ايضا مما احب ان انبه عليه ايضا وجوب الاغتسال وان كان الجو باردا. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انا اذا جوزنا التيمم للانسان اذا اصابه البرد يوشك ان لا يغتسل احد. ولهذا كان عبد الله بن مسعود وعمر بن الخطاب لا يرون التيمم للمغتسل يقولوا لنا لازم تغتسل باي طريقة؟ كيف باي طريقة؟ تسخن ماء؟ قالوا ما عندنا نسخن ماء. قال اغتسل بالماء البارد تتجلد لكن لا شك ان هذا القول وان كان هو منقولا عن عمر وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه يقيد فيما اذا لم يخشى عليه فوات النفس. اما اذا تعلق به مرض او تعلق به هلاك النفس فانه من المعلوم ان الضرورات تبيح المحظورات. وجمهور الفقهاء رحمهم الله على هذا انه اذا كان الاغتسال يزيد المرظ مرظا او يهلك الانسان او انه يصيب الانسان بشيء من مما يلحقه بالمشقات العظيمة التي فيها اختلف النفس او تلف العضو فان له ان يتيمم حينئذ للحاجة. ومما يدل عليه القصة المذكورة التي ذكرتها عمرو بن العاص رضي الله عنه انه كان امير سرية وكان في ليلة باردة شديدة البرودة. فاصابته الجنابة فلما قام وتيمم ولم يغتسل. فلما قال له اصحابه لا تصلي فينا. قال لاصلين بكم. انا اميركم فصلى بهم وهم له كارهون. فقال بعضهم والله لنبلغن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قدموا المدينة اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فاستدعاه النبي صلى الله عليه وسلم. فلما جاء النبي الكريم الى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال له يا عمر ما حملك على هذا فقال له عمرو بن العاص يا رسول الله اني رأيت الله يقول لا تلقوا بايديكم الى التهلكة. واني خشيت هلاك فتيممت فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على انه يجوز للانسان ان يتيمم في حال الضرورة اما الاغسال المستحبة الغسل اذا كان مستحبا فان الانسان يجوز له ان يتركه لشدة البرد. ومما يؤكد ذلك ما جاء في سنن البيهقي بسند حسن ان شاء الله عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاء الى الجمعة فليغتسل فلما جاء الشتاء فاشتد علينا الاغتسال شكونا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال من توظأ فبها ونعمة ومن اغتسل فالغسل افضل. وايظا لا ينبغي ان ننبه انه لا يكره استخدام المنديل لا يكره استخدام المنشفة في الاغتسال لا للوضوء ولا للاغتسال في البرد. اما في الصيف فقد كره بعض الفقهاء ذلك لاجل التبرد اما في الشتاء فلم يكرهه احد. حتى قال بكر رحمه الله قال انفع ما يكون المنديل في الشتاء كما في مصنف ابن ابي شيبة وعلى هذا فينبغي علينا ان نتعلم هذه المسائل. هناك مسألتان مهمتان المسألة الاولى متعلق بالطهارة. لو ان كان مريضا مرضا شديدا فلم يستطع ان يتوضأ ولا ان يتيمم وكان البرد شديدا والامطار غزيرة ولم يجد ترابا ليتيمم صعيدا طيبا فماذا يفعل هذا سؤال مهم لا سيما في الناس الذين يكونون في السفر قد يحتاجون الى هذا نقول اذا وجد ولو ثلجا فانه يتمسح بالثلج. فان قال قائل الثلج اختلف الصحابة فيه والبرد. هل هو ماء ليس بماء؟ نقول نعم هم اختلفوا لكن الذي عليه جماهير الصحابة والذي عليه جماهير العلماء ان البرد وان اللي هو الماء الجامد البرد الماء الجامد البرد وان الثلج ماء بدليل انه اذا لامس حرارة الجسم وجد نوع من الذوبان وكأنه مسحة خفيفة بماء فعلى هذا يجوز للانسان ان يستخدم الثلج للوضوء وكنت في احد السفرات دورات العلمية في تركيا فذهبنا الى منطقة وفي الطريق حان وقت الصلاة. ولم نجد ما نتيمم به ولا ما نتوضأ به الا الثلج. فتوضأنا بالثلج وهذا امر جايز نبه عليه جمع من الفقهاء رحمهم الله لكن السؤال نعيده من جديد لو ان الانسان لم يستطع ان يغتسل ولا ان يتوظأ واحتاج الى التيمم ولم يجد ترابا لغزارة مياه الامطار فماذا يفعل؟ قال بعض الفقهاء يحفر اسفل الارض حتى يجد ترابا فيتيمم. طيب واذا شق عليه؟ قال اذا شق عليه اخر الصلاة كما سيأتي معنا حتى يجد ترابا الى الصلاة التي تليها اذا كان من جنسها طيب واذا لم تكن الصلاة من جنسها فحينئذ يقول الله جل وعلا فاتقوا الله ما استطعتم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عنه فاجتنبوه