ونحن اليوم على موعد مع رجل امير عبقري واحد من دهاة العرب وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالايمان والصلاح وجعله قائدا على جيش فيه السابقون الاولون من المهاجرين والانصار ثم في شر بدر علي لا يجاهد. لقن الاعداء درسا في الصمود. جدنا الزبير لا اخشى الشدائد جدنا الحمسات صياد الاسود. اننا الابطال اننا الابطال لا نحمل الرؤوس نحمل الرؤوس. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من سلسلة حلقات قادة المعارك الرمضانية. حيث نلقي ضوءا سريعا ونلم بشذرة خاطفة عن عشرة من القادة الكبار الذين قادوا معارك رمضانية كبيرة جعله ابو بكر قائدا ثم جعله عمر كذلك وكان عمر يحب فيه ان قيادته هادئة وانه يقاتل بعقله ذكائه وتدبيره اكثر مما يقاتل بسيفه وجنوده. وبهذا يوفر كثيرا من الجهد والدماء والتكاليف. موعدنا اليوم يوم مع القائد الامير فاتح فلسطين ومصر عمرو بن العاص رضي الله عنه سيدنا عمرو فتح الاسكندرية الاسكندرية في ذلك الوقت كانت هي عاصمة مصر في يوم تسعة وعشرين رمضان من عام واحد وعشرين للهجرة وذلك في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه. من هو عمرو بن العاص؟ تعالوا آآ نأخذ لمحات ولقطات من حياته سيدنا عمر ينحدر من اه قبيلة قرشية كبيرة هي بني سهم وابوه العاصي ابن وائل كان من تجار قريش. وسيدنا عمر نشأ تاجرا وزار في به الشام ومصر والحبشة فكانت له علاقات واسعة واعجب بما في مصر من كثرة العمارة والاموال واتساع الاحوال فيعني كان هذا في الجاهلية كان هذا اول لقائه بالبلد التي سيكون فاتحها فيما بعد اه سيدنا عمرو غلب طبعه الهادئ المتروي المتأمل في العواقب والامور فكان بطيئا الى الاسلام وفاته بهذا شرف ان يكون من السابقين الاولين. بل استعمل دهاءه هذا في معاداة المسلمين مع الاسف وكاد بذكائه ان يهلك المهاجرين الى الحبشة حين آآ احرجهم امام النجاشي المسيحي آآ لما اراد ان يسألهم عن قولهم في المسيح لكن يعني لولا ان النجاشي كان مؤمنا وعاقلا عرف ان قول المسلمين في عيسى هو نفسه قول عيسى عن نفسه. فسيدنا عمرو ظل في تردده وحيرته حتى قامت دولة الاسلام في المدينة وعاشت سبع سنوات فرأى وعلم وامن ان هذا هو نبي الله حقا. وان معاداته له كانت خطأه الاكبر. هو نفسه يقول عن نفسه وهو على فراش الموت وفي الحديث المعروف الذي رواه مسلم قال كنت على اطباق ثلاث يعني مراحل ثلاث. يذكر المرحلة الاولى لقد رأيتني وما احد اشد بغضا لرسول الله مني ولا احب ان اكون قد يعني لا شيء احب الي من ان اكون استمكنت منه فقتلته يقول عمرو فلو مت على تلك الحال لكنت من اهل النار فلما جعل الله الاسلام في قلبي ما كان احد احب الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اجل في عيني منه. وما كنت طيقوا ان املأ عيني منه اجلالا له حتى لو سئلت ان اصفه ما اطقت لاني ما كنت املأ عيني منه فلذلك يعني بداية هذا التغير او بداية هذا الانتقال او بداية دخول الاسلام في قلبه كانت في غزوة الاحزاب. طبعا هو كان مشاركا فيها الى جانب المشركين ولما رأى انه هذا الجمع الضخم ان انفض وانصرف دون ان يحقق غرضه في اجتياح الدولة الاسلامية قال عمرو لبعض اصحابه اني ارى امر محمد يعلو علوا منكرا فهلموا بنا نقيم عند النجاشي. فان قومنا يعني آآ اذا انتصروا على محمد فنحن من قد عرفوا بلاءهم اذا انتصر على محمد فقد اصبنا من هذه المعركة يعني هو يعني اراد ان يتجنب بقية المعركة مع النبي صلى الله عليه وسلم ورأى انه اشترك فيها بما فيه الكفاية. فلما ذهب الى النجاشي وكان عمرو صديقا للنجاشي اقام هناك في الحبشة وساعة اذ جاء رسول من عند النبي صلى الله عليه وسلم الى النجاشي. لان النبي بعد الاحزاب والحديبية صار يبصر الرسل يعني برسائل آآ الهداية والدعوة الى الاسلام للملوك. فكان ارسل الى النجاشي رسولا فعمرو لما ما رأى هذا الرسول او هذا السفير الذي ارسله النبي صلى الله عليه وسلم قال اه اه يعني اه اراد من النجاشي ان يمكنه منه فيقتل هذا الرسول لكي يكون له بذلك عند قريش عذر فغضب النجاشي غضبا شديدا وقال اسلمك رسول رجل يأتيه الوحي من السماء كما كان يأتي عيسى ابن مريم فهذه اللحظة كانت بدء اسلام عمرو بن العاص لانه سأله يعني اهو هو؟ قال نعم يا عمرو ويلك اسلم فوالله انه لصادق. فعندئذ انطلق من الحبشة الى النبي صلى الله عليه وسلم. بينما هو في الطريق رأى خالد بن الوليد خارجا من مكة الى المدينة ليسلم ايضا ففي وقت واحد افتح الله على المسلمين برجلين من اعظم الرجال ومن اكفائهم في الحرب وفي السياسة بعد شهور من اسلامي سيدنا عمرو ابن العاص استدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال اه يا عمرو اني اريد ان ابعثك على جيش فيغنمك الله تبارك وتعالى وارغب لك من المال رغبة صالحة. فقال يا رسول الله ما اسلمت من اجل المال ولكن اسلمت رغبة في الاسلام وان اكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي له يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح او للعبد الصالح هذه السارية قاد فيها سيدنا عمر ثلاثمائة من المسلمين وذهبوا بها يعني الى الشمال ناحية قبيلة قضاعة هذه القبيلة كانت هددت نفوذ المسلمين في آآ شمال الجزيرة العربية. ولما وصل سيدنا عمرو بن العاص وجد عددهم كبيرا فلذلك احجم وارسل الى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه المدد واعطاه النبي مددا من مئتين كان عليهم ابو عبيدة طبعا ابو عبيدة امين الامة من السابقين الاولين الى الاسلام فكان عمرو هو القائد عليهم واخترق بهم ديار قضاعة وفروا من امامه وبهذه السرية ثبت المسلمون احلافهم ونفوذهم في شمال الجزيرة العربية. ومن العجيب في هذه في هذه السارية ظهور فقه عمرو بن العاص رغم انه يعني لم يقض في الاسلام سوى اربعة اشهر. يعني في هذه السرية آآ احتلم في نومه. لما استيقظ كان البرد بردا شديدا فلم يغتسل وانما تيمم وصلى بالناس لانه طبعا الامير يكون امام الناس. فلما عاد آآ لما عادت هذه السرية ذكروا ذلك للنبي صلى الله وسلم فقال النبي لعمرو صليت وانت جنب يعني صليت بالناس فقال عمرو يا رسول الله سمعت الله يقول ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ولو اغتسلت لمت فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا اقرارا منه لما آآ فعله عمرو بن العاص فيعني الفكرة هنا انظر اربعة شهور فقط وكان على الاجتهاد والفتوى وان يوافق هذا الدين الصحيح. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث صحيحة ايمان سيدنا عمرو ابن العاص وقال فمن هذه الاحاديث يعني قوله صلى الله عليه وسلم اسلم الناس وامن عمرو وقال ايضا صلى الله عليه وسلم ابنا العاص مؤمنان ابن العاص اللي هم هشام ابن العاص وعمرو ابن العاص وهشام كان قد سبق عمرا بالاسلام وكذلك في حديث اخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال يعني يرحم الله عمرا كنت اذا ندبت الناس للصدقة جاء فاجزل ثم قال صلى الله عليه وسلم ان لعمرو عند الله خيرا كثيرا سيدنا عمرو كان من اه رسل النبي صلى الله عليه وسلم الى قبائل الجزيرة العربية وكانت وجهته الى عمان والبحرين فنجح في دعوته هناك وجمع الزكاة ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارسل اليه ابو بكر آآ يخيره يعني هل يحب ان يبقى في في عمله هذا ام يجعله ابو بكر في الجهاد؟ يعني يجعله فيما هو خير من ذلك فقال له عمرو بن العاص انا سهم من سهام الاسلام وانت بعد الله الرامي لها يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستدعاه ابو بكر الى المدينة وجعله قائدا ضمن قادة الجيوش الخمسة التي وجهها الى فتح الشام فلذلك كان عمرو بن العاص من القيادات يعني قيادات الصف الاول في معركة اليرموك الفاصلة التي فتحت بها الشام. وكذلك كان هو وجيشه الجيش الذي فتح فلسطين وانحاءها وهو الجيش الذي فتح بيت المقدس سيدنا عمر الح على سيدنا عمر سيدنا عمرو قائد جيش الان. الح على سيدنا عمر الخليفة ان يأذن له في فتح مصر وكان سيدنا عمر يتخوف من قلة الجيش مع مصر كثرة العدد واتساع البلد ولذلك كان سيدنا عمر مترددا في اجابته الى ذلك وكان سيدنا عمرو يخبره يعني انه مصر يعني يخبره باهمية مصر من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية يعني من ناحية سياسية بالنسبة للروم والعسكرية كذلك لانها بدأ للشام والاقتصادية وما فيها من الاموال. المهم اذن له سيدنا عمر بالتحرك. بينما الجيش في الطريق سيدنا عمر ارسل رسالة الى عمرو تقول له ان كنت آآ يعني لم تدخل ارض مصر فلا تدخلها. وان كنت دخلتها فتوكل على الله وهذه رسالة تبين لك مدى ترد سيدنا عمر. لما جاء الرسول بالرسالة الى سيدنا عمرو بذكائه احس بما فيها فلذلك اسرع بالسير قبل ان يستقبل الرسول ويفتح الرسالة حتى جاوز حدود مصر وبعد ذلك يعني امر بالاستراحة يعني اول استراحة في الطريق كانت بعد ان دخلوا مصر فلما حصل ذلك جاء الرسول وقرأ الرسالة فاذا فيها هذا الكلام. وبالتالي يعني مضى في طريقه واستكمل الفتح طيب سيدنا عمرو استطاع بجيش قوامه ثمانية الاف فقط ان يفتح بلدا واسعا مثل مصر واتخذ العاصمة اه طبعا هذه معجزة ليس الان موضع الكلام عنها في فتح مصر بهذا العدد القليل العاصمة التي اتخذها سيدنا عمرو اتخذ العاصمة في الفسطاط. الفسطاط هذه الى الشرق من النيل. مكانها الان مكان كنيسة ماري جرجس آآ يعني المشهورة في مصر القريبة من جامع عمرو ابن العاص هذه هذا هو حصن نابليون وهذه هي مدينة الفسطاط واول شيء كان في جامع عمرو طيب لماذا لم يتخذ الاسكندرية وهي كانت عاصمة؟ يعني ذلك لانه سيدنا عمر كان امره الا يكون بينهما بحر لان سيدنا عمر لم يكن كان يخشى على المسلمين ولم يكن يحب ان يخاطر بالمسلمين في بحر قال فان اردت ان اتيك ركبت ناقتي وجئتك فطبعا ما كانش فيه زمان قناة السويس. فبالتالي كان ما بين اه شرق النيل متصلا بالجزيرة العربية بريا وبعد ذلك واصل سيدنا عمرو الفتوحات في تفاصيل مثيرة وطويلة ويعني لا يتسع لها المقام. لكن هذه التفاصيل تجمع بين عمل العقل وعمل السيف حتى وصلوا الى الاسكندرية التي كانت عاصمة مصر في ذلك الوقت ومن بعد حصار طويل وبعد عمليات عسكرية في الدلتا وفي شمال الصعيد استطاع المسلمون ان يفتحوا الاسكندرية عاصمة مصر في ذلك الوقت في يوم تسعة وعشرين رمضان من سنة واحد وعشرين للهجرة لتدخل مصر في دين الله سيدنا عمر كان اول والي على مصر. وسيدنا عمر ولاه على مصر وسيدنا عمرو هو القائل مصر ولاية جامعة تعدل الخلافة ومنذ ذلك الوقت تحولت هذه البلاد مصر الى مركز لنشر الاسلام وادارة الفتوحات سواء في بلاد السودان في الجنوب او في بلاد الشمال الافريقي حتى تأسس بعد ذلك مركز القيروان اتمام الشمال الافريقي. لكن الفتوحات تمددت على يد سيدنا عمرو بن العاص الى برقة والى طرابلس التراب الصغير باللاتي هي في ليبيا وليس طرابلس آآ الشام التي هي في لبنان وسيدنا عمرو طبعا انشأ جامعه الشهير جامع عمرو وجامع عمرو كان مركزا لنشر الاسلام في مصر طوال ستة قرون يعني فيما بعد ستة قرون تحول هذا الثقل العلمي الى الازهر في آآ عصر المماليك طبعا سيدنا عمر حقيقة كان من دهاة العرب ولما بلغ عمر ابن الخطاب انه سيدنا عمرو يحاصر بيت المقدس وانه بيت المقدس فيها الداهية العبقري الرومي اللي هو اسمه ارطبون فقال عمر قد رمينا ارطبون الروم بارطبون العرب. عمرو بن العاص ووقع في الفتح ما يؤكد هذا لانه سيدنا عمرو بن العاص وهو يحاصر بيت المقدس ارسل آآ سفراءه الى هذا القائد الرومي يعني هذا القائد كان لشدة ذكائه لا يستطيع السفير المسلم ان يهتدي لحقيقة الامور في المدينة او ان يفهم منه شيئا فلذلك عزم عمرو بن العاص ان يعني يصطنع انه سفير فيذهب بنفسه فذهب فعلا وهناك تقابل العبقريان ارطبون وعمرو بن العاص وكل منهما فهم عبقرية الاخر. ولذلك عزم على قتل عمرو ابن العاص لانه رأى انه هذا الرجل اما ان يكون هو قائد الجيش المسلم يعني هو عمرو ابن العاص واما ان يكون المستشار الاول مثلا لقائدهم يعني لابد ان يكون في الطبقة الاولى منهم فلذلك يعني سيكون قتله مكسبا سواء كان هو القائد او كان يعني الرجل الحكيم في الجيش. او المستشار الاول فبالتالي آآ هنا عبقرية عمرو بن العاص انه احس بهذا العزم فقال لارطبون ايها الامير قد سمعت منك وقد اعجبني كلامك وانا واحد من عشرة رجال ارسلنا امير المؤمنين عمر الى عمر فان اذنت لي ذهبت فاتيتك بهم فاذا سمعوا ما سمعت ورضوا بما رضيت فان عمرا لن يخالفنا. فعندئذ كف ارطبون عن عزمه وسمح له بالخروج لانه ينتظر ان يأتيه بعشرة مثله فلما خرج عمرو قال لا اعود لمثلها ابدا. لانه كانت مخاطرة عظيمة انه امير الجيش نفسه يعني يهلك ويكون في اسر العدو. وفيما بعد عرفة ارطبون الروم ان انه قد خدع وان الذي كان عنده هو عمرو بن العاص وانه افلت من قبضته بدهائه المواهب القيادية لسيدنا عمرو ابن العاص كانت بارزة وكانت ظاهرة حتى ان سيدنا عمر كان يقول ما ينبغي لابي عبدالله اللي هو امر ان يمشي على الارض الا اميرا اشكال شخصية قيادية طبعا وبعدين فيما بعد كان سيدنا عمرو ابن العاص من المقربين الى الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وطال عمر سيدنا عمرو حتى ادرك من الفتنة وكان فيها منحازا الى آآ جانب معاوية بن ابي سفيان رضي الله عن الجميع فكان مطالبا بالقصاص للخليفة الشهيد المظلوم سيدنا عثمان بن عفان طبعا هذه فترة شوهتها الروايات الضعيفة وجعلت كثيرا من الناس يطعنون في سيدنا عمرو بن العاص مع الاسف الشديد وهذا امر يعني افردنا له سلسلة من تلاتين حلقة تكلمنا عنه في قصة الفتنة الكبرى لمن شاء ان يتوسع فيها. ما يهمنا الان انه سيدنا عمرو تولى مصر لاكثر من مرة وكانت مصر في عهده او كان عهده في مصر هو خير العهود ومات فيها ودفن فيها رضي الله عنه. وادرك التابعون لحظة موته في حديث صحيح رواه مسلم. الذي ذكرنا شطرا منه في بداية وآآ كان عن ابن شماسة قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقات الموت فبكى طويلا وحول وجهه الى الجدار فجعل ابنه يقول يا ابتاه اما بشرك رسول الله بكذا؟ اما بشرك رسول الله بكذا؟ يعني يحاول ان يهون عليهم فقال عمرو ان افضل ما نعد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يعني لم يكن يرى ان كل هذا الجهاد ولا كل هذه الفتوحات ولا دخول الناس في دين الله افواجا عملا كبيرا وانما كان رجاؤه ان تشفع له. لا اله الا الله رحم الله سيدنا عمرا وبارك لنا في مصر وفي اهل مصر. ونسأل الله تبارك وتعالى ان يجدد علينا زمن الفتوح. ونسأله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته