بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب فعلى الذين من قبلكم لعلكم تتقون. قلوب الصائمين. قلوب الصائمين من اعداد وتقديم فضيلة الشيخ سعد ابا الناصر الشثري. قلوب الصائمين من تنفيذ جمعان بني ناصر الجمعان قلوب الصائمين الحمد لله المنعم المتفضل انعم علينا فاجزل واعطانا فاكثر. ما اعظم منة الله علينا وما اكثر فظائله الواصلة بين ومن اعظم نعم الله علينا ان جعلنا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد فان من اعمال القلوب الاعتراف بفظل الله ونعمه وخصوصا بما انعم الله علينا في شهر رمظان من انزال كتابه ومن تعظيم بالاجر والثواب على الاعمال فيه. ومن وجود ليلة القدر التي هي خير من الف شهر وقد ذكرنا الله بنعمه في مواطن عديدة من كتابه. كما قال سبحانه الم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. وقال الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء ابناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. وقد امرنا الله تعالى بتذكر نعمه فقال سبحانه يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم وقال واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا. فامر الله المؤمنين بتذكر نعمه الدينية والدنيوية. ومن ذلك تذكر هذه النعم بالقلوب. وبذلك يزول اعجاب الانسان بنفسه ويعرف ان ما عنده من النعم فانه فظل من الله جل وعلا ومن نعم الله العظيمة التي انعم بها علينا ان جعلنا من اهل الاسلام والقرآن. فلا بد ان يعرف القلب وان يفرح به. قال تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون واعظم ذلك نعمة التوحيد بافراد الله بالعبادة وعدم صرف شيء منها لغير الله كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون. وقد كرر الله في كتابه التذكيرا بان الله وحده هو الذي ينفرد بجلب النعم ودفع النقم. ومن عرف ان النعم كلها الظاهرة والباطنة القليلة والكثيرة انما يتفضل الله بها وحده وانه ما من نعمة الا منه ولا من نقمة ولا ولا كربة الا والله هو المنفرد بدفعها. وان الخلق لا يملكون لانفسهم فضلا عن غيرهم جلب نعمة ولا دفع نقمة من عرف ذلك كان من عباد الله جل وعلا بقلبه. قال تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفظله. يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم. وقال ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وقال وما بكم من نعمة فمن الله والمؤمن معترف بان الله هو الذي اوجده من العدم. وامده باسباب الحياة اصل عليه النعم ونقله من طور الى طور حتى سواه وجعله رجلا كامل الاعضاء والجوارح محسوسة والمعقولة وبذلك يسر له من الاسباب وهيأ له من نعم الدنيا ولم يحصل ذلك بقوة العبد ولا بقدرته ولا بحيلته. بل حصل بنعمة من الله وفضل. قال تعالى واما بنعمة ربك فحدث اي فليتحدث القلب واللسان بنعم الله تعالى. وقال وذكرهم ايام الله. قال ابن عباس بنعم الله. وجاءت النصوص تحذر من الاغترار بنعم الله. وامهال الله اهي للعبد قال تعالى ولئن اذقناه نعماء بعد ظراء مسته. ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور وقال واذا انعمنا على الانسان اعرض ونهى بجانبه وقال والله لا يحب كل مختال فخور اي متكبر معجب بنفسه فخور بنعم الله ينسبها الى نفسه وتطغيه وتلهيه تلك النعم كما ان العبد يحذر من اضافة نعم الله الى من كان سببا فيها. لان السبب لا يملك نفسه نفعا ولا ضرا ولا يستقل بايجاد تلك النعم قال الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. فانهم لما اظافوا النعمة الى غير الله فقد انكروا نعمة الله بنسبتها الى غيره. فان الذي يقول هذا جاحد لنعمة الله عليه غير معترف بها وكالابرص والاقرع الذين ذكرهما الملك بنعم الله عليهما فانكراها. وقالا انما اورثنا هذا كابرا عن كابر. وكون النعم موروثة عن الاباء. ابلغ في انعام الله عليهم اذ انعم بها على ابائهم ثم اورثهم اياها فتمتعوا هم واباؤهم بنعم الله. ان اعتراف القلب بفظل الله يكسب رضى الله ومحبته القلب بفظل الله من اسباب حفظ النعمة وزيادتها وعدم زوالها. فيحسن ان تعالج القلوب غير بان تعرف وتعرف بان النعمة اذا لم تشكر زالت ولم ترجع. قال الفضيل ابن عياض عليكم بملازمة الشكر على النعم. فقل نعمة زالت عن قوم فعادت اليهم والنعم كالحيوانات الوحشية لا يمكن تقييدها الا بالشكر. ان اعتراف القلب بان النعم اما من الله يوجب تعلق القلب بالله ومحبته له والتأله له وحده لا شريك له. ان اعتراف القلب نعم الله ركن من اركان شكر نعم الله. وفي الخبر من اسديت اليه نعمة فذكرها فقد شكرها. ومن فقد كفرها وقد امر الله بشكر النعم. فقال فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. وقال لكم تشكرون ان عدم اعتراف القلب بنعمة الله على العبد سبب من اسباب نزول العقوبات الدنيوية قال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناه من بغتة فاذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين اعتراف القلب بنعم الله يكون على الاجمال بمعرفة ان جميع النعم من الله واعتراف القلب بنعم الله يكون الاعتراف بما حضر في القلب من نعم الله بانها تفضل منه سبحانه لان القلب لا يتمكن من الاحاطة بنعم الله. لان نعم الله كثيرة واقسامها واسعة عظيمة وقدرات عباد قاصرة عن الاحاطة بمبادئ نعم الله فظلا عن غاياتها وكمالها كما قال تعالى ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فيدل هذا على ان العباد لا يعرفون نعم الله على سبيل التمام والكمال واذا كان كذلك فلن يتمكنوا من الاعتراف بجميع تلك النعم. وهذا يدل على ان طاعة العبد يكره لن يوازي نعم الله على العبد. ولينظر الانسان في بدنه كم من جزء لا يعرف الانسان نعمة الله عليه فيه الا اذا ظهر فيه ادنى خلل. يجعله يتنغص في عيشه ويتمنى انفاق جميع الدنيا لازالة ذلك الخلل مع ان الله تعالى يدبر احوال الانسان على الوجه الاكمل الاصلح ان لي انسان لا علم له بوجود ذلك الجزء ولا بكيفية جلب مصالحه ولا كيفية دفع مفاسده ومن اسباب جعل العبد يعترف بنعم الله عليه ان يتفكر في احوال اولئك الذين سلبت نعم الله منهم من المرضى والفقراء واهل المعاصي. وكيف ان الله جل وعلا تفضل على العبد فلم يجعله هم مماثلا لهؤلاء الذين سلبت منهم نعم الله جل وعلا. ولذلك على العباد ان يعترفوا بان الخيرات والنعم الواصلة اليهم هي فظل من الله جل وعلا وانه سبحانه هو كرموا بها وانها لم تحصل بسبب من العبد. ولم انها لم تحصل بفعل العبد. وانما حصلت كرم من رب العزة والجلال. اسأل الله جل وعلا ان يجعلنا واياكم من الشاكرين لنعمه. المعترفين بها ممن كانت قلوبهم تضيف تلك النعم الى الله وحده. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. قلوب قلوب الصائمين. قلوب الصائمين من اعداد وتقديم. فضيلة الشيخ سعد ابا الناصر الشثري الصائمين من تنفيذ جمعان بن ناصر الجمعان الصائمين