بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى هذه الحلقة الجديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي بكرسي المتنبي. ونحن الان في الحلقة التاسعة والاربعين وقد وصلنا الى القصيدة السابعة عشرة التي مطلعها بغيرك راعيا عبث الذئاب. وسأقرأها كاملة ثم القي الظلال على بعض ابياتها. قال واحدث بنو كلاب حدثا بنواحي بالس وصار سيف الدولة خلفهم وابو الطيب معه. فادركهم بعد ليلة بين مائين يعرفان بالغبرات والخرارات. فاوقع بهم وملك الحليم فابقى عليهم. فقال ابو الطيب بعد رجوعه من وانشده اياها في جمادى الاخرة. سنة واربعين وثلاثمائة بغيرك راعيا عبث الذئاب. وغيرك صارما سلمى الضراب. وتملك انفس طرا فكيف تحوز انفسها كلاب؟ وما تركوك معصية ولكن يعاف الورد والماء الشراب طلبتهم على الامواه حتى تخوف ان تفتشه السحاب. فبت لياليا نوم فيها تخب بك المسومة العراب. يهز الجيش حولك جانبيه. كما نفضت جناحيها العقاب وتسأل عنهم الفلوات حتى اجابك بعضها وهم الجواب قاتل عن حريمهم وفروا ندى كفيك والنسب القراب. وحفظك فيهم سلفي معد وانهم العشائر والصحاب تكفكف عنهم صم العوالي وقد شرقت بظعنهم واسقطت الاجنة في الولاية. واجهضت الحوائل والسقاب. وعمرو في ميامنهم عمور وكعب في مياسرهم كعاب. وقد خذلت بنو بكر بنيها. وخاذلها قريظ والضباب اذا ما سرت في اثار قوم تخاذلت الجماجم والرقاب فعدن كما اخذن مكرمات عليهن القلائد والملاب. يثبنك بالذي اوليت شكرا واين من الذي تولي الثواب وليس مصيرهن اليك شيئا ولا في صونهن لديك عاب ولا في فقدهن بني كلاب اذا ابصرنا غرتك اغتراب. وكيف يتم بأسك في اناس تصيبهم المصاب ترفق ايها المولى عليهم. فان الرفق بالجاني عتاب. وانهم عبيدك حيث قالوا اذا تدعو لحادثة اجابوا وعين المخطئين هم وليسوا باول معشر خطئوا وتابوا وانت حياتهم غضبت عليهم. وهجر حياتهم لهم عقاب. وما جهلت اياديك البوادي ولكن ربما خفي الصواب. وكم ذنب مولده دلال. وكم بعد مولده اقتراب وكم ذنب مولده دلال وكم بعد مولده اقتراب وجرم جر سفهاء قوم وحل بغير جارمه العذاب. فان هابوا بجرمهم وعليا فقد يرجو عليا من يهاب وان يا كسيف دولتي غير قيس فمن جلود قيس والثياب وتحت ربابه نبت واثوا وفي ايامه كثروا وطابوا. وتحت لوائه ضربوا الاعادي وذللهم من العرب الصعاب او غير الامير غزا كلابا ثناه عن شموسهم ضباب. ولاقى دون ثيهم طعانا. يلاقي عنده الذئب الغراب وخيلا تغتذي ريح الموامي. ويكفيها من الماء السراب. ولكن ربهم اسرى اليهم فما نفع الوقوف ولا الذهاب ولا ليل اجل ولا نهار ولا خيل حملن ولا ركاب ومن يتهمه ببحر من حديد له في البر خلفهم عباب. فمساهم وبسطهم حرير صبحهم وبسطهم تراب ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب بنو قتلى ابيك بارض نجد ومن ابقى وابقته الحراب عفا عنهم واعتقهم صغارا وفي اعماق اكثرهم سخاب وكلكم اتى مأتى ابيه. فكل فعالي كلكم عجاب فليسري من طلب الاعادي ومثل سراك فليكن الطلاب. اذا هذه القصيدة وتعدادها اثنان اربعون بيتا وانا بادئون بها ان شاء الله تعالى في هذه الحلقة التاسعة والاربعين. يقول المتنبي طبعا بنو كلاب عرب من اقارب سيف الدولة وهذا يشير الى ان انه كان هناك نزاع ما بين سيف ما بين العرب انفسهم. العرب ضد العرب. طبيعي هذا الشيء. نحن ضد انفسنا منذ زمن قديم. فهؤلاء ربما خالفوا امر في الدولة او خرجوا عليه او حاولوا يبدو كذلك. يبدو ان بني كلاب هؤلاء حاولوا ان يثوروا على سيف الدولة وان يعني على سيف الدولة والمتنبي يعني حاول يصلح بين بني سيف الدولة بني كلاب يقول لهم هو عرب والذي فعلوه كما سيأتي وكم جرع وجرم يقال في البيت السادس والعشرين. قال وجرم جره سفهاء قوم وحل بغير جارمه العذاب. هؤلاء ناس غير قال الذين قاموا بالتمرد عليك منهم. فانت لا تأخذ الاكثرية بذنب هذه الاقلية السفيهة. يريد ان يقول له ذلك. يعني حاول انه لو كان المتنبي ايضا في صف بني كلاب ليس ثورة على سيف الدولة. لكن اه اه لانهم عرب. هو طبعا عنده عصبية للجنس العام وبالتالي يقول له خلاص يعني حاولوا يلملموا الثورة او خلينا نقول التمرد ليس ثورة يبدو انه هيك مجموعة قليلة من هؤلاء من بني كلاب هي التي اه عصب. ويبدو انه ايضا كما سيأتي بعد قليل انه طلبهم سيف الدولة ان يعودوا اليه او ان يدخلوا في طاعته او ان يعلنوا توبتهم او ان يرضخوا له فهربوا ايضا يعني ذلك جعله اكثر آآ يجري آآ في طلابهم وفي قتالهم قال المتنبي في البيت الاول بغيرك يخاطب سيف الدولة راعيا عبث الذئاب. وقصده بالذئاب بنوا كلاب. فقال هؤلاء ذئاب لكنهم لم يعرفوا حقك ولا قدرك انت الراعي والراعي قصده يعني اللهم اصلح الراعي والرعية او كلكم راع ومسؤول عن رعيته. الراعي هو الملك هنا القصد انت ايها الملك. قال له بغيرك راع عبث الذئاب. لو كانوا يعرفون قدرك ما عبثوا. وهم يعبثون والذئاب تعبث هم الذئاب يعني اخذ صفتين منهما الذئاب لانها يعني شرسة لكنها في الاخير يعني مهينة يعني لا يقام لها لا يقابل لها اعتبار. او لا يعتد بها. فقال بغيرك راعيا عبث الذئاب. وغيرك صارما وسلم يعني لم يعد قاطعا. فقال له انت سيف وصارم وقاطع وبغيرك الضرب يثلم. يعني ان تضرب فلا تصيب او ان تضرب فلا يقطع سيفك. هذا يحدث مع الاخرين. اما معك فلا يحدث ابدا. قال وغيرك صارما فلم بدح. لم يعد قاطعا لم يعد ماضيا اضراب الضرب. ضرب ضرابا ها وزي الطعام تماما. قال له بغيرك يا سيف الدولة راعيا عبث الذئاب اه يهجوهم ويقولو ما عرفوا قدرك ويمكن ان تتجرأ الذئاب لكن على على ملك ليس انت او ملك ليس مثلك وغيرك صارما سلم التراب. ثم قال في البيت الثاني وتملك انفس الثقلين طرا فكيف تحوز انفسها كلاب؟ وانت تملك كل الناس. انت يا سيف الدولة تملك قليل والساحة اه يعني المتنبي الى ان تشمل ليس الانس كلهم بل والجن معهم. فالثقلان كما هو معلوم الانس والجن. رب العالمين قال سنفرغ لكم ايها الثقلان في سورة الرحمن. طرا جميعا مجموعين وتملك يخاطب سيف الدولة. يقول وتملك انفس الثقلين طرا فكيف تحوز؟ فكيف تملك انفسها كلاب. يعني بنو كلاب هؤلاء الذين خرجوا وتمردوا عليك. فكيف تملك كلاب انفسها هي يعني ليسوا العرب. العرب جنس من البشر وهم ليسوا العرب وهم جزء من العرب وليس كل بني وليس كل بني كلاب. تخيل قديش قلال يعني فكيف يملكون انفسهم؟ انما انما انت تملكهم وتملك بني كلاب كل لا وتملك العرب جميعا وتملك الانس كلهم وتملك مع الانس الجن ايضا قال له بطلعوا الصغار قلال وليس لهم قيمة وليس لهم يتعجب من انه هذه القلة البسيطة ثارت على سيف الدولة قال وتملك انفس الثقلين طرا فكيف تحوز انفسها كلاب؟ ثم قال في البيت الثالث وما تركوك اي لم يقبلوا ان يعودوا اليك عندما طلبتهم عندما طلبت منهم ان يرضخوا لك وما تركوك اي هربوا منك. وما تركوك معصية حبا في عصيانك ولكن ها؟ قال له وما تركوك معصية ولكن يعافوا الورد. الورد ما ترد عليه فتشرب. ها الورد يعني الورود على الماء للشراب او على عين الماء او على الغدير او على المنهل لكي تنهل وتعلم ان هو تشرب. قال فك يعاف الورد والموت الشراب. فهم عارفين انك اذا عادوا اليك قتلتهم فشبه الموت بالشراب وقال تركوك ولم يسمعوا لك ولم يستجيبوا لطلبك لانهم كانوا يخافون ويهبونك خوفا من ان يردوا على ماءك فيموتوا فيقتلوا فيكون شرابهم الموت قال له يعاف الورد والموت الشراب. حكمة طبعا وما تركوك معصية ولكن يعافوا الورد والموت الشراب. ثم قال في البيت الرابع فيه مبالغة شديدة. قال طلبتهم يا سيف الدولة على الامواه والامواه جمع ماء طبعا. على الامواه المياه التي في البادية طبعا لانهم كانوا اعرابا. طلبتهم على الامواه حتى تخوف ان تفتشه السحاب. قال لك لانه الاموات تكون في الصحراء او في عيون الماء يعني يعني على الارض فقال لعل هذا الماء الذي اختبأوا فيه تبخر فتبخروا معهم فصاروا في السحاب فخافوا لو ارتقوا الى السحاب ان تفتش ذلك السحاب بحثا عنهم فتلقي القبض عليهم وتقتلهم. يعني كأن يريد ان يبالغ في شدة الرعب الذي حصل لبني كلاب عندما طلبهم سيف الدولة ان يذعنوا له ويأتوا اليه مستسلمين وراضخين معترفين بذنبهم مذلولين فقال طلبتهم والله فيها مبالغة شديدة. قال طلبتهم على الامواه حتى تخوف ان تفتشه السحاب. خاف السحاب ان تفتشه انهم قد يكونوا قد اختبأوا فيه. كانه يريد ان يقول انك لم تدع مكانا على الارض الا بحثت فيه عنهم. فلما لم تجدهم خاف السحاب ان تبدأ بالبحث في السماء فتفتش في هذا السحاب والسحاب ولو لم يكن يحوي بني كلاب الا انه هو ايضا خاف لمجرد تفتيشك ونظرك اليه وبحثك فيه. طلبتهم على الامواه حتى تخوف ان تفتشه السحاب تفتشه السحاب ثم قال في البيت الخامس فبت يا سيف الدولة من النوم او البيات فبت اللياليا يعني صارت معك او مرت عليك ليال وطبعا صرفها لياليا للضرورة الشعرية لانه ليالي مسطرة. فبت لياليا لا نوم فيها. تخب بك المسومة العراب. تخب تعدو. من الخبب. الخبب سمي البحر الخبب او بحر متدارك بالخبب او المحدث محدث لانه استحدث بعد الخليل والمتدارك الذي استدرك الخليل والخبب لان ايقاعه يشبه خبب الخيل اه مفتاح البحر الذي وضعه اه صفي الدين الحلي قال حركات المحدث تنتقل فاعل فعل فعلوا ففعلن خرب يعني. اه الخبب فيه صوت خبب الخيل عدو الخيل. فقال فبت ليالي اللا نوم فيها تخب بك المسورة العراب. كلمة خب استخدمها المتنبي لاحقا. هذه تثمية اه وثلاثة واربعين. ربما بعد سنوات قليلة استخدمها عندما اه قال في زيت الحمى ايضا قال اقمت بارض مصر فلا ورائي تخب بي المطي. المطي يعني ما يمتطى وهو الدابة وقصد الخيل. تخب بي المطية ولا امامي. فقال تخب بك المسومة العرب. والمسومة المعلنة يعني الخيل المميزة. المعلنة التي وضعت لها علامة وعلامة ماذا؟ علامة انها مقاتلة يعني من طراز فريد في القتال. ورب العالمين قال في آآ في القرآن الكريم زين للناس حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة من الفضة والخيل من الذهب والفضة والخيل المسومة. فالخيل المسومة يعني الخيل الاصيلة التي علمت او لكي تكون في القتال. ثم قال العرب يعني مفردها عربي او عربية. يعني الخيول العربية. فقال تخب بك مسومة الارهاب يعني لم يهدأ لك بال. فلم تنم لحظة ولم يغفو جفنك برهة. اه وكنت على تركض او تخب بك هذه الخيل العراب العربية وانت تلاحق بني كلاب الذين هربوا منك ولم يستجيبوا لطلبك اياهم دعونا اذا نتوقف عند هذا البيت الخامس نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة في الحلقة الخمسين فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته