بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. اما بعد يقول المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي نجيد بضم النون وفتح الجيم عمران بن حصين الخزرعي. رضي الله تعالى عنهما ان امرأة من جهينة من جهينة اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا. فقالت يا رسول الله اصبت حدا فاقمه علي. فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال احسن اليها. فاذا وضعت ففعل فامر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم. فشدت عليها ثيابها. ثم امر بها فرجمت. ثم فقال له عمر تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟ قال لقد تابت توبة لو قسمت قال سبعين من اهل المدينة لوسعتهم لوسعتهم. وهل تجد افضل من ان اجادت بنفسها لله عز وجل رواه مسلم. عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان ابن ادم واديا من من ذهب احب اي احب ان يكون له واديان. ولن يملأ فاه الا التراب. ويتوب الله على من متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله سبحانه وتعالى الى رجلين يقتل احدهما الاخر. يدخلان الجنة. يقاتل هذا في ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عمران ابن حصين رضي الله عنه ان امرأة من جهينة القبيلة المعروفة النبي صلى الله عليه وسلم فاقرت على نفسها بزنا. اتته وهي حبلى يعني حامل من الزنا. فاقرت على نفسها بالزنا فامر النبي صلى الله عليه وسلم وليها ان يحسن اليها. حتى تضع. فلما وضعت اتت الرسول عليه الصلاة والسلام تطلب منه ان يقيم عليها الحد. فامهلها عليه الصلاة والسلام حتى تفطم هذا الطفل. وتسقيه اذا يعني اللبن فجاءت بعد مدة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تحمل طفلها ومعه كسرة من الخبز اشارة منها الى ان الولد صار يتغذى ويعتمد على نفسه بالغذاء. فامر النبي عليه الصلاة والسلام فشكت عليها ثياب فرجمت فصلى عليها فقال له عمر تصلي عليها وقد اصابت حدا؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام وهل تجد ان جادت نفسها لله عز وجل. فهذا الحديث فيه فوائد منها اولا جواز اقرار الانسان على نفسه بما الحج وانه يجوز للانسان ان يقر ان يقر على نفسه بما يوجب بما يوجب الحد. ولكن هل الافضل للانسان اذا اصاب ما يجيب الحد. هل الافضل ان يقر ويعترف ويطالب باقامة الحج؟ او ان يستر على نفسه الجواب ان في ذلك تفصيلا. فان علم من نفسه التوبة والانابة. والرجوع الى الله وغلب على ظنه انه لن يعود الى هذا الذنب فان الافضل ان ان يستر على نفسه. ومن تاب تاب الله عليه. وان علم ضعف عزيمته وهمته وان نفسه سوف تسول له الى العون مرة اخرى. فان الاولى ان يطهر نفسه. وعذاب الدنيا اهون من عذاب الاخرة وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان من جاء مقرا على نفسه بذنب فانه لا يعنف ولا يزجر لان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعنف هذه المرأة التي اقرت على نفسها بالزنا. ومنها ايضا ثبوت حد ثبوت الرجم في حد الزنا. وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم رجم خمسة رجم ماعزا والغامدية وامرأة وامرأة رجم ماعزا والغامدية وامرأة صاحب العسيف ورجم ايضا اليهوديين فهؤلاء خمسة رجمهم الرسول صلى الله عليه وسلم. وفيه ايضا دليل على ثبوت حد الرجم كما تقدم وهو ثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الفعلية ومن سنته ايضا القولية. اما الفعلية فلانه رجب عليه الصلاة والسلام خمسة. واما القولية فقد قال عليه الصلاة والسلام خذوا عني خذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلا. البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة والرجم. وثبت في الصحيحين من حديث امير المؤمنين عمر رضي الله عنه انه خطب الناس على منبري الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ان الله انزل على محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب. وكان فيما انزل اية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها. ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده. واخشى ان قال بالناس زمان ان يقولوا لا نجد الرجم في كتاب الله وان الرجم حق ثابت في كتاب الله على من زنا اذا احسن او كان الحبل او الاعتراف وفي هذا الحديث ايضا دليل على ان المرأة اذا اقرت على نفسها بالزنا وهي حبلى يعني وهي حامل فانه فانها لا ترجم حتى تضع لان لا يتعدى الظرر الى غيرها. وفيه ايضا دليل على جواز الصلاة على المحدود علي. سواء كان ذلك في حد الزنا او في حد السرقة. او في غيره من الحدود التي لا تخرج عن الاسلام وفيه فضيلة هذه المرأة حيث تابت توبة قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام لو قسمت على سبعين من اهل المدينة ليلة وسعتهم. وفي رواية لو لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له. اما الحديث الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان لابن ادم واديا من ذهب يعني واديا مملوءا من الذهب لاحب ان له واديان ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله عز وجل على من تاب. فهذا الحديث فيه دليل على شدة حرص الانسان على الدنيا. وانه كلما تكاثرت عنده الدنيا كلما طلب الزيادة وهكذا جبر الله عز وجل الناس على ذلك. قال تعالى وتحبون المال حبا جما. وقال وانه لحب الخير لشديد وهذا الدم يعني ذم الذي يجمع المال فيما اذا كان يجمعه لمجرد الحرص لمجرد التمتع بالدنيا فقط. اما من يجمع المال وينفقهم في سبل الخير وفي طرق الخير. فان هذا فان هذه نية طيبة وفيه ايضا دليل على قبول الله عز وجل للتوبة على من تاب. ويتوب الله على من تاب. وقوله عليه الصلاة والسلام ولا يملأ ولا يملأ فم ابن ادم الا التراب ويتوب الله ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب المراد بذلك ان الانسان لا يزال حريصا على جمع المال والطمع فيه حتى يأتيه الموت فيدفن في قبره فيمتلئ جوفه من التراب. اما الحديث الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سيضحك الله الى يضحك الله الى رجلين. يقتل احدهما الاخر ثم القاتل يتوب الله عز وجل عليه فيسلم فيقاتل فيستشهد في سبيل الله. هذان رجلان هذان رجلان يقتل احدهما الاخر. الاول رجل مسلم يقاتل في سبيل الله فيقتل ثم يمن الله عز وجل على هذا القاتل. فيسلم فيقاتل في سبيل الله ثم يستشهد. فهذا الحديث دليل على مسائل منها قبول الله عز وجل لتوبة الكافر اذا تاب. فكل من تاب من اذا من تاب الله عليه حتى الكافر اذا تاب واسلم واناب الى الله فانه سبحانه وتعالى يتوب عليه ويقبل توبته وفيه ايضا دليل على اثبات الضحك لله تعالى. وهو ضحك يليق بجلاله وعظمته كسائر ولهذا لما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم اويظحك ربنا؟ قال نعم. قال لن نعدم من رب يضحك خيرا. وقال عليه الصلاة والسلام عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره يعني تغييره للاحوال. ينظر اليكم ازلين قنطين في ظل يضحك يعلم ان فرجه قريب. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. وصلى الله على نبينا محمد