طبعا كان الوقت فات يقول فلما عصوني كنت منهم لما عصوني كنت منهم يعني لم يخالفهم ولما عصوني كنت منهم وقد ارى غوايتهم او انني غير مهتدي. وهل انا الا من غزية هذا اعتقاد الشافعي ومالك وابي حنيفة ثم احمد فان اتبعت سبيلهم فموحد وان ابتزعت فما عليك ولو ان ابتدعت فما عليك معون حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها اتوسل ولكل هم قدر وفضل ساطع لكنما الصديق منهم افضل هذا اعتقاد الشافعي ومالك وابي حنيفة سم احمد فان اتبعت سبيلهم فموحد وان ابتزعت فما عليك وان ابتدعت فما عليك معون. بسم الله والحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله مرحبا بكم ايها الاحباب في هذه الحلقة الجديدة من سلسلة حلقات قصة الفتنة الكبرى والتي نحاول فيها شرح ما حصل من القتال بين الصحابة الاجلاء رضوان الله عليهم اجمعين. ونزيل ما علق بهذه الفترة من الشبهات والاكاذيب وصلنا في الحلقة الماضية الى انزلاق الامور نحو الحرب بين جيشي علي ومعاوية رضي الله عنهما وهي الحرب التي كانت ساحتها في صفين وصفين الى الجنوب الغربي من مدينة الرقة آآ الموجودة في سوريا الان طيب اصطف الجيشان في صفين بداية من ذي الحجة سنة ستة وتلاتين للهجرة لكنهما ظل لا يلتحمان وظل القتال بينهما اشبه ما يكون بالمناوشات او الغارات الصغيرة طيلة هذا الشهر اللي هو شهر ذي الحجة واول من دلع الاشتباك بين الجيشين آآ كانت المعركة على الماء. فجيش معاوية رضي الله عنه سبق جيش علي الى الماء واتخذ موقعا يريد به حرمان جيش علي من الماء نوع من اتخاذ الموقف الحربي يعني المؤثر فاخرج سيدنا علي رضي الله عنه قطعة من جيشه كان يقودها الاشعث ابن قيس فاستطاعوا الوصول الى الماء وغلبوا عليه وانتصروا على ما كان يسيطر عليه من جيش معاوية وبقي الحال على الاشتباكات المتقاطعة طيلة شهر ذي الحجة. وكذلك شهر المحرم وحتى الاسبوع الاول من شهر صفر من سنة سبعة وتلاتين للهجرة و في هذا الاسبوع الثاني بدأ يعني بدأ القتال واشتعل القتال والتحم الجيشان جميعا. طبعا هذا الوقت الطويل حوالي شهرين واسبوع كان بمثابة التأجيل للمعركة ربما لترك فسحة للصلح او لمساعي الوسطاء والسفارات. السفارات يعني المبعوثين بين الفريقين لكن كل هذا لم يسفر عن شيء كان آآ سيدنا عمار عمار ابن ياسر طبعا عرفنا انه في جيش علي وكان الحسين ابن علي كانا من اشد الناس في الحرب كان لديهما يقين تام انهم على الحق وانهم يقاتلون الفئة الباغية التي يأمر القرآن بقتالها الله تبارك وتعالى يقول آآ وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله روى احمد وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين باسناد حسن عن شاهد عيان في المعركة آآ يعني يتكلم عن قتال عمار رضي الله عنه قال رأيت عمارا يوم صفين شيخا كبيرا ادم طوالا قدم يعني اسمر اه وهذا كان سيدنا عمار كان ذو بشرة سمراء طوالا يعني طويل القامة اخذني الحربة بيده ويده ترعد. ترعد يعني ترجف انه سيدنا عمار كان في ذلك الوقت شيخا كبيرا كان في التسعين من عمره تقريبا ويعني طبعا في هذا آآ في هذا الحال دليل على اصراره على القتال وعلى حماسته للقتال لانه حتى وهو في هذه الحال يعني تسعين سنة وحتى وهو لا يستطيع ان يضبط يده ويده ترجف فيعني هذا دليل على آآ حماسته للقتال وكان سيدنا عمار يقول والذي نفسي بيده لو ضربونا يعني قتلونا او يعني ارجعونا لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر. هجر هذه في شرق الجزيرة العربية يعني لو غلبونا واضطرونا للانسحاب كل هذه المسافة لعرفت ان مصلحينا على الحق وانهم على الضلالة يتكلم عن جيش معاوية فهو كان لا يشك في انه كان على الحق. لكن هنا انتبه ايضا الى كلمة عمار لعرفت ان مصلحينا على الحق كلمة مصلحين على الحق يعني دليل ايضا على انه كان يرى ان في جيش علي قوما مفسدين ومندسين ويقصد بهؤلاء اهل الفتنة ممن شاركوا في قتل عثمان رضي الله عنه وفي رواية اخرى عند ابن ابي شيبة في المصنف باسناد صحيح انه عمار رضي الله عنه كان يقول من سره ان تكتنفه الحور العين فليتقدم بين الصفين محتسبا وروى الطبراني في المعجم الكبير باسناد صحيح ان عمارا كان يقول الجنة تحت البارقة البارقة هي السيف ولكن وكالعهد به رضي الله عنه هذه الحماسة وهذا اليقين وهذه القوة والشدة في القتال لم اخرج به عن الانصاف روى ابن ابي شيبة في المصنف باسناد صحيح ان عمارا سمع رجلا يقول كفر اهل الشام ورجل في جيش علي يقول كفر اهل الشام باتباعهم معاوية فقال عمار لا تقولوا ذلك نبينا ونبيهم واحد وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق فحق علينا ان نقاتلهم حتى يرجعوا اليه. طبعا هذا الموقف يذكر بموقفه القديم في وهو يستنفر اهل البصرة للقتال مع علي. لما يستنفر اهل الكوفة عفوا مع علي لما قال عن عائشة امنا وهي زوجة نبينا في الدنيا والاخرة ولكن الله ابتلاكم بها. فهذا يعني هذه الحماسة والقوة لم تخرجه رضي الله عنها عن الانصاف ومثل ذلك كان الحسين رضي الله عنه كان ايضا من اشد الناس في القتال وكان على مذهب ابيه فيه روى الطبراني في المعجم الكبير باسناد قوي ان عليا رضي الله عنه كان في مجلس بين انصاره الموافقين له على القتال فكان مما قال فاما انا وحسين فانا وحسين فانا وحسين فانا منكم وانتم منا. وهذه الرواية كما ذكرته عند الطبراني باسناد قوي في المعجم الكبير هذه رواية مشهورة سيدنا علي كان يعني آآ يقيم فيها مثلا الرجال الذين تبعوا له فكان يعجبه من ولده الحسين هذه الشدة وفي هذه المعركة معركة صفين وقع مصداق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو قتل عمار وتلك هي اللحظة الكبرى في هذه المعركة ومن العجيب ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن ذلك في اول امر الاسلام. يعني في لحظة بناء المسجد النبوي يعني يعني في ذلك الوقت كان السواد الاعظم من هذين الجيشين لم يولد بعد او لم يسلم بعد واخبر بذلك رضي صلى الله عليه وسلم فقال آآ يعني آآ تقتل عمارا الفئة الباغية. بس هنا هنا ملحوظة مهمة يا يا جماعة الخير. هنا ملحوظة مهمة بناء المسجد الوارد في هذا الحديث ليس هو البناء الاول الذي كان بعد الهجرة مباشرة بل هذا كان بناء التوسعة للمسجد النبوي وهذا حصل بعد فتح خيبر وهذا آآ التحقيق آآ يعني هو للامام ابن رجب الحنبلي في كتابه فتح الباري فتح الباري لابن رجب الحنبلي غير فتح الباري لابن حجر ابن رجب الحنبلي متقدم عن ابن حجر وله كتاب في شرح البخاري سماه سماه فتح الباري لكنه لم يكمله ولو اكمله لكان درة من الدرر. فهذا التحقيق للامام آآ ابن ابن رجب الحنبلي في فتح الباري شرح البخاري آآ هذا هناك روى الحديث والحديث صحيح آآ وهو في البخاري نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى عمار وهو يحمل لبنات المسجد فقال صلى الله عليه وسلم ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار فهنا وفي رواية يعني بقية الرواية ان سيدنا عمار كان يقول اعوذ بالله من الفتن. شف وانا هنا ايضا فقه الصحابة فقه الصحابة يعني لم لم النبي لم يقل ليقتله الكافرون قال تقتله الفئة الباغية ففهم عمار انها فئة مسلمة فلذلك قال اعوذ بالله من الفتن وفزع عمرو بن العاص من خبر مقتل عمار روى معمر في الجامع واحمد في المسند والحاكم وقال على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي باسانيد صحيحة ان عمرو بن العاص لما بلغه مقتل عمار ذهب الى معاوية وهو يرجع يرجع يعني يردد انا لله وانا اليه راجعون. الكلمة التي تقال في المصيبة فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قد قتل عمار فماذا؟ يعني ايه المشكلة؟ الناس كلها تقتل الان قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية ده حط في بولك او نحن قتلناه؟ انما قتله علي واصحابه جاءوا به حتى القوه بين رماحنا طيب هنا وقفة بداية يظهر ان سيدنا معاوية لم يكن قد سمع بحديث عمار هذا. فلذلك استغرب ان يفزع عمرو لمقتله القتل مستمر. كل الناس استقتل الامر الثاني انه ليس هناك ادنى شك في انه هذا التأويل الذي نطق به معاوية رضي الله عنه تأويل فاسد والله اعلم بما كان في نفسه لكن نحن نعرف من طبائع الانسان انه يعني يكاد يستحيل على من تشبع بقضية ما او اعتنق فكرة وقاتل في سبيلها يستحيل ان تنهدم عنده هذه الفكرة في لحظة واحدة بل العقل يعمل في تلقائية عجيبة لتطويع الحقائق الجديدة. لكي تنسجم مع القناعات القديمة مهما كان في لذلك يعني متعسفا ومتكلفا بعلم النفس نظرية مشهورة آآ وهذه النظرية تعرف باسم النظرية التناسق المعرفي او نظرية التنافر المعرفي يعني كلا الاسمين وعبرة عن نفس المعنى وهذه ينسب اكتشافها لعالم النفس الاجتماعي اظنه الماني اسمه ليون فيستنفر خلاصة هذه النظرية انه الانسان حين يتلقى معلومات او حقائق تتعارض مع قناعة عنده فهذا يتسبب في محنة نفسية تثير دوافعه لاستعادة الانسجام والاتساق بين القناعة الراسخة والمعلومة الجديدة يعني اما انه يغير قناعته او يغير افعاله او انه يطوع المعلومة الجديدة ويوجد لها تفسيرا. يعني فيما يخص موضوعنا هنا الموضوع اللي احنا بنتكلم عنه الان موضوع سيدنا معاوية البحث عن تفسير اخر للمعلومة الجديدة. او بالمصطلح الاسلامي نسميه تأويل النص فهذا تأويل النص هو احد الوسائل التي تلجأ اليها النفس لاستعادة الانسجام مرة اخرى وفي الحرب تحديدا تكون النفوس في اعلى درجات استثارتها والعقول تكون في اعلى حالات يقظتها وتوترها وعملها يعني اي تشكيك في شرعية الحرب التي يخوضها اي جيش تدفع القيادة بكل سرعة وبكل تلقائية الى اخراج تأويل مناسب لهذا لهذه الحقيقة الجديدة او هذه المعلومة الجديدة لكي يستعيد اتساق الجيش مرة اخرى وهذا التأويل الجديد سرعان ما يسري في الجيش لانه طبعا الجيش او الجند وكذلك القائد كلاهما لو تشكك في شرعية الحرب التي يخوضها فهي مهلكة لكلا الطرفين. يعني الشك في لحظة القتال محنة لا تحتمل وهذا ما يفسر استمرار المعركة من جهة طبائع النفس والاجتماع طيب يعني في هذه الوقفة ايضا يا احباب يجب ان نستوعب ونستحضر انصياع الانسان لظروف الاوضاع المحيطة به وتبعيته تبعية الانسان لهذه الاجواء المحيطة به هذه ان اهم حقائق علم النفس الاجتماعي ويعني من من اهم الابحاث التي اجريت في هذا الموضوع في عصرنا الحديث اه تجارب بعض علماء النفس الاجتماعي اه مثل استانلي ميليجرام وفيليب زم برضو وغيرهم. وهؤلاء لهم كتب ومؤلفات كثيرة جديرة بالقراءة ويمكن ان تبحثوا عنها ببساطة تستطيعون الوصول اليها وطبعا هذه النتائج نتائج معتمدة على تجارب يعني ليست هي مجرد نظريات او بناءات منطقية لكن معتمدة على تجارب في واقع الحياة. ومن اهم الكتب في هذا الموضوع يعني في آآ كتاب مدرسي مهم جدا اسمه علم النفس السياسي لديفيد باتريك هوتون هذا الكتاب سآخذ منه هذه العبارة. يقول وجهة النظر الغالبة في علم النفس الاجتماعي تؤكد ان الموقف الذي نواجهه اينما نكون يؤثر في سلوكنا تأثيرا يفوق تأثير خصائصنا الشخصية في كثير من الاحيان والى حد اكبر مما يمكننا تصوره ببساطة يعني الانسان الطبيعي في كل الدنيا مهما كان سلوكه الشخصي يدفعه الى اتجاه معين لو انه البيئة التي حوله تدفعه الى اتجاه اخر فالطبيعي ان الانسان بيتجه الى الاتجاه التابع للناس هذه طبيعة البشر هذه طبيعة البشر وهذا المعنى نفسه عبر عنه شاعرنا القديم من دريد بن الصمة دريد بن الصمة هذا الرجل الذي خرج مع اه اهل سقيف وهوازن في غزوة حنين المهم لا لا يتسع الوقت لكي احكي لكن ابياته المشهورة هو نصح نصيحة وقومه خالفوه فيها وهزموا لاجل ذلك. فهو يقول امرتهم امري بمنعرج اللوا من مكان يعني انا نصحتهم النصح بهذا المكان اللي هو اسمه منعرج اللواء. فلم يستبينوا الرشد الا ضحى غبي فلم يعني لم يكتشفوا انه كلامي كان صحيح الا اليوم التالي ان غوت غويت وانا من القبيلة بتاعتي يعني وهل انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشدي فهذا ما يفسر تأويل معاوية اولا ما ذكرناه من نظرية التنافر او التناسق النفسي ويفسر سرعة تشرب عمرو ابن العاص وبقية الجيش لهذا التأويل حتى ان سيدنا عمر عمل عقله هو ايضا في تأويل حديث اخر سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فروى ابن سعد في الطبقات الكبرى واحمد في المسند والطبراني في المعجم الاوسط باسناد صحيح. ان عمرو بن العاص لما سمع نبأ قتل عمار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فانك هو ذا تقاتله انت الان تقاتله قال انما قال قاتله وسالبه يعني سيدنا عمرو فهم انه الحديث يتوعد القاتل الفعلي وحده من قتل من باشر قتل عمار او من باشر سلب عمار آآ هنا ايضا يجب ان نقول. طبعا آآ اولا حديث تقتله الفئة الباغية هذا من اهم مواطن الجدل الذي دار بين السنة والشيعة لنشيع ارادوا ان يتوصلوا به الى ان الصحابة المخالفين لعلي كفروا وانهم في النار وانهم دعاة الى النار طبعا بداية الحديث صحيح لا يتطرق الشك الى ثبوته لكن المعنى الذي اراده هؤلاء منه هو المعنى الباطل ولكن هذا الحديث يفهم الى جوار الاحاديث الاخرى ومن اهم هذه الاحاديث الاخرى آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن ان ابني هذا سيد وان الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فسمى الرسول صلى الله عليه وسلم الفئتين مسلمين وكذلك حديثه صلى الله عليه وسلم عن الخوارج سنأتي اليه فيما بعد حديث تقتلهم اولى الطائفتين بالحق اولى الطائفتين بالحق اللفظ صريح ايضا في انه طائفة معاوية كان معها شيء من الحق لكن طائفة عليه اولى بالحق او ادنى الى الحق ثانيا الحديس الثاني في هذا الموطن من الجدل فهذا الحديث هو الذي يكشف انه قاتل عمار في النار وثبت ان قاتل عمار هو ابو الغادية الجهني. وابو الغادية الجهني هذا صحابي كما ثبت عنه في الروايات الصحيحة بل هو ممن شهد بيعة العقبة الثانية وكان له سهم كبير في جهاد الروم والشيعة ايضا تعلقوا بهذا الحديث ليكون مدخلهم الى تكفير عموم الصحابة والى اسقاط عدالة الصحابة. ولكن هذا الحديث الذي يتحدث عن قاتله وسليبه في النار هذا حديث مختلف في تصحيحه هذا حديث اختلف العلماء في تصحيحه طيب وهنا نحن امام موقفين الذين صححوا الحديث جعلوا ابا الغادي هذا استثناء من عموم ما ورد في فضل الصحابة لانه يعني ما ورد في فضل الصحابة احاديث عامة لكن هذا هناك دليل صحيح قاطع في شأنه هو والى هذا مثلا آآ ذهب الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة ورد بذلك على ابن حجر وايضا يدل عليه كلام الذهبي في سير اعلام النبلاء في مجلد الخلفاء الراشدين فهذا توجيههم للحديث. انه اذا طالما هذا جاء فيه دليل صحيح بذاته فهو استثناء من عموم الادلة في فضل الصحابة طبعا واما الذين ضاعفوا الحديث فقد سلم لهم الامر لانه الحديث الضعيف لا ينهض لاسقاط عدالة الصحابة الثابتة بالقرآن والسنة ومن ثم يعني عندهم فابو الغادية مثله مثل غيره من الصحابة الذين قاتلوا باجتهاد وتأويل يعني مثله مثل معاوية وعمرو ابن العاص وغيرهم وهنا اكمل بحث رأيته عن هذا الرأي كان عند الدكتور فواز ابن فرحان الشمري في كتابه صحيح اخبار صفين لمن اراد ان يرجع الى الاقوال ويتابع مسألة الاسانيد تحرير هذه المسألة امر يخرج عن مقام هذه الحلقات لكن المقصود حتى لو سلمنا بصحة الحديث وحتى لو سلمنا انه ابو الغادية في النار فهذا حديث خاص في شأن واحد شأن واحد منه. الله اعلم بما كان في نفسه. والله اعلم بما استحق ما استحق من العقوبة وهذا لا يستغرب لان هناك بعض اقوام ممن رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وارتدوا في حياته او ارتدوا بعد موته فاذا كان ابو الغادية هذا هو الاستثناء من قاعدة عدالة الصحابة فهذا لا يعود على اصل القاعدة بالابطال. يعني هذا الاستثناء لا يلغي القاعدة ولا يكون هذا الوعيد في حق ابي الغادية لانه خالف عليا او قاتله لانه هناك اخرين خالفوا عليا وقاتلوه وسبت في فضلهم احاديث وثبت بل ثبت انهم في الجنة مثل طلحة وعائشة والزبير وعمرو بن العاص يعني هؤلاء ثبت في فضلهم احاديث وانما يكون هذا الوعيد في حق ابي الغادية لامور اخرى بينه وبين الله لا نعلمها انا ارجو ان اكون القيت وضوءا على هذه المعضلة واشرت الى المصادر التي يمكن ان يرجع اليها نعود الان الى المعركة استمرت المعركة صحيح استمرت المعركة جيش معاوية تشبع او يعني تشرب هذا التأويل الذي نطق به معاوية. ونحن ذكرنا قبل ذلك ذكرنا قبل ذلك المواقف المتراكمة التي جعلت اهل الشام يظنون انهم على حق. فيجب ان يتذكر هذا ونحن نرى كيف عمل عقل معاوية في هذا التأويل فالمهم يعني اه نقول استمرت المعركة لكن مقتل عمار لم يكن بلا تأثير. وحتى لو اهل الشام تشربوا تأويل معاوية هذا التأويل الذي ولد في لحظة لكن اهل العراق ازدادوا ايمانا ويقينا بما عندهم ميناء الموقف بموقفهم لذلك بعد مقتل عمار يعني قبل مقتل عمار كان اهل الشام هم الاعلى يدا في المعركة مقتل عمار قلب المعركة فبدأ يفت في عضد اهل الشام بدأ يتسرب اليهم الشك ولكنه اعطى لاهل العراق قوة نفسية هائلة بانهم على الحق وان خصومهم هم الفئة الباغية. فالمعركة انقلب ميزانها فعلى اهل العراق على ااهل الشام ولكن المعركة ايضا مستمرة لا تفطر ولا تهدأ طيب كان في قلب قيادة جيش الشام سيدنا عبدالله بن عمرو بن العاص سيدنا عبدالله بن عمرو بن العاص كان مع ابيه عمرو بن العاص طاعة له ولكنه لم يقاتل فلما جاء خبر مقتل عمار لم يرضى عبدالله بن عمرو بن العاص بالتأويل الذي قاله معاوية فظل يكرر على ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تقتله الفئة الباغية تقتله الفئة الباغية حتى قال معاوية وهو ضجر الا تغني عنك مجنونا الا تغني عنا مجنونك يا عمرو؟ ثم سأله فما بالك معنا؟ طب وانت قاعد معنا ليه؟ يعني طالما فكان يقول عبد الله بن عمرو بن العاص ان ابي شكاني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله اطع اباك ما دام حيا ولا تعصه فانا معكم ولست اقاتل هو موجود مع ابيه طاعة له لكنه لا يقاتل المهم بدأ جيش الشام يتراجع وآآ يروي ابو وائل الاسدي وهذا تابعي شاهد عيان. يقول كنا بصفين فلما استحر القتل باهل الشام اعتصموا بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية ارسل الى علي بمصحف وادعه الى كتاب الله فانه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب الله. تلى عليه هذه الاية المتر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله تحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون فقال علي نعم انا اولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله اذا خرجت هنا فكرة التحكيم قال ابو وائل الاسدي قال فجاءته الخوارج ونحن ندعوهم يومئذ القراء وسيوفهم على عواتقهم. السيوف على الاكتاف. فقالوا لعلي قالوا يا امير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل الا نمشي اليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم اذا لاحظوا هنا بدأ يحدث اختلاف في معسكر سيدنا علي ستكون له اثاره فيما بعد سيدنا علي مستجيب اذا لدعوة التحكيم لكن عنده في جيشه خوارج يرفضونها فتكلم هنا سهل بن حنيف. سهل بن حنيف صحابي صحابي من اولئك الذين شهدوا الحديبية. فقال يكلم الخوارج يا ايها الناس اتهموا انفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية وحكى قصة الحديبية الخلاصة لانه الموقف لا يحتمل ان نحكي قصة الحديبية. الخلاصة انه الصحابة في الحديبية كانوا يرون ان الخير في القدوم الى مكة ولم تحتمل عقولهم ولا نفوسهم الرجوع عن مكة ولا الرضا بصلح الحديبية وكانوا متمسكين بهذا حتى كادوا يعصون امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور الذي تعرفونه ولا ليس من وقت يعني لحكايته لكن الخلاصة انه الصحابة كادوا يعصوا النبي صلى الله عليه وسلم ثم ظهر ان الخير بعد ذلك في امر رسول الله وانه رأي الصحابة لم يكن رأيا سديدا. فعلشان يعني لاجل هذا يقول سهل بن حنيف للناس يا ايها الناس اتهموا عقولكم او اتهموا انفسكم او اتهموا رأيكم اذا استقر الامر في جيش علي على ايقاف القتال وانه هذا الخلاف الذي بين علي ومعاوية يتم طرحه الى تحكيم. يعني تحكيم يختار كل طرف ممثل عنه فهؤلاء الطرفان يحكموا في هذا الخلاف حقنا لدماء المسلمين هناك عدد من الروايات افادت ان سيدنا علي لم يكن راضيا بالتحكيم وانه حمل على ذلك. يعني اجبر على ذلك. يعني كانه كان في جيشه يعني الرواية تقول ان سيدنا علي فهم انها خديعة لكن جيشه كان قد ضجر من القتال هذه الروايات التي تفيد ان عليا لم يكن راضيا عن التحكيم انا لم ارى منها رواية صحيحة. بل سائر هذه الروايات ضعيف ما صح عن علي رضي الله عنه انه كان راضيا الى التحكيم وقد ذكرنا الرواية التي يقول فيها نعم انا اولى بذلك طيب كيف انتهى امر التحكيم وكيف آآ يعني انتهت هذه المعركة؟ هذا ما نستكمله ان شاء الله في الحلقة القادمة نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها اتوسل ولكل هم قدر وفضل ساطع لكنما الصديق منهم افضل