المسائل الخلافية والترجيح بينها لا يعني ان القول المرجوح لا دليل له بل اكثر المسائل الخلافية لكل طرف دليل بل وادلة فيرجح القول اذا ظهر الدليل او اذا صح او اذا صار الايراد عليه اقل من الايراد على غيره. وهذا ما يشير اليه ابن القيم بقوله ما يقاومها. لان من اوجه الترجيح بين الاقوال ان يكون ما يرد على احد القولين اقل مما يرد على الاخر. فيكون كل من القولين يرد عليه اعتراضات لكن ما كان من القولين اقل اعتراضا فهو ارجح مما يكثر الايراد عليه هو الاعتراض وهذه قاعدة مهمة في فهم اقوال اهل العلم في المسائل الخلافية لا تتصور ان المسائل الراجح والمرجوح معناها ان هذي عليها دليل وهذي ما عليها دليل لا اكثرها هذا دليل فيه وهذا دليل وهذا صحيح وهذا صحيح لكن اما ان يكون التنازع في الفهم في الدلالة واما ان يكون في كثرة الواردات على هذا وقلة الواردات على القول او الاخر فيكون القول الذي تقل عليه الاعتراضات او الواردات من جهة الدلالة والفهم او من جهة الثبوت الاسناد ونحو ذلك يكون ارجح من غيره