وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد هذه كلمة مختصرة تحدث فيها عن اهمية صلاة الجماعة. الصلاة كما تعلمون هي عماد الدين. وهو اول امر امر الله به بعد التوحيد. فقال في اول سورة البقرة يا ايها الناس اعبدوا ربكم. فهذا اول امر في القرآن وهو امر بالتوحيد وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وهذا اول نهي في القرآن وهو النهي عن الشرك. ثم بعدها بصفحة قال تبارك وتعالى واقيموا الصلاة. امر باقامة الصلاة. ومن اهم ما تقام به الصلاة الجماعة. ولهذا قال جل وعلا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركع مع الراكعين. قال مع الراكعين. وهذا اصل في وجوب صلاة الجماعة كما نص عليه جمع من اهل العلم يمكن ان الواحد منا يضيع في ذكره وسرده ونظره لاقواله الفقهاء فهذا يقول مستحب الجماعة والثاني يقول سنة والثالث يقول فرض والرابع يقول شرط والاخر يقول ركن والاخر يقول واجب. بغض النظر عن اقوال الفقهاء لننظر الى ما جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق في الصلاة في الجماعة. فاول امر في القرآن اقيموا الصلاة. ثم مع هذا الامر مع الراكعين فهو امر متصل بمعية الراكعين. وهذا اقل احواله انه يدل على ان اقامة الصلاة لا تتم الا مع الراكعين. واذا مشينا قليلا في سورة النساء نجد ان الله تبارك وتعالى اوجب الصلاة على المسلمين وهم في اشد قد الحالات وفي اصعب المواقف وهو الحرب. في الحرب يأمر الله نبيه ويقول له اذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك. وليأخذوا اسلحتهم. وليأخذوا حذرهم واسلحتهم ثم لتأتي الطائفة الاخرى لم يصلوا فليصلوا معك. اذا قضية الجماعة قضية عظيمة ولهذا جاء في حديث علي رضي الله عنه قال من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له الا من عذر وفسر هذا العذر بالخوف والمرض. بالخوف والمرض. الخوف من العدو او المرض الذي لا يستطيع معه الانسان السير او المرض المعدي الذي يخاف الانسان ان يصل اليه. والنبي عليه الصلاة والسلام مع انه اقام صلاة الجماعة في الحرب باصحابه هو الذي قال لقد هممت ان امر رجلا فيؤم الناس. يعني في الجماعة. ثم اذهب الى الذين يتخلفون عن الجماعة فاحرق عليهم بيوتهم او احرق عليهم بيوتهم. تأملوا معي لو كانت هذه الجماعة من الامور المسنونة والمندوبة لما استحقوا تحريق البيوت. فلما قال النبي عليه الصلاة والسلام لقد هممت ان اذهب الى هؤلاء الذين تخلفون الى الجماعة او عن الجماعة فاحرق عليهم بيوتهم علمنا ان صلاة الجماعة من الواجبات من الواجبات ولهذا يقول عبد الله ابن مسعود الله عن وكان ابن مسعود اذا طافته الجماعة في المسجد لا يصلي لوحده يرجع وينظر الى من فاتته معي فيصلي في بيته جماعة. المهم لا يترك الجماعة. يقول ابن مسعود رضي الله عنه لو انكم ان صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته واشار اليه وقد رآه يصلي في بيته منفردا لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لظللتم وانظر الان الى الحال يقول ولقد رأيتنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الرجل ليؤتى به يهادى بين الرجلين يهادى بين الرجلين يعني واحد ماسكه من يمينه يزحفونه والثاني ماسكه في شمال يزحفون. يهادى بين الرجلين يقام في الصف يصلي مع المسلمين. حتى لا يقال عنه منافق فدل على ان ترك الجماعة من علامات النفاق عياذا بالله تبارك وتعالى. وصريح وهذا ما جاء في الصحيحين ان النبي عليه الصلاة والسلام اشار الى بعض المنافقين وقال لو يعلمون لو يعلمون انهم يدركون عظمين مرماطين لاتوهما ولو حبوا وفي رواية لو يعلم الناس ما في صلاة الفجر والعشاء لاتوهما ولو حبوا ولهذا ينبغي على المسلم ان يحافظ الصلاة مع الجماعة. وفي سنن ابي داوود باسناد حسن ان شاء الله اه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من حافظ على هذه الصلوات ومن المحافظة على الصلوات ان تحافظ عليها في الجماعات كان له نورا ونجاة وبرهانا يوم القيامة. وكان حقا على الله الله ان يدخله الجنة. ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له نور ولا برهان ولا نجاة ولم يكن له عهد عند الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له. فتأملوا معي لهذا الامر العظيم هذه الجماعة ايها الاخوة فيها الاجور العظيمة. يقول النبي عليه الصلاة والسلام صلاة الجماعة افضل ومن صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة. وفي رواية بسبع وعشرين درجة. وليس هناك تناقض بين رواية خمس وعشرين وبين رواية سبع وعشرين. كيف؟ لان رواية خمس وعشرين يعني في الصلاة السرية فان اعمال الانسان اذا خرج الى المسجد من حين بدء اعماله الى وصوله هي خمسة وعشرين خصلة عدها الحافظ ابن حجر خصلة خصلة. وفي صلاة الجهرية زيادة خصلتين. زيادة الاجتماع للتلاوة وزيادة قول امين. فصار سبعا وعشرين. اذا كلمة او او سبع وعشرين للتنوين وليس للشك. وحاشى نبي الله صلى الله عليه وسلم ان يكون في كلامه شك. والروايتان محفوظتان في صحيح اذا صلاة الجماعة فيها اجر عظيم. اجر عظيم. النبي عليه الصلاة والسلام في مرضه الذي مات فيه وجد نوعا من النشاط. فقال للعباس وعلي احملاني واقيمان في الصف فصلى خلف ابي بكر رضي الله عنه. وهو في مرض موته. ماذا يريد؟ يريد الجماعة بل انه عليه الصلاة والسلام شرع تأخير الظهر الى العصر. وتأخير المغرب للعشاء. او ديما المغرب الى العصر الى الظهر والعشاء للمغرب لاجل الجماعة في السفر. بعض الناس يظن ان الجمع لمجرد كونك في السفر لا هذا غير صحيح. الجمع في السفر حرصا وحفظا على الجماعة. حتى ان الناس ينزلون معا ويصلون معا ويرتحلون معا ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما كان في تبوك جلس سبعة عشر يوما وفي في بعض الروايات ثمانية عشر يوما وفي بعض الروايات تسعة عشر يوما في بعض الروايات خمسة عشر يوما بحسب الحسبة ايام الدخول وايام الخروج والتحرك يمنى يسرى لان الانسان في الحرب لا يستقر في مكان واحد كما تعلمون. لكن الشاهد انه كان يصلي كل صلاة في وقتها وهو في في مكان الاقامة الوقتية المؤقتة. ما كان يجمع لان الجماعة مدركة في وقتها. من فوائد صلاة الجماعة ان صلاة الجماعة تأتي بالخشوع. تأتي بالخضوع. تعلمك رباط في الاوقات تعلمك الانتظام. هذه الجماعة تقوي الروابط الاجتماعية هذه الجماعة شعيرة من شعائر الاسلام. هذه الجماعة هي صورة جمعية من صور جمع الناس قس على قلب واحد. ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يسوي بين الصفوف. ويأمرهم بتسوية الصفوف ويقول لا تختلفوا يعني في ابدانكم. فتختلف قلوبكم فدل على ان الجماعة فيها تسوية القلوب واصلاح القلوب. هذا بعض ما اردت تذكيره نفسي واياكم حتى نحافظ على صلاة الجماعة ولا نترك الجماعة مهما استطعنا الى ذلك سبيلا. اسأل الله عز وجل ان يعينني واياكم على ما فيه ذكر وشكره وحسن عبادته. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين