ان ستر فطرة انسانية ولهذا نجد ان البشر على مر التاريخ يسترون عيوبهم الخلقية والخلقية وهذا امر مشاهد الا عمن انتكست فطرهم وكان الناس على ذلك حتى عمل فيهم الشيطان وزين لهم الباطل واظهر لهم كشف العورات. على انه نوع من الحريات واظهر لهم ان التبرج تمدن. وان الجمال في التبرج والسفور حتى اصبحت المرأة الجميلة بحجابها ترى نفسها قبيحة لما؟ لانها تنظر بنظر الشيطان ومما يؤكد ان التبرج من كيد الشيطان ما نرى من تبرج بعض النساء بطريقة لم يعمل فيه الشيطان معولكم عن الرجال فالرجل الذي كتفه وساقه وصدره ليس بعورة لا يظهر ذلك منه الا ما نذر وعند الحاجة بينما نجد ان العورة الواجب سترها تكشفها بعض النساء وتخرج وكأن شيئا لم يكن نرى الرجل يحتشم في اللباس بل والصبي وعلى العكس من بعض النساء يخرجن كاشفات سافرات ويعودن بناتهن على ذلك ولو قلتي لاحداهن البسي ابنك هذا اللباس الفاضح لما رضيا. وهي تلبس نفس اللباس الفاضح فاي كيد سيكون من الشيطان ان لم يكن هذا من ابليس اولا اهمية الستر لاهمية الستر امر الله تعالى بالحذر من كيد الشيطان فانه يأمر بنزع اللباس. واظهار السوءات قال تعالى في سورة الاعراف يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان. كما اخرج ابويكم من الجنة ينزل عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما. انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه. انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون ففي هذه الاية اخبر الله تعالى ان الشيطان اخرج ابوينا من الجنة ونزع عنهما لباس الجنة حتى رأي سوءاتهما وهذا يعني انه لا يزال وراءنا حتى يري ابناء ادم سوءاتهم. واعظم الابواب في ذلك التبرج والسهول ولما كان الستر مهما خاطب الله تعالى به خاصة نساء الامة. وهن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى يقتدي بهن المؤمنات المتقيات الصالحات فقال تعالى لهن يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتم. فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقموا الصلاة واتين الزكاة واطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم اهل البيت ويطهركم تطهيرا فاذا ارادت المؤمنة ان لا تكون كالنساء العاديات وكالنساء المتبرجات فعليها ان تقتدي بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم الصالحات القانتات وحتى يتم الستر على وجه اكمل لهن امر الله تعالى المؤمنين اذا احتاجوا الى سؤالهن شيئا ان يكون ذلك من وراء حجاب وذلك لتمام الستر وكمال التطهير. فقال تعالى واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من ورائ حجاب ذلك المطهر لقلوبكم وقلوبهن. وفي الاية دلالة صريحة الى ان في الستر تطهيرا للقلوب وسترا للعيوب وبعدا عن الاذى والقذى واغلاق شر الدروب وفي قوله جل وعلا في الاية السابقة يا يا نساء النبي لستن كاحد من النساء لاتقيتم فيه بيان ان الحجاب والستر من تقوى الله الله تبارك وتعالى بل ان الله سبحانه وتعالى امر نبيه صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص ان يأمر المؤمنات بالجلباب لاهمية الستر. فقال تعالى يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك كأدنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما وفي الاية التنصيص على ان الستر من صفات المؤمنات وعلامة لهن وان الستر علامة عفيفات. وان التبرج من علامات الفاجرات وفي تفسير الاية قالت عائشة رضي الله عنها ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل اذا تبرجن الى المناصح وهو صعيد افيح رواه ابو داوود. فتأملن يا رعاكن الله كيف انهن كن لا يخرجن حتى لقضاء حاجتهن الا بالليل. سترا لانفسهم. وعن ام سلمة رضي الله عنها قالت لما نزلت يدنين عليهن من جلابيبهن خرج نساء الانصار كأن على رؤوسهن الغربان من رواه ابو داوود والجلابيل جمع جلباب. وهو ما تضعه المرأة على رأسها وبدنها فوق الثياب للتستر وترسيخا للستر قالت عائشة رضي الله تعالى عنها مبينا اهمية هذا الستر ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل اذا تبرزن الى المناصع. هذا اكيد لاهمية الستر للمرأة. ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها تقول وددت لو ان احدا لم يرى سوادي وقد اصيبت سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها بالحزن لما مرضت فقالت لها اسماء بنت عميس ما لك؟ قالت اني ارى اني ميت. وان الناس يرون جثمان بعد الموت وددت لو انهم لم يروني فتأملن يا رعاكن الله كيف ان سيدة نساء العالمين الحيية الكريمة العفيفة الرزينة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم قد شقت عليها ان يراها الرجال بعد موتها فقالت اسماء لا عليك فعملت لها ما يعرف بعد ذلك الجنازة التي تكون لا تظهر جسد المرأة وقال حبر الامة عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير الاية في قوله جل وعلا يدنين عليهن من جلابيبهن قال امر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة. رواه الطبري في تفسيره وروي في وروى الطبري في تفسير الاية ايضا قول ابن عباس رضي الله عنهما عمليا عن ابن علية قال فلبسها عندنا ابن عون قال ولبسها عندنا محمد يعني ابن سيرين قال محمد ولبسها عندي عبيدة يعني قال ابن عون بردائه فتقنع به فغطى انفه وعينه اليسرى واخرج عينه اليمنى وادنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه او على الحاجب. رواه ابن جرير في تفسيره وفي رواية عنده عن ابن سيرين قال سألت عبيدة عن قوله تعالى قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن. قال فقال بثوبه فغطى رأسه ووجهه وابرز ثوبه عن احدى عينيه ويشمل الادناء في الجلباب شدهن الجلباب على الرأس حتى لا يسقط الجلباب ولتثبت العباءة قال ابن عباس رضي الله عنهما وادناء الجلباب ان تقنعه وتشد على جبينها قال امام المفسرين ابو جعفر ابن جرير رحمه الله يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين لا يتشبهن بالاماء في لباسهن اذا هن خرجن من بيوتهن ان لحاجتهن فيكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن الا يعرض لهن فاسق اذا علم انهن حرائر باذى من قوم انتهى كلامه وزيادة في الستر اخبر الله تعالى ان المرأة الكبيرة المسنة التي اصبحت عجوزا ولا يرغب في نكاحها ولا ترغب في النكاح ان العفاف بالستر خير لها. فقال تعالى في سورة والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا. فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة. وان يستعففن خير لهن. والله سميع عليم. وفي الاية اذن الله للنساء الكبيرات العجوزة المسنة ان تضع او ان تظهر وجهها وشيئا منه وشيئا من يدها ونحو ذلك بشرط الا تتبرج بزنا. يعني اذا اظهرت وجهها لا يجوز لها ان تحمر وتصفر وتخضر ثم تخرج وتقول ان الله قد وضع عن القواعد من النساء الحجاب لان الله يقول فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن بشر غير متبرجات بزينة وهذا امر مباح ثم اخبر عن الكمال فقال وان يستعففن خير لهن. ثم ختم الاية بالوعيد والتهديد فقال والله سميع عليم. اي لمن تخرج متبرجة بزينة او تخرج لا تريد العفة ولذا اذا خرجت المرأة من بيتها فهي مأمورة بان تستر كل عورتها الا ما ظهر منها قال الله تعالى وقل للمؤمنات ينبضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا الا ما ظهر منها. وليضربن بخمرهن على جيوبهن. والخمار هو قطعة قماش تخمر بها المرأة رأسها ثم قال الله عز وجل وليضربن بخمرهن على جيوبهن. والجيب فتحة الصدر ومعنى هذا انها اذا قنعت بقطعة القماش رأسها انها تضع شيئا من خمارها على وجهها حتى تغطي جيبها بحيث لا يظهر شيء منها ثم قال ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابائهن او اباء بعولتهن الى ان قال ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن. وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. وهذا كله حفظا للعورات. وهذا كله حفظ للعورات وستر للمحارم. وعائشة رضي الله عنها في قصة الافك لما سمعت بصوت صفوان رضي الله تعالى عنه خمرت وجهها وقالت فرأى سواد انسان نائم قالت فاتاني فعرفني حين رآني. وقد كان يراني قبل ان يضرب علي الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي متفق عليه ولاجل البعد عن التبرج فان الاسلام حرم على المرأة ان تدخل في بيت الزوجية الا من يأذن الزوج بدخوله بشرط عدم الخلوة. وحرم الاسلام الخلوة بالنساء مطلقا. حفظا لهن قال عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يخلون احدكم بامرأة فان الشيطان ثالثهما رواه احمد وابن حبان في صحيحه وحرم مبيت رجل مع امرأة في دار ليس فيه محرم من رجالها وحرم مبيت رجل مع امرأة في دار ليس فيه محرم من رجالها. فقال جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب الا ان يكون نكحا وهو الزوج او ذا محرم رواه مسلم وحرم الاسلام مس امرأة لا تحل للرجل. كل هذا حفظا للعورات وسترا للاعراض كما في حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يطعن في رأس بمخيط من حديد والمخيط هو المشط اذا كان من الحديد. لان يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من ان تمسه امرأة تحل له رواه الروياني في مسنده وهو عند الطبراني في الكبير ورواه ايضا الدار قطني في سننه وعند الرياني في مسنده مرفوعا اياي والخلوة بالنساء. اي احذروا والذي نفسي بيده ما رجل مع امرأة الا دخل الشيطان بينهما. فليزاحم منكب الرجل حتى يتلطخ به خيرا له من ان منكب امرأة لا تحل له. وعند الطبراني في المعجم الكبير عن ابي امامة رضي الله عنه عن رسول الله الله عليه وسلم قال اياكم والخلوة بالنساء. والذي نفسي بيده ما خلا رجل وامرأة الا دخل الشيطان بينهما وليزحموا رجل الخنزيرا متلطخا بطين او حمأة وهي النار التي تفوح او حمأة خير له من ان يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له وحرم الاسلام سترا للعورات وحفظا للاعراظ سفر المرأة مع الرجال لوحدها بدون محرم من رجالها فقال ابو هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة رواه البخاري والعجب من اهل الدنيا انهم لا يرحلون باموالهم ودنانيرهم وذهبهم الا مع رجال الامن ثم يرظون ان تسافر او ان يسافر اه المرأة لوحدها وكانها اهون وايسر من المال. ما بال هؤلاء الرجال؟ يخافون على اموالهم من الضياع ولا يخافون على اعراضهم وهذا من اعجب ما يكون والخوف على العرض ليس من عدم الامن من جهة المرأة بل من عدم الامن من جهة الثياب البشرية والامر كما قال الحافظ القحطاني رحمه الله والنساء والمحارم والاعراض كاللحوم ان لم تصل تلك الاسود لحومها اكلت بلا عوض ولا اثمان وحرم الاسلام الاخظاع بالقول مع النساء. ومن جهتها ايضا وهذا كله لما للتبرج والطرق الموصلة اليه خطورة ولهذا جاء في حديث اسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت بعدي في اضر على الرجال من النساء متفق عليه وفي حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدنيا حلوة خظرة. وان الله مستخلفكم فيها. فينظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. فان اول فتنة فان اول فتنة بني اسرائيل كانت فيهم النساء وفي حديث ابن بشار لينظر كيف تعملون رواه مسلم وهذا الحديث فيه دلالة على ان المرأة يجب عليها ان تتستر حتى لا تتسبب في فتنة للرجال وحتى لا تكون سببا في اظلال انسان وغواية انسان عن دينه. فان للانسان ضعيف لكنها لو انها تسترت وتحجبت وتعففت وتحفظت وانها كنت في دارها واستكنت لما لقل الفتن كثيرا