انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من هو؟ فقال لا فقتله فكمل به مئة ثم سأل عن اعلى مئة اهل الارض فدل على رجل عالم فقال انه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق الى ارض كذا وكذا فان بها اناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك. فانها ارض فانها ارض سوء. فانطلق حتى فانطلق حتى اذا نصف الطريق اتاه الموت فاغتصبت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. قالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا قلبه الى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط. فاتاهم ملك في سورة ادمي فجعلوه بينهم اي حكما فقال قيسوا ما بين الارضين. فالى فالى ايتهما كان ادنى فهو له. فقاسوا فوجدوه ادنى الى الارض التي اراد قبضته ملائكة الرحمة متفق عليه. وفي رواية في الصحيح فكان الى القرية الصالحة اقرب بشبر فجعل من اهلها. وفي رواية في الصحيح فاوحى الله تعالى الى هذه ان تباعد والى هذه ان تقربي وقال قيسوا ما بينهما فوجدوه الى هذه اقرب بشبر فهو وفي رواية فنأى بصدره نحوها. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في من كان قبلكم يعني من الامم. وهذا في بني اسرائيل رجل قتل تسعة نفسا فسأل عن عن اعلم اهل الارض. فدل على راهب يعني على عابد. فسأله وقال قال له هل لي من توبة؟ فقال لا توبة لك. لانه قتل هذه الانفس فكمل به المئة. ثم سأل عن اهل الارض فدلوه على عالم فسأله هل له من توبة؟ قال ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اذهب الى القرية الفلانية فان فيها اناسا يعبدون الله فاعبد الله عز وجل معهم. فبينما هو متجه الى هذه القرية الصالحة اتاهم الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. ملائكة الرحمة قالوا انه جاء تائبا الى الله تعالى وملائكة العذاب قالوا انه لم يعمل خيرا قط. فاتاهم ملك بسورة ادمي. فجعلوه حكما بينهم يعني يفصل بينهم في هذه القضية. فقال قيسوا ما بين القريتين فقاسوا ما بين القريتين فوجدوا انه الى القرية الصالحة اقرض بشبر. وفي رواية ان الله عز وجل اوحى الى القرية ان تباعدي واوحى الى الصالحة عن تقاربي. ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا خطر الفتوى بغير علم. لان هذا الراهب افتى بغير علم فهلك واهلك. ومنها ايضا فظل العلم على العبادة وان العلم خير من العبادة. بل بل لا يمكن للانسان ان يتعبد لله عز وجل الا بالعلم. وذلك ان هذا الراهب افتى بغير علم فهلك واهلك. وهذا العالم وفقه الله عز وجل للصواب فاحيا نفسه واحيا غيرة وهذا يدل على فضيلة العلم ومزية العلم. ومنها ايضا من فوائد الحديث مشروعية مفارقة الانسان للمكان الذي وقع منه فيه الذنب. لان هذا لان هذا الرجل دله العالم قال اذهب الى القرية الصالحة فان فيها اناس يعبدون الله عز وجل فاعبد الله عز وجل معهم. فيشفع للانسان ان يفارق المحل او المكان الذي عصى الله عز وجل فيه. اولا لان لا تراوده نفسه الى العود الى هذا الذنب. وثانيا انه ربما كلما تذكر ترى هذا المكان الذي وقعت فيه المعصية ربما يتحسر فتتنكد حياته عليه. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان ان الحاكم اذا تعارضت عنده اذا تعارضت البينات البينات عنده او تعارضت الاقوال عنده فانه يعمل بالقرائن المرجحة. لان هذا الملك الذي جاء بسورة ادمي عمل بالقرينة المرجحة وهو وانه يقيس ما بين القريتين فوجدوه الى القرية الصالحة اقرب. ونظير ذلك ما وقع لسليمان عليه الصلاة والسلام حينما اختصمت اليه امرأتان في صبي كبرى وصغرى الكبرى تقول ان هذا ان هذا الغلام لي والصغرى قولوا ان هذا الغلام لي. فقال عليه الصلاة والسلام اذا اقده بينكما نصفين. يعني اشق اقطعه نصفين لك نصفه وللاخرى نصف. فوافقت الكبرى على ذلك واما الصغرى فقالت هو لها يا نبي الله. فحكم به للصغرى لانها ادركتها شفقة الامومة. فهذه قرينة ومنها ايضا ما ذكره اهل العلم ان الانسان لو وجد لقطة بين بلدين فانه يعرف هذه اللقطة في اقرب البلاد في اقرب البلدين الى اللقطاء. فاذا كان الى هذا البلد اقرب عرفها في الاقرب واذا كان في هذا البلد اقرب عرفها فيه. ومنها ايضا ان الذنوب مهما عظمت عفو الله عز وجل اعظم منها. فما من ذنب الا والله عز وجل يتوب عليه حتى القتل. لقول لقول الله عز وجل الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. ومنها ايضا من فوائده ان ما للظاهر عنوان على الباطن. لان ظاهر حال هذا الرجل الذي خرج يريد القرية الصالحة ظاهره الصلاح وان كان باطنه علمه عند الله. لكن ليس لنا الا الظاهر. فالظاهر عنوان على الباطن. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ساعة رحمة الله عز وجل ومحبته لتوبة عباده واقبالهم عليه. حيث انه سبحانه وتعالى اوحى الى هذه ان تباعدي واوحى الى القرية الثانية ان تقاربي حتى يكون الى القرية الصالحة اقرب منه الى القرية الفاسدة فيها ايضا صحة توبة القاتل. عمدا وان الانسان وان القاتل عمدا توبته مقبولة. وقد اتفق العلماء رحمهم الله على ذلك. وان القاتل عمدا توبته مقبولة بل حكي الاجماع. وما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال ان القاتل عمدا ليس له توبة رجع عن ذلك رضي الله عنه. واعلم ان القاتل عمدا يتعلق تتعلق به حقوق ثلاثة. حق الله وحق اولياء المقتول وحق المقتول. فاما حق الله فيسقط بالتوبة النصوح. فاذا تاب الى الله عز وجل توبة نصوحا تاب الله عز وجل عليه. ولهذا قال عز وجل ولا يقتلون النفس حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب ضعفين ويخلط فيه مهانا الا من تاب. فمن من تاب تاب الله عليه. الحق الثاني حق اولياء المقتول. وهذا الحق يسقط اما بتسليم نفسه والقصاص واما بعفوهم عنه. لان الولي مخير بين القصاص وبين الدية. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام من قتل فله قتيل فهو بخير النظرين اما ان يقاد واما ان يودع يعني اما ان يقتص منه واما ان يودى يعني واما ان يدفع اولياؤه وهم العاقلة ديته. والحق الثالث حق المقتول. وهذا الحق الذي للمقتول سوف يستوفيه سوف يستوفيه الله عز وجل منه يوم القيامة. لكن متى علم الله تعالى من هذا العبد القاتل صحة توبته واوبته ورجوعه الى الله فان الله تعالى يتحمل عنه بفضله وجوده وكرمه يتحمل عنه ذلك يوم والقيامة ويرضي هذا المقتول الذي آآ اصابه القتل العمد العدوان. وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان الانسان لا ينبغي لهم ان يقنط من رحمة الله. ولا ان ييأس من روح الله عز وجل عفو الله عز وجل ورحمته سبقت غضبه. فمهما عظمت ذنوب الانسان فان عفو الله ومغفرته ورحمته اعظم من ذلك. وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد