ثم اما بعد فانه لا شرف لي ان اجلس هذه الليلة المباركة. وهي من العشر الاواخر من شهر رمضان مع هذه الثلة من المؤمنين الربانيين ان شاء الله والعلم والتدارس العلمي لكتاب الله جل وعلى هو جزء من احياء ليالي رمضان بالذكر والتقرب الى الله جل وعلا. جعلنا الله واياكم ممن يصادف هذه الليلة المباركة. وممن يكتب له اجرها وفضلها. ثم بعد ذلك الشرف ان اجلس في هذه الليلة وقد شرفنا السيد والي جهة مكناس تافيلالت بحضوره كعادة في مجالات الدين والعلم. وذلك لعمر اصدق تمثيل لولاية تنوب عن امارة المؤمنين لهذا البلد المبارك. ندخل بحول الله مباشرة في محاولة مقاربة هذه العبارات التي جعلت عنوانا لهذه الكلمة المتواضعة. كلمات الله في القرآن الكريم القرآن كما هو واضح ومعلوم لدى جميع المسلمين كلام الله جل وعلا. وكلام الله صفة من صفات لان الكلام اي كلام او اي كلام صفة للمتكلم ولله المثل الاعلى فاي منا وكل منا كلامه صفة له. طريقة ادائه شكل آآ اشاراته طبقات صوته قاموسه اللغوي كل ذلك الكلام يشكل صفة للمتكلم. ولا شك كلام الله جل وعلا كما قاله اهل العلم صفة لله جل وعلا. والله سبحانه وتعالى متنزه عن صفات النقص سبحانه بل له الكمال وله الجمال والجلال. ولا تكون الصفة الا على قدر الموصوف. اي ان هذه الصفة التي هي كلام الله كما هو الله جل وعلا صفة كاملة مطلقة عن الزمان وعن المكان وكذلك هو القرآن الكريم. الا ان حديثنا الليلة بحول الله عن شيء خاص في كتاب الله. وهو هذه العبارات التي ترددت في غير مآية كلمات الله ولن تجد لكلمات الله تبديلا. كلمات لا تبديل لكلمات الله لا تبديل لكلمات الله. هذه العبارات العميقة التي تنطلق من القرآن وتمتد الى عمق الغيب بلا حد. ولو انما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات اله ان الله عزيز حكيم. فهذا عمق لا هذا المثل القرآني العجيب. الذي نأخد تبسيطه على قدر الطاقة والاستطاعة. لو ان البشرية اجتمعت فجعلت كل اغصان الشجر الذي هو على وجه الأرض اقلاما برته اقلاما اقلاما وجعلت تكتب كلمات الله بمدد هو البحر. وهذا البحر يمده من بعده سبعة ابواب ومعروف ان عدد السبعة والسبعة والسبع والسبعون في العربية انما يدل في الغالب على الكثرة التي لا حد لها سهل وليس على العدد من واحد الى سبعة لا وانما المقصود يعني سبعة ابحر اي ابحور عديدة لا تنحصر لو لو جمعنا هذا كله واشتغلنا بهذا الأمر الذي لا يستطيع الخيال استيعابه ولو بالتصور. ونكتب كلمات الله ما نفدت اي ما انتهت ولا انقطعت كلمات الله جل وعلا. القرآن الكريم من حيث العبارات محدود يبدأ بالناس سورة يبدأ بالفاتحة وينتهي بالناس. عبارات محدودة والقرآن من كلمات الله. ومع ذلك هذا القرآن ينطبق عليه هذا المعنى لو جئنا بشجر الارض جميعا وجعلناه اقلاما بريا لكل ابصانه وكتبنا بمداد البحر الذي سينقطع سبعة بحر. ما نفد القرآن الكريم. لان الكلمات ليست هي العبارات الكلام اعمق بكثير من اللغة. بكثير. ولم يكن عبثا ان النحات قديما قالوا في قاعدتهم على ما قال ابن مالك رحمه الله كلامنا لفظ مفيد كالصقل ففرقوا بين الكلام وبين القول قالوا والقول عم اي القول يعني عام لكل ما يتلفظ به الانسان. لكن الكلام شيء خاص. لابد وان يكون دالا على فائدة هذا في الدرس النحوي البسيط. لكنه في المعنى القرآني اعمق من ذلك بكثير كلمات الله جل وعلا تتعلق بقضائه وقدره. تتعلق بافعاله تتعلق بالامر الكوني القدري انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ولذلك نجد الكلمات تستعمل في القرآن للدلالة على افعال الله العظيمة افعال الله جل وعلا العظيمة. التي لا يستطيع العقل البشري استيعابها اطلاقا في اية لطيفة من كتاب الله جل وعلا يقول سبحانه انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمة وكلمة القاها الى مريم وروح منه. فالمسيح الله جل وعلا. فما صار الكلام هنا عبارة عن الفاظ. بل صار في هذه الاية شخصا وقدرا من قدر الله حققه الله بامر معجز اذ لا ابى للمسيح لا ابدا على خلاف عقيدة الاخرين. فهو كلمة الله. فاذا فالتعبير العجيب سننطلق منه الى شيء اخر. وذلك حينما عبر سبحانه وتعالى عن ابتداء ابراهيم عليه السلام. فقال واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما. قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين. فابتلاء اتقوا الله ابراهيم بالكلمات لم يكن مجرد كلام ولا اقوال. ولكنها كانت امتحانات عملية كان عبارة عن ابتلاء دخل فيه ابراهيم فنجح فأتمه. فقد ابتلاه الله كما تعلمون به. الإلقاء في النار فقال الله جل وعلا قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. ثبت ثم ابتلاه الله جل وعلا بالتهجير الى وبتوطين اهله بواد غير ذي زرع. شيء غريب حقيقة نحن اقرأه هكذا ونتلوه تلاوة عابرة. لكنه امر لا يطاق على المستوى النفسي والوجداني. ان تترك زوجة صغيرة السن مع طفل حديث الولادة في خلاء. بواد غير ذي زرع. تسكنه الضباع والسباع كما كان اناء هذا ابتلاء. وابتلاه الله جل وعلا بالتهجير من وطنه. من بلاد الرافدين والشام الى مصر ثم الى اعجاز فجاب اقطارا من الدنيا