السلام عليكم. يقول المتنبي وقد يتزيى بالهوى غير اهله ويستصحب الانسان من لا يلائمه والله فقد اثبتت تجارب الحياة انه قد يقع نبيل فاضل كريم في حب او صداقة مع من لا يناسبه لا نبلا ولا فظلا ولا كرما فينخدع بظاهر مزور وجمال مزيف ثم تتكشف له حقيقة ذلك الحبيب او الصديق مع الايام فيرى من لؤم طبعه وصدأ معدنه وخبث طينته ما يأكل محبته ويأتي على تقدير شيئا فشيئا حتى تنتهي فيسلو عنه ويخلصه الله منه فيذهب غير مأسوف عليه فيكون خبث الخبيث ولئم اللئيم نعمة من الله على الكريم النبيل الفاضل. ومن بديع ما قيل في هذه المعاني قول احد الادباء المتقدمين تظاهرت لي حتى حسبتك مغرما واعرظت حتى خلت نفسي مجرما وما لك منهما غير انني اراك ترى نقظ المواثيق مغنما وما كنت ادري كيف يصبر عاشق ولا كيف يسلى بعد ان يتتيم فانقذتني بالغدر من غمرة الهوى وعلمت قلبي الصبر حتى علم ولو لم تخلصني بغدرك لم اجد الى سلوة حتى القيامة سلما. فلم ترى عيني قبل شخصك ظالما تعمد ان يجني فاصبح منعما. فجزيت عني بالذي انت اهله. فكل امرئ ان يجزى بما قد تيمما. فشكر الله كل لئيم. رزقه الله محبة كريم في غفلة منه. فما زال الا ينبهه بقبيح مواقفه وافعاله حتى رفع الله الغشاوة عن قلبه فزهد فيه وترفع عنه واستبدل به خيرا منه