يقول السالح احسن الله اليكم في المجتمع الذي يكثر فيه الخلق السيء هل يتعامل الشخص معهم بوفق معاملتهم له؟ اما هو التوجيه الصحيح في ذلك الحمد لله لله رب العالمين المتقرر في القواعد ان الحقوق الواجبة بين المسلمين ليست مبنية على المعارضات. احفظوا وفقكم الله هذه القاعدة عظيمة الطيبة لا سيما في هذا الزمان الذي صار حسن الخلق فيه نادرا الا ما الا ما شاء الله تعالى. القاعدة تقول ان العلاقة بين المسلمين ليست مبنية على المعاوضات. فالحقوق الاسلامية فيما بيننا والتي تجب فيما بيننا طبعا والتي يسميها الشارع بحقوق المسلم على المسلم ليست مبنية على المعاوظات وبناء على ذلك فلا يجوز للانسان ان يسوء خلقه بحجة ان الطرف الاخر قد ساء خلقه. فان هذا والله لا يجوز مطلقا. بل الواجب على المسلم ان يسلك طريق الاخلاق الحسنة تعبدا لله عز وجل. الا ترى ان اهل السنة قرروا ثلاثة اصول عظيمة. قالوا ان مكارم الاخلاق مبنية على ثلاثة اصول على ان تصل من قطعك. وان تعطي من حرمك. وان وان تحسن الى من اساء اليك. افهمت هذا ولذلك الله عز وجل يقول وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله. ويقول الله عز وجل واعرض عن الجاهلين ويقول الله عز وجل وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. ويقول الله عز وجل ويدرؤون الحسنة السيئة يعني كلما اصابتهم سيئة فانهم لا يدفعونها بسيئة وانما يدرؤونها بالحسنة. ولهذا مدح الله عز وجل امتدح الله عز وجل نبيه في قوله وانك لعلى خلق عظيم. وقد اصاب النبي صلى الله عليه وسلم من قومه ما اصابه من الاذى العظيم الذي لا تحتمله الجبال ومع ذلك لم يكن يبادلهم بشيء من ذلك. واسمع الى قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اذهبوا فانتم الطلقاء عفا عن الذين كانوا يؤذونه ويؤذون اصحابه ويضربونه ويضربونهم امامهم وقد جعلوا على ظهره سلا وهو ساجد واذوه الاذى العظيم وما تركوا بابا من من ابواب ايذائه الا الا سلكوه. ويحكي لنا النبي صلى الله عليه سلم قصة ذلك النبي الذي ضربه قومه حتى ادموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومه فانهم لا يعلمون. هكذا ينبغي ان يكون هكذا ينبغي ان يكون المسلم تجاه اخوانه المسلمين. وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لان كنت كذلك فكأنما تسفهم الملة ولا يزال لك عليهم من الله ظهيرا ما دمت على ذلك. فينبغي للمسلم ان يحسن اخلاقه دائما وان يكون عنوانه في تصرفاته في خاصة نفسه او مع ربه او مع اخوانه المسلمين انما هو حسن الخلق حتى وان اساءوا اليك حتى وان قصروا في حقك فاساءتهم اليك لا لا تسوغ لك ان تسيء اليهم. وان نسوا حق الله عز وجل فيك. فاياك ان يحملن كذلك على ان تنسى حق الله عز وجل فيهم والله اعلم