقد اختلفت عبارات من لقيناه من شيوخنا واصحابنا حاجهم وتاجرهم في الحديث عنه سألت صاحبنا كبير الجماعة بفاس وكبير العلماء بالمغرب ابا عبدالله المقري مقدمه من الحج فقلت له كيف هذه القاهرة فقال من لم يرها لم يعرف عز الاسلام الازهر في اه بلغ يعني اه اوجه في العصرين المملوكي والعباسي المملوكي والعثماني. هذا البلوغ قلنا لكم انه اولا اه كون ان مصر سارة القاهرة صارت خلافة صارت عاصمة الخلافة الاسلامية وكونه انه تدفق عليها علماء من المشرق والمغرب. والامر الثاني انه هاتان الدولتان المملوكية والعثمانية دولتان عسكريتان وهما باعتبارهم اجانب او طراء يعني لم يكونوا من اهل البلد. هذه الدول العسكرية كانت تحرص على آآ ود الشيوخ وكانت تحرص على انشاء الاوقاف. يعني في الواقع الدولة المملوكية والدولة العثمانية هما اكثر الدول التي نشأت في ظلها الاوقاف بعضها لانه هذا هو الطريق آآ الذي آآ تجتذب به الرعية ويحسن به السلطان صورته. وبعض ذلك لانه هذا اهو الطريق الذي يتودد به الى العلماء الذين صاروا القوة الاجتماعية الاولى في البلد. لانه هذه الدول عناصرها هي عناصر تركية وشركسية وهي ناصر اجنبية عن اهالي البلاد فبالتالي كانوا يتوددون الى العلماء. والامر الثالث انه ما ما كان في الدولة المملوكية والعثمانية من انقلابات سياسية جعل المماليك والولاة يحاولون ايقاف بعض هذه الاملاك الاوقاف يجعلونها اوقافا للانفاق على يعني وجوه الخير والعلماء والمساجد والمدارس. وبعض ابوها يجعلونه اوقافا على اهلهم وذريتهم خوفا من ان تتقلب بهم احوال السياسة وان ينكبوا مرة اخرى فهذا كله ساهم في ارتفاع الشأن الاجتماعي وارتفاع النفوذ الاجتماعي للعلماء لانه الاوقاف كثيرة الاوقاف تنفق على المساجد والمدارس والعلماء وطلبة العلم الساسة عسكريون ليسوا متدخلين في شأن العلم المؤسسة ستتقلب بهم الاحوال وبالتالي صار هذا كله مما يصب في صالح علماء الازهر بعد الفاصل نواصل ان شاء الله رحلتنا مع انطلاقة الازهر بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. عدنا اليكم في استعراض رحلة الازهر آآ ذكرنا انه الازهر الازهر تمتع بما لم تتمتع به المعاهد الدينية في الشرق ولا في الغرب لانه كان تحت ظل السيوف والحماية المملوكية والعثمانية. وهذه السيوف المملوكية والعثمانية بقدر ما حمت الازهر ووفرت هذا الامان فانها لم تتدخل في عمله وبالتالي ساعدت الزروف التي جعلت من آآ من الدولة المملوكية والعثمانية دول عسكرية في انه هذه النخبة العسكرية لم تستطع التوغل في المجتمع. واصلا النظام النظام السياسي الاسلامي يجعل السلطة محدودة الصلاحيات. فكانت السلطة الملوكية والعثمانية باعتبار انهم اجانب آآ ليسوا من اهل البلد وكذلك لان آآ الصلاحيات آآ الموجودة والمستقرة في النظام الاسلامي لا تسمح لهم بالتدخل في امور العلم كل هذا مما جعل العلماء اندادا للسلطان. فلذلك سنجد في فترة الدولة المملوكية والدولة العثمانية ان الازهر بلغ آآ اقصى آآ طاقته في قدرة العلماء على تحدي فيعني مسلا اول الخلفاء العباسيين في القاهرة وهذا هو الحاكم بامر الله هذا الرجل لما عهد بالخلافة لابنه من بعده اللي هو آآ يعني اول خليفة عباسي بالقاهرة اراد ان يعهد بالخلافة لابنه من بعده السلطان المملوك جه ناصر ابن قلاوون لم يمض هذا الامر الا بعد ان راجع قاضي القضاة. قاضي القضاة في ذلك الوقت هو الامام ابن دقيق العيد الفقيه ايه هو الاصولي المشهور هنا حين تجد ان قاضي القضاة هو الذي آآ امضى عقد البيعة او عقد ولاية العهد من خليفة لابنه تعرف الى اي مكان كان فيه آآ شأن العلماء. وبالتالي بالفعل لما امضاه تسمى آآ ولده بالخلافة وتولى الخلافة من بعده. وهو الخليفة المستكفي بالله في مرات اخرى ستجد انه علماء الازهر من المذاهب الاربعة طبعا الازهر درست فيه مذاهب الاربعة السنية كلهم وقفوا وتحدوا رغبة السلطان الغوري في آآ رجم رجل وامرأة زنايا. وانا طبعا اتي لكم بهذا المثال لانه مثال بسيط فستجد كيف ان العلماء تصدوا له يعني طبعا هي هذه المسألة كانت آآ قضية رأي عام في ذلك الوقت يعني من يتابع آآ احداث هذه القصة يعرف انها كانت قضية رأي عام لكن المهم انه آآ رجل وامرأة زانية ثم رجع الرجل عن اقراره. يعني بعدما اقر رجع عن اقراره لكي ينجو من الحد فلما آآ يعني لما جمع السلطان العلماء قالوا بانه مذهب الشافعي اللي هو المذهب السائد في مصر انه رجوع الرجل عن الاقرار يمنع عقوبته وهذا هو المذهب الشافعي فالسلطان لم يصدق يعني اه حادثة كانت تشبه الفضيحة اه عرفها كل الناس. الرجل اقر ومع ذلك تراجع عن اقراره خوفا من لحد لما عرف انه ان تراجع آآ ارتفع عنه الحد بعد ان كان قد نوى يعني قتلهما وامضاء وامضاء الحد. فالعلماء قالوا له ان قتلتهما تلزمك ديتين عنهما وبالفعل لم يستطع السلطان الغوري اه يعني على قوته وسطوته ان اه يخالف رأي العلماء وبالفعل مضى رأي العلماء من المواقف الاخرى التي يمكن ان نذكرها كذلك هو تصدي العلماء لمحاولات السلاطين الاستيلاء على الاوقاف حين احتاج آآ سواء الغوري او حين احتاج فيما بعد السلطان العثماني يعني تعددت المواقف التي احتاجت فيها السلطة ان تأخذ من اموال الاوقاف او ان تفرض الضرائب مع ذلك لم يستطع احد قبل هذا العصر الحديث ان اه يستولي على امور الاوقاف كان دائما ما تجد العلماء علماء المذاهب الاربعة يتصدون لرغبة السلطان المملوكي او يتصدون لرغبة الوادي العثماني ورغبة السلطان العثماني من خلفه ان يستولي على امور الاوقاف وكان غاية ما سمحوا به آآ لبعضهم في بعض الاوقات انه يأخذ من الاموال التي اوقفت بالحيلة والظلم على الاولاد يعني كانوا المماليك حين يوقفون على اولادهم كما قلنا تخوفا من انقلاب الاحوال عليهم الاوقاف التي اوقفت بالحيلة هي فقط الاوقاف التي سمح هؤلاء العلماء باخذ اموالها. بينما كل ما اوقف على وجوه الخير لم يسمح العلماء بالاقتراب منه ولا بالمساس به وهذا امر متكرر. واحيانا كان آآ كان السلطان يجد آآ يعني كان هذا يكرر ما نفذه العز بن عبدالسلام في آآ مرحلة لاحقة انه لا يمكن ان تمتد يد السلطان الى اموال الاوقاف قبل ان يؤخذ ما عند الامراء يعني لا تمتد يد السلطة الا قبل ان نستصفي ما عند الامراء من الاموال الزائدة وساعة اذ يمكن ان يفتوا له باخذ بعض اموال الاوقاف لمعالجة هذه الضرورات والنوازل والحروب التي كان يحتاجها. وآآ يكون هذا لفترة مؤقتة ايضا حتى عند نهاية العصر المملوكي وقبيل الحكم العثماني لما استطاع العثمانيون قتل آآ السلطان آآ قنصوة الغوري لم تنعقد السلطنة في مصر لطومان باي الا على يد الشيخ ابو السعود الجارحي فهذا ايضا ينبئك كيف كان المشايخ هم المرجعية العليا وهم الذين يتولون امر البلد بعد هزيمة السلطة السياسية وبالفعل لم تنعقد هذه السلطنة لطومان باي الا على يد الشيخ اه اه الشيخ ابو السعود الجارحي كثير من هذه المواقف التي يمكن ان نطالعها في كتب التاريخ ونرى فيها اه قوة العلماء ونفوذهم. بل حتى انه اه علي بك الكبير وهذا من المماليك الكبار وكان صاحب اكبر واقوى حاول لاستعادة النفوذ المملوك من العثمانيين واستقل بمصر وسيطر على الشام. هذا علي بك الكبير الذي كان سلطان مصر والشام هذا الرجل لم يكن يستطيع ان يدخن امام الشيخ علي العدوي الصعيدي. لانه يعرف ان الشيخ علي العدوي آآ يرى التدخين حرام وكان الشيخ علي العدوي يدخل في اي مكان حتى لو كان من اماكن الامراء فيكسر ما يجده من الة الدخان وكان يحترمه ويقدره ويسعى في طلبه. وآآ يشفع لمن اراد الشيخ ان يتشفع فيه فهذه قوة كبيرة في عهد السلطان مثلا سليمان القانوني سليمان القانوني هذا كان اقوى سلطان في عصره. وكان احد ولاة ولاته على القاهرة في ذلك الوقت هو داوود باشا داود باشا هذا كان رجلا آآ خيرا فاضلا ومحبا للكتب ومحبا للعلماء. ومع ذلك لما جاء داود باشا وقف له شيخ الازهر شهاب الدين السنباطي وقال له ان ان ولايتك لا تجوز لانك عبد. كان داود باشا في ذلك الوقت عبد مملوك للسلطان سليمان القانوني على النظام الذي كان في الدولة العثمانية ولما كاد اه داود باشا طبعا داوود باشا كوالي لم يعني لم يستوعب ان يحاول رجل ان يزيله من مكانه وهو على اهم ولاية لاكبر سلطان في وقته فكاد ان يبطش بالشيخ فوجد الجنود العثمانيين يعني جنود داوود باشا هم من وقفوا له ومنعوه وقالوا له هذا شيخ الاسلام الامام فلم يجد الا ان يرسل بما حصل للسلطان سليمان القانوني والسلطان سليمان آآ ارسل يعني آآ رقعة فيها عتق آآ داوود باشا وارسل معه شكرا للشيخ شهاب الدين السنباطي. وبذلك صحت ولاية داوود باشا واوصى آآ سليمان بعد ذلك الا يولوا على آآ ارض مصر الا حرا المواقف تكثر وهي منتشرة في الكتب التي تناولت تاريخ الازهر. ولكن آآ لكي نفهم لماذا كان الازهر قويا يجب ان نستحضر هذه الدوافع التمتع بالامن في ظل الدول القوية وجود الاوقاف الكثيرة واستقلال العلماء آآ كذلك وجود السلاطين الذين فيهم تدين وحتى كان الفاجر منهم لا يستطيع ان يعتدي على مقام لما كان للعلماء من قوة ومن نفوذ ومن استقلال مادي ومن مكانة اجتماعية اما انحطاط الازهر فهذا لم يبدأ الا مع الحملة الفرنسية الحملة الفرنسية حين جاءت الى مصر فانها ذهبت الى آآ زرع التحديث زرع العلمنة انشاء الدولة الحديثة محاولة تطويع الازهر بل تطويع كل الفاعليات والحالات الاجتماعية لتكون تحت ظل الدولة تحت ظل السلطة فبداية من تجريد الناس من السلاح الاستيلاء على الاوقاف وجعلها من اموال الدولة. احنا لكي نستوعب ما كان حاصلا الاوقاف التي كانت موجودة في مصر كانت تتراوح تقديراتها بين اربعين في المية من الارض وثلثي الارض يعني اربعين في المية من الارض الزراعية المصرية كانت موقوفة وفي التقدير الاخر ستة وستين في المية ثلثي الارض يعني السلطة لم تكن تسيطر الا على ثلث او ثلثي المال الموجود في كل الدولة وهذا امر ضد منطق الدولة الحديثة التي نعيش فيها والتي اسس لها الاستعمار في بلادنا. ان الدولة هي التي تكون لديها كل الامكانيات وكل القدرات وآآ تأثر بلا شك الازهر الشريف او يعني حصلت بداية هذا التأثر حين حاولت الحملة الفرنسية ان تجعل شيوخ الازهر تابعين لسلطة الدولة وانشأت منهم المجلس او الديوان لكي يكون هذا الديوان هو المؤثر على آآ مشيخة الازهر وعلى يعني طبيعة الازهر. طبعا الحملة الفرنسية وجدت مقاومة هائلة ولم تبقى الا ثلاث سنوات في مصر فبالتالي فشلت في هدفها. لكن في حقيقة الامر الذي فشلت فيها الحملة الفرنسية نجح فيه الطاغية الجبار محمد علي باشا. محمد علي باشا الذي ولاه ولاية مصر هم شيوخ الازهر مع الفوضى التي حصلت بعد الحملة الفرنسية شيوخ الازهر كانوا هم القوة الوحيدة الموجودة في المجتمع ولا يستطيع الجنود سواء المماليك او العثمانيين ان يتجاوزوا هذا المقام واستطاع شيوخ الازهر بالفعل ان يعزلوا الوالي العثماني خورشيد باشا وان ينصبوا محمد علي باشا ومحمد علي باشا تخاضع للعلماء وخادعهم حتى استطاع ان يحوز يحوز ثقتهم وتولى بامرهم ولكنه منذ ذلك الوقت بدأ في تنفيذ هذا المشروع الذي حاولته الحملة الفرنسية الاستيلاء على الاوقاف جعل كل الاوقاف تابعة للدولة الا لمن كان عنده رقعة تؤكد انه قائم على وقف. طبعا هذا في زمن لم تكن فيه مسألة التوثيق ضيق مسألة يعني حاضرة ولا هي بيد كل الناس. الاصل انه من وضع يده على ارض دون ان ينازع فيها فان آآ دعواه مصدقة. لكن محمد علي قال انا سانفق على المساجد وعلى اوجه الخير. وبالتالي على الاوقاف آآ بث الفرقة بين المشايخ آآ يعني لعب على تبغيض بعضهم لبعض وعلى آآ ان يجعلهم متنافسين على المناصب وهو اول من تجرأ على آآ تعيين شيخ الازهر. كان شيخ الازهر قبل ذلك ينتخب من بين العلماء شيخ الازهر في عهد محمد علي باشا ربما انتخب العلماء شيخا فرأى هو ان يعين غيره مع انهيار المكانة الاجتماعية ومع انهيار الاستقلال المالي عند الازهر. ومع وجود منصب شيخ الازهر الزي يعني احدث نوعا من التنافس بين المشايخ. والحقيقة هذا خطأ هو صحيح خطأ غير مقصود من الدولة العثمانية. الدولة العثمانية كانت احب ان تنظم كل الحالات الاجتماعية. يعني لا تترك ظاهرة هكذا دون مأسسة والمأسسة هذه فخ لاثناء المأسسة تجعل الحالة الاجتماعية السائلة حالة ممسوكة لها زمام تستطيع السلطة ان تتحكم فيه فبالتالي منذ ان نشأ منصب شيخ الازهر نشأ معه نوع من التنافس بين المشيخة على بين الشيوخ على المشيخة وبالتالي ينشأ نوع من التقرب الى السلطان او الى الوالي هذا الامر استمر حتى وصل في عهد محمد علي الى انه كان يستطيع ان يبث الفرقة بين المشايخ وبالتالي استطاع ان يعين هو شيخ الازهر من بعد ما كان مستقلا. فيما بعد ذلك في عهد حفيده الخديوي اسماعيل بدأ تعيين آآ شيخ الازهر وعزل شيخ الازهر سم جاء الاحتلال الانجليزي واخذ في اضعاف الازهر وفي آآ يعني نزع الصلاحيات والسلطات منه ثم ختمت بهذه الحقبة العسكرية التي ادت بهذا الازهر الى الحضيض نسأل الله تبارك وتعالى كما نتكلم الان عن انطلاقة الازهر ان نعود من جديد ونشهد انطلاقة جديدة للازهر الشريف بعد من الف سنة من تأسيسه وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته