فيها العلوم التي لم اياته من الاله علينا اذل يقول يا حسن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. ايها المشاهدون والمشاهدات وحياكم الله في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم متجدد قواعد قرآنية نتذاكر في هذه الحلقة باذن الله تبارك وتعالى قاعدة من القواعد التي تبعث الامل في نفوس المؤمنين وتملأ قلوبهم ثقة ويقينا انها القاعدة التي دل عليها قول الله تبارك وتعالى والعاقبة للمتقين وهذه القاعدة جاءت في سياق تبشير وبعث موسى عليه الصلاة والسلام بعث الامل في نفوس اتباعه لقوا الالاقي من الطاغية الكبير فرعون وكان موسى عليه الصلاة والسلام يشير بهذه الكلمة الى سنة الله عز وجل المطردة في اتباعه. فهو يقول اتقوا الله وستكون العاقبة لكم وهذه القاعدة جاءت بلفظ مقارب جدا في خطاب الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في خواتيم سورة طه. يقول الله تبارك وتعالى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا. نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ومن المعلوم ايها المشاهدون والمشاهدات ان العاقبة هنا لا تنحصر في الاخرة. التي ضمن الله عز وجل النجاة فيها للمتقين. كما يقول عز وجل والاخرة عند ربك المتقين كلا. بل هي عامة في الدنيا وفي الاخرة. لكن قبل ان نسأل اين صدق هذه القاعدة في واقع الناس دعونا نسأل انفسنا معشر المسلمين هل حققنا نحن التقوى التي يريدها الله عز وجل فان حققناها فلنبشر فان وعد الله لا يخلف ايها الاخوة الكرام والاخوات الكريمات ان ادنى تأمل لمجيء هذه الاية والقاعدة مع تنوع سياقاتها ليوضح بجلاء اضطراد هذه القاعدة. فان ربنا جل وعلا اخبر في قوله سبحانه وتعالى والعاقبة للتقوى واخبر ايضا بعد قصة آآ موسى مع فرعون قال الله عز وجل والعاقبة للمتقين واخبرنا الله عز وجل عنها بعد قصة قارون وبشر بها موسى وبشر بها موسى قومه واتباعه على دينه وحقيقة العاقبة كما يقول العلامة ابن عاشور انها كل ما يعقب امرا ويقع في اخره من خير او شر الا انها غلب استعمالها في امور الخير. فالمعنى ان التقوى تجيء في نهايتها عواقب خير واللام في قوله للتقوى وللمتقين للملك تحقيقا لارادة الخير من العاقبة. لان شأن لام الملك ان تدل على نوال الامر المرغوب وانما يضطرد ذلك في عاقبة خير الاخرة. وقد تكون العاقبة في خير الدنيا ايضا للتقوى وجاءت هذه الجملة وما زال الكلام لابن عاشور رحمه الله يقول وجاءت هذه الجملة بهذا الاسلوب لتؤكد معنى العموم اي لا تكون العاقبة الا للتقوى فهذه الجملة ارسلت مجرى المثل. انتهى كلامه رحمه الله وما احوجنا ايها الاخوة ونحن نشاهد ما نشاهد ان على المستوى الفردي او على المستوى الجماعي ان نتأمل هذه القاعدة جيدا ولنبدأ بالاشارة الى المستوى الجماعي. فان امة الاسلام كما لا يخفى على كل انسان منذ قرون تمر بحالة من الضعف والتفرق وتسلط الاعداء على كثير من اهل الاسلام. وهذه حال تجعل بعظ الناس المنتسبين للاسلام وبكل اسف يبحث عن موطئ قدم خارج دائرة بلاد الاسلام. فيذهب غربا او شرقا بحثا عن مبادئ اخرى او مذاهب مختلفة او مناهج متباينة لا تمت الى الاسلام بصلة بسبب شعوره البائس بهزيمة داخلية وبسبب ما تعانيه الامة الاسلامية من تفرق وتشرذم. وفي الوقت ذاته عندهم انبهار فظيع بالتقدم وما يوجد في تلك البلاد الشرقية او الغربية من محاسن تتعلق بحقوق الانسان او غيرها من المجالات. والمؤلم في امثال هؤلاء انهم في الواقع لم يروا من حضارة الشرق ولا الغرب الا الوجه المشرق والجانب الايجابي. وهو موجود فيهم وعميت ابصارهم او تعاموا عن الجوانب المظلمة في هذه الحضارة وما اكثرها. انها حضارة اعتنت بالجسد اهملت الروح عمرت الدنيا وخربت الاخرة. وسخرت ما تملكه من اسباب مادية في التسلط على الشعوب المستضعفة وفرض ثقافاتها واجندتها على من تشاء وعلى سبيل المثال دعونا نأخذ هذا النموذج في نظام الثورة الفرنسية تم تقرير ما يسمى مبادئ حقوق الانسان والمساواة بين البشر. كما يزعمه واظعوه هذا النظام لم يمنع واضعيه من ابادة ثلث سكان جزيرة هايتي الموجودة في امريكا اللاتينية هذا لانهم تمردوا على الاستعباد والاستدلال كما ان القائد الفرنسي المشهور اه نابليون بنوفرت كان وهو ممن انجبته الثورة الفرنسية كان قد جاء الى بلاد مصر وماذا فعل بلاد مصر احتلها واقام نظاما استعماريا فيها. اذا انما هي شعارات لا حقوق انسان ولا غير ذلك فهي شعارات واشياء تكتب على الورق والامثلة كثيرة لا يستطيع لها هذا المقام لا لسردها فضلا عن التفصيل فيها لكن لعلنا ان نذكر بمناسبة مرت اه ولا زالت تداعياتها موجودة اليوم وهي قضية انهيار النظام اقتصادي الرأسمالي الذي قام على مصادمة منهج الله عز وجل العادل في شأن المال. والى اليوم انهار اكثر من مئة بنك في امريكا وحدها فماذا رأى هؤلاء لقد رأى ارباب هذا النظام صدق ما توعد الله عز وجل به اكلة الربا من المحق. وفي كل يوم نسمع عن مليارات الضائعة ومهدرة وعن شركات عالمية افلست. بل وعن بنوك انهارت انهيارا تاما. حينها قال من قال من الغرب لابد من العودة الى المنهج الاسلامي في الاقتصاد. وصدق الله عز وجل ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون صدق الله تعالى والعاقبة للتقوى. على ما احوجنا ايها الاخوة جماعات وافراد ما احوج الدول الاسلامية ما احوج الجماعات في بقاع الارض الى ان يتدبروا هذه القاعدة جيدا. وان يتأملوا اه بتأمل عميق في العواقب التي جناها خالفوا التقوى في الانظمة وفي الحكم والسلوك. ومن تدبر مجيء قوله سبحانه وتعالى اه حكاية عن موسى وهو يخاطب قومه مضطهدين عدة قرون استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين من تدبرها عرف حاجة الدول والمجتمعات لتأمل هذه القاعدة جيدا. وان وعد الله عز وجل لا يتخلف ابدا بشرط تحقيق ذلك الوصف الا وهو تقواه على مستوى الدول وعلى مستوى الشعوب ولنتأمل في قول من بيده عواقب الامور جل جلاله وتقدست اسماؤه الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. ومن اراد ان يعرف الاثار السيئة التي جناها من تخلف المسلمين فليقرأ كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ هذا فيما يتعلق بالجانب الجماعي اما على المستوى الفردي فان الحديث يحتاج الى بسط اكثر. لكن لعلي اشير في هذا المقام اشارة تذكر باهمية هذه القاعدة في حياتنا اليومية فان اية القصص التي قرر الله سبحانه وتعالى فيها ان العاقبة للمتقين جاءت بعد قصة قارون الذي لم يصبر على فتنة المال وفي هذا اشارة واضحة الى حاجة المرء رجلا كان ام امرأة لتدبر هذه القاعدة جيدا خصوصا وهو يعيش في جو من المغريات والفتن والصوارف عن دين الله تبارك وتعالى يتدبرها ويتأملها لتهون عليه الصبر عن الشهوات والملذات المحرمة. فكلما دعته نفسه الى معصية الله عز عز وجل او ما يخالف التقوى فليذكرها بحسن العاقبة التي وعد الله سبحانه وتعالى بها المتقين في الدنيا وفي الاخرة. كذلك ايضا الداعية الله عز وجل احوج ما يكون الى الصبر وهو يسير في طريق الدعوة الطويل اللاحب الذي لا يسلم من ابتلاءات ان في الخير او في الشر خصوصا اذا كان ايجد معينا ولا ناصرا بل قد يجد مناهضا ومعاديا ومؤذيا. يقول شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله تعالى بعد ان ذكر شيئا مما تعرض له نبينا وامامنا صلى الله عليه وسلم من اذى وابتلاء قال رحمه الله كلمات جميلة مؤثرة يقول فكيف يطمع احد بعد ذلك ان يسلم او يقول متى كنت تقيا او مؤمنا فلن يصيبني شيء. ليس الامر كذلك بل لابد من الامتحان. ومن صبر حمد العاقبة. كما قال الله جل وعلا فاصبر ان العاقبة للمتقين. والعاقبة للتقوى. فالعاقبة الحميدة لاهل التقوى متى صبروا واحتسبوا اخلصوا لله وجاهدوا اعداءه وجاهدوا هذه النفوس فالعاقبة لهم في الدنيا والاخرة كما قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدين انهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. فانت يا عبد الله ولا زال الكلام لسماحته رحمه الله. فانت يا عبد الله في اشد الحاجة الى تقوى ربك والاستقامة عليها ولو جرى ما جرى من الامتحان. ولو اصابك ما اصابك من الاذى او الاستهزاء من اعداء الله او من فسقت المجرمين فلا تبالي. واذكر الرسل عليهم الصلاة والسلام. واذكر اتباعهم باحسان. فقد اوذوا واستهزء بهم وسخر بهم ولكنهم صبروا فكانت العاقبة لهم حميدة في الدنيا والاخرة فانت يا اخي كذلك اصبر وصابر. انتهى كلامك رفع الله درجته في المهديين. ايها الاخوة المباركون ومفهوم هذه القاعدة الكريمة المحكمة والعاقبة للمتقين. مفهوم ان من لم يكن تقيا في احواله وافعاله فليس له عاقبة حسنة وان اهن زمانا او ترك دهرا وهذه سنة الله عز وجل في خلقه وقد كان شيخ الاسلام الامام الهمام ابن تيمية رحمه الله تعالى كثيرا ما يستدل بهذه القرآنية المحكمة حينما جاء التتار وهجموا على بلاد الاسلام. وكان رحمه الله لقوة يقينه وعميق فهمه لكلام الله اقسم بالله ولا يستثني الا استثناء التحقيق كما يقول كان يقسم ان جند التتاري مهزومون لما كان يستدل بهذه القاعدة واستمعوا الى هذا النص الذي اختم به حديثي يقول رحمه الله لمن حوله من الناس ولمن يبلغه كلامه اعلم اصلحكم الله ان النصرة للمؤمنين والعاقبة للمتقين وان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وهؤلاء القوم يعني مقهورون مقموعون والله سبحانه وتعالى ناصرنا عليهم ومنتقم لنا منهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ابشروا بنصر الله تعالى وبحسن عاقبته. وهذا امر قد تيقناه وتحققناه والحمد لله رب العالمين وبهذا الكلام نختم حديثنا عن هذه القاعدة والى لقاء قادم باذن الله تعالى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اياته من الاله علينا دونها المنن اذلة وامثلة يقول حسن