الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل كثر كلام الناس في دخول الاهلة وخروجها كهلال رمظان وذي الحجة. فما التوجيه في ذلك حفظكم الله الحمد لله وبعد المتقرر عند العلماء ان مواقيت العبادات لا تدخلوا الا برؤية علاماتها الوضعية الشرعية. وقد جعل الله عز وجل كل عبادة مؤقتة علامة في ابتدائها اي تدل على ابتدائها وتدل على انتهائها ومن جملة هذه العبادات عبادة شهر رمضان. عبادة الصوم في شهر رمضان فقد جعل الله عز وجل لابتداء التعبد له بذلك علامة كونية افقية يعرفها الجميع. وهي رؤية هلال شهر وان اذا وقع بينهم شيء من النزاع او الخلاف في شيء من الامور ان يردوه الى اهلي الى اهله الخبراء العارفين وان يكون الانسان في مثل هذه المواسم العبادية تبع لعلماء بلده. وما اقرته وجعل له علامة انتهاء وهي رؤية هلال شهر شوال. بل ان من كمال تشريع جعل الله عز وجل لمواقيتها ابتداء وانتهاء علامة اصلية وعلامة بدنية. فاما علامات دخولها الاصلية فرؤية اهلتها دخولا او خروجا. واما علاماتها البدلية فاتمام شهر شعبان باعتبار دخول رمضان او اتمام شهر باعتبار خروجه. وعلى ذلك ما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. قال قال النبي صلى الله عليه سلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاقدروا له. ولمسلم من حديث ابن عباس فاكملوا عفوا من حديث ابي ابي هريرة فاكملوا عدة شعبان ثلاثين. وهكذا نقوله في دخول شهر ذي الحجة وخروجه وفي دخول لشهر الله المحرم المحرم وخروجه. وفي سائر الاشهر التابعة للسنة الهجرية. فان نعرف ابتداء الشهر وانتهائه بالاهلة. وعلى ذلك قول الله عز وجل ويسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت والحج ان يعرفون بها مواقيت تعبداتهم ومواقيت دخول هذه العبادة ومواقيت خروجها ومن المعلوم ان رؤية الهلال ليس مقدورا لكل احد في ابتداء الشهر. وانما يحتاج الى رجل تجتمع فيه صفتان ان يكون حديد البصر جدا وان يكون ذا خبرة في مطالعه. وقد يسر الله عز وجل في الامة من يتولى ذلك. فاذا رأى فاذا رؤي الهلال في دخول اي موسم من مواسم التعبدات وتوفرت شروط اثبات هذه الرؤية في المحاكم الشرعية واعتمدها ولي امر البلد فان الناس يكونون تبعا لحكومتهم في مثل هذه المسائل فاذا ثبتت رؤيته الهلال واعتمدت شهادة من رآه ورفعت الى ولي الامر فاعتمدها فان الناس يكونون تبعا لولي الامر في مثل في مثل ذلك. واذا لم يستطع الناس ان يروا قال فانهم حينئذ ينتقلون الى العلامة البدلية وهي اتمام الشهر ثلاثين يوما فالله عز وجل انما جعل هذه العلامات التي يشترك الكثير في معرفتها حتى يخف ضغط ويقل الخلاف ويزول النزاع بين المسلمين. في دخول هذه الاشهر او خروجها فلا ينبغي لنا ان نكثر الكلام في مثل هذه المسائل وان نشقق التفريعات والخلاف والنزاع فيما بيننا وانما متى ما وقع الاختلاف فيما بيننا فاننا نرد الامر الامر الى اهله العارفين به. فننظر الى ما تقرره من عنده اهلية رؤية الاهلة؟ هل رآه او لم يره؟ ونأوا نرد الامر الى ما اعتمده ولي الامر والعلماء في هذه البلاد. فلا ينبغي ان يصدر ان يصدر كل انسان منا رأيا رأيه او اجتهاده الامة فان مثل هذه المسائل لا ينبغي فيها كثرة القيل ولا القال ولا تشقيق الكلام فيما لا ينبغي ولا يحسن الكلام فيه. فان الكلام في مسائل الامة العامة يخص به اهل الحل والعقد. من العلماء واهل الاختصاص والشأن في هذه المسألة. قال الله عز وجل واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فاختلف الناس مثلا في رؤية هلال ذي الحجة ولكن اعتمدت الدولة شيئا معينا بناء على عدم الرؤية على عدم الرؤية. فحين اذ الناس تبعا لدولتهم ولا ينبغي لاحاد الناس وافراد الرعية ان يكثروا الكلام اذا اعتمد ولي الامر شيئا فان المتقرر عند العلماء ان حكم الحاكم يرفع الخلاف. اذا اختلف الناس في امر من الامور الاجتهادية ثم حكم الحاكم باحد الطرفين فانه ينبغي ان يزول الخلاف في مثل هذه المسألة ويكون الناس طبعا في هذه العبادة لحاكمهم او لولي امرهم او لعلمائهم. فالمرجو من الامة ومن الشعب كله الا يشكك الناس في تعبداتهم. والا يهملوا تلك العلامات الافقية الكونية التي اخرجها الله عز وجل لعباده. والا يزاحموها بعلامات بدعية لا اصل للعمل بها. وهي العمل بالحساب ابي فان من الناس من يريدنا ان نترك العلامات التي دلت عليها الادلة وهي الرؤية او الاتمام بعلامات لا نعلم عن احد من الصحابة اقرارها ولا العمل بها. بل حكي الاجماع على رفض العمل بها وهي العمل بالحساب. فاذا تزول يزول هذا الكلام وهذا اللغط والنزاع. اذا اعتمدنا العلامات التي اقرها الشارع واذا رددنا الامر الى ولاة الامر. ولم يصدر كل واحد منا رأيه في هذه المسألة او يخالف او يعتمد على علامات الله اصل لها. فوصيتي للجميع اين؟ الا يكثروا الكلام في مثل هذه المسائل حكومته والله اعلم