ذكر الشيخ رحمه الله فيما تقدم قاعدة في باب الاسماء والصفات وهو ان الله سبحانه وتعالى قد جمع فيما وصف وسمع به نفسه بين النفي والاثبات. ثم ضرب لذلك امثلة فقال وقد دخل في هذه الجملة ما مراده بهذه الجملة الجمع بين النفي والاثبات ما وصف به نفسه في سورة الاخلاص. التي تعدل ثلث القرآن وقد قال ذلك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وسط سورة الاخلاص كما في حديث ابي الدرداء وابي هريرة في آآ المتفق عليه انها تعدل ثلث القرآن. وانما كانت تعدل نصوص القرآن لان الناظر في القرآن يجد ان القرآن اما اخبار عن اسماء الله وصفاته وهو التوحيد واما اخبار عن الامم والانبياء وما جرى بينهم. واما احكام وتشريعات. فكان ثلث ثلث القرآن متعلق توحيد لهذا كانت تعدل ثلث القرآن. وسميت سورة الاخلاص بهذا الاسم لانها تخلص قارئها من الشرك وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم ان وقع في نفسه شيء من الشك ان يقول الله احد الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا احد فهي دواء للشبهات او لانها اخلصت في صفة الرحمن فهي من اولها الى اخرها في صفة الرب سبحانه وتعالى فهذه السورة اه فيها الجمع بين النفي والاثبات. تأملوا قل هو الله احد اثبات الله الصمد. اثبات لم يلد ولم يولد. نفي ولم يكن له كفوا احد. نفي. ارأيتم كيف ان الله قد جمع بين النفي والاثبات؟ فدلت الاية الاولى على اثبات وحدانية الله. ودل في الاية الثانية على اثبات مدنيته سبحانه وانه السيد الذي بلغ الغاية في السؤدد والشرف حتى ان جميع الخلائق لتصمد اليه سبحانه ثم نزه الله نفسه عن الولادة من اعلى ومن اسفل لم يلد ولم يولد. اختلف التسلسل من الاعلى ومن الاسفل لان من شأن الواحد الا يكون له نظير. ومن كان له والد او ولد فان المماثلة لابد حاصلة. فان الولد من جنس ابيه ولم يكن له كفوا احد اي لا احد يكافئه سبحانه. في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته. فكما في هذه السورة الجمع بين النفي والاثبات والتعريف بالله تعالى على اكمل حال