جعله يتصرف تصرفا مغايرا نقيض. ويختلف الرزقان. ورزق كل واحد منهما شيئا مختلفا. اذ رزق الجبان سوء الذكر ورزق الشجاع حسن الذكر قال فاختر لنفسك بعد موتك ذكرها احمد شوقي بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الذي نسميه كرسي المزربي. ونحن الان في الحلقة الثانية والاربعين وقد وصلنا الى البيت الواحد والثلاثين من القصيدة الثالثة عشرة يقول في البيت الواحد والثلاثين وخلى العذارى والبطاريق والقرى وشعث النصارى والقرابين والصلب طبعا وخلى هذا قصده الدومستق لانه قال آآ من اولها من ربما بيت الخامس والعشرين قال سراياك تترا والد مستق هارب وظل يتحدث عنه حتى وصل الى البيت الواحد فيقول خلى اي خل الدومستق كل هؤلاء. ومع انه ملك الروم ويفترض به ان يقف الى جانبهم ان هرب بعض جنده ان يشجعهم على البقاء والمكوث. وان آآ فعلها غيره من الجنود العاديين فيفترض به لانه ملك الا يفعلها. لان الملوك تموت بكبريائها ولا آآ تفعل فعلا مخزيا آآ مثل هذا وربما آآ يعني حدث ذلك في التاريخ مع ملوك كثيرة ربما بعضهم اذا لم يستطع ان يحمي نفسه في النهاية ينتحر فعلى ذلك هتلر في العصر الحديث فعلى ذلك آآ ربما آآ ملك آآ آآ اسمه قسطنطين والذي حكم القسطنطينية ومات في نهاية المعركة التي انتصر فيها محمد الفتح. فيفعل ذلك اه طبعا هروب الهروب دلالة اه قزي يعني لا يفعله الملوك اه اه الزباء مثلا ملكة اه تدمر اه انتحرت بخاتم المسموم فعلت مثل ذلك اه اه كليوباترا اتوقع. يعني في التاريخ الملوك اما ان يواجهوا مصيرهم المحتوم حتى النهاية. في حسين مثلا كبرياء ومنعته ان ان يذل حتى وهو آآ او يضعف حتى وهو آآ على حبل المشنقة. فالملوك هكذا الملوك الحقيقية لكن اذا اراد ان يقول انه ملك لا لا تستحقون ان يكون او لا يستحق ان يكون ملكا عليكم. لانه عندما رأى ان الكفة تميل لصالح جيش سيف الدولة هرب. خلى يعني ترك هاربا تركها خلى وخلى العذارى والبطاريق. العذارات جميع عذراء وهي البكر من النساء والبطاريق جمع بالطريق وهم امراء الجيش. طبعا قدم العذارى على كل شيء تركه آآ هذا الملك لانه العذارى النساء واول كاين آآ يجب ان تحميه هؤلاء النساء لانهن ضعاف ولانهن يبحثن عن من من يمنعهن او من يحميهن. فقال وخلى العذارى والبطاليق وهم امراء الجيش جميع بطريق والقرى حتى الناس الامنين في القرى تركهم وهرب والقرى وشعث النصارى ويقصد الرهبان الشعث الجمع اشعث والاشعث المربد الشعر والمتسخ اللي طول عهده بالماء اما لانهم انقطعوا للعبادة هؤلاء الرهبان واما لان الحرب اذلتهم او هزيمة الجيش اذلتهم فصاروا شعث فصاروا شعثا وشعث النصارى والقرابين والقرابين مفرده القربان والقربان ما يخصص للملك. اما من مال الدولة او من الهدايا التي تأتيه. مخصصات الملك يعني ممكن نعتبرها في زماننا الحالي هذي اسمها القرابين والقرابين والصلب اللي هي كناية عن الدين يعني الصليب جمع صليب الصلبة اه جمع صليب وهو اما عن كناية عن موضع العبادة او كناية عن الدين نفسه. فيقول ان هذا الملك الجبان وهذا القائد اه اه الخائف المذعور ترك كل جيد فهروبه اضافة الى آآ وصمه بالجبن سيوصم ايضا بالعاري وبالخزي. لانه كان يفترض به كما الملوك عادة اما ان يواجهوا حتى اخر لحظة واما ان يعني اه اه ينتحروا او يقتلوا انفسهم لكن خيار الهروب في معركة من الملوك غير وارد عند الملوك الذين يحتجف في عروقهم دماء الملكية الحقيقية اذا قال في البيت الواحد والثلاثين وخلى العذارى والبطاريق والقرى وشعث النصارى والقرابين والصلب. ثم قال في في الثاني والثلاثين ارى كلنا من اجمل ما قال المتنبي يعني في ابيات ذهبت بقلبي البيتين الثاني الابيات الثلاثة الثاني والثلاثين والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون هذه الابيات الثلاثة من اجمل ما قال المتنبي في الفلسفة وفي الحكمة وفي يمكن ان تنزلهما على امور كثيرة في حياة الناس وفي تاريخهم وفي مجتمعاتهم وفي نفسياتهم. شو قال قال ارى كلنا يعني طلع من دمستق خلص ارى كلنا نحن المجتمعات البشرية كل واحد فينا يبغي الحياة لنفسه. ما في حدا بحب الموت بس الموت اي نوع من الموت الذي تكرهه اللي هو الموت الفيزيائي الجسدي ام الموت المعنوي ان تكون خامل الذكر؟ فترضي نفسك ذكرا فكأنك تريد الحياة لان خمول الذكر يعني موتا قال ارى كلنا كل واحد بس طريقته مختلفة في حبه للحياة قال ارى كلنا يبغي الحياة يريد الحياة لنفسه حريصا عليها مستهاما بها صبا. يعني يحب هذه الحياة هذه الحياة حبا جما لدرجة انه في مصطلح مستهام او بمفردات مستهاما ان يهيموا على وجهه من شدة العشق فلا يدري اين هو اكل العشق قلبه فهيمه او فهومه فصار يهيم في الطرقات على وجهه لا يدري ما الجهة التي يسير اليها؟ فقال كلنا في حياتنا صغيرنا وكبيرنا سيدنا وعبدنا كلنا يبغي الحياة لنفسه بشدة حريصا عليها مستهاما بها صبا. صب شدة العشق ورقة الشوق صبة. طيب تعال شف كيف قال في البيت الثالث والثلاثين. فحب كباني النفس شو صار فيه؟ احب الجبان نفسه فاورده التقى اي فاورده تقاها اي تجنبها اي النبهة للمعركة يعني احب الجبان نفسه فاجتنب المعركة. لانه يخاف ان يموت فحب الجبان النفس اورده التقى اي اتقاء الدخول في المعركة والتعرض للموت وحب الشجاع النفس اورده الحرب يعني كلاهما يحب نفسه لكن الجبان لحبه لنفسه اعتزل القتال او اعتزل المعركة. والشجاع لحبه لنفسه دخل مصمما ومقاتلا وشجاعا في المعركة. ليش؟ لاكثر من سبب. لكي يقال عن الشجاع ممكن لكي يحوز احد امرين اما النصر فيخلد ذكره ويقال انه قاتل حتى كان آآ يعني آآ ساعد في او ساهم في انتصار الجيش واما للشهادة فينالوا بذلك الاجر العظيم وينالوا مع الاجر العظيم الذكر الحسن فحب شجاع لنفسه اورده الحرب. والله جميل اذا قال ارى كلنا يبغي الحياة لنفسه حريصا عليها مستهاما بها صبا. فحب الجبان النفس اورده التقى وحب الشجاع النفس اورده الحرب ويختلف الرزقان هذا يذهب بالذكر السيء يقال عنه جبان. وهذا يذهب بالذكر الحسن. يقال عنه شجاع. ويختلف الرزقان. والفعل واحد كلاهما اه كان يحب نفسه ففعلهما واحد لكن النتيجة اختلفت ويختلف الرزقان والفعل واحد الى ان يرى احسان هذا لذا ذنبه الى ان يرى احسان المرزوق اي ان الله اعطى الذكر الحسن لهذا الانسان لهذا الشجاع وسلبه ذنبه اي اه كأنه ذنب للجبان فكأنه اخذ هذا الاحسان وهذا الذكر الحسن من الجبان حرمه منه واعطاه بهذا الشجاع فرزق هذا الذكر الحسن. الى ان يرى احسان هذا لذا ذنبا اي ذنبا المحروم احسان له لانه اختار اختيارا مختلفا. لكن كلاهما كان يحب الحياة. بس احب كل واحد منهما للحياة فالذكر للانسان عمره الثاني فان تعيش عمرا اخر وواحدة من غايات الانسان. لم؟ لانه يحب نفسه يعني عليك ان تعترف بذلك انك تفعل كذا وكذا وكذا حتى تخلد او حتى يخلدك الذكر او حتى تكون لك سمعة طيبة. وهذا ليس معيبا لكن بالعمل الصالح تكون بالشيء النافع. تكون بالعلم النافع مثلا. نحن نرجو الله في هذه الحلقات التي وصلت حتى الان الى الحلقة الثانية والاربعين من حلقات في ديوان مثلا بأن يكون عملنا خالصا لوجهه ان يكون فيه النفع لو كان فيه فائدة ولو كانت قليلة ولو كلمة واحدة يعني وقرت في قلبي وفي عقلي وفي فؤادي باحد مما استمع الى هذه الحلقات فنفع الله بها لكان ذلك بالنسبة لنا فرحا عظيما لسبب ذلك لنا سرورا مبالغا فيه او سرورا بليغا اذا قال ويختلف الرزقان والفعل واحد الى ان يرى احسان هذا لذا ذنب فاضحت البيت الخامس والثلاثين. اضحت اني مرعش قصده القلعة التي هرب منها اه الدومستق. فاضحت كأن السورة من فوق بدئه الى الارض قد شق الكواكب التربة يريد ان يدلل اما على عظمة هذه القلعة وعلو سورها وانه هذا العلو وهذا اه الارتفاع الشديد وهذا الدفاع الشاهق في هذا السور وفي هذه القلعة التي تدل على انها حصينة لم تصمد امام سيف الدولة. فقال لك سورها ارتفع في الاعالي حتى لامس الكواكب حتى شق الكواكب وانخفض في الارض حتى رسخ في الارض رسوخا ثابتة. انخفاض الارض تدليلا على رسوخه شدة ثباته اذا قال فاضحت كان السور من فوق بدئه الى الارض قد شق الكواكب والتربة نتوقف عند البيت الخامس والثلاثين ونلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة. فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته