سنة نسمي سميها بعض العلماء هي سنة تطبيقية للاوامر العلمية والعملية. هي سنة جارية سنة عملية. يعني مثلا انت الان تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم. لا تكتبوا عني والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي هو المبين لهذا الكتاب امرنا في باره عن الافتراق في الامة وعن هذا الداء كيف نفعل؟ فقال كما في حديث العرباظ ابن سارية عند الترمذي وابي داوود بسند صحيح انه عليه الصلاة والسلام قام خطيبا في اصحابه فوعظهم موعظة بليغة والموعظة هي ليست خطبة وانما هي كلمة مذكرة مؤثرة يقول عنها العرباظ ابن سارية ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. هذا دلالة على التأثر في هذه الموعظة التي كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر حياته. قال فقلت يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا. قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة فان تأمر عليكم اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي. فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. اختلافا في لغة العرب نكرة تفيد العموم. مع ذلك اكده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كثيرا. فسيرى اختلافا كثيرا. فقال فعليكم سنتي اذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم لازمة. ولكن هل الانسان يكتفي الكتاب والسنة ام لابد ان يفهم الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم وهم الصحابة بطريق الاولى ومن اتبعهم باحسان في كل زمان لابد للانسان ان ينظر لماذا النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث ذكر سنته ذكر سنة الخلفاء الراشدين ظميمة مع سنته. قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. وهنا تأملوا من حيث اه الدقة البلاغية ما قال النبي الكريم صلى الله عليه يسلم فعليكم بسنتي والخلفاء الراشدين. وانما قال وسنة الخلفاء الراشدين. دل على ان للنبي صلى الله عليه سلم سنة وللخلفاء الراشدين السنة متبعة. وتأمل في هذا الحديث وضمه مع اية سورة المائدة الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. ولم يكرروا اطيعوا للامر منكم لانه ليس لاولي الامر طاعة مستقلة. وانما هي طاعة تابعة لطاعة الله ورسوله بخلاف بخلاف الخلفاء الراشدين فلهم سنة متبعة. هذه السنة المتبعة هي هي العصمة العصمة من الاختلاف بعد التمسك بالكتاب والسنة. لان الكتاب والسنة هي عبارة عن نصوص واحكام خبرية علمية او اوامر ونواهي عملية. حينما نجد اختلاف الناس لما تنظر في اختلاف الناس ما سبب اختلاف الناس؟ سبب اختلاف الناس يرجع الى امرين اما يرجع الى الجهة العلمية واما راجع الى الجهة العملية. تأمل معي الان ان اختلاف الفرق كلها التي اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ان الامة ستسير حتى تتفرق وتصل الى ثلاث وسبعين فرقة. كما جاء عند ابن ماجة باسناد حسن وجاء ايضا في احاديث اخرى كثيرة وهي مصداقها في كتاب الله عز وجل فالله تبارك وتعالى اخبر عن الاختلاف وانه كائن ولكن لم يترك هذا الداء هكذا بل ذكر له علاجا. فنحن حينما ننظر الى اختلاف الفرق التي اخبر عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وقال وان هذه الامة ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. لما تنظر واقعيا الى هذه الفرق لا تجد خلافها الا راجعا اما الى نقص في الجهة العلمية او زيادة في الجهة العلمية او نقص في الجهة العملية او زيادة في الجهة العملية او هما معا. ومن هنا نفهم لماذا النبي صلى الله عليه وسلم قال فعليكم سنتي وسنة ايش؟ الخلفاء ايش؟ راشدين المهديين. لماذا ذكر هذين الوصفين؟ تأملوا معي. لان معناه صلاح في العمل. والهداية معناه صواب في العلم. فذكر لهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصفين بهما وصفين بهما استحق الخلفاء ان تكون لهم سنة. وهذه السنة هي عبارة ليس عن احكام جديدة كما يفهمها البعض لان الدين كامل اليوم اكملت لكم دينكم. اذا ما هي هذه السنة؟ هذه السنة هي فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحوه. انت تقرأ هذا الحديث حينما لا تتبع سنة الخلفاء الراشدين سنة الصحابة سنة سبيل المؤمنين فانت ربما تفهم هذا الحديث على غير فهمه. فيقع منك القصور في الفهم. ولهذا ايها الاخوة ان اعظم وهو المعصم معصم الذي بهما آآ سبب تآلف المسلمين واجتماع المسلمين الى سبيل المؤمن. وهذا الامر ليس امرا يعني كما يقال اختياريا بل هو امر واجب. يجب فعلى تجب على الامة كلها. الامة كلها يجب عليها الرجوع الى الكتاب والسنة. على وفق فهم سلف الامة. ما هو دليل الوجوب؟ سنذكر ثلاث ايات ثم نذكر ثلاث سور عملية اننا اذا لم نتبع سبيل المؤمنين سنظل في فهم كتاب الله وفي فهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم