بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلوات واتم ازكى التسليم. انه يا ايها الاخوة في الله ليس بعد كلام الله موعظة وبعد هذه الدعوات المباركات وانما يبعثنا الى مثل ذلك اننا حولها سنتحدث حديثا مختصرا. اسأل الله جل وعلا ان يتقبل منا اجمعين ساقف مع مشهدين لاعلق عليهما يتكرران كثيرا لا سيما في مثل تلك الايام التي نعيشه. اما المشهد الاول طائفة من الناس او كثير من الناس من ربما نزل به المرض او احاط به الفقر والدين واغتم واهتم وكان لذلك الاثر الكبير عليه وهناك من نزل به من المرض ما هو اشد ومن الفقر ما هو اعظم ومع ذلك كان منشرح الصدر طيب النفس المشهد الاخر من عزم على استثمار او استغلال وقته بالصالحات والاقبال على ربه كما في مثل هذا الموسم في رمظان فاشتد واشتد فمضت الايام ثم فتر بينما الاخر او الاخرون من الناس لم تزدهم الايام الا ثباتا واستقامة وازديادا من العمل الصالح السؤال وهذا المشهد يتكرر في حال كثير من الناس سواء كان ذاك المشهد الايجابي او السلبي ما الذي جعل الاشد فقرا او مرظا ينشرح بذلك صدره ويزول همه. بينما الاخر وهو اقل منه لم يسطع لذلك صبرا من الذي مكن ذاك الذي عزم على العبادة ان يستمر ويثبت ويزداد. بينما لم يتمكن الاخرون من من عزموا ايضا على ذلك الجواب يا ايها الاخوة باختصار ان الطائفة التي انشرحت صدرها او الناس الذين انشرحت صدورهم وازدادت في جانب العبادة عباداتهم هؤلاء ملأوا قلوبهم توكلا على الله سبحانه وتعالى بينما الاخرون ربما ضعف ذلك في نفوسهم فاحاط بهم الهم او الغم وفي شأن العبادة وكلوا الى ما عزموا عليه فخارت قواهم ولم يجدوا لهم معينا او نصيرا الله يقول ومن يتوكل على الله فهو حسبه فهو كافيه كافيه في شأن دينه وفي شأن دنياه. ويقول جل من قائل عليم انه ليس له سلطان والكلام عن الشيطان على الذين امنوا على ربهم يتوكلون. وقد قرأ الامام وفقه الله ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا. اذا الشأن المهم الذي اردت الحقيقة الوقوف معه ليس موضوع التوكل ككل. فهذا عظيم كبير يكفي في المتوكل ان الله يحبه. ان الله يحب المتوكلين. ومن احبه الله هل تظن او ارى ان يخذله هل من احبه ربه يمكن ان يظل او يزل؟ انه يا ايها الاخوة هذا المعنى العظيم وهو التوكل هو ربما ضعف عند كثير من الناس في شؤون دنياهم في طلب رزقهم في رفع ما اصابهم واهمهم لكنه اضعف لكنه اضعف في شأن دينهم. وهذا هو الغبن في التوكل. يقول ابن القيم ومن الناس من يكون مغبونا في توكله وقد توكل على الله حق توكله كيف يكون هذا والتوكل هو الثقة بالله والاعتماد عليه؟ نعم. هو يثق بالله ويعتمد عليه لكن يكون ذلك في امور يسيرة يستفرغ بها توكله ودعائه وهمه. ولربما دفعها بايسر ذلك فمن يتوكل على ربه في صرف كل توكله في فقره او مرضه ويمكنه دفع ذلك بنصف درهم او نصف رغيف ثم ينصرف عن التوكل في دينه وفي شأن امته وفي نصرتهم وفيما يكون فيه الخير للناس هذا الشأن الذي اردت ان اقف معه وهو التوكل في العبادة هو يا ايها الاخوة يحتاج منا فعلا الى وقفة عظيمة مهمة وقد قال ابن القيم رحمه الله ان الدين نصفان ونصف انابة ونصف استعانة وذاك قوله اياك نعبد فتلك الانابة. واياك نستعين فهذه هي الاستعانة والاستعانة هي التوكل والاستعانة هي التوكل وقد احصيت في كتاب الله فوجدت ستة مواضع كلها يقرن فيها وتقرن فيها الانابة بالاستعانة كلها تقام فيها الانابة بالاستعانة تقرن فيها العبادة بالتوكل فاعبده وتوكل عليه. وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب ولله غيب السماوات والارض ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله. فاعبد وتوكل عليه. ولذلك الله وعلا لما كان يخاطب نبيه في سورة الفرقان النار سلاك شاهدا ومبشرا ونذيرا. قال بعدها وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. ويقول ايضا وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. اعظم ما نحتاجه. اعظم ما نحتاجه يا ايها الاخوة ان نملأ قلوبنا ثقة اعتماد وتوكل واستعانة بالله في شأن عباداتنا في صلاتنا في صيامنا في دعائنا في ذكرنا اتظن ان تلك العجوز التي جلست في مصلاها لا تفتر من صلاة وذكر ودعاء وقلب معلق بالسما قد خارت قواها اتظن ان ذلك من قوة فيها الفرق يا اخي بيننا وبين تلك العجوز او ذاك المسن الذي احدودب ظهره لا تفوته تكبيرة الاحرام فضلا عن ان تفوته والقيام يصومك احسن ما يكون الصيام. بينما الشباب الاصحاء ربما فتروا في عباداتهم قيامهم صيامهم مشيا الشأن ان هؤلاء ادركوا ظعفهم وفقرهم لله وامتلأت قلوبهم ثقة واعتمادا على الله فلم يكلهم الى انفسهم بل قواهم سبحانه وتعالى وامدهم بعونه وقوته. يا معاذ اني احبك هكذا كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ اعلم الناس بالحلال والحرام فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وانت الان فرغت من الصلاة. وانت الان متلبس بالعبادة. انتبه ان يمتلئ قلبك عجبا او زهوا او غرورا وقالوا الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا. لكنه الله الذي فظلك على كثير ممن خلق ورحمك وهداك ويسر لك الامر وعافاك هذا المعنى هو الذي نحتاجه واكثر من حاجتنا للطعام وللشراب. يا ايها الاخوة في الله احد الاخوة من طلاب العلم وجدت الله امده بتوفيق عجيب وله في ذلك شأن غريب وقد فاق كثيرا من اقرانه مع كونهم لا يقلون عنه قدرة ولا جهدا قلت ما شاء الله قال ليس شيء الا اني اكثر من لا حول ولا قوة الا بالله قلت هذا هذا هو الشاي الذي غفلنا عنه فلما كان هذا شعاره وتبرأ من حوله وقوته كما دعا الامام وفقه الله اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين طرفة عين هذا المعنى توفيق يا ايها الاخوة وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. هو الشأن العظيم انت وانت في مصلاك تستمع. المؤذن يقول حي على الصلاة. حي على الفلاح. فيكون المشروع في حقك ان تقول ماذا؟ لا حول ولا قوة الا بالله ليكن هذا شعارنا ليكن هذا شعارنا ونحن نقبل على خير الايام التي طلعت عليها خير الليالي التي طلعت عليها الشمس وايام هي من اجل الايام واعظمها عند الله. والله انك لن تقوى لن تقوى على تلك العظيمات ولن توفق ولن توفق الى ما تغتنم او تريد ان تصبو اليه الا اذا استعنت بربك واقبلت عليه وتوكلت وعرفت فقرك وحاجتك يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد ان يشأ ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز انه جماع الايمان كما يقول سعيد بن جبير يكثر ان يقول اللهم اني اسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك. اللهم صل وسلم على