المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اي وارسلنا الى عاد الاولى الذين كانوا في ارض اليمن اخاهم في النسب هودا عليه السلام يدعوهم الى التوحيد وينهاهم عن الشرك والطغيان في الارض. فقال لهم يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. افلا تتقون سخطه وعذابه ابى ان اقمتم على ما انتم عليه فلم يستجيبوا ولا انقادوا فقال الملأ الذين كفروا من قومه رادين لدعوته قادحين في رأيه. انا لنراك في سفاهة وانا لنظنك من الكاذبين. اي ما نراك الا سفيها غير رشيد ويغلب على ظننا انك من جملة الكاذبين. وقد انقلبت عليهم الحقيقة واستحكم عماهم حيث رموا نبيهم عليه السلام بما هم متصفون به وهو ابعد الناس عنه. فانهم السفهاء حقا الكاذبون. واي سفه اعظم ممن قابل احق الحق بالرد والانكار. وتكبر عن الانقياد المرشدين والنصحاء وانقاد قلبه وقالبه لكل شيطان مريد. ووضع العبادة في غير موضعها. فعبد من لا يغني عنه شيئا من الاشجار والاحجار واي كذب ابلغ من كذب من نسب هذه الامور الى الله تعالى قال يا قومي ليس بي سفاهة بوجه من الوجوه بل هو الرسول المرشد الرشيد. ولكني رسول من رب العالمين ابلغكم رسالات ربي وانا لكم ناصح امين. فالواجب عليكم ان ان تتلقوا ذلك بالقبول والانقياد وطاعة رب العباد او عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم؟ اي كيف تعجبون من امر لا يتعجب منه وهو ان الله ارسل اليكم رجلا منكم تعرفون امره يذكركم بما فيه مصالحكم ويحثكم على ما فيه النفع لكم فتعجبوا اجبتم من ذلك تعجب المنكرين. واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ايحمدوا ربكم واشكروه. اذ مكن لكم في الارض وجعلكم تخلفون ان الامم الهالكة الذين كذبوا الرسل فاهلكهم الله وابقاكم. لينظر كيف تعملون. واحذروا ان تقيموا على التكذيب كما اقاموا. فيصيبكم ما اصابهم واذكروا نعمة الله عليكم التي خصكم بها. وهي ان زادكم في الخلق بسطة في القوة وكبر الاجسام وشدة البطش. فاذكروا قال الله اي نعمه الواسعة واياديه المتكررة. لعلكم اذا ذكرتموها بشكرها واداء حقها تفلحون. اي تفوزون مطلوب وتنجون من المرهوب. فوعظهم وذكرهم وامرهم بالتوحيد. وذكر لهم وصف نفسه. وانه ناصح امين. وحذرهم ان يأخذهم الله كما اخذ من قبلهم. وذكرهم نعم الله عليهم وادرار الارزاق اليهم. فلم ينقادوا ولا استجابوا. فقالوا متعجبين من دعوته ومخبرين له انه من المحال ان يطيعوه اجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد اباؤنا. قبحهم الله جعلوا الامر الذي هو اوجب الواجبات واكمل الامور. من الامور التي لا يعارض بها ما وجدوا عليه اباءهم. فقدموا ما عليه الاباء الضالون من الشرك وعبادة الاصنام. على ما دعت اليه الرسل من توحيد الله وحده لا شريك له وكذبوا نبيهم وقالوا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين. وهذا استفتاح منهم على انفسهم. فقال لهم هود عليه سلام نزل ما نزل الله بها من سلطان. فانتظروا اني معكم قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب. اي لابد من وقوعه فانه قد انعقد اسبابه وحان وقت الهلاك. اتجادلونني في اسماء سميتموها انتم واباؤكم. اي كيف تجادلون على امور لا حقائق لها. وعلى سميتموها الهة وهي لا شيء من الالهة فيها. ولا مثقال ذرة. ما نزل الله بها من سلطان. فانها لو كانت صحيحة لانزلتها الله بها سلطانا. فعدم انزاله له دليل على بطلانها. فانه ما من مطلوب ومقصود. وخصوصا الامور الكبار. الا وقد بين الله ما من الحجج ما يدل عليها ومن السلطان ما لا تخفى معه. فانتظروا ما يقع بكم من العقاب الذي وعدتكم به. اني معكم من المنتظرين. وفرق بين الانتظارين انتظار من يخشى وقوع العقاب ومن يرجو من الله النصر والثواب. ولهذا فتح الله بين الفريقين فقال انجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا اياتنا وما كانوا مؤمنين فانجيناه اي هود والذين امنوا معه برحمة من فانه الذي هداهم للايمان وجعل ايمانهم سببا ينالون به رحمته. فانجاهم برحمته وقطعنا دابر الذين كذبوا بايات اي استأصلناهم بالعذاب الشديد الذي لم يبق منهم احدا. وسلط الله عليهم الريح العقيم. ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كرة رميم فاهلكوا فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم. فانظر كيف كان عاقبة المنذرين الذين اقيمت عليهم الحجج. فلم ينقادوا لها وامروا الايمان فلم يؤمنوا فكان عاقبتهم الهلاك والخزي والفضيحة. واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة. الا ان عادا كفروا الا بعدا لعاد قوم هود. وقال هنا وقطعنا دابر الذين كذبوا باياتنا وما كانوا مؤمنين بوجه من الوجوه بل وصفهم التكذيب والعناد ونعتهم الكبر والفساد