الكلام على هذا على هذه الاحاديث جمل من الفوائد لعلنا ننتهي منها في هذا الدرس ان شاء الله الفائدة الاولى ان فيه دليلا على جواز نقل الاخبار للتعرف على احكامها لمن في يده البت فيها ان فيه دليلا على جواز نقل الاخبار للتعرف على احكامها لمن في يده البت فيها. وان هذا لا يعتبر نميمة ولا من الغيبة في شيء فلا ينبغي للانسان ان يشق على نفسه وان يضيق عليها بترك المباح. فهذا ليس من الدين فان قلت اوليس من الورع ترك بعض المباحات فنقول ان المباح الذي نقل عن السلف تركه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لشيخنا وبارك في من فابي ولنا ولوالدينا ولجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اني والله لاصومن النهار ولا اقومن الليل ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انت الذي قلت كذلك قال فقلت له قد قلته بابي انت وامي يا رسول الله. قال فانك لا تستطيع ذلك فصم وافطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة ايام فان الحسنة بعشر فان الحسنة بعشر امثالها وذلك وذلك مثل صيام الدهر. قلت اني لا اطيق وافضل من ذلك. قال فصم يوما وافطر يومين قلت قلت لا اطيق افضل من ذلك. قال فصم يوما وافطر يوما فذلك صيام داوود عليه السلام هو افضل الصيام. فقلت اني لا اطيق افضل من ذلك. فقال لا افضل من ذلك. وفي رواية قال لا صوم فوق صوم اخي داود عليه السلام شطر الدهر فصم يوما وافطر يوما الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا النبي الامي الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنه وكرمه وجوده وفضله انه جواد كريم. اما بعد حتى لا يخلو هذا الحديث من الكلام على شيء منها وقد جمعت لكم جملا كثيرة من هذه القواعد تبصر طالب العلم الطريقة الصحيحة في التفظيل بين العبادات فنقول وبالله التوفيق وذلك اخذناه من قول عبد الله اخبر رسول الله ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على وجوب التثبت والتأكد من الاخبار المنقولة وانه لا يجوز للمنقول له ان يبني حكمه عليها الا بعد اليقين من ثبوتها عمن نقلت عنه حتى لا يبني احكامه على اشاعات مغرضة او على كلام لا حقيقة له وقد ادبنا الله عز وجل بهذا الادب في قوله يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحون على ما فعلتم نادمين وما اكثر الاخبار التي تنتشر من ها هنا وها هنا لا سيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي فلا يجوز لك ان تقبل اي خبر يتعلق بشيء من الاحكام الشرعية او الاحكام المتعلقة بالاشخاص والا تبني احكامك على مجرد وصول الخبر اليك في جوالك او وقره في اذنك وحتى حتى تتأكد او وتتثبت حتى لا تصيب قوما بجهالة ثم تصبح بعد ذلك على ما فعلت من العجلة نادما واياك وما يعتذر منه ولا تزال الكلمة انت تحكمها ما دامت في في باطنك ولكن اذا خرجت فانها تحكمك ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على ان من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فالمشروع له ان يكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير فان عبد الله بن عمرو بن العاص حلف ان يصوم النهار ان يصوم النهار كله وان يقوم الليل كله ولكنه نهي عن تنفيذ مقتضى يمينه ونقل الى غيرها فهذا دليل على ان الانسان اذا حلف على يمين ثم تبين له باخرة ان غيرها خير منها فلا ينبغي ان يحرج نفسه ببره بيمينه التي لا يرى فيها الخير وذلك لقول النبي وذلك ايضا يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم واني ان شاء الله لا احلف على يمين فارى غيرها خيرا منها الا كفرت وعن يميني واتيت الذي هو خير ومن المسائل والفوائد ايضا ان فيه دليلا على النهي عن صوم الدهر. ويعبر عنه النص بصوم الابد ويدل على هذا النهي من باب التأكيد في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الدهر وفي رواية اخرى لا صام ولا افطر فلا يجوز للانسان ان يسرد صيام الدهر سردا فان قلت اولم يثبت عن بعض السلف ذلك من الصحابة والتابعين؟ فنقول بلى قد ثبت ذلك عنهم ولكن ليس لاحد قول مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز لنا ان نتقدم بين يدي الله ورسوله بقول احد كائنا من كان ومن المعلوم المتقرر باجماع العلماء ان قول الصحابي لا يعتبر حجة اذا خالف المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز للانسان ان يسرد الصوم في السنة كلها سردا من غير فصل فان قلت اولا يكتفى بصيام الايام التي ينهى عن صيامها كيومي العيدين وايام التشريق فاقول لا يكفي ذلك لان الدليل نص على النهي عن صوم الدهر. ومن المعلوم ان الايام التي نوهي عن صيامها بالاصالة خارجة عن هذا النص فلا يجوز للانسان ان يسرد الصيام سردا حتى يستوفي الدهر كله اي السنة كاملة ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على وجوب الوسطية في التعبدات وان التعبدات مبناها على العدل والاعتدال. وانه لا ينبغي ان يكلف الانسان نفسه ما لا يطيقه من التعبد فليست العبرة ايها الاخوان بكثرة التعبد الذي يشق على النفس فان النفس في زمن من من الازمنة ستنقطع. ولا جرم في ذلك. فعلى الانسان ان يأخذ من التشريع ايسره. وقد وردت الادلة مبينة على مبينة اهمية الاقتصاد في التعبدات ثم قال صلى الله عليه وسلم لما دخل المسجد ورأى حبلا ممدودا بين ساريتين فقال من ما هذا؟ قالوا لاسماء تصلي من الليل فاذا فترت او عجزت امسكت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلوه ليصلي احدكم نشاطه فاذا عجز او فتر فليرقد. وقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم من الاعمال بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا. وكان احب الدين ما داوم عليه صاحبه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فسددوا. وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروح ما هو شيء من الدلجة فالدين جاء بالوسطية والاعتدال فالوسطية والاعتدال في امر التعبد حزام امان من الانقطاع او الغلو ومن مسائل هذا الباب هذه الاحاديث ايضا ان فيها دليلا على على دخول المفاضلة بين العبادات والمفاضلة بين العبادات مبنية على جمل من القواعد كثيرة. لابد ان نطرق اكثرها او اغلبها على الاقل باختصار شديد وقد ذكرتها موسعة في كتاب لي اسمه تفصيل التأصيل بالتدليل والتمثيل القاعدة الاولى من قواعد المفاضلة بين العبادات العبادات تتفاضل باعتبار مصالحها لا باعتبار مشاقها العبادات تتفاضل باعتبار مصالحها لا باعتبار مشاقها فلا يجوز ان تدخل المشقة في حيز التفضيل ابدا لا سيما اذا كانت من المشقة التي ليست من لوازم التعبد فكون الانسان يقصد العبادة الشاقة من غير ضرورة ولا حاجة. وانما طلبا لكثرة الاجر والثواب فان هذا خطأ في الفهم والظن فربما تكون العبادة اليسيرة التي لا مشقة فيها اعظم ثوابا واجرا واعلى منزلة وقدرا عند الله عز عز وجل من تلك العبادة التي تظني حياتك فيها وتهلك قوتك وتتعب جسدك فيها اذا ليست القضية قضية مشاق وانما قضية مصالح. فافضل العبادات بالنسبة لك ما اقترنت به المصلحة الخالصة او الراجحة فميزان التفاضل التفضيل بين العبادات مبني على المصالح لا على المشق فان قلت وماذا نفعل فيما ثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما اجرك على قدر نصبك والمقصود بالنصب اي المشقة فنقول هذا لابد فيه من تفصيل وهو ان المشقة بالنسبة للتعبد تنقسم الى قسمين الى مشقة لازمة والى مشقة مطلوبة بالذات بمعنى ان العبادة ليس فيها مشقة. ولكن العبد يترك ما لا مشقة فيه من التعبدات ويعمد الى ما فيه مشقة. فاذا كانت المشقة خارجة عن اصل العبادة وانما العبد هو الذي طلبها وقصدها فانه لا اجر له في ذلك. بل ربما قد لا يسلم من الاثم لان النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما. فاذا كيف نفهم الحديث؟ نفهم الحديث على والنصب اللازم للتعبد فالوضوء في اليوم البارد وتحمل المشقة اعظم ثوابا واجرا من وضوئك في ايام الصيف لماذا؟ لان المشقة في الوضوء في اليوم البارد هي من هي من المشاق اللازمة التي لا يطلبها العبد وليست بمنفصلة عن الوضوء. وانما من لوازم الوضوء في اليوم الشاتي ان يصيبك هذا البرد. فاذا حديث محمول على المشاق الملازمة او المشاق التي تلازم العبادة لا المشقة التي يطلبها العبد. ولذلك اختلف العلماء ايهما افضل ان يحج الانسان ماشيا على قدميه من مسافات بعيدة الراجلة او ان يركب على الدابة او السيارة على قولين لاهل العلم مبني على ذلك هل الافضل ما تعلقت به المصلحة او الافضل ما كثرت مشقته؟ فالذين قالوا ان الافظل ما عظمت مصلحته قالوا بان الحج على الدابة افضل حتى يوفر طاقته لمناسك الحج. وهكذا حج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة فانه جاء اليها قادما عليها على ناقته القصواء صلى الله عليه وسلم. والذين قالوا بان المشقة مبدأ من مبادئ التفضيل. وميزان من موازينه قالوا ان الحج راجل الافضل والقول الصحيح لا جرم هو ما وافق السنة. وهي ان الانسان اذا كان يجد مركوبا له يوصله الى الحج حتى يوفر طاقته لمناسكه والمشي فيها كلما كان افضل فالحج راكبا اعظم اجرا من الحج راجلا اذا كان الانسان يستغني عن الحج راجلا. واما من لا طاقة له ولا قدرة الا ان يحج راجلا افلا جرم ان ثوابه حينئذ يكون عظيما لان المشقة انقلبت من كونها مشقة اختيارية الى مشقة اضطرارية لازمة ومن قواعد المفاضلة ايضا يختلف فضل العبادة باختلاف حال المتعدد. يختلف فضل العبادة باختلاف حال المتعبد وذلك لان كل انسان قد شرح الله عز وجل صدره لبعض النوافل. بينما اغلق قلب غيره عنها وشرح صدر غيرك لما اقفل قلبك عنه. فلا ينبغي في حال التفضيل بين العبادات ان ننظر الى الذاتي وانما ننظر الى الفضل الحالي بالنظر الى السائر. فلا ينبغي لك مثلا اذا جاءك الافاقي وقال ايهما افضل ان استكثر من الصلاة النافلة او الطواف النافلة. فلا ينبغي لك ان تنظر الى التفاضل الذاتي بين الطواف والصلاة فان الصلاة افضل ففرضها افظل من فرض الطواف ونفل الصلاة افضل من نفل الطواف. وكل شيء عظم فضل فيعظم فرض نفله على غيره ولكنك تنتقل الان الى النظر الى السائل فان السائل افاقي ان فاته الطواف الان فانه اذا رجع الى بلاده لا يجد مكانا يطوف به التفظيل بين التعبدات لا ينبغي ان ينظر فيه الى الفضل الذاتي وانما ينظر الى الفضل الحالي. بمعنى انك تنظر الى القرائن التي تصاحب وهذا التفضيل وهي النظر الى حال السائل ولذلك لو سألك انسان في حال الركوع ايهما افضل ان اذكر الله واسبح الله ولا اقرأ القرآن فتقول التسبيح. لماذا مع ان قراءة القرآن افضل؟ الاذكار على الاطلاق. فنقول لان التفظيل لم ينظر فيه الى الفضل الذاتي وانما الى الفضل يعني بمعنى اننا ننظر الى التفظيل باختلاف حال المتعبد. ولذلك اختلفت اجوبة النبي صلى الله عليه وسلم عن افضل الأعمال فمنهم من قال اي الأعمال افضل؟ قال الجهاد ومنهم ومرة قال الصلاة على وقتها ومنهم ومرة قال بر الوالدين فهذا ليس من باب التعارض في شيء وانما اختلف الفضل في الاعمال بالنظر الى السائل فلذلك فلما كان الرجل جلدا صالحا للجهاد دله على الجهاد. ولما كان الرجل ذا الوالدين يحتاجان الى بره والاحسان اليه والاحسان واحسان بره واحسانه. قال بر الوالدين وهكذا. فهذا من كمال الفقه في العلم من كمال الفقه في العلم فاذا نصيحتي لكم اذا سئلتم عن عبادتين ايهما افضل فلا بد ان يكون تفضيلكم مبنيا على هاتين القاعدتين. على اقترانها على عظم المصالح وعلى النظر الى حال المتعبد او السائق. القاعدة الثالثة المفضول بالاصالة قد يعرض له ما يجعله فاضلا المفضول بالاصالة قد يعرض له ما يجعله فاضلا ولذلك فان عبادة الترديد خلف المؤذن عند سماع المؤذن المؤذن افضل من قراءة القرآن لان هذا هو واجب الوقت كما سيأتينا ان شاء الله فلا ينبغي في مثل ذلك ان ننظر الى الفضل الذاتي وانما ننظر الى المصلحة. فالفاضل ليس فاضلا في كل حال. والمفروض ليس مفضولا في كل حال بل قد يعرض للفاضل ما يقلبه الى مفضول. ويعرض للمفضول ما يقلبه الى فاضل. ومن القواعد ايضا احب الاعمال الى الله ادومها وان قل. واصلها قول النبي صلى الله عليه وسلم وكان احب الدين ما داوم عليه صاحبه فلا ينبغي للانسان ان ينظر الى كثرة الاعمال لان كثرة العمل فيه اتعاب واشقاق على النفس قد يوجب لها الانقطاع في يوم من وانما ينظر الى امرين. الى كيفية العمل والى دوامه واستمراره وعدم انقطاعه ومن القواعد ايضا الرخصة احب الى الله من العزيمة عند حلول اسبابها. الرخصة احب الى الله عز وجل من العزيمة عند لاسبابها فلا ينبغي ان يكلف الانسان نفسه ان يفعل العزيمة مع وجود اسباب الرخصة. وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى يحب ان تؤتى رخصه كما يكره ان تؤتى معصيته وفي رواية كما يحب ان تؤتى عزائمه. ولذلك فالقصر في السفر افضل من عند الله من الاتمام وان كان الاتمام وان كان الانسان قادرا على الاتمام. والجمع بين الصلاتين تقديما وتأخيرا فيما يشرع الجمع فيه افضل عند الله عز وجل عند تحقق سببه فلا ينبغي للانسان ان يكلف نفسه ترك الرخصة مع وجود اسبابها ان في ذلك اشقاقا واثقالا على نفسه. وانما الله عز وجل يريد بنا اليسرى لا العسر. ويريد بنا التخفيف الاثقال ومن القواعد ايضا الافضل في كل حال الاشتغال بواجب ذلك الوقت ومقتضاه الافضل في كل حال الاشتغال بواجب ذلك الوقت ومقتضاه فايهما افضل في حال قيام الليل؟ في حال في في ثلث الليل الاخر. كثرة الذكر والتسبيح او الصلاة؟ الجواب الصلاة افضل ايهما افضل في حال السجود؟ قراءة القرآن او التسبيح والدعاء؟ الجواب التسبيح والدعاء افضل. وفي حال سماع المؤذن ايهما افضل ان يقوم الانسان ليصلي لله ركعتين طويلتين او يردد وراء الاذان؟ الجواب الترديد وراء الاذان افضل وفي حال كثرة العدو وضعف وضعف المسلمين عن عن دفعهم. ايهما افضل طلب العلم او جهاد الدفع؟ الجواب جهاد الدفع افضل فالافضل في كل وقت ان تشتغل بمراد الله عز وجل في هذا الوقت. وهذه قاعدة عظيمة. فلا ينبغي للانسان ان تترك المباح وكذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا واقفا في الشمس ساكتا لا يتكلم فقال ما هذا؟ قالوا فلان نذر ان يقوم ولا يستظل ويصوم ولا يفطر في الاستظلال مباح تغلبي اشياء ليست بمشروعة له في هذا الوقت المعين فاذا سئلت مثلا في زمان فاضل ايهما افضل؟ ان اتعبد بكذا او كذا فانظر الى واجب الوقت والمندوب فيه فدل هذا السائل عليه لان الافضل في كل حال ان يشتغل الانسان بواجب ذلك الوقت ومندوبه ومقتضاه. وهذه من قواعد ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له وانزل له الاجر والمثوبة. ومن القواعد ايضا اقتصاص في سنة خير من اجتهاد في مخالفة وبدعة اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في مخالفة وبدعة. وهذا متفق عليه بين اهل العلم رحمهم الله تعالى. وقد ثبت هذا القول بلفظه عن بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمهما استكثر العبد من التعبدات على غير الهدى فانها ليست بشيء ولا اجر له فيها وتكون هباء منثورا لا خير فيها. فليست العبرة بكثرة العمل على غير الهدى وانما العبرة بموافقة الهدى وان كان العمل وان كان العمل قليلا. فاجتهاد في سنة خير عفوا فاقتصاد اي عمل قليل. في سنة وموافقة وتشريع ودليل وعلى مقتضى البرهان خير من ان يجتهد الانسان في البدع والمحدثات التي ما انزل الله بها من سلطان ولذلك دل النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عمرو على ان يصوم يوما ويفطر يوما في اخر ما توصل معه اليه. مع ان صيام الدهر يوميا من غير فصل هذا اكثر عملا ولكنه في غير سنة فدله على العمل القليل لان اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة ومن القواعد ايضا العازم على الطاعة له اجر الفاعل ان تعذر العمل كلا او جزءا العازم على الطاعة له اجر الفاعل ان تعذر العمل كلا او بعضا ولذلك يقول الناظم وكل من يبذل ما في وسعه يكتب له فضلا تمام سعيه. فكل من اعجزه عن التعبد شيء من الاعذار الشرعية فالله يكتب له الاجر كاملا اذا كانت نيته حسنة. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لك ما نويت يا يزيد ولك ما اخذت يا معنو كما في الصحيحين وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا واديا الا وهم معكم حبسهم العذر وفي رواية الا شاركوكم في الاجر حبسهم المرض ويقول صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له من العمل ما كان يعمله صحيحا مقيما. اليس كذلك؟ فهذه نعمة من الله. سواء اكان عاجزه عن اصل العمل كلا او بعضا ولذلك صلاة القاعد للعذر اجرها مثل اجر صلاة القائل واما قوله صلاته واما قوله صلى الله عليه وسلم صلاة القاعد نصف اجر صلاة القائم فهذا في حال عدم العذر. ومن القواعد ايضا فاضل الاعمال عند الله بتفاضل ما يقوم في القلب من الاخلاص والنية الحسنة. تتفاضل الاعمال عند الله عز وجل بتفاضل ما يقوم في القلب من الاخلاص والنية الحسنة فليست العبرة بظواهر الاعمال وانما العبرة بتصفية محط نظر الرب وهو القلب فربما يجتمع اثنان على عمل صفته في صفته في الظاهر واحدة. ولكن هذا يرفع عمله له شعاع كشعاع الشمس وهذا يلف عمله ويرمى في وجهه وانما ذلك بتفاضل ما في القلوب. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم ان العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له الا نصفها الا ثلثها الا ربعها حتى قال الا عشرها فالاعمال والتعبدات تتفاوت كمالا ونقصا وقبولا وردا وصحة وبطلانا على ما يقوم في القلب من المحبة والتعظيم والاجلال والاخلاص لله عز وجل. ويوضح ذلك القاعدة التي بعدها الثواب على قدر الاخلاص الثواب على قدر الاخلاص فلا ثواب ايها الاحبة الا باخلاص. فوصيتي لكم الاخلاص راقبوا قلوبكم دائما وابدا احذروا من ان تغتروا باعمالكم حتى وان كثرت اذا كانت على غير ساق الاخلاص فان من الناس من يأتي يوم القيامة باعمال كجبال تهامة بيض يجعلها الله عز وجل هباء منثورا لانها ما قامت على ساق الاخلاص وكل عمل لا يراد به وجه الله عز وجل فهو مردود على صاحبه وان كان على وفق السنة. فلا يقبل الله عز وجل من الاعمال الا ما كان خالصا لوجهه الكريم صوابا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن القواعد ايضا التعبد بترك المباحات ليس من الدين التعبد بترك المباحات ليس من الدين ودليل ذلك ان هؤلاء النفر الثلاثة يقولون قال احدهم اني لا اكل اللحم. وقال الاخر اني لا اتزوج النساء وقال الاخر لا انام وقال الاخر لا افطر فكل هؤلاء تركوا المباحات من باب التعبد. فما اقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الترك. مما يدل على انه ليس من العبادة ان هو ما توفر فيه امران الامر الاول انهم يتركون كمالات المباح لا اصل له. بمعنى انهم لا يتوغلون في فعل المباح ولا يستكثرون منه. فيكفيهم بعضه فلا يتوسعون في قضية المآكل والمشارب لكنهم لا يتركون اصل الطعام والشراب. ولا يتوسعون في مسائل الملابس والمراكب. ولكنهم لا يتركون اصل الركوب واللباس فالمنكر والبدعة هو ترك اصل المباح واما ترك التوسع فيه والاغراق فهذا هو حال السلف والقسم الثاني المباح اذا ادى الى الفتور عن العبادة او ادى الى محرم. فكانوا يتركون ما لا بأس به خوفا من الوقوع فيما فيه بأس. واما ما عدا ذلك من المباحات فلا يعرف عن السلف رحمهم الله تعالى ترك شيء من ذلك والحجة فيما بيننا وبين من خالف انما هي السنة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس اللباس الطيب ويدهن بالدهن الطيب ويتطيب باجود ما باجود ما يجد وغير ذلك مما لا يخفى على شريف علمكم ومن القواعد ايضا لا فضل في التضييق على النفس بترك المباح كلا. وهذه قريبة من سابقته. لا فضل بالتضييق على النفس بترك المباحات فالذي يترك شيئا من المباحات ظانا انه يتعبد لله عز وجل وانه اعلى عند الله رتبة ومنزلة ممن فعله. فهذا ظن خاطئ فليس من الفضل عند الله عز وجل ان تترك مباحا احله الله عز وجل لك ولذلك في مسند الامام احمد رحمه الله بسند حسن من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال قال صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى يحب ان يرى اثر نعمته على عبده. وفي رواية اخرى كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير سرف ولا مخيلة. ان الله يحب ان ونعمته على عبده. او كما قال صلى الله عليه وسلم. ومن القواعد ايضا الافضل في الفرائض الاظهار وفي النوافل الاصرار الا بدليل انتوا معي في هالقواعد ولا لا؟ الافضل في الفرائض الاظهار وفي النوافل الاسرار الا بدليل وعلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. وقبل ذلك قول الله عز وجل ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. لكن هذه الافضلية اذا عرض ما يقتضي خلافها بسبب المصالح ومراعاتها فان الفاضل ينقلب الى مفضول والمفضول ينقلب الى فاضل فاذا كان الافضل والمصلحة عفوا فاذا كانت المصلحة تقتضي في هذه النافلة ان تجهر بها فاجهر بها والا فالاصل ان الافضل فيها الاصرار لانه ادعى للاخلاص واما الفرائض فانها شعار الدين. وشعار الدين من طبيعته الاظهار ومن القواعد ايضا جنس الفرض افضل من جنس النفل. فلا ينبغي اذا تعارض عندك فريضة ونافلة ان تقدم النافلة على الفريضة فلا ينبغي لك ان تتصدق اذا كان في ذمتك شيء من الديون بل ينبغي لك ان تبادر بسداد الدين الذي عليك ولا ينبغي لك ان تشتغل بالنوافل على حساب قضاء الفرائض اذا كان عليك شيء من واجبات القضاء اذا كان الاشتغال بالنوافل يذهب عليك وقت قضائها. ومن القواعد ايضا فرض العين افضل من فرض الكفاية فرض العين افضل من فرض الكفاية وهذا هو القول الصحيح عند جماهير الاصوليين رحمهم الله تعالى وذلك لعظم محبة الله عز وجل لفرض العين فلم يكتفي الله عز وجل بالاتيان به من واحد او ممن تقوم بهم الكفاية. بل اوجبه فرضا عاما على كل كل مكلف من الثقلين ومن القواعد ايضا او كم عندكم الان طيب اخر قاعدة ما يفوت الى غير بدل مقدم على غيره ما يفوت الى غير بدل مقدم على غيره اي مقدم على ما يفوت الى البدن لانه اذا لان الذي يفوت الى غير تفوته مصلحته بالكلية وليس له مصلحة بدنية تجزئ او تغني عن المصلحة الفائتة واما ما يفوت الى بدل فانه ان فاتت مصلحته الاصلية فتقوم مصلحته البدنية مقام مها ولذلك انت في حال الترديد تردد. مع انه سيفوتك في وقت الترديد شيء من التسبيح والتهليل او قراءة القرآن لكن ان فاتتك القراءة الان فستدرك القراءة فيما بعد. لكن ان فاتك الترديد فانه يفوت مطلقا وكذلك الطواف بالنسبة للافاق نعم وكذلك الطواف بالنسبة للافاق. فانه ان فات في الحرم فليس ثمة ما يطوف عليه. يطوف وين واما الصلاة النافلة فانه ان فاتته في الحرم فسيدركها في بلاده وهذه قاعدة طيبة هذه جمل من ما احببت التنبيه عليه واظن الوقت انتهى لعلنا نكتفي بهذا القدر ونكمل بقية الفوائد للدرس القادم او تبونا ناخذها الان اللي تبغوه بس نصف ساعة الظهر. نزعوا بعد هذه القواعد الى المسألة التي توقفنا عندها وهي المسألة الساء بعه اليس كذلك في هذه الاحاديث دليل على ان افضل الصوم هو صوم داوود عليه الصلاة والسلام. وهو صوم يوم وفطر يوم وانه لا افضل من هذا الصيام عند الله عز وجل ومن الفوائد ايضا فيه ان فيه دليل على ان شهوات النفوس لابد وان تكون موزونة بميزان الشرع فلا ينبغي للانسان ان يتبع شهوة نفسه في الاستكثار من التعبد حتى يصل الى درجة يخالف بها المشروع. فلا يؤمن احد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومن فوائدها ايضا ان فيها دليل على استحباب صيام ثلاثة ايام من كل شهر. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم عند بان اليوم بعشرة امثاله فاذا صام الانسان يوما كتب له في ميزان الله انه صام عشرة ايام فيكون بصيام الثلاثة ايام قد صام في ميزان الله ثلاثين يوما ومن المسائل ايضا اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تحديد هذه الايام الثلاثة التي يستحب صيامها من كل شهر والاقرب ان شاء الله انه ان صام في اي ان صام ثلاثة ايام من اي ايام الشهر فان ذلك مجزئ ومحقق له الاجر فلو انه جعل اليوم الاول في العشر الاول واليوم الثاني في العشر الاوسط واليوم الثالث في العشر الاخيرة من الشهر لاجزأه ذلك انه يدخل في مسمى من صام ثلاثة ايام وعلى ذلك قول عائشة رضي الله تعالى عنها في صحيح الامام مسلم قال يا ام يا اماه وفي اي الايام كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم؟ قالت كان لا يبالي من اي ايام الشهر صام. من اوله او اوسطه او اخره او كما قالت رضي الله عنها وذلك في صحيح الامام مسلم كان لا يبالي من اي ايام الشهر صام من اوله او اوسطه او اخره ولكن الافضل ان تكون هذه الايام متوافقة مع الايام البيض المعروفة وذلك لما في سنن النسائي باسناد صحيح من حديث ام سلمة. عفوا من حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه قال امرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نصوم من كل شهر ثلاثة ايام ثلاث عشرة واربع عشرة وخمس عشرة والجمع بين الادلة واجب ما امكن فنجعل فعله دال على الجواز ونجعل قوله دال على الافضلية فنجعل فعله دالا على الجواز. ونجعل قوله دالا على الافضلية ولا تعارض بين الادلة ولله الحمد والملة ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على كراهية استيفاء الليل كله بالقيام وذلك لرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك على من اراده ولما يتعلق به من الاجحاف بوظائف متعددة. سواء اكانت وظائف ترجع الى خاصة نفسه. او خاصة اهله او وخاصة ضيفه وآآ قد فعله جماعة من السلف فثبت عن بعضهم انهم قاموا الليل كله ولكن العبرة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فالسنة اكمل وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم اتم وافضل. فلا ينبغي ان تصلي من بعد صلاة العشاء الى الى طلوع الفجر هذا ليس من السنة بل السنة ان تنام بعضا وتصلي بعضا. وهذا هو مبدأ الوسطية وذلك مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم وقم ونم ومن المسائل ايضا قوله انك لا تستطيع ذلك الاستطاعة تطلق على التعذر المطلق وهو الذي يسميه العلماء بالمستحيل او المحال وتطلق على مطلق التعذر. وهو الذي يسميه العلماء بالمشقة بمعنى ان الانسان قد تكون عنده من القوة والطاقة ما يستطيع ان يصوم الدهر كله لكن لا بد وان تصحبه مشقة ولكن هل يستطيع الانسان ان ينقل جبلا؟ الجواب لا اذا هو لا يستطيع الامر الاول ويفسر عدم استطاعته بوجود المشقة. ولا يستطيع الامر الثاني وتفسر عدم استطاعته بالاستحالة انتم معي ولا لا؟ فماذا يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله انك لا تستطيع؟ يعني هل تفسر بان هذا مستحيل او محال او يفسر بانه يشق عليك؟ نعم الجواب يفسر بانه شاق عليك فنفي الاستطاعة هنا انما هو اثبات للمشقة لا اثبات للاستحالة فلا ينبغي للانسان ان يفعله حتى وان اطاق. لان القدرة البشرية وان اطاقت ذلك الا ان طاقة ما تكون مصحوبة المشقة العظيمة والله عز وجل يريد التخفيف والتيسير. ومن المسائل ايضا قوله وذلك اي صيام ثلاثة ايام قوله مثل صيام الدهر فيه اشكال قد يرد وهو ان التشبيه في هذا الحديث بصيام الدهر انما هو تشبيه بالفضل يعني ففظل صيام ثلاثة ايام كفضل صوم الدهر وصيام الدهر لا فضل فيه لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صومه فكيف نحل هذا الاشكال لان لان النبي صلى الله عليه وسلم شبه فضل صيام ثلاثة ايام بشيء قد نهى عنه والمنهي عنه لا فضل ولا اجر ولا ثواب فيه فلو انه قال لو اذا صمت ثلاثة ايام فصومك يكون كصوم داوود لكان ذلك مقبولا لان صيام داوود فيه فضل عظيم لكنه شبهه بصوم الدهر الذي لا فضل فيه فيما لو باشره الانسان او فعله فكيف الجمع بين هذا وهذا الجواب لا اشكال في ذلك ان شاء الله وذلك ان صيام الدهر ينقسم الى قسمين الى صيام الى صيام واقعي حقيقي والى صيام تقديري فالمنهي عنه انما هو ايقاع الصوم حقيقة في الدهر واما الفضل فانه في تقدير صيامه. فالفضل في التقدير لا في حقيقة الايقاع وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان واتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر تقديرا لا حقيقة وايقاعا يعني بمعنى ان صيام الدهر فيه فضل. لكن متى يكون فيه فضل؟ اذا كان تقديرا بمعنى انك تقوم بشيء يكون معادلا له اي بالتقدير لكن لو انك باشرت صيامه يكون منهيا عنه لوجود المشقة. ولذلك عمل يسير يغنيك عن مباشرته حقيقة وواقعة فيتحقق لك الغنم من صيامه كله ويبتعد عنك الغرم في مكابدة صيامه فهمتم هذا فالنهي محمول على الصوم الايقاعي يعني على ايقاع الصوم والثواب محمول على الصوم التقديري بمعنى انك تقوم بما يعادله والشارع يعلم لما علم ولما علم الشارع ان النفوس ستطمح في صيام الدهر جعل لصومه مباشرة وحقيقة ما يعادله من الاعمال الصالحة حتى يبرد قلوبا متعبدين ويثلج صدورهم ولا يحرمهم من هذا الاجر العظيم وهذه شريعة الله عز وجل وهي ان الاعمال اليسيرة قد يؤجر صاحبها بالاجور العظيمة فلا ينبغي ان ان ان تعقد مقارنة بين عظم الثواب والمشقة فهمتها؟ والا فصيام الدار حقيقة وواقعا اعظم عملا واكثر مشقة. لكن يعادله صيام ثلاثة ايام من كل شهر بل ويعادله ستة ايام من شوال مضمومة الى رمضان ولذلك قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في عفوا وذلك ايضا مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم حضرني هذا الحديث وذلك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم الساعي على الارملة والمسكين كالقائم الذي لا يفتر. والصائم الذي لا يفطر مع ان قيام الليل بلا فتور منهي عنه وكذلك الصوم بلا افطار منهي عنه فلا يأتينا انسان ويقول لما كيف كيف يشبه رسول الله فضل هذا العمل بعمل قد نهى عنه فنقول ان المنهي عنه ايقاعه لا تقدير ثوابه ان المنهي عنه ايقاعه. لا تقدير ثوابه ولذلك قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله مراده ان من فعل هذا اي صام ثلاثة ايام من كل شهر له اجر صيام الدهر بتضعيف الاجر من غير حصول المفسدة له اجر صيام الدهر بتضعيف الاجر اي بالتقدير والمعادلة من غير حصول مفسدة ماذا يقصد بالمفسدة؟ الصيام واقعي واقعا ومن المسائل ايضا من اهل العلم رحمه الله من خص هذا الفضل من اهل العلم رحمه الله تعالى من خص هذا الفضل بعبد من خص هذا التوجيه بعبد الله بن عمرو دون غيره وذلك لعلم النبي صلى الله عليه وسلم بان عبد الله لا يطيق ولا يستطيع ذلك فقالوا ان غيره ممن يقدر ويطيق ويستطيع يجوز له ذلك. ولكن هذا كلام ليس بصحيح. وهي هفوة عالم غفر الله لمن قالها فان المتقرر عند العلماء ان الاصل في التشريع التعميم والمتقرر عند العلماء ان كل حكم ثبت في حق واحد من الامة فانه يثبت في حق الامة تبعا الا بدليل الاختصاص فهذا الذي وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم يدخل فيه عبدالله بن عمرو بالاصالة ويدخل سائر الامة بعده بالتبع والعبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص اسبابها ومن الادلة ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على استحباب قيام الليل وقد تواترت الادلة في فضله ومن ومن المسائل ايضا ان فيه دليلا على طلب اراحة النفس بعد كدها بالعبادة. وذلك مأخوذ من قوله وينام سدسه لانه قال ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه. فاذا اشققت او اثقلت على نفسك بشيء من العبادات واخذت قسطا بعد ذلك من الراحة فلا بأس عليك من لا بإجمام النفس واراحتها للاستعداد لما سيقابلها من امور التعبد والاجتهاد في طاعة الله عز وجل ولان ذلك ابعد عن الرياء ايضا فان الانسان اذا واصل قيام الليل الى ان الى ان يصلي الفجر فانه سوف يرى عليه اثار القيام من التعب والخمول والرغبة في النوم فربما يفضح عمله الذي اسره لكن لو اخذ بعد قيام الليل قسطا من الراحة لكان ذلك اخفى لعمله فيأتي الى الناس وقد امتلأت عينه نوما فيظن الناس انه نام الليل كله وان من فضائل العمل الا يعلموا الا يعلم به احد هذا من دواعي الاخلاص بل كان بعض السلف يجتهد في غسل وجهه قبل المجيء الى صلاة الصبح حتى لا يرى عليه اثر البكاء. في قيام الليل هذي نعمة من الله عز وجل لا يصلها العبد الا اذا علم حقيقة من يعبده اذا عرف الله حقيقة اتجه قلبه الى الله وتعلق بالله عز وجل التعلق المطلق. اسأل الله ان لا يحرمني هذا الشعور. واياكم يا اخوان اعظم لذة لذة مناجاة الله عز وجل واعظم حضور واعظم سرور ينزل في القلب ويحل فيه هو قرب الله عز وجل والانس به. ومناجاته والبكاء بين يديه والاضطراع عند عتبة بابه عز وجل هذي والله اللذة التي حرمها النائمون وحرمها الملوك وابناء الملوك. ويا اللذة التي يقول فيها العلماء ان القلب تمر عليه لحظات يرقص فيها طربا هذه لحظات القرب والمناجاة وان القلب تمر عليه سعادة لو علم بها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها بالسوء. السعادة الانس بالله. القرب من الله. لذة الله عز وجل في وقت كل الناس فيه نائمون وانت بين يدي الله عز وجل في ظلمة الليل راكعا ساجدا قارئا داعيا متضرعا ذاكرا مبتهلا منطرحا ترى ايمان في هذه اللحظة تراءى من في هذه اللحظة وراء الجدران تراءى الناس النائمين ترائي الجن ما ترأي احد فانصحكم يا اخوان اوصيكم بقيام الليل. اسأل الله ان يعين هذه النفوس الضعيفة المقصرة على ذلك ومن فوائدها ايضا اه ان فيه دليلا على عدم الامن من مكر الله حتى وان عظمت عبادة الانسان ومنزلته فان نبي الله داود على علو رتبته ومنزلته عند الله عز وجل وهو نبي من الانبياء كان يجتهد الاجتهاد العظيم في هذا الصيام طلبا لمرضاتهم ربه تبارك وتعالى كما قال الله عز وجل ولا تمنن فتستكثر ومن المسائل ايضا ان فيه الرد على الصوفية الذين يزعمون سقوط التعبدات عن بعض الولاء عن بعض الاولياء. اذا بلغ رتبة من مراتب الولاية فيزعمون ان التكاليف تسقط عنه. فكيف تسقط عنه ولم تسقط عن داوود عليه الصلاة والسلام وهو نبي من الانبياء ان هي الا خرافات وخزعبلات املاها عليهم الشيطان فاعتقدوها وظنوها دينا ومن المسائل ايضا ان في هذه الاحاديث دليلا على يسر الشريعة ورفع الحرج وانها مبنية على التخفيف والتيسير ومن القواعد ايضا. عفوا ومن المسائل ايضا ان فيها دليلا على ان كل تعبد خذوها قاعدة. ان فيها دليلا على ان كل تعبد مندوب يفضي الى ضياع حق الغير فمن هي عنه كل تعبد مندوب يفضي الى ضياع حق الغير فمنهي عنه. من اين اخذناها من ان هذا الحديث في بعض الروايات بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم سبب النهي عن صوم الدهر كله ان لنفسك عليك حق ولي زوجك عليك حقا ولزوجك اي لظيوفك عليك حق وكذلك وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة ان تصومه زوجها شاهد الا باذنه فلا ينبغي للانسان ان يشتغل بنوافل العبادات اذا ادى اشتغاله الى تعطيل حقوق الاخرين لعلنا نكتفي بهذا المقدار من الفوائد والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم