الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول قال بعض السلف في حافظ القرآن اما ان يصلي اماما او يصلي منفردا. فما قولكم في ذلك؟ الحمد لله رب العالمين. ان قال المأثورة عن السلف رحمهم الله تعالى كابن عمر والحسن وغيرهم من ائمة المسلمين. في هذه المسألة انما يريدون بها حفز همة حافظ القرآن وبعثها عزيمته على الا يتأخر عن الموضع الذي انزله فيه الشارع. في قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله. فلا ان يكون حافظا للقرآن ويتأخر عن هذه المنزلة التي انزله فيها الشارع. ولا ينبغي ان يزهد في هذا الموضع بل على حافظ القرآن ان احمد الله عز وجل على على ان اكن الله عز وجل قلبه كتابه. وعلى ان يسر له حفظه وعلى ان يكون اماما للمسلمين فهذا داخل في قول في قول الله عز وجل واجعلنا للمتقين اماما. وقد جعل الله عز وجل ائمة في مساجدهم هم حفاظ القرآن. فالزهد في مثل ذلك زهد مكروه عند السلف رحمهم الله تعالى. لانه زهد يتضمن مخالفة شيء من الشرع لان حافظ القرآن اذا لم يتقدم فانه ربما يتقدم من لم يتقن القرآن لا حفظا ولا تلاوة. وكذلك ذلك في صحيح الامام مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كانوا ثلاثة فليؤمهم احدهم احقهم بالامامة اقرأهم. وفي صحيح الامام البخاري من حديث عمرو بن سلمة رضي الله عنه. قال قال ابي جئتكم من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقا. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكثركم قرآنا. قال فنظروا فلم يكن احد اكثر مني قرآنا فقدموني وانا ابن ست او سبع سنين. فاذا هذا منزل حافظي القرآن انزله الله عز وجل فيه. وامر الله عز وجل شرعا بتقديم حافظ القرآن ليكون اماما بالناس فلا ينبغي الزهد ولا ينبغي الورع في مثل ذلك بل بل الورع هو امتثال امر الشرع والاحتياط هو امتثال امر الشرع فموضع التقدم انما هو مخصوص بحافظ القرآن. فلا ينبغي ان يكون حفاظ القرآن في صفوف المأمومين ومن يتقدمهم ليس من حفاظ ليس من حفاظ القرآن ولا من المتقنين في التلاوة والترتيل. وفي صحيح الامام البخاري كذلك من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال كان المسلمون الاولون اي المهاجرون حين قدموا المدينة يصلي سالم مولى ابي حذيفة وفيهم عمر بن الخطاب وابو سلمة بن عبدالاسد. يعني يصلي وراءه علية قريش نسبا وهو مولى ولكن قدم لانه اكثرهم قرآنا. فكلام السلف رحمهم الله تعالى انما يفهم على الترغيب والحث لحافظ القرآن ان لا يزهد. وان لا يحمله الفتور والكسل والتقاعس على ان يتنازل عن هذا المنصب الديني الشرعي الذي امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم له. فالله ورسوله طوله امرا المؤمنين ان يقدموا حفاظ القرآن ليصلوا بهم. الصلوات المفروضة والنوافل التي تشرع لها الجماعة فلا ينبغي لنا ان نتأخر اذا كنا من حفاظ القرآن. هذا هو مقصود السلف. واما قولهم والا يصلي فرادى فان هذا من باب التوبيخ الذي لا يراد به حقيقته. هكذا يفهم كلام السلف رحمهم الله. فحثوا فيفهم كلامهم من باب الحث ومن باب التوبيخ لحافظ القرآن اذا حمله فتوره وكسله او خجله من ان يتقدم بالناس ان يصلي في بيته فهم لا يقصدون حقيقة تخلف حافظ القرآن للصلاة في بيته وانما يقصدون وانما يقصدون ذلك وانما يقولون ذلك توبيخا توبيخا له ولا ينبغي ان يفهم كلام السلف على غير محامله. فالخلاصة من هذه الفتيا ان ان كلام السلف يفهم على محملين الاول انهم يريدون بعث همة حافظي القرآن الا يتنازل عن هذا المنصب الذي انزله الله عز وجل فيه. وامر له به. المحمل الثاني انهم يريدون توبيخه بانه لو تخلف عن هذا المنصب فحقه ان يصلي في بيته ولا يصلي مأموما لان هذا فيه انزال لقيمة القرآن الذي الذي يحمله في قلبه. لكن لا يقصدون حقيقة تخلفه عن صلاة الجماعة. وانما يقصدون من باب التوبيخ له وحثه همته والله اعلم