بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال الشيخ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في كتاب في باب التوبة عن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب كعب رضي الله عنه من بنيه حين عمل قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث يحدث بحديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال كعب لم اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط الا في غزوة تبوك غير اني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب احد تخلف عنه. انما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توافق عن الاسلام وما احب ان لي بها مشهد بدر. وان كانت بدر اذكر في الناس منها. وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك اني لم اكن قط اقوى ولا ايسر مني حين تخلفت عنهم في تلك الغزوة. والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة الا بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عددا كثيرا فجلى للمسلمين امرهم يتأهب اهبة غزوهم فاخبرهم بوجههم الذي يريد. والمسلمون مع رسول الله صلى الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ يريد بذلك الديوان قال كعب فقال فقل رجل يريد ان يتغير ان يتغيب الا ظن ان ذلك سيخفى به ما لم ينزل فيه وحي من الله. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال. فانا اليها اصعب فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه. وطفقت اغدو لكي يتجهز معه فارجع ولم اقض شيئا. واقول في نفسي انا قادر على ذلك اذا اردت فلم يزل يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد. فاصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه ولم اقضي من جهازي شيئا. بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الحديث الذي ساقه المؤلف رحمه الله بطوله. وهو في قصة تخلف كعب بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. وذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام امر المسلمين سنة تسع من الهجرة ان يتجهزوا لاجل ان يتجه الى غزوة تبوك لملاقاة لاجل ان يغزو المشركين في تبوك. وتجهز المسلمون ولكن تخلف من تخلف من المنافقين وكان ممن تخلف من المؤمنين الخلص ثلاثة كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن امية ولم يكن لهم عذر يعتذرون به. ولكنهم صدقوا الله عز وجل فتاب عليهم. يقول كعب بن مالك رضي الله عنه ان الرسول عليه الصلاة والسلام لما لما عزم على الخروج الى غزوة تبوك امر المسلمين فتجهزوا ولكنه رضي الله عنه تمادى في ذلك كل يوم يمني نفسه انه يتجهز ثم لا يتجهز حتى اخرج الجيش وسار وقال لعلي الحق بهم ولكنه لم يحصل ذلك. ثم ان الرسول عليه الصلاة والسلام سأل عنه في غزوة تبوك فاخبر انه لم يحضر الغزوة. فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم وجاء المنافقون يعتذرون قبل النبي عليه الصلاة والسلام منهم عذرهم مع انه يعلم يعلم انهم كاذبون فيما قالوا. كما قال الله عز وجل سيحدث بالله اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس. اما كعب رضي الله عنه فصدق النبي صلى الله الله عليه وسلم واخبره انه تخلف من غير عذر وكذلك صاحباه. فامر النبي عليه الصلاة والسلام امر الصحابة ان يقاطعوهم وان يهجروهم وان لا يكلموهم اربعين يوما فظاقت عليهم الارض بما رحبت. بل ان كعبا رضي الله عنه قال بينما كنت اسير في اسواق المدينة. اذا انا بنبطي ومعه كتاب من ملك غسان. يقول لكعب قد بلغنا ان صاحبك يعني الرسول عليه الصلاة والسلام انه قد قلاك يعني تراك فالحق بنا نواسك. يعني ونكرمك. قال فعمدت الى التنور فاحرقت هذا الكتاب. لاجل ان لا تسول له نفسه او الشيطان ان يتبع ما في هذا الكتاب. فلما مضت اربعون ليلة امرهم النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة ان يعتزلوا نسائهم. بعد ان تم خمسين ليلة جاء الفرج من الله عز وجل انزل الله عز وجل توبتهم في قوله تعالى وعلى وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رأى وضاقت عليهم انفسهم وظنوا انا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم وهذه القصة اعني قصة كعب يحسن بالانسان ان يقرأها وان يتدبرها وان يتمعن فيها بما فيها من الحكم والاحكام فيستفاد من هذه القصة اولا جواز اخبار الانسان عما حصل منه من تفريط في في جانب الله عز وجل وجانب رسوله صلى الله عليه وسلم لاجل ان يستدرك على نفسه ما حصل منه من ما حصل سبب ذلك الخلل او التفريط وليس هذا من المجاهرة بالمعصية. بل هو اعني اعني اخبار الانسان عما حصل منه من تفريط وخلل لاجل ان يعرف ما يترتب على هذا الخلل وهذا التقصير. وكذلك ايضا لو فرض ان انسانا اذنب ذنبا واستفتى عالما واخبره بهذا الذنب فان هذا من الامور المطلوبة لاجل ان يعرف ما يترتب وعلى هذا الذنب من الاحكام. ولهذا لما جاء رجل الى النبي عليه الصلاة والسلام عن الرجل الذي جامع امرأته في رمضان. قال يا رسول الله هل قال وما اهلكك؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان الحديث. فهو لم يأتي ليخبر عن هذا الذنب الذي فقط وانما جاء تائبا ليخبر ليخبر النبي عليه الصلاة والسلام عما فعل لاجل ان يستدرك ما حصل منه من تفريط او خلل. ومن فوائد هذا الحديث ايضا انه ينبغي للانسان متى حصلت له فرص الخير ان يبادر باتيانها وفعلها وان يسارع في ذلك وان لا يكسل ويعجز لان الفرص قد تفوت كان ولا يمكنه ان يستدركها. ولا سيما ما يتعلق بطاعة الله وعبادته. ولهذا قال الله عز وجل فاستبقوا الخيرات وقال وسارعوا الى مغفرة من ربكم. ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث جواز ثناء الانسان ومدحه لنفسه اذا كان في ذلك مصلحة ولم يكن ذلك على سبيل الفخر والخيلاء. لان كعبا رضي الله عنه اثنى على نفسه انه لم تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط الا غزوة بدر. وذلك لان الرسول عليه الصلاة والسلام حينما المشركين في بدر لم يقصد من حين خروجه من المدينة لم يقصد قتال المشركين وانما قصد عير قريش لكن يقضي الله امرا كان مفعولا حتى حصلت هذه المعركة التي انتصر فيها المسلمون. ومنها ايضا جواب او بالمشروعية تسلية الانسان نفسه عما فاته. مما قدر مما لم يقدره الله عز وجل له. بما قدره قوله من نظيره او خيرا منه. فكعب رضي الله عنه لم يقدر الله عز وجل له ان يكون ممن شهد بدرا لانه كما سبق الرسول عليه الصلاة والسلام لم يخرج للقتال ولكنه سلى نفسه عما قدر الله لهم من نظيره او ما هو خير منه وهو بيعة العقبة. ومنها ايضا ان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا اراد غزوة وراب غيرها. فاذا اراد جهة الشمات وراء انه يريد الجنوب او الشرق ورأى انه يريد الغرب هذا من الخداع في الحرب والحرب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الحرب خدعة الا في هذه الغزوة فانه عليه الصلاة والسلام لم يوري بغيرها بل بين. وهذا يدل على وجوب البيان اذا لم يكن اذا انا في الكتمان والاصرار مفسدة. وانما بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم انه يريد الغزو في تبوك لثلاثة اسباب بينها كعب بن مالك رضي الله عنه. اولا ان الوقت يعني الزمن الذي خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم كان زمنا شديدا الحرب. وفي وقت طيب الثمار والنفوس مجبولة على الكسل. فاخبرهم النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم لاجل ان يهيئ نفوسهم لما سيلاقونه. والسبب الثاني بعد المسافة ان المدى كان بعيدا فيحتاج ايضا الى تأهب. والسبب الثالث قوة العدو وكثرة عدده مما يحتاج فيه الى الى ان يعيد العدة لذلك. فلهذا كان فلهذا بين النبي عليه الصلاة والسلام هذه الغزوة ووضحها للصحابة الا فان فان هديه انه كان اذا اراد غزوة وراء بغيرها. ويأتي ان شاء الله تعالى بقية الكلام على الفوائد والاحكام المستفادة من هذه القصة العظيمة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد