بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد وقبل ان نطوي صفحة مرجئة الفقهاء رأيت ان ابين لكم هذه الصفحة تلخيص مفيد يتضمن بيان اوجه الاتفاق بين اهل السنة ومرجئة الفقهاء واوجه الافتراق بين الفريقين حتى يتبين لكم طبيعة الاختلاف كيف ان منه ما هو موضوعي معنوي وكيف ان منه ما هو لفظي آآ شكلي صوري فنقول اولا ان مواضع الاتفاق بين اهل السنة وبين مرجعة الفقهاء في هذه المسألة يتلخص في نقاط كلا الفريقين يا ريان ان الله سبحانه وتعالى طالب او خاطب عباده بالعمل اما على وجه الالزام واما على وجه الاستحباب الى الفريقين ان الله سبحانه وتعالى امر عباده بالعمل كما امرهم بالتصديق اما على سبيل الالزام وهو الوجوب واما على سبيل الاستحباب الى الفريقين يريان ان الطائع محمود في الدنيا مثاب في الاخرة الى الفريقين يا ريان ان العاصي مذموم في الدنيا مستحق للعقاب في الاخرة الى الفريقين يا ريان ان مرتكب الكبيرة لا يخرج عن حد الايمان الى الفريقين يا ريان وجوب اقامة الحدود والتعزيرات وردع الفساق الظالمين الى الفريقين يريان موالاة المؤمنين ومعاداة الفساق والكافرين هذا من حيث وكما ترون ان هذه الامور امور في بعض الناس الى القول ان لا فرق بين مذهب اهل السنة والجماعة ومذهب مرجعة الفقهاء وان الخلاف بينهم سوري انه ما دام ان المؤدى المطالبة بفعل الاوامر العملية يبقى الامر سوريا نظريا يبقى الخلاف سوري نظريا. هل العمل داخل في مسمى الايمان؟ ام انه لازم له وثمرة من ولكن عند التأمل سنجد بين الطائفتين طرقا متعددة النقاط يضيق على انقلها من اخوانك لا نحتاج الى درس ثابت اما اوجه الافتراق فانها تتضح من عدة نقاط الامر الاول ما يتعلق بحقيقة الايمان فحقيقة الايمان عند اهل السنة والجماعة قول وعمل القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح الايمان عند اهل السنة والجماعة يتركب من قول وعمل والعمل داخل في مسمى الايمان وحقيقته وماهيته وحده وتعريفه اما عند مبدعة الفقهاء الايمان هو اعتقاد القلب وقول اللسان وبعضهم وهم الماتوريدية يجعلون قول اللسان شرطا في اجراء الاحكام الدنيوية ولا يدخلون ولا يدخلون العمل في مسمى الايمان. بل يجعلونه لازما له وثمرة يعني لازم خارجي وثمرة خارجية حقيقة الكفر عند اهل السنة والجماعة الكفر كفران كفر القلب الاباء والاستكبار والجحود والتكذيب ويقع بعمل الجوارح فعل ناقض من نواقض الاسلام كالسجود لغير الله والقاء المصحف شرفه الله في القاذورات وسب النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك عندهم ان الكفر يتعلق بالقلب وباللسان وبالجوارح اما عند مرجئة الفقهاء الكفر عندهم التكذيب فقط يعني التكثيف بمعنى الجحود والاستحلال فقط ولا يتعلق في عمل الجوارح فليس عندهم كفر عملي بل الكفر عندهم كفر اعتقادي ايضا مما يتصل بهذه القضية ان اهل السنة والجماعة يقسمون الكفر الى قسمين كفر اكبر وكفر اصغر اكبر وكفر اصغر الكفر الاكبر هو الناقل عن الملة وقد يقع كما اسلفنا في القلب وقد يقع من اللسان وقد يقع من الجوارح وكفر اصغر وهو ما لا ينقل عن الملة وربما تعلق بالقلب كيسير الرياء وربما تعلق باللسان قول الانسان ما شاء الله وشئت او الحلف بغير الله وربما تعلق بالجوارح كأن يربط حلقة او خيطا او نحو ذلك ان يثبت سببا لم يصبه الله سببا فيسمونه كفر اصغر كقول النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم تنتان هما بهما كفر الاستسقاء بالنجوم والنياح على الميت اذا اهل السنة والجماعة حافظوا على الاسم الشرعي وسموا ما سماه الشارع كفرا سماه كفرا حقيقيا لكنهم قسموا الكفر الى قسمين كفر اكبر وكفر اصغر مرجئة الفقهاء قالوا الكفر كفران كفر حقيقي وكفر مجازي الكفر الحقيقي عندهم فقط هو الجحود والاستحلال والتكذيب الكفر الحقيقي عندهم هو كفر الجحود والاستحلال والتكذيب وما سوى ذلك يسمونه كفرا مجازيا يسمونه كفرا مجازيا طيب مقام ثالث اوجه الفرق بين الطائفتين الفقهاء يقولون الكفر كفران حقيقي ومجازي المجازي هو ما يسميه اهل السنة والجماعة كفر اصغر لكن اهل السنة والجماعة وافقوا القرآن لفظا ومعنى مرجئة الفقهاء في هذه المسألة وافقوا النصوص معنى حيث قالوا بالمجاز حتى لا تتشتت اذهانكم الفرق الثالث يتعلق بمسألة زيادة الايمان ونقصانه اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الايمان يزيد وينقص مرجئة الفقهاء يعتقدون ان الايمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص اما ان يوجد كله او يعدم كله واضح المسألة الرابعة مسألة الاستثناء في الايمان اهل السنة والجماعة يوجبون الاستثناء في الايمان بناء على الخوف من تزكية النفس وادعاء الايمان المطلق مرجئة الفقهاء يمنعون الاستثناء في الايمان بناء على اصلهم ان الايمان شيء واحد يكون الاستثناء عندهم شك وتردد مقام خامس تفاضل المؤمنين اهل السنة والجماعة يعتقدون ان المؤمنين يتفاضلون في ايمانهم وانهم على مراتب ومنازل مرجئة الفقهاء يعتقدون ان المؤمنين جبرائيل وميكائيل واسرافيل كسائر ايمان المسلمين وايمان اتقى الناس كايمان افجر الناس لان الايمان شيء واحد وليس عندهم ما يسمى بالتفاضل في مسألة الايمان مقام لعله سادس طيب السادس وهو ما يتعلق باسماء الدين والايمان اهل السنة والجماعة يسمون الفاسق المني مؤمنا ناقص الايمان يسمون الفاسق الملي يعني اه المؤمن الذي ارتكب كبيرة وفسق بكبيرته يسمونه مؤمنا ناقص الايمان او يقولون مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته لا يزيلون عنه وصف الايمان ولكنهم لا يمنحونه اسم الايمان المطلق يعني لا يسلبون عنه مطلق الاسم ولا يمنحونه الاسم المطلق بل يقولون الاسم المطلق يعني هو الايمان الكامل. مطلق الاسم يعني الحد الادنى منه مرجئة الفقهاء يقولون عن الفاسق انه مؤمن كامل الايمان انه انه مؤمن كامل الايمان اه ايضا من الفروقات بين الطائفتين ان اهل السنة والجماعة يرون ان مسألة الولاية والعداوة وتتفاضل بحسب درجة ايمان الشخص يرون ان المؤمن موالاة كاملة والمؤمن ناقص الايمان يوالى بقدر ايمانه لا يساوون بين الناس في الموالاة والمعاداة بل يحبونه من وجه ويبغضونه من وجه لان اهل السنة والجماعة يعتقدون انه يمكن ان يجتمع في الشخص الواحد ايمان وكفر يعني كفر غير مخرج عن الملة سر وفجور طاعة ومعصية صدق ونفاق نفاق غير مخرج عن الملة وبالتالي فانهم يبذلون له من الولاية بقدر ما عنده من ايمان وبر وصلاح يعادونه بقدر ما عنده من اجور ومعصية ونحو ذلك مرجئة الفقهاء يقولون الولاية شيء واحد المؤمنون عندهم سواء في الولاية لا فرق بين مطيع صديق وبين عاص هكذا يبدو لنا الصورة او في بيان العلاقة بين اهل السنة والجماعة ومرجعة الفقهاء فثم نقاط اتفقوا عليها وهي نقاط اساسية لو لم يكن منها الا عدم ازالة الايمان عن مرتكبي الكبيرة وتم نقاط افتراض يتعلق بحد الايمان وحقيقته وزيادته ونقصانه وتفاضل المؤمنين الولاية والعداوة ونحو ذلك هذه هي الصورة التي خلصنا اليها من مما سبق وسوف نمضي الان في الحديث عن الفئة الاخرى من فئات المرجئة استعن بالله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد من جعل الايمان المعرفة بالقلب وان لم يكن عمل قال ابو عبيد رحمه الله قد ذكرنا ما كان من مفارقة القوم ايانا في ان العمل من الايمان على انهم وان كانوا لنا مفارقين انهم ذهبوا الى مذهب قد يقع الغلط في مثله رحمه الله هذا منه رحمه الله انصاف وعدل ينبغي ان يتحلى به طالب العلم وان يتأسى بهؤلاء الائمة الاعلام بان يفرق الانسان بينما يمكن ان يقع فيه الغلط ويكون مسرحا للاجتهاد وله مأخذ من النظر. وبينما ما لا يحتمل الخلاف كثير من طلبة العلم يطيش عنده الميزان يميز بين مسائل الخلاف يسوق القول فيها سوقا واحدا لا يميز بين صاحب بدعة مغلظة وبين صاحب بدعة مخففة لا يميز بينما هو مسرح للاجتهاد ومأخذ للنظر وبينما لا يحتمل ذلك هذا ابو عبيد رحمه الله لما تكلم عن مرجئة الفقهاء وهم من عباد الكوفة وزهادها وصفهم بانهم من اهل العلم والفقه والعناية بالدين كما تقدم وقال ها هنا ايضا معتذرا لهم على انهم وان كانوا لنا مفارقين. فانهم ذهبوا الى مذهب قد قد يقع الغلط في مثله تنبه يا طالب العلم بما يمر عليك من مسائل الخلاف بينما يحتمل العذر واحسان الظن والتماس المعاذير وما يكون غير قابل لذلك وخلاف بعض المنتسبين الى السنة في بعض المسائل لا يوجب قطيعة وخصومة وآآ مفاصلة وعداوة اطلق بخلاف الخلاف مع اهل البدع المغلظة كالروافض الذين يقول بعضهم بي ان القرآن ناقص او محرم او يقولون او يسبون الشيخين ويلعنونهما او يسبون امهات المؤمنين او بعضهن ويقولون فيهن قولا عظيما يجب ان يفرق طالب العلم درجات الاختلاف وان لا يسوق الناس سوقا واحدا ويحشر المخالفين في خندق واحد فان هذا قد يؤدي لاهل السنة الى استعداء المخالفين تكسير الاعداء والخصوم وسد باب تأليفهم وتقريبهم والله تعالى ايها الاخوان يأمر بالعدل والاحسان. وهذا لا يمنعنا بحال من ان نقول كلمة الحق يجب ان نقول كلمة الحق ولا نجاهد ولا نجامل ولا نماري بل نقولها كما نعتقد لكن ذلك لا يحملنا على العدوان والتجني واهدار الحقوق او الاسفاف الانحطاط في في في المستوى الادبي عن عن ما كان عليه اهل السنة والجماعة من ادب رفيع لغة راقية على طالب العلم ان ينتبه لهذا قال ابو عبيد ثم حدثت فرقة حدثت فرقة ثالثة الطائفتين جميعا ليست من اهل العلم ولا ولا الدين قالوا ان فقالوا الايمان معرفة بالقلوب بالله وحده ان لم يكن هناك قول ولا عمل وهذا منسلخ عندنا من قول اهل الملل لمعارضته لكلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الا تسأل من هؤلاء هؤلاء هم الذين جعلوا الايمان هو المعرفة واعلموا يا رعاكم الله ان الجهمية جمعوا الجيمات الثلاث وهي الجيمات الخبيثة وجيم الجبر وجيم الارجاء الجهمية المنسوبون الى الجهم ابن صفوان السمقندي. جمعوا هذه الجيمات الخبيثة في متجهم الذي هو انكار اسماء الله تعالى وصفاته ان اول من شهر القول بانكار الاسماء والصفات في هذه الامة هو اول من شهر والا فقد سبقه جعد ابن درهم بالقول بذلك الجبر فلان الجهمية جبرية يقولون العبد مجبور على فعله قد ضلوا في باب القدر الارجاء وهو مقالتهم التي يحكيها المؤلف ها هنا ويصفها بالشذوذ وانها ليس لها مأخذ من الدين والعلم حيث زعموا ان الايمان هو المعرفة وقد قدمنا في مستهل هذه الدروس ما يلزم على قولهم من الباطل من اثبات الايمان العرب واليهود والنصارى وفرعون وابليس في لوازم تأخذ بحلوقهم لا يستطيعون الافتكاك منها بما انهم التزموا بها كفروا نفوها لزمهم ان يرجعوا عن مقالتهم هذا لا نستطيع ان ندخل فيه المنعطف قال بنا المقام لكل مقام مقام هذا من موارد الرد عليهم وهي من موارد شبه ايضا وبسط ذلك يحتاج الى وقت الا تسمع قوله تعالى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل جعل القول فرضا حتما كما جعل معرفته فرضا ولم ولم يرضى بان يقول بقلوبكم ثم اوجب مع الاقرار الايمان الكتب والرسل كايجاب الايمان ولم يجعل لاحد ايمانا الا بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به وقال يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله يقال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وقال الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه تمام المعنى تمام المعنى باتمام الاية لا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هذا ينقض اصل هؤلاء القوم الذين جعلوا الايمان هو مجرد المعرفة معرفة وحدها لا تكفي لابد من الرضا والتسليم والانقياد والخضوع. نعم قال الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل الله معرفتهم به اذا تركوا الشهادة له بالسنتهم ايمانا سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله في اشياء كثيرة هذا لا تحصى وزعمت هذه الفرقة ان الله رضي عنهم بالمعرفة ولو كان ولو كان امرا ولو كان امر الله دينه على ما يقول هؤلاء ما عرف الاسلام من الجاهلية. ولا فرقت ولا فرقت الملل بعضها من بعض اذ كان يرضى منهم بالدعوة على قلوب على قلوبهم غير اظهار الاقرار. بما جاءت به النبوة والبراءة مما سواها. وخلع الانداد والآلهة بالألسنة بعد القلوب. ولو كان هذا ولو كان هذا يكون مؤمنا ثم شهد رجل بلسانه ان الله ثاني اثنين كما يقول المجوس والزنادقة او ثالث ثلاثة كقول النصارى وصلى للصليب وعبد النيران بعد ان يكون قلبه على المعرفة بالله لكان يلزم قائل هذه المقالة ان يجعله مؤمنا مستكملا مستكملا للايمان نعم وهذا اللازم لا محيد لهم عنه فانه لو كان الايمان كما زعموا شيء يكون في القلب تمايزت الملل ولا عرف اهل الاسلام من عبدة الاوثان ومن عبدة الصلبان الاختلطت الامور وصار كل يدعي انه مؤمن وربما قال كلمة الكفر او فعل فعل الكفر ولم يلحقه وصف الكفر يؤدي الى تضييع الاديان بهذا احد يعرف الله او او او رسول وهذا عندنا كفر لم لم يبلغه ابليس من دونه من الكفار قط بحمد الله ولا يحتاج الامر ثم قال باب ذكر ما عابت به العلماء جعل الايمان قولا بلا عمل وما نهوا عنه من مجالسهم قال ابو عبيد رحمه الله عن الاوزاعي عن يحيى عن يحيى ابن عمر قال قال حذيفة اعرف اهل اهل دينين اهل اهل دينك اهل دينك قوم يقولون الايمان قول وان زنا وان سرق وقوم يقولون ما بالصلوات الخمس صلاتان قال فذكر صلاة المغرب او العشاء وصلاة الفجر قال وقال ان حذيفة رضي الله عنه هؤلاء المرجئة الذين قصروا الايمان على القول ولم يكترثوا بحدود الله عز وجل قرنهم بزنادقة قصروا الصلاة على صلاتين يعني في اول النهار واخر النهار ولم يقروا بالصلوات الخمس هذا يذكرني في مقالة احد زنادقة العصر وهو روجيجا روجي المفكر الفرنسي الذي ادعي انه قد اسلم انه قد زعم في بعض مقالاته ان الصلوات ثلاث مدعيا ان هذا هو معنى قول الله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر قال انما هي ثلاث صلوات لا خمس هذا جهل فاضح هذا من شؤم ان ان يتكلم في الامر من لا يحسن فان معنى قول الله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل هذا وقت يستوعب الصلوات المتصلة التي ينتهي وقت احداها بابتداء وقت الثانية فانه فان صلاة الظهر متصلة بصلاة العصر يخرج وقت هذه فيدخل وقت الثانية ثم ينتهي وقت العصر بمغيب الشمس فيدخل وقت المغرب ينتهي وقت المغرب في مغيب الشفق الاحمر فيكون ايذانا بدخول العشاء ثم ينتهي وقت العشاء بنصف الليل غسق الليل هذا وقت متصل ثم اخرج الفجر قاله قرآن الفجر ما اشبه هذا بقول هؤلاء الزنادق قال ضمرة بن ربيعة يحدثه عن يحيى ابن ابي عمر السيباني عن حذيفة عن حذيفة قارني حديث حذيفة هذا قد قرن الارجاء بحجة الصلاة وبذلك وصفه ابن عمر ايضا قال ابو عبيد حدثنا علي ابن ثابت الجزري عن ابي ليلى عن نافع عن ابن عمر قال صنفان ليس لهم في الاسلام نصيب والقدرية حدثنا ابو عبيد قد نبه الجبهة المحققة الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله فقال عن هذا الحديث هذا حديث موقوف واسناده ضعيف من اجل ابن ابي ليلى حدثنا ابو عبيد قال حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن سلمة بن كهيل قال اجتمع الظحاك وميسرة وابو وابو وابو البختري اجمعوا على ان الشهادة بدعة والارجاء بدعة والبراءة بدعة قال ابو عبيد رحمه الله هذه الالفاظ الثلاثة مما يرد في بعض متون الاعتقاد قال اجتمع الضحاك وميسرة وابو البختري وهؤلاء من ائمة السلف فاجمعوا على ان الشهادة بدعة المراد بالشهادة هي القطع لمعين بجنة او نار القطع لمعين بجنة او نار لم يشهد له او عليه النبي صلى الله عليه وسلم والارجاء بدعة وامره بين والبراءة بدعة والبراءة همة ان تكون مقالة الروافض لا ولاء الا ببراء او مقالة الخوارج من اه اصحاب الجمل وغير ذلك هذه الفاظ كانت شائعة في عهدهم وقد وصفوها بالبدع كانت الرافضة ولا زالت تقول لا ولاء الا ببراءة. يعني لا ولاء لعلي وال البيت الا بالبراءة من ابي بكر وعمر هكذا قال قال ابو عبيد محمد ابن كثير عن الاوزاعي عن الزهري قال ما ابتدعت في الاسلام بدعة اعز على اهلها من هذا الارجاء قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم المهدي بن ميمون عن الوليد بن مسلم قال دخل فلان قد سماه اسماعيل ولكن تركته جند ابن عبد الله البجعان على جن على جندب ابن عبد الله البجلي فسأله عن اية من القرآن وقال عليك ان كنت مسلما لما قمت قال او قال ان تجالسني او نحو هذا القول قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن ايوب قال قال لي سعيد ابن جبير ولا ولا ذاكرا له شيئا لا تجالس فلانا وسماه ايضا فقال ان كان انه كان يرى هذا الرأي يعني نرجع الحديث في مجانبة الاهواء كثير ولكن انما قصدنا في كتابنا لهؤلاء خاصة وعلى مثل هذا القول كان سفيان والاوزاعي ومالك بن انس ومن بعدهم من ارباب العلم واهل السنة الذين كانوا مصابيح الارض ائمة العلم في دهرهم من اهل العراق والحجاز والشام وغيرها على اهل البدع كلها ويرون الايمان قولا وعملا انهم يجرون عليهم يعني يعيبون عليهم هذا امر بحمد الله من الشهرة بمكان ان اهل السنة والجماعة قاطبة على هذه العقيدة المستقرة ان الايمان قول وعمل وجميعهم على ذم المرجئة بكافة طبقاتها والتحذير من مجالستهم وعدم الرواية عنهم الى غير ذلك مما قد بسط في غير هذا الكتاب بشكل اكبر واوسع ولكن اه ابا عبيد رحمه الله اكتفى بهذه الامثلة ثم انتقل الى باب اخر. باب الخروج من الايمان بالمعاصي قال ابو عبيد اما هذا الذي فيه ذكر الذنوب والجرائم الاثار جاءت بالتغليظ على اربعة انواع منها فيها نفي الايمان والبراءة من النبي صلى الله عليه وسلم الاخران فيها تسمية الكفر وذكر الشرك كل نوع من هذه الاربعة تجمع احاديث ذوات ذوات من النوع الذي فيه نفي الايمان حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الرجل حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسبق وهو مؤمن وقوله ما هو بمؤمن لا يأمن من لا يأمن جاره غوائله وقوله الايمان قيد الفتك قيد الفتك قيد الفتك يعني ان الايمان يحول بين المؤمن وبين الفتك والاجرام والقتل الايمان قيد الفتح لا يفتك لا يفتك مؤمن وقوله لا يبغض الانصار احد يؤمن بالله ورسوله ومنه قوله والذي نفسي بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا وكذلك قول ابي بكر الصديق رضي الله ابي بكر الصديق رضي الله عنه والكذب وقول عمر رضي الله عنه لا ايمان لمن لا امانة له وقول سعد يطبع عليها يطبع عليها المؤمن والكذب قول ابن عمر لا يبلغ احد حقيقة الايمان لا يدع المراء وان كان محقا ويدع المزاحة في الكذب. ومن النوع الذي طيب اذا هذه الطائفة من الاحاديث التصريح بنفي الايمان تمثل الشيخ رحمه في هذه الجملة من الاحاديث على نفي الايمان وسوف يوجه هذه الاحاديث بالتوجيه المناسب. نعم من النوع الذي فيه البراءة قول النبي صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا وكذلك قوله ليس منا من حمل السلاح علينا كذلك قوله ليس منا من لم يرحم من لم من لم يرحم صغيرنا في اشياء من هذه من هذا القبيل ومن ومن ما وجه البراءة في قوله ليس منا هذا نوع من التباري واحيانا يكون صريح النبي صلى الله عليه وسلم انا بريء من كل مسلم يبيت بين ظهراني المشركين ثم انتقل الى النوعين الاخرين من النوع الذي في تسمية الكفر قول النبي صلى الله عليه وسلم حين مطروا فقال ما قال ربكم اصبح من بنجم كذا وكذا كافر كافر بي مؤمن بالكوكب والذي يقول هذا رزق الله ورحمته قوله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم وقوله قال لصاحبه كافر فقد باع به فقد احدهما وقوله من اتى ساحرا او كاهنا بما يقول او اتى حائضا او امرأة في دبرها فقد برئ مما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وقول عبد الله سباب المؤمن وقتاله كفر وبعضهم يرفعه ورفعه ثابت كما في صحيح مسلم من النوع الذي فيه ذكر الشرك النبي صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف على امتي الاصفر قيل يا رسول الله وما الشرك الاصغر؟ قال الرياء ومنه قوله الطيرة شرك. وما منا الا ولكن ان الله يذهبه بالتوكل وقوله وقول عبد الله قول ابن عباس القوم يشركون. اما هذه الجملة وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل فهذا من قول عبد الله ابن مسعود قول ابن عباس قلبنا يحرسنا ولولا كلبنا كذلك قول الله في من قتل مظلوما قد جعلنا لوليه فلو كان الكفر فلو كان القتل كفرا ما كان للولي عفوا ولا ولا اخذ ولا اخذ دية ولا اخذ دية ولا اخذ دية لولا كلبنا لسرقنا فهذه اربعة انواع من الحديث قد كان الناس فيها على اربعة اصناف من طائفة تذهب الى كفر النعمة وثانية وثانية والترهيب تذهبها كلها وترد وتردها وتردها وكل هذه الوجوه عندنا مردودة غير مقبولة لما يدخلها من الخلل والفساد نعم. اذا كما ترون هذه الطوائف من النصوص يشعر في ظاهرها لزوال وصف الايمان اما بذكر نفي الايمان او بذكر التبرك من فاعلها او وصفها بانها شرك او كفر ما هو الموقف منه بين الشيخ رحمه الله ان المنحرفين في هذا الباب ذهبوا فيها اربعة مذاهب كلها مردودة باقية اما المذهب الاول مذهب من جعل ذلك كفر نعمة وكأنه والله اعلم يشير الى الاباضية الذين يجعلون آآ الكفر كفر نعمة واما الثانية فهي التي تحملها على التغليظ والترهيب. وهؤلاء هم المرجئة المرجئة يقولون كل ما تسمعونه من نصوص الوعيد انما اريد به فقط التخويف والا لا حقيقة له وانما هذا كما يعني مثلا يقول الاب لابنه ان خرج كسرت رجليه من سيكسب للجيش بالساطور يقولون ان ان هذه النصوص الترهيب التغريب لردع الناس والف ايمانهم كامل الثالث من يجعلها كفر اهل الردة وهؤلاء من الذين يكفرون بئر مرتكب الكبيرة ورابعة تذهبها كلها وتردها يعني لا تثبتها وتبطلها ولا تعترف بها وكأن هذا من يعني جنس قول بعض العقلانيين والمتكلمين الذين لا يعتمدون احاديث الاحاد مسائل الاعتقاد يتوجه للرد على هذه المقالات الاربع والذي يرد المذهب الاول ما نعرفه من كلام العرب ولغاتها. وذلك انهم لا يعرفون كفران النعم لانعام الله والاءه قد وهب الله له الثروة او او وقد من الله عليه بالسلامة وكذلك ما يكون من كتمان المحاسن ونشر المصائب فهذا الذي تسميه العرب كفرانا كان ذلك فيما بينهم وبين الله او كان من بعضهم لبعض النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللعن ان تغضب ان تغضب احداكن فتقول ما رأيتم منك خيرا قط فهذا ما في كفر النعمة اما القول الثاني ومن اخضع ما رسول الله صلى الله عليه الله عليه وسلم واصحابه الخبر عن الله وعن دينه لا حقيقة له وهذا يؤول الى ابطال العقاب انه ان امكن ذلك في واحد منها كان ممكنا في العقوبات كلها. بل بل ان هذا المسلك والعياذ بالله يؤول الى قول الزنادقة الذين يدعون ان ما اخبر الله تعالى به واخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم من نصوص انه لا حقيقة لها وهذا مذهب زنادقة وفلاسفة الباطنية والقرامطة الذين يسميهم شيخ الاسلام ابن تيمية اهل التخييل وهؤلاء كفار لا شك في كفرهم يقول قائلهم ان ما اخبر الله تعالى به يقول قائلهم ان ما اخبرت به الانبياء من ان لهم رب قوي قاهر ذو بطش شديد. وان من ورائهم يوم يجازى المحسن على احسانه والمسيء على اساءته وان فيه من انواع العذاب كذا وكذا ومن انواع النعيم كذا وكذا كل ذلك رموز وامثال وتخييلات لا حقيقة لها في الواقع وانما هي فقط لاجل سياسة الناس على الاستقامة وعدم بغي بعضهم على بعض هذا من اشنع مقالات اهل الالحاد الذي يوهن النصوص كما يصنع هؤلاء يفتح الباب على مصراعيه لهؤلاء الزنادقة الذي يقول انما اخبر الله به واخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم ليس على حقيقته وانما هو فقط للتخويف والا فلا وليس تحته شيء هذا والعياذ بالله يؤول الى انواع من الالحاد لا حصر لها ولهذا غلظ الشيخ في هذا قال من افظع ما تؤول على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه اما الثالث الذي بلغ نفسها وهو شر من شر من الذي قبله انه مذهب الخوارج الذين مرقوا من الدين بالتأويل كفروا الناس بصغار الذنوب وكبارها وقد علم قد علمت ما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المروق وما اذن فيهم من سفك دمائهم ثم قد وجدنا الله تبارك وتعالى يكذب مقالتهم وذلك انه حكم في السارق بقطع اليد الزاني والقاذف بالجلد ولو كان الذئب كان الذئب يكفر صاحبا ولو كان الذنب يكفر صاحبه ما كان الحكم على هؤلاء الا القتل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بدل دينه فاقتلوه افلا ترى انهم لو كانوا كفارا لما كانت عقوباتهم القطع والجلد ولزمه القتل الشيخ رحمه الله توجه بالرد على هذه الطائفة وهم الخوارج لان هذه النصوص التي سمعتم يستدلون بها على اخراج مرتكب الكبيرة من وصف الايمان والحاقه بالكفر شبهتهم في هذا شبهة على كثير من ضعاف العلم وضعاف النظر ولعل من اقوى الادلة التي يستدلون بها على باطلهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسبق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس فيه اليها ابصارهم. يرفع الناس فيه اليه ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن قالوا ارأيتم ها هو النبي صلى الله عليه وسلم قد ازال وصف الايمان الزاني والسارق والشارب والناهب فاين تذهبون نفى عنهم الايمان ما الجواب الجواب عن ذلك ان نقول يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم نفى عنهم ارفع صوتك طيب اخونا يقول ان يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قيد ذلك بحال الزنا وحال السرقة اسألك الزاني حال الزنا لا يعد كافرا او مؤمنا اذا لا يكفي هذا في الجواب عنهم فنرجع الى الجواب بالقول ان الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاصناف الاربعة وما شابهها هو الايمان الواجب وقد يعبر عنه احيانا بالايمان الكامل ويراد به كمال الوجوب لا كمال الاستحباب ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم ان ينفي عنهم اصل الايمان لانه لو نفى عنهم اصل الايمان كما كفى ان نقطع يد السارق لقطعنا رأسه لاقمن عليه حد الردة ان نجلد الزاني غير المحصن كان لا بد ان نقتله لردته لو كان الامر كذلك ولهذا استدل الشيخ رحمه الله بهذا الدليل واستدل ايضا بقول النبي صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا القتل انه كان منصورا. فجعل لذلك حدا وانه ينصب بذلك كافرا اخرى يقول الله عز وجل فمن عفي له شيء من اخيه اتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. فسمى الله القاتل اخا للمقتول اثبت الله الاخوة الايمانية بين القاتل والمقتول. ولو كان يزول وصف الايمان ارتكابه للقتل كما سماه اخا وكذلك اثبت الله الاخوة الايمانية للطائفتين المقتتلتين من المؤمنين مع ان القتال بين المؤمنين من الكبائر قال تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهم سماهما مؤمنين ثم قال بعد ذلك انما انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم الى غير ذلك من الادلة المتكاثرة التي تدل على ثبوت وصف الايمان لمرتكب الكبيرة هذا كله رد على الطائفة الثالثة وهم الخوارج. ثم قال اما القول الرابع الذي هذه الاثار لا يلتفت اليه ما هو احتجاج اهل والبدع الذين قصر علمهم عن فلم يجدوا شيئا اهون عليهم من ان يقولوا متناقضا. فابطلوها كلها ان المعاصي والذنوب لا تزيل ايمانا ولا توجب ولكنها انما تنفي حقيقته واخلاصه الذي عليهم في مواضع من كتابه انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله قوله العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر ايها الحافظون وبشر المؤمنين يقال قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون الى قوله والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك هم الوارثون الذين يرثون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم وعلى ربهم الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق المغفرة ورزق كريم قال ابو عبيد رحمه الله فهذه الايات التي شرحت التي شرحت وابانت شرائعه المفروضة على اهله ونفت عنه المعاصي التي فيها خلال الايمان في الباب الذي في في هذا الكتاب خالطت هذه المعاصي هذا الايمان المنعوت قيل فهذا من الشرائط التي التي اخذها الله على المؤمنين الامانات التي يعرف بها انه من عنهم حينئذ حقيقته ولم يزل عن ولم يزل ولم يزل عنهم اثم ولم يزل ولم يزل عنهم اثم قال قائل اذا تبين بحمد الله يذهب اهل الحق في هذه المسألة وان المعاصي والذنوب لا تزيل لا تزيل ايمانا ولكنها تزيل كماله المستحب او كماله الواجب فقد بينا لكم انفا ان الايمان يطلق على اصل الايمان وعلى الايمان الواجب وعلى الايمان الكامل لو قدر انه ان العبد وقع في شيء ينافي الايمان الواجب فانه لا ينزع عنه وصف الايمان وانما ينزع عنه ما نزعه عن نفسه من كماله الواجب او من كماله المستحب واما اصله فباق اذا تأملت في الايات التي امتدح الله تعالى بها المؤمنين وجدت انه امتدح اهل الايمان المطلق فقال اولئك هم المؤمنون حقا تلك الاوصاف لا تنطبق على الزاني والسارق ونحو ذلك فانه حينما غشى محارم الله لم يكن في قلبه من تعظيم الله ومن الوجل عند ذكره ما يحجزه عن معصيته ولذلك زال عنه الاسم المطلق اما مطلق الاسم واصل الايمان فانه باق له. خلافا لما ذهبت اليه الخوارج وكان اهل السنة والجماعة في هذا وسطا بين طرفين وعدنا بين عوجين بين قوم اثبتوا للزاني والسارق والناهب والشارب الايمان بكامله وبين قوم نزعوا عنه نزعوه عنه بكامله كان مذهبهم فعلا هو مذهب العدل والانصاف. ابقوله اصل الايمان ولكنهم لم يمنحوه الايمان المطلق اذا لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى انهم لم يلتزموا بشرعه فانه قد نفى عنهم اصلا ولكن من اخل في مسألته او مسألتين وغلب هواه يكون قد زال عنه الايمان الواجب لكن لو ابى احد شرع الله واستنكف عنه وقال استبدل شرع الله وحكمه بالقانون الانجليزي او الفرنسي ونحى شرع الله فهذا تنطبق عليه الاية ويكون قد زال عنه اصلا العلماء فيها توجيهات كثيرة فقيل انه قد باء يعني بالسبة احدهما ويقال فيه تفصيل ان كان قد قال له يا كافر وهو يقصد ما عليه من العقائد الايمانية هذا لا شك انه قد كفر لانه وصف ما وجب الايمان به من اه العقائد التي اتى بها النبي صلى الله عليه من اعتقد ذلك فيها فقد كفر ولكنه لم يرد ذلك في الاعم الاغلب انه لا يريد هذا. وانما يريد السباب والشتيمة لحقته لا يكفر بهذا كفر يخشى ان يتشتت نعم اعلموا يرعاكم الله ان جميع الالفاظ المنافية التوحيد وهي النفاق الفسق كل هذه تنقسم مجولاتها الى اكبر واصل الكفر كفران كفر اكبر وكفر ناصر والشرك شركا شرك اكبر وشرك اصغر والجهل كذلك والفسق كذلك كل هذا ينقسم الى هذين القسمين وتمييز ذلك بالنظر فيما اطلق عليه هذا الامر. الم تروا ان الله تعالى قد قال ان الشرك لظلم عظيم تبين ان الظلم يكون احيانا ظلما مخرجا عن الملة حينما يكون متعلقا باعظم الظلم وهو الشرك بالله عز وجل نعم ثم قال قال قائل كيف يجوز ان يقال ليس بمؤمن واسم الايمان غير زائل عنه هذا كلام العرب المستفيض عندنا غير المستنكر في ازالة العمل عن عامله اذا كان ارأيتم ارأيتم هذا الايراد لان فهم الشبهة او فهم المخالف ضروري للرد عليها الشيخ رحمه الله اورد ايرادا يريده المخالف وهو كيف يجوز ان يقال ليس بمؤمن صلى الله عليه وسلم هو اسمه الايمان غير زائل عنه يمكن ان تقولها الخوارج انه كيف يقال ليس بمؤمن وقائل ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تقولون اسم الايمان غير زائل عنه فاستمع الجواب قيل هذا كلام العرب المستفيض عندنا غير المستنكر في ازالة العمل عن عامله اذا كان عمل اذا كان عمله على غير حقيقته الا ترون الا ترى انهم يقولون انهم يقولون للصانع اذا كان ليس بمحكم محكم لعمله ما صنعت شيئا ولا عملت ولا عملت عملا انما وقع معناهم ها هنا على نفي التجويد لا على الصنعة نفسها فهو عندهم عامل بالاسم غير عامل في الاتقان حتى تكلموا به فيما هو اكثر من من هذا؟ اليس هذا مستعملا توكل الرجل بالعمل او يطلب المعلم من الطالب اعداد بحث فيقدم له بحثا مهلهلا ما سويت شي ما عملت شيء اليس كذلك ومراده انك لم تتقن لم تحكم ولم تأتي بالشيء على آآ اتمامه لا انه لم يعمل عملا البتة هذا مما تأتي به لغة العرب ولا زال العرب يعبرون بهذا التعبير وسيذكر امثلة وذلك كرجل يعق اباه ويبلغ ويبلغ منه الاذى فيقال ما هو بولد وهم يعلمون انه ابن صلبه ثم يقال مثله في الاخ والزوجة والمملوك هذا كثير يعني يرى الانسان يعني ناعيا عليه قال الحقيقة انك لست بورد مع انه ابن تحذر من صلب ذلك الرجل مراده لست بالولد البار او يقول في اخ خذل اخاه الحقيقة انك لست باخ اريد بذلك انك لم تقف موقف الاخوة وما تتطلبه الاخوة وهكذا هذا دارج كثير في لغة العرب. نعم قال يقال مثله في الاخ والزوجة والمملوك انما مذهبهم في هذا المزاينة الواجبة عليهم من الطاعة والبر اما النكاح واما النكاح والرق والانساب على ما كانت عليه اماكنها واسماؤها فكذلك هذه الذنوب التي ينفى بها الايمان انما احبطت الحقائق الحقائق منه الشراب التي التي هي من صفاته فعلى ما كانت قبل ذلك ولا يقال لهم الا مؤمنون الحكم عليهم وجدنا مع مع هذا شواهد لقولنا من التنزيل والسنة التنزيل فقول الله جل ثناؤه في اهل الكتاب حين قال اذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه نبذوه وراء ظهورهم قال قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا الاشجعي عن مالك عن ما لك ابن عن الشعبي في هذه الاية ابن مغول في هذه الاية قال اما اما انه كان كان بين ايديهم ولكن نبذوا العمل به الله لنا اراد بذلك ان قول الله تعالى فنبذوه وراء ظهورهم لم يرد انهم اخذوا هذا العلم الذي بين ثم القوه خلف ظهورهم كما قال الشعبي اما انه كان بين ايديهم ولكن نبذوا العمل به ثم احل الله لنا ذبائحهم ونكاح نسائهم بالاحكام والاسماء في الكتاب وهم لها بالحقائق مفارقون هذا ما في القرآن فحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحدث به جزاه الله خير حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحدث به رفاعة في الاعرابي الذي صلى صلاة فخففها فقال له رسول صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فانك لم تصلي حتى فعلها مرارا كل ذلك يقول وهو قد رآه يصليها افلست ترى انه مصل بالاثم وهذا مثال واضح النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فصلي فانك لم تصلي مع انه قد نقر اربعة او يقرأ ركعتين لكنه لم يسمها صلاة بالحقيقة ولهذا ما جاء نفسه فانه يحمل بادئ الامر على نفي الوجود فان لم يمكن حمله على نفي الوجوب على نفس الوجود فانه يحمل على نفي الصحة فان لم يمكن على نفس الصحة فانه يحمل على نفه الكمأة وهذا يختلف باختلاف الامثلة النفي الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فانك لم تصلي هو نفي وجود ام نفي صحة الصلاة من حيث سورة من حيث الصورة هو الوجود وكذلك في المرأة العاصية لزوجها والعبد الابط والمصلي بالقوم الكارهين له. انها غير مقبولة. ومنه حديث عبدالله ابن ابن عمر شارب الخمر انه انه لا تقبل له صلاة اربعين اربعين ليلة قول علي عليه السلام لا صلاة لجار المسجد حديث عمر رضي الله عنه في انه قال انه لا حج له وقال وقال حذيفة من تأمل خلق امرأة من قال ابو عبيد رحمه الله وصفه المحقق بالوضع قلت هو قد روي مرفوعا ولكنه موضوع كما في اللآلئ المصنوعة بالسيوف قال ابو عبيد رحمه الله فهذه الاثار كلها وما كان مظاهيا لها فهو عندي على ما فسرته لك وكذلك الاحاديث فهي مثل قوله من فعل كذا وكذا فليس منا لا نرى شيئا منها يكون معناه التبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من ملته ولا من المقتدين بنا ولا من المحافظين على شرائعنا وهذه النعوت وما اشبهها وقد كان سفيان ابن عيينة قوله ليس منا ليس مثلنا وكان يرويه عن غيره ايضا فهذا التأويل الذي قاله امام من اذا جعل من فعل ذلك ليس تأملوا ايها الاخوة هذا الموقف هذا الكتاب استدراك امام على امام وسفيان بن عيينة من من شيوخ ولكنه قال قولا انكره عليه احمد رحمه الله فان احمد كان يأبى تفسيره ليس منا ليس مثلنا ويرى انه من كلام او انه يشبه كلاما مرجعا هذا ابو عبيد رحمه الله يستدرك ايضا على سفيان تفسيره قوله ليس منا ليس مثلنا تأملوا اعد يا فاني لا اراه من من اجل انه اذا جعل من فعل ذلك ليس مثل النبي صلى الله عليه وسلم ان يصير من يفعله مثل النبي صلى الله عليه وسلم فلا فرق بين الفاعل والتارك وليس للنبي صلى الله عليه وسلم عديل ولا ولا مثل ولا تاركه ارأيتم؟ هذا مأخذه رحمه الله ان ابا عبيد وقبله الامام احمد رأوا ان هذا التفسير ربما كان فيه كل المرجئة فانه اذا فسر ليس منا ليس مثلنا لزم من ذلك ان من لم يفعل هذا الشيء ولم يقع فيه تحصل له المثلية يحصل له المثلية فيكونون في الايمان سوا رأى احمد رحمه الله بان هذا مما يتمسك به المرجئة فلذلك انكروه على ابي على على سفيان ابن عيينة رحمهم الله اجمعين وفي البراءة من النبي صلى الله عليه وسلم انما احدهما من الاخر اما الاثار المرويات بذكر الكفر والشرك ووجوب بهما بالمعاصي معناها عندنا ليست على اهلها كفرا ولا شركا يزيلان الايمان عن عن صاحبه انما وجوهها انما وجوهها انها من الاخلاق والسنن التي عليها الكفار والمشركون قد وجدنا لهذا لهذين النوعين نحو نحو مما وجدنا في النوعين الاولين على الشرك بالتنزيل. قول الله تبارك وتعالى في ادم وحواء عند كلام ابليس اياهما هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها. فلما تغشاها حملة حملت حملا خفيفا فمرت به الى ان قال الى ان قال جعل له شركاء فيما اتاهما انما هو في ان الشيطان قال لهما سمي ولدكما عبد الحارث فهل لاحد فهل لاحد يعرف الله ودينه ان يتوهم عليهما الاشراك والمكان من الله وليس هو الشرك بالله واما الذي في السنة على ان الحديث الذي يروى في ذلك وهو حديث قد اورده شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد لا يصح ان ذلك الحديث الذي فيه ان حواء كانت اذا حملت يسقط حملها وانه اتى اليهم الشيطان وقال ان شئتما ان يعيش سمياه عبد الحارث كان يترقب بالحارث يريد ان يعبد له والا فاني اجعل له قرني اي في شق بطنك الى اخره فان هذا الحديث لا كما ان فيه نكارة من اوجه متعددة ذكر شيخنا ابن عثيمين رحمه الله نحو ستة اوجه في رده وابطاله لم يثبت بعد ان الحارث من اسماع الشيطان انما هذا قد ورد في الحديث الذي قلنا قبل قليل انه ضعيف لم يزال الصحابة يتسمون بالحارث وكما اشرت انت قبل قليل قول النبي صلى الله عليه وسلم واصدقها حارث المقصود التنبيه على ان الحديث المروي في تفسير هذه الاية بقصة ادم وحواء مع الشيطان قول سمياه عبد الحارث انه لا يثبت ولا يعول عليه اما الذي في السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف على امتي الشرك قد فسر لك بقوله الاصغر ان ها هنا شركا هو الذي يكون سوى الذي يكون به صاحبه مشركا بالله ومنه قول قول عبد الله الربا بضعة مثل ذلك فقد اخبر ان في الذنوب انواع كثيرة تسمى بهذا الاسم هو غير الاشراك وهي غير الاشراك الذي يتخذ لها مع الله الها غيره. اله غير هي غير الاشراك الذي يتخذ لها مع الله الها غيره. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فليس لهذه الابواب عندنا وجوه الا انها اخلاق المشركين وتسميتهم وسننهم والفاظهم واحكامهم ونحو ذلك من امورهم واوضحوا مثال لذلك قوله في الحديث لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض اذ كان من الجاهلية واخلاقهم وسننهم انهم يضربوا بعضهم رقاب بعض قوله كفارا لا يريد بذلك الكفر المخرج عن الملة وانما ما كان من اخلاق الكفار وعاداتهم فهو كفر دون كفر اما الفرقان الشاهد عليه الله عز وجل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون وقال ابن عباس ليس بكفر ينقل ينقل ينقل عن الملة. نعم لما سمع ابن عباس رضي الله عنهما الخوارج يستدلون بقول الله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. يريدون بذلك ان يخرجوا من الملة من حكم في قضية بغير حكم الله عز وجل يوقع عليه وصف الكفر قال ليس الذي يذهبون اليه انما هو كفر دون كفر جعلوا ذلك دليلا على تكثير علي رضي الله عنه حينما آآ وقعت مسألة التحكيم قال حكم الرجال في كتاب الله ابن عباس رضي الله عنهما لما اجتمع بهم واستدلوا عليه بهذا الدليل قال الم تروا ان الله سبحانه وتعالى الرجال في ارنب نفجت يحكم به ذوى عدل منكم هديا بالغ الكعبة محكمة حكمين في امرأة اختصمت مع زوجها فقال يحكم به ذوى عدل منكم نعم ابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها اولى بان ان يحكم الرجال افي دماء المسلمين ام في ارنب النفجة وامرأة اختلفت على زوجها؟ اخرجت من هذه؟ قالوا اي والله هكذا استدل عليهم عطاء بن ابي رباح تبين له بين لنا انه كان ليس بناقل عن ملة الاسلام ان الدين باق على حاله خالطه ذنوب فلا معنى له الا خلاف الكفار وسنة على ما اعلمتك من الشرك ان من سنن الكفار الحكم بغير ما انزل الله. الا تسمع قوله افحكم الجاهلية يبغون عند اهل التفسير ان من حكم بغير ما انزل الله وهو على ملة الاسلام كان بذلك الحكم كاهل الجاهلية ما هو ان اهل الجاهلية كانوا اذا وهكذا قوله ثلاثة من الجاهلية الانساب والنياحة والانوار. ومثله الحديث الذي يروى عن جرير وابي وابي البختري ثلاثة من النياحة وصنعة الطعام وان تبيت وان تبيت المرأة في اهل الميت من للميت من غيرهم كذلك الحديث اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب اذا وعد اخلف اؤتمن خان قول عبد الله الغناء ينبت النفاق في القلب ليس له ليس وجوه ليس وجوه هذه الاثار كلها من الذنوب ان راكبها يكون جاهلا ولا كافرا ولا منافقا. وهو مؤمن بالله وما جاء من عنده ومؤذن ولكن معناها انها من افعال الكفار عنها في الكتاب وفي السنة يتحاماها المسلمون ويتجنبوها فلا يتشبهوا بشيء من اخلاقهم ولا شرائعهم ولقد روي في بعض الحديث الكفار فهل يكون لاحد ان يقول اشار المحقق الى ضعفه قال حديث منكر احد ان يقول انه يكفر من كذلك حديث في المرأة لاستعطرت يوجد ريحها انها زانية هذا على الزنا الذي الذي تجب فيه الحدود قوله يتكاذبان عليه انه اراد الشيطان ان الذين هم اولاد ابليس هذا كله على ما اعلمتك من والاخلاق والسنن وكذلك كل ما كان فيه يا اهل القبلة وعندنا على هذا ولا يجب والشرك الذي تزول خاصة دون غيرها وبذلك جاءت الاثار قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا ابو معاوية عن جعفر بن مرقان عن ابن عن ابن ابيه عن انس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من اصل الاسلام عن من قال لا اله الا الله لا نكفره بذنب ولا نخرجه من الاسلام بعمل والجهاد ماض من يوم من يوم بعثني الله الى ان يقاتل اخر ان يقاتل اخر امة جور جائر ولا عدل عادل قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا عباد ابن عباد عن الصمت ابن ابن عن ابي عثمان المهدي قال دخلت على على ابن مسعود وهو في بيت مال الكوفة فسمعته يقول لا يبلغ بعبد كفرا ولا شركا حتى حتى يذبح لغير الله او يصلي قال ابو عبيد رحمه الله حدثنا ابو معاوية عن الاعمى ابي سفيان قال جاورت جاورت مع جابر ابن عبد الله بمكة ستة رجل احد من اهل القبلة كافرا فقال معاذ الله قال فهل تسمونه مشركا؟ قال لا الذنوب التي تلحوها كل ما تقدم يبين بحمد الله لا يصدق طريقة اهل السنة والجماعة من عدم اخراج المؤمن بمطلق المعاصي فليس كل معصية ترتكب كالزنا والسرقة واكل الربا وقذف المحصنات وغير ذلك وان كانت من الموبقات لا يخرج بها وصف اه الاسلام والايمان ولكن من ايمانه بقدر ما اتى منها وانما يخرج من الايمان في ناقض من نواقضه الاعتقادية او العملية الذنوب التي تلحق بالكبائر بلا خروج من الايمان. قال ابو عبيد النبي صلى عليه وسلم لعن المؤمن كقتله وكذلك قوله حرمة ماله كحرمة قول عبد الله شارب الخمر كعابد اللات والعزى وما كان من هذا النوع مما يشبه فيه الذنب باخر باخر اعظم منه وقد كان في الناس من وذلك على التساوي بينهما ولا وجه لهذا عندي ان الله قد جعل الذنوب بعضها اعظم من بعض عنكم سيئاتكم يا كثيرة من الكتاب والسنة ولكن وجوهها عندي الله قد نهى عن هذه كلها وان كان بعضها عنده اجل من بعض يقول اتى شيئا من هذه المعاصي فقد لحق باهل المعاصي كما لحق بها الاخرون ان كل واحد منهم على قدر ذنبه لزمه اسم المعصية كان بعضهم اعظم اعظم جرما من بعض وفسر ذلك ثم قرأ من الاوثان واجتنبوا قول اجتنبوا قول الزور وقد تبين لنا الشرك والزور في النهي نهى الله عنهما معا في مكان واحد متساويان الاوزار والمأثم متفاوتان هنا وجدنا الجرائم كلها الا ترى السارق يقطع في ربع دينار فصاعدا وان كان دون ذلك لم يلزمه قطع قد يجوز في الكلام ان يقال هذا سارق كهذا فيجمعهما في الاثم في ركوب المعصية ويشترطان في العقوبة على قدر الزيادة في الذنب وكذلك البكر والسيد يزنيان فيقال لله عاصيان معا واحدهما اعظم ذنبا واجل عقوبة من الاخر كذلك قوله لعن المؤمن كقتله في المعصية حين ركباها ثم يلزم كل كل واحد منهما من العقوبة في الدنيا بقدر ذنبه ذلك قوله وعلى هذا وما اشبه وما اشبه ايضا. قال ابو عبيد رحمه الله كتبنا هذا الكتاب على مبلغ علمنا وما انتهى اليه من صلى الله عليه وسلم والعلماء العلماء العلماء بعده ما عليه لغات العرب ومذاهب ومذاهبها وعلى الله التوكل وهو المستعان قال ابو عبيد رحمه الله الذين تركنا صفاتهم في هذا هم الجهمية والمعتزلة والاباضية والفظلية فقالت الجهمية الايمان معرفة معرفة الله بالقلب لم يكن معها شهادة لسان ولا اقرار بنبوة ولا شيء ولا شيء من اداء من اداء الفرائض في ذلك بايمان الملائكة قالوا قد كانوا مؤمنين قبل ان يخلق الله الرسل وقالت المعتزلة الايمان بالقلب واللسان مع اجتناب الكبائر. فمن قارف شيئا كبيرا زال عنه الايمان ولم يلحق الا ان احكام الايمان جارية جارية عليه. وقالت الاباضية جماع الطاعات كافر نعمة وليس بكافر شرك واحتجوا بالاية التي في ابراهيم بدلوا نعمة الله كفرا. وقالت مثل ذلك في الايمان انه جميع الطاعات غير انهم قالوا في المعاصي وكبارها كفر ما فيه الا الا المغفور منها خاصة. وقالت الفضلية ايضا جميع الطاعات الا انهم جعلوا المعاصي كلها ما غفر منها وما لم يغفر كفرا وشركا. فقالوا لان الله جل ثناؤه لو عذبهم عليها كان غير ظالم قوله لا يصلها الا الاشقى الذي كذب وتولى. وهذه الاصناف الثلاثة من فرق الخوارج معا الا انهم اختلفوا في الايمان موافقة الشيعة فرقتين منهم ووافقت الرافضة ووافقت الزيدية الاباضية وكل هذه الاصناف قولهم ما وصفنا به باب الخروج من الايمان بالذنوب الكافرة لقولهم لقولهم قول اهل الملة حين قال الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وقوله وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فاخبر الله عنهم بالكفر بالالسنة وقد كانت قلوبهم بها عارفة. ثم اخبر الله عز وجل عن ابليس انه كان من الكافرين وهو عارف بالله بقلبه ولسانه ايضا في قولهم اشد الرد اقبح الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات بهذا ختم ابو عبيد رحمه الله هذه الرسالة المتعلقة بالايمان بالرد على فرقتي الضلالة فقد ابطل اقوال المرجئة على اختلاف طبقاتهم كما انه ابطل اقوال الوعيدية على مختلف تسمياتهم من اباضية او صفرية وخوارج ومعتزلة وتبين الحمد لله مذهب الحق في هذا الباب العظيم وهو ان الايمان قول وعمل وانه يزيد وينقص وان اهله متفاضلون فيه وان الكفر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح. فعل هذا يجب ان يتواصى اهل العلم والايمان ولا يحيدون عن ذلك. ولا يحملهم شنآن قوم على الا يعدلوا فانه يجب علينا معشر طلبة العلم ان نعتصم بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ولا يحملنا مقالة قوم ان نقابلهم بضده فانه قد وقع في هذه الازمنة الاخيرة من بعض اخواننا اهل العلم ان رأوا مقالة اهل التكفير والتفجير والغلو والتساهل في اخراج المؤمن عن وصف الايمان فارادوا ان يعالجوا خطأهم بخطأ حملهم ذلك على التقليل من مسألة العمل حتى عبر بعضهم بالقول بان العمل شرط لا شك صحة وهذه كلمة مبتدعة في الدين لم يقلها احد من السلف العمل جزء مسمى الايواء الايمان وداخل في حده وتعريفه ولا يجوز اعتباره شرطا لان الشرط يكون خارجا عن الماهية كما انك لا تقول السجود شرط في الصلاة ركن في الصلاة وكذلك العمل فانه ركن في الايمان. فلا مخرج للقول بمثل هذه التعبيرات المحدثة كلمة اهل السنة والجماعة في هذا الامر المحكم. بل يجب على اهل العلم قاطبة ان يقولوا بما قال سلفه صالح الايمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح. والا يعالج الخطأ بخطأ وانما يعالج الخطأ بالصواب وباستظهار النصوص وذكر الاثار المروية عن السلف المتقدمين. فبهذا تجتمع الكلمة وتزول الفرقة ان شاء الله. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وهذا يغنينا عن الدرس الفجر ان شاء الله. وان كان الكلام في هذه المواضيع ايها الاخوان يعني يطول لكن العلم له مفاتيح فنسأل الله ان يفتح علينا وعليكم والحمد لله رب