الصدقة الصدقة لا سيما الصدقة الجارية التي تشبه الوقوف صدقة جارية سميت جارية لان ريعها مستمر ان يوقف رجل مالا او امرأة يوقف مالا ثم يثمر هذا المال وبعدين يأخذ ربح هذا المال فيسبله في سبيل الله تبارك وتعالى لذلك سميت جارية لاجل هذا انها بتجري بخلاف مطلق الصدقة خلافي مطلق الصدقة. يعني في سنن الترمذي وصححه من حديث عائشة رضي الله عنها آآ انها ذبحت شاة ثم قسمتها فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فسألها كم بقي من الشاة فقالت ذهبت كلها الا كتفها يعني وزعت كل شاة ما عدا الكتف فقال عليه الصلاة والسلام بل ذهبت كلها الا ذراعها قال بل بقيت كلها الا ذراعها او الا كتفها النبي عليه الصلاة والسلام يسأل سؤال من ينظر الى الاخرة كم بقي من الشاة تصدقت عائشة رضي الله عنها بالشاة كلها ما بقي الا كتف الشاة اللي هو ايه؟ ابقته عائشة رضي الله عنها للبيت فاعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذي ذهب الى الفقراء والمساكين هو الذي بقي على الحقيقة وهذا المعنى موجود ايضا في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك يا ابن ادم من مالك الا ما اكلت فافنيت لو لبست فابليت او تصدقت فابقيت كل صدقة ينفقها المرء في سبيل الله تدخل في حسابه الخاص في رصيده لا يشركه فيها احد ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام آآ اراد ان يبين هذا المعنى وقال كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال ايكم مال وارثه احب اليه من ما له؟ يعني الاحب اليك ان يرث وارثك المال بالك يعني ولا يكون المال لك فقالوا يا رسول الله ما منا من احد الا وماله احب اليه من مال وارثه وقال عليه الصلاة والسلام فانما ما لك ما قدمت ومال وارثك ما اخرت اي ما قدمته لنفسك بالصدقة هذا هو مالك على الحقيقة انما الذي ابقيته خلفك بعدما تموت هذا هو مال الورثة فالانسان اذا من الله تبارك وتعالى عليه بالمال يسبل ان هذا كما قلت انما يستفيد به وحده وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل امرئ يوم القيامة في ظل صدقته الوقت الذي تدنو الشمس فيه من رؤوس العباد ولا يتحملها احد ويصل العرق كما قال صلى الله عليه وسلم منهم من يصل العرق الى عرقوبه ومنهم من يصل الى نصف ساقه ومنهم من يصل الى سرته. ومنهم من يغطيه العرق وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يده على رأسه لهذا رهيب الكبير كل امرئ يكون في ظل صدقته يوم القيامة كذلك مما يكفر المرء به الحسنات ان يعمل العمل في الدنيا فيلحقه اجره بعدما يموت والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر ثلاثة اصناف من هذه الاعمال كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو في صحيح مسلم ايضا قال اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له الصدقة الجارية كما ذكرت افضلها واشرفها الوقف ان توقف مالا وتشغل هذا المال ويبقى الريع مستمرا آآ ان تحفر بئرا في مكان يساوي فيه قطرة الماء الحياة في مكان منقطع ان تحفر بئر ماء وبعض الناس ممكن يعمل مبردات في الشوارع لكن هذا لا يساوي البئر اللي هي في طريق الصحراء لان كما قلت القطرة منها الحياة وكلما ازداد احتياج الناس الى مثل هذا كان الاجر اعظم علم ينتفع به كل علوم الشريعة ابتداء على رأس كل العلوم لانها هي التي توصل الى الله تبارك وتعالى وكذلك علوم الدنيا مما يستفيد منه العباد ويكون اه ناظم هذه العلوم او شارحها ينوي بذلك ان يتقرب الى الله تبارك وتعالى. ما هو الفيصل في المسألة كلها ان تريد وجه الله كل عمل يخلو من هذا المعنى لا قيمة له يستوي فيه المسلم مع الكافر لكن الذي يفرق بين المسلم والكافر في المسألة دي هو ان المسلم يريد وجه الله تبارك وتعالى فكل المباحات تكون في حقه مشروعات ندخل في باب الاستحباب احباب احد الاحكام الشرعية التي يجزى المرء بفعلها فكل علم بهذه المثابة يوصل ايضا الله عز وجل يبقى ذخره للمرء بعد مماته وكذلك الولد الصالح الولد الصالح اذا دعا لوالده وصله دعاؤه سنن ابن ماجة وفي مسند الامام احمد بسند جيد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل ليرفع الرجل الصالح الدرجة في الجنة فيقول يا ربي بما هذا يقول باستغفار ولدك لك عشان كده كان تكفير الزرية فيه آآ آآ مصلحة لاجل هذا المعنى فانك لا تدري اي ولدك يلحق بك الذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين يبقى هناك شرط وهو الايمان اللي هو مترجم في هذا الحديث بمعنى الصلاح لان الولد الفاسد يلحق اللعنة بابويه في الدنيا وفي الاخرة الولد الفاسد اذا كان الوالد قصر في تربية هذا الولد اذا فعل الافعال الشائنة يلعن ويلعن ابوه ولهذا الرسول عليه الصلاة والسلام قيد الولد بذكر الصلاح يقول عليه الصلاة والسلام ولد يدعو له قال ولد صالح يدعو له ان الولد الفاسد لا يلتحق بابويه اي لا ينفعهم وان كان يلحقهم من جهة النسب وانظر الى قول الله تبارك وتعالى لنوح عليه السلام لما قال انه عمل غير صالح غير صالح وفي الرواية المتواترة الاخرى قال انه عمل غير صالح الرجل اذا بذل اه التربية في الدنيا للولد ولا يستطيع طبعا رجل اه مغفل او جاهل او الاخرة ليست من جملة همومه لا يستطيع ان يربي ولده ابدا انما يربي ولده اليقظ الذي عرف لماذا خلق ولماذا تزوج؟ تزوج لاجل ان يخرج من صلبه نسمة توحد الله تبارك وتعالى هو ده المردود الرئيس في الموضوع في الموضوع كله مش انه مجرد ان هو ينجب الاولاد عشان ده يرث المصنع وده يرث المتجر والكلام ده. لأ وانت عارف انت انت كوالد لا يذكرك الا جيل ابنائك فقط فقط يعني احفادك لا يذكرونك انا لا اذكر الا ابي اما جدي بل هو والد ابي انا لا اعرفه وما رأيته يعني ذكرك في الدنيا انما هو لابيك فقط. يعني ياخد جيل الايه؟ جيل الاباء بخلاف ما اذا كان الولد صالحا يقظا برضو بيورث هذه اليقظة لابنائه. ولا يزال هكذا فاذا انضم الى الصلاح ان يكون طالب علم او ان يكون عالما فهذا شيء كبير اطول الناس اعمارا اهل العلم مش ان هو هيعيش الف سنة ولا متين سنة ولا لأ بما يتركونه من التصانيف المفيدة يؤلف الكتاب احرره لا تزال الايدي تتداول هذا الكتاب فما يستفيد منه انسان وان بعد زمانه عن هذا العالم الا اجر العالم بهذه الفائدة التي اخذها منه ذلك المتأخر