بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات شرح ديوان المتنبي رسوم بكرسي المتنبي. ونحن الان في الحلقة الخامسة والاربعين وقد آآ انتهينا في الحلقة السابقة من القصيدة الثالثة عشرة والان سنبدأ بالقصيدة الرابعة عشرة وقال هكذا وقال فيما كان يجري بينهما من معاتبة مستعتبا اذا القصيدة يستعتب اي يطلب آآ يعني يقبل العتب من سيف الدولة. فالاستعتاب قبول العتم من الطرف الاخر انا اعتبك انا اعطيك اي اقبل عتبك واسمعه فكأنه يقبل العتب من سيف الدولة. طبعا هذه ايش؟ القصيدة لاثراء الرابع عشر هي قصيدة المقدمة زينة الذروة اه اللي هي وحرق الباء والمعاتبة اه ابتدأت من عام ثلاثمية وواحد واربعين تقريبا او قبلها بقليل. واستمرت الى عام ثلاثمية وستة واربعين سنة. خمس سنوات الى ان وصل آآ فلم يعد احد يطيق الاخر فافترقا وغادرا في ثلاثمية وستة واربعين للهجرة غادر المتنبي سيف الدولة قاصدا كافورا الاخشيدي في مصر فقال في هذه القصيدة ليست قصيدة مقطعة لانها مكونة من ستة ابيات يقول فيها الا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا فداه الورى امضى السيوف مضاربا ومالي اذا ما اشتقت ابصرت دونه ثنائي فلا اشتاقها وسباسل. وقد كان يبني مجلسي من سمائه احادث فيها بدره والكواكب حنانيك مسئولا ولبيك داعيا. وحسبي موهوبا وحسبك واهبا اهذا جزاء الصدق ان كنت صادقا؟ اهذا جزاء الكذب ان كنت كاذبا؟ وان كان ذنبي كل فانه محى ذنب كل المحو من جاء تائبا. واضح فيها انه المتنبي كسير الجناح او مهيض الجناح نفسيته فيها تعب وانه يستعطف على غير عادتك وربما يعني فيها شيء من الاستجداء الان حين نلقي الظلال على هذه القصيدة وهي فقط هذه الستة ابياته المقطعة او القطعة سنرى اه احساس المتنبي هذا يقول الا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا يعني يتساءل ما الذي احدثته يا سيف الدولة حتى اغضبك مني فعتبت علي انا لا اذكر انني فعلت شيئا يوجب الغضب ولا يوجب حتى العتب. انا طوال اقامتي معك خلال خمس سنوات سالفة او سابقة كنت يعني امدحك وكتبت فيك اشرف قصائدي واجملها واعظمها وارقها وامتنها واجودها النقاد قالوا ان الشعر الذي قاله المتنبي في سيف الدولة هو اعظم شعره. وانا ربما اوافقهم او اذهب الى ذلك مذهبا بعيدا. وقالوا القصائد التي قالها في سيف الدولة هي من عيون الشعر العربي وعيون الشعر المتنبي بالطبع او بالضرورة. فيقول الا ما لسيف الدولة انكار او استفهام يفيد الاستنكار او الانكار او او التحسر. الاما لسيف الدولة اليوم عاتبا. فداه الورى. يعني دعاء هذه العبارة يفديه الوراء. امضى السيوف مضاربا. امضى هذه خبر لمبتدى محذوف تقديره هو. اي سيف الدولة امضى السيوف مضاربا. والمضارب جمع جمع ومضرب او مضرب وهو الموضع الذي يضرب فيه السيف وهو حد السيف القاطع. فيقول انك امضى سيوف الله حدا يعني يمدحه ويتمنى ان يفتديه هو والورى كله من ورا الخلق اه حتى يظل يعني حيا. الا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا فداه الورى امضى السيوف مضاربا. ومالي رد سأل مرة ثانية هذا الاستفهام ايضا يفيد التحسر والتألم ومالي اذا ما اشتقت يعني اشتقت اليه ابصرت دونه اي دونه ان يحجز بيني وبينه. يعني يقف حائلا بيني وبينه او دوني ودونه كنائفة ابصرت دونه تنائي فلا اشتاقها وسباسبا. اه انت نائف جمعت تنوفة وهي فيقول بيني وبينه اذا اردت ان ارى سحارى. لقد جفاني. ما الذي حدث يا سيف الدولة حتى تجفوني آآ وتبتعد عني ما عند ربما موضعي قريب من موضعك. ربما في اقل من دقيقة او دقيقتين اذا طلبتني اكون بين يديك. ولكن احس آآ بسبب هذا فاحس ان بيني وبينك كنائس اي اه صحارى ومفازات وسباسبة. والسباسب جمع سبسب. والسبسب ايضا الصحراء او الارض المقفرة المجدبة. مم. وقول مش بس مفازات وصحارى كثيرة ومسافات شاسعة لكنها كلها لكنها كلها مقفرة لا حياة فيها. فيقول ما الذي حتى وسع المسافة بيني وبينك والهوة بيني وبينك. وباعد ما بيننا وتسبسب بالمناسبة استخدم هذه اللفظة احمد شوقي في قصيدته البائية التي يتذكر فيها عهد طفولته وعهد ايام كان في المدرسة حين قال في قصيدة جميلة ورقيقة غاية في لما قال الا حبذا صحبة المكتب والمكتب يعني مثل الكتاب اه المعهد الذي كان يدرس فيه او المدرسة لكن كان كتابا الا حبذا صحبة المكتب واحبب بايامه احببي. ويا حبذا فتية يمرحون. عنان الحياة عليهم صبي. له ام جرس مطرب في الرواح وليس اذا جد بالمطرب. يقول هؤلاء الاطفال او الصبية آآ جرس اللي لما يسمعوه يحسوا انه جرس مطرب هو جرس الترويحة لهم جرس مطرب في الرواح وليس اذا جد اي جرس الصباح الذي يعلن عن بداية الحصص ليس اذا جد بالمطرب لا يكون مطربا. مع ان الجرس هو الجرس الايقاع هو الايقاع والذي يضربه او يهزه او يقرعه هو نفس الذي يقرعه في الصباح ويقرعه آآ في المساء وعند انتهاء الدوام. لكن اذا كان اه جرس انتهاء الدوام فانه جرس مطرب لهم جرس مطرب في الرواح وليس اذا جد بالمطرب. ثم يتحدث عن علاقته باصدقائه وعن ذكرياتي في هذا المكتب الى ان يقول كيف تبدلت الاحوال عندما كبر الناس. قال وصار الى الفاقة ابن الغني. الفاقة الفقر ابن الغني كان اناس كانوا ايش اه آآ يعني كانوا اغنياء وكانوا ابناء اغنياء وكنا ننظر اليهم ينظرون الينا بالاستخفاف وازدراء لكن الان تبدلت الاحوال وصار الى الفاقة ابن الغني ولاقى الغنى ولد المطرب. المطرب الفقير. الفقير لقي الغنى بعد ان خرج من هذه المدرسة. وكم منجب في تلقي الدروس تلقى الحياة فلم ينجب. في ناس كانت كيان معنى كانوا اوائل اه صفوا اوائل المدرسة. اه لما خرجوا الى الحياة كانوا ناجحين في المدرسة وتفوقوا علينا جميعا لكنهم عندما واجهوا الحياة فشلوا. ابيات غاية في الرقة. وكم منجب في تلقي الدروس تلقى اتى فلم ينجبي. بعدين طبعا يظل يحكي الى ان يأتي البيت الذي هو شاهد هو الذي استدعى كل هذه الابيات هذا كلمة السبسب. قال اه اه الى ان قال وغاب السحاب اه غاب السحاب كان لم يكن لهم بك عهد ولم تصحبي الى ان فنوا ثلة ثلة فناء السراب على السبسب مثل السراب الذي يفنى يعني ليس حقيقة على السبسبة على الصحراء. هذا بيت القصيدة. احنا اتينا بالابيات من اجل كلمة السباسب هذه التي ذكرها المتنبي في هذا البيت. اذا قال يقول سيف يقول المتنبي لسيف الدولة ومالي اذا ما اشتقت ابصرت دونه تلائي فلا اشتاقها لا اشتاق التنافس انا اتقوه هو ولا اريدها هذه التنائف ان تكون بيني وبينه لانني في شوق اليه. فما الذي جعل هذه المسافات تطول وتبتعد في بيننا يا سيف الدولة. واضح الحسرة التي تأكل قلب المتنبي في هذه الابيات ثم قال في البيت الثالث وقد كان كأنه بيتألم لهذا العهد الذي كان يعيش فيه وانقضى وقد كان يعني فيما سبق يدني يقرب مجلس من سمائه او قد كان يقرب مجلسي من سماءه سماء سيف الدولة. احادث فيها في هذه السماء يرتقي الى سمائه. احادث فيها في يد السماء. مم. بدرها والكواكب. وقصد بالبدر سيف الدولة. وقصد بالكواكب الجلساء الذين حوله. هم الجلساء هم سبب هذه الجفوة اصلا بل المفترض الا يمدحه المتنبي او الا يذكرهم يعني كانه كانوا او يعني يصفهم بالكواكب. قال وقد كان يعني فيما مضى فهو متحسر على هذه الايام التي انقضت وذهبت وقد كان يدني مجلسي من سمائه احادث فيها بدرها والكواكب. ثم قال في البيت الرابع حنانيك حلاليك هذه في اللغة العربية مصدر نائب عن فعله منصوب. يعني المفعول مطلق لفعل محذوف. وحنانيك هذي كريمات تستخدم اه مثناه ويقصد بها حنانيك مثلا حنانا بعد حنان او تحنانا بعد حنان. ولبيك تلبية بعد تلبية وحذاريك. اه حذرا بعد حذر وسعديك اسعادا بعد اسعاد وهكذا. هذه كلمات تستخدم يعني مثل قوالب جاهزة في اللغة العربية اذا قال له حنانيك مسئولا ولبيك داعيا. يعني انت امير وانت مسؤول وانت تتسع بابنائك وتتسع بشعبك وتتسع بجلسائك. فحنانيك فاطلب حنانك. ايها المسؤول عني. ولبيك داعيا. واذا دعوتني لبيتك اتيتك بمجرد ان تدعوني يعني انا متعجب المتنبي ليس هكذا. المتنبي في هذه القصيدة وضح يعني ابان عن انكسار شديد. اه ولبيك اعين وحسبي موهوبا واكتفي ويكفيني ان اكون موهوبا منك اي انت الذي تغدق علي بالعطاء وتعطيني هذه العطايا. وحسبك واهبة ويكفيك فخرا انك انت اليد العليا التي تهبنا آآ جميعا وتعطينا هذا الذي آآ هذه العطايا كلها. بعدين قال له في البيت خامس اهذا جزاء الصدق ان كنت صادقا؟ فاعتبرني فاذا كنت صادقا في مدحي لك يا سيف الدولة فهذا جزاء صدقي يفترض ان يكون جزاء صدقي ان تعاملني باحسان اليك باحسان مقابل. الم يقل الله تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ بس واضح انه الاستفتاء في هذا البيت هذا جزاء او الصدق تراعي برضه استفهام الاستفهامات توالت هذا الاستفهام الثالث. وما زلنا في البيت الخامس. هاي هيك طبعا كلها ستة ابيات. بس ثلاثة استفهامات في خمسة ابيات واضح وكلها قرضه البلاغي التحسر والتألم اه والانكسار والتألم. هذا جزاء الصدق ان كنت صادقا. فان كنت صادقا فعاملني بصدقه وهذا الصدق ومعاملته بصدقه تفترض ان تحسن اليه وتقربني منك وتطلب لقائي. فلما تبعدني عنك. اهذا ثم قال في الشطر الثاني. هذا البيت اذا هذا الاستفهام الرابع في البيت الخامس. اهذا جزاء الكذب ان كنت كاذبا؟ يا اخي اعتبرني كاذب انني لم اكن صادقا في مدحي اياك فان كذبت فان كنت كاذبا فمعنى ذاك انني جاملتك فجاملني جاملني في المعاملة كما جاملتك اذا اعتقدت انني في القصائد التي مدحتك فيها لم اكن صادقا وانما كنت كاذبا. فمعنى ذلك انني جاملتك فكذبت فمدحتك في هذه القصيدة فعاملي بالمثل. فجاملني قم كارها لي ولكن لا تبعدني عنك. يعني يستجدي القرب في هذا البيت الخامس. ثم قال البيت السادس قال له وان كان ذنبي كل ذنب افترض انني اتيت بخطيئة او بذنب كان عظيما حتى انه اجتمعت فيه ذنوب كل البشر ا وان كان ذنبي كل ذنب فانه محى الذنب ها اذهبه كل المحو من جاء تائبا. لقد اتيتك تائبا يا سيف الدولة فاغفر لي ذنوبي فاغفر لي ذنبي هذا الذي لو كان مثل زبد البحر عند الله لغفره. اه امح الذنب كل الذنب من جاء تائبا اه وطبعا في اشارة ونظر الى قوله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات. وفي نظر ايضا في الحديث القدسي في قوله صلى الله عليه وسلم اعلى الله تعالى يا ابن ادم لو جئتني بقراب الارض خطايا لجئتك بقرابها مغفرة. اذا قال له وان كان ذنبي في كل ذنب فانه محى ذنب كل المحو من جاء تائبا فها انا قد اتيتك تائبا يا سيف الدولة الا تغفر لي ذنبي؟ ان الله تعالى يغفر الذنوب جميعها فكن مثل الله او تخلق بهذه الاخلاق التي ارادها الله لنفسه الا تريدها لنفسك فلتمحو وذنوبي طبعا هو يعني يفترض يقول لي اذا افترض ان ذلك قد حدث. فلما هذه المعاملة ولما هذه الجفوة؟ هذه القصيدة خارجة عن سياق شعر المتنبي بوجه عام. يعني لم اره منكسرا ويستجدي ويستعطف مثلما رأيته في هذه القصيدة. هذا اه وبالله التوفيق. نتوقف عند هذه القصيدة وعند هذه الابيات في هذه الحلقة. ونلقاكم ان شاء الله تعالى في حلقة قادمة. فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته