ولذلك حث الشارع على اسباغ الوضوء في المكاره. كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم في حديث علي ابن ابي في حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على اما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط رواه مسلم بهذا اللفظ ومالك في الموطأ وزاد فيه فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم رباط ثلاث مرات وقال الذهلي فذاكم الرباط. وقال الامام مالك رحمه الله المكاره البرد الشديد والصيف وكل امر يشتد فيه الوضوء. فالنبي صلى الله عليه وسلم اول ما بدأ في ذكري ما يمحو الله به الخطايا وفي ذكر ما يرفع الله به الدرجات ذكر اسباغ الوضوء على المكاره ونحن في الشتاء الشديد لا سيما اذا كانت درجات الحرارة منخفضة بحاجة الى ان نهتم بالوضوء وان نسبغ الوضوء والا نهمل الوضوء وان نتحمل مشاق الوضوء ومشاق الغسل لاجل ما يترتب على ذلك من الاجور العظيمة. قال القاضي عياض رحمه الله واسباغ الوضوء معناه اتمامه. قال والمكاره تكون بشدة البرد والم الجسد ونحوه. قال ابن رجب رحمه الله ان شدة البرد لدينا اثناء الوضوء يذكر بزمهرير جهنم. فملاحظة هذا الالم الموعود يهون الاحساس برد الماء فينبغي للانسان ان يتذكر كيف ان هذه البرودة تلسع الجلد وتؤلم البدن كيف بجمهرير جهنم يجعله ذلك ينسى هذا الالم الخفيف في مقابل ما توعد الله عز وجل به من لم يسبغ وضوءه. يقول صلى الله عليه وسلم ويل للاعقاب من النار. لماذا قال الاعقاب من النار قال كان مع بعض اصحابي في السفر فرأى لمعة في عقب رجل لمعة صغيرة في عقب قدم رجل من الناس فقال ويل للعقاب من النار ويل للعقاب من النار. وفي بعض الروايات انهم كانوا يتمسحون من شدة البرد. فقال صلى الله عليه وسلم ويل للعقاب من النار. فينبغي للانسان ان يتذكر ان اسباغ الوضوء على المكاره هو من اسباب كفران السيئات ورفع الدرجات وهو من الرباط عند الله تبارك وتعالى اذا كان المرابط في القتال يحتاج الى جهد ومجاهدة في دفع العدو فانت تحتاج الى جهد في اطفاء النفس الامارة بالسوء بهذه البرودة. وقد جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال اذا توظأ العبد المسلم او المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر اليها بعينيه مع الماء او قال مع اخر قطر الماء. وهذا ثواب عظيم. يدل على ان الانسان الذي يسبغ الوضوء ان يتم الوضوء بحيث لا لا يترك شيئا من اماكن المفروضة عليه او الواجبة عليه الا ويغسلها ومن معاني الاسباغ ايضا انه يأتي بالوظوء على الوجه الشرعي ثلاث مرات. ومن معاني الاسباغ ايظا انه تأملوا شدة البرد والالم فيأتي بالوضوء على الكيفية التي ارشد اليها النبي صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم فاذا غسل يديه خرجت من يديه كل كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء او قال مع اخر قطر الماء فاذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء او مع اخر قطر الماء. حتى يخرج من الذنوب رواه الامام مسلم في الصحيح. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قال ان بعض المصلين لا اراد يتوضأ لا يحسرون اي لا يرفعون الاكمام. لا بسكوت ولا لابس جاكيت. فيصعب عليه ان يرفع. الى النهاية قال لا يحشرون اكمامهم عند غسل اليدين حسرا كاملا. وهذا يؤدي الى ان يتركوا شيئا من الذراع بلا غسل وهو محرم والوضوء معه غير صحيح. فالواجب ان يحسر كمة الى ما وراء المرفق رفعا شديدا حتى يظهر شيء من المرفق. لانه من فروض الوضوء. اقول قد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض اسفاره كما في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال فذهب ليرفع كمه وكان كما ظيقا. قال فلم يستطع. فاخرج يده من تحت ثوبه ثم غسل يديه الى المرفقين فهذا دليل صريح ان الانسان اذا كان يخشى انه مع حصر الكم يبقى شيء من الفرض انه يجب عليه ان يخرج يديه من الكوت او من الجاكيت ثم بعد ذلك يغسل اليدين الى المرفقين او مع المرفقين ثم بعد ذلك يتيقن انه حصل وضوءا شرعيا صحيحا. ايضا مما ينبغي ان ننبه عليه انه يجوز تسخين الماء اذا خاف الانسان شدة البرودة سواء كان ذلك للغسل او كان للوضوء. فقد ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابي انهم كانوا اذا كان في الشتاء يسخنون الماء. قال ابن المنذر رحمه الله الماء المسخن داخل في جملة المياه التي امر الناس ان يتطهروا بها. وقال الابي في اكمال المعلم تسخين الماء دفع برده ليقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور يعني في حديث اسباغ الوضوء. فلا افراط ولا تفريط والشرع لم يتعبدنا بالمشاق وانما تعبدنا بالاتباع. فاذا امكن للانسان ان يسخن الماء ليتوضأ وضوءا يسخن الماء واذا لم يستطع ان يسخن الماء يتوضأ بالماء البارد ولو على المكاره فهذا هو معنى الحديث مما انبه عليه ايضا انه ذكر بعض الفقهاء رحمهم الله انه يكره الوضوء بماء الحميم. ومعنى الحميم الماء المسخن بالشمس الماء المسخن بالشمس وهذا اجتهاد من بعض الفقهاء رحمهم الله وليس فيه حديث صحيح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. اما الماء المسخن بالماء بالنار فهذا لا اعلم فيه بخلاف الا ما ذكره بعضهم عن بعض الفقهاء المتقدمين ثم اندثر الخلاف ولم يذكر