قناديل الصلاة مشاهدات في منازل الجمال تأليف فريد الانصاري جلسة بين يدي الملك الله اكبر وترفع رأسك خاشعا بين يدي مولاك. ترفعه دون ان ترفع بصرك. فالملك ما يزال قبلك يرقبك من فوق عرشه العظيم وانت تنثر روح المحبة والاخلاص والولاء الكامل. قائما وراكعا وساجدا فجالس بين يديه مجلس اذا دون ان تفارق عيناك موضع سجودك. ولهيئة الجلسة بين السجدتين جمال اخر. وذوق جديد فقد كان النبي المعلم صلى الله عليه وسلم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى. اي انه اذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب هنا واستقبل باصابعها القبلة. ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا. وكان صلى الله عليه وسلم يطيل الجلوس بين السجدتين. بل كان احيانا اذا رفع رأسه من السجدة مكث حتى يقول القائل قد نسي فاي مقام هذا الذي يدخله النبي صلى الله عليه وسلم في جلسته تلك. واي جمال هذا الذي يطيل مشاهدته تذوقا وتمليا. هل تريد ان تعرف يا ايها العبد الجالس امام سيدك ومولاك. انت الان في مقام كريم بين يدي رب كريم. الم تر ان سيدك هو والملك العظيم ذو العرش المجيد. قاسم الجبارين ومذل المتكبرين. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم راويا ربه الكبرياء ردائي. والعظمة ازاري. فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار. وفي رواية اخرى الكبرياء ردائي. فمن نازعني ردائي قسمته فهذه صفوف الملائكة عنده خاشعة وجلة. يوم يقوم الروح والملائكة صفا. لا يتكلمون الا يا من اذن له الرحمن وقال صوابا مولاك هذا ذو العظمة والجبروت. ورب الملك والملكوت يأذن لك الساعة بان تجلس مطمئنا بين يديك وتسأله سؤال المحبين وكان خليقا بالعبد الا يرى عند سيده الا واقفا ممتثلا. يسمع امره ونهيه. قارئا خاشعا او راكعا نعظم او ساجدا مسبحا. ولكنه الرحمن الرحيم الملك الكريم. يقبلك عنده جالسا. تعبده تلك حتى ان كل عضو منك يدخل في سكون وراحة كاملين. فتغرف ما تشاء من انوار الاستغفار غصنك بنشاط جديد. يمسح ما قد ناله من عناء او عياء في سفاره واقفا او راكعا او ساجدا ثم لكن دون ان تتوقف عن المسير الى الله بجلوسك فهو جلوس من غير توقف كانك على ظهر براق نوران يطوي بك السماوات وانت ساكن بمقعدك المريح. فلتناجي مولاك متأدبا بمواجيد المحبة. وخفقات الحياء لما افاض عليك من انعام وتكريم. فاجمع اشواق روحك ثم ادع بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني. تدعو وانت تتمنى الملك الوهاب ثم تنظر الى نفسك في جلستك. فتحس انك بقدر ما تجد من عظمة الهيبة التي لا تحاط وصفا ولا بعدد انفاس بني ادم تشعر بهول التقصير في حق الله. فيستبد بك الحياء وتبكي رب اغفر لي رب اغفر لي حتى تذوب الانفاس وتمضي في تأملاتك ذاكرا متفكرا حتى يغلبك نافح فتضرب بجناحيك الى المقام الاقرب مرة اخرى. ساجدا لله الواحد القهار. عساك تغرف من بعد التخلي جمال التحلي كي تنهض بعد ذلك الى ركعة اخرى. قائما فراكعا فساجدا ثم جالسا. عبر مقامات من السياحة في مملكة الله ذات اذواق اخرى واحوال